Skip to main content

Full text of "234 كتاب Pdf الاغتراب النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلاب ا لجامعة"

See other formats


¥ HM f 
5 : 7 ا‎ 
جامعة الجزائر( بن يوسف بن خدة ) اس‎ 
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية‎ 
قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا‎ 


الاغتراب النفسي وعلاقته بالصحة النفسية 
لدى طلاب ١‏ لجامعة 
دراسة ميدانية على عينة من طلاب الجامعة في الجزائر العاصمة 


مذكرة مقدمة انيل شهادة الماجستير في علم نفس وعلوم القرية والأرطوفونا 


إعداد الطالب : إشراف الأستاذ : 
عبد الله عبد الله د. بوطاف مسعود 


السنة الجامعية 
7م 2008 م/ 1428ه - 1429ه 





إذن طبع هنك #ما كز 
العنوان: الاغتراب النفسى وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلاب الجامعة فى الجزائر .دراسة ميدانية 
على عينة من طلاب الجامعة بالجزائر العاصمة . 

أا الممضي أسفله الأستاذ وطاف مسعود » أوافق على طبع مذكرة الماجستير للطالب 
عبدالله عبدالله المقدمة في تخصص علم النفس الاجتماعي .حول موضوع الاغتراب النفسي 
و الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة. دراسة ميدانية ثم إجراؤها بجامعة الجزائر .وهذا حى تقدم 
نسخ متها إلى أعضاء لجنة المناقشة . 
الا 

ج عبورة حمر 

- إراهيمي إبراهيم. 
الان المقررون : عبورة حمر اسشا 

الجزائر قي 2009/02/01 
إمضاء اة : 


وطاف مسعود ٠.‏ 





kek‏ ا 


- إلى من ي لهما على بعد الله ل دود » والدي الكرمين أطال الله في عمرهما وأحسن خنامهما . 
- إلى كل أفراد أسرتي كل واحد باسمه . 


- إلى روح جدي الحابج أمبارك الطاب رجه آله وأسككه فسيح جنانه . 


5 إلى كل من سعى في تعليمي وتكوبني وتوجبهي . 


- إلى كل من ساهم في إعداد هذا العمل من قريب أو عيد . 


- إلى كل طالب للعلم وباحث عن الحقيقة . 
- إل ىكل الأهل والأحبة وكل سكان مدينة رقان. 


- إلى كل الأصدقاء في الإقامة الجامعية باب الزوار3 وخاصة ( باحنينى؛ عبد الحميد » حاوات » مولاي أحمد 
- فاتم » وبکر » شعيب » الصاح بن ادي » داسين » لحبيب » سفيان) 
- إلى كل زملائي وزميلاتي في دفعة الماجستر تخصص عام النفس الاجتماعي وهم : 





























"+| لومم 


انطلاقا مه الأثر: 


6 من ل شک رالناس م مشک ر الله ۴۴د 
فان آتوجه بالشكر ا حالص المفعم بالعرفاز إلى : 
٠‏ الأستاذ الشرف على تضحياته الجسام مز أجل مام هذا العمل بصرف أنفس أوقاته 
ودذل توجيها ته القيمة وال كان تكفيلة تغطية الحزئية المدروسة . 
إل الصديق الحميم أحمد بالعارية الذي ساعدن فب طباعة هذا العمل . 
9 وا لكل من ساهم مز قرب أو عيد ف إنجاز هذا العمل ساثلا الله عزوجل 


از ركه بای امل 


























4 


مقدمة 





مقدمة : - 

تعتبر ظاهرة الاغتراب النفسي ظاهرة اجتماعية نفسية ومشكلة إنسانية عامة مقبولة حينا 
مرضية معوقة حينا آخرء شائعة في كثير من المجتمعات بغض النظر عن النظم 
والإيديولوجيات والمستوى الاقتصادي والتقدم المادي والتكنولوجيا » كما أنها تعتبر أزمة 
معاناة للإنسان المعاصر وإن تعددت مصادرها وأسبابها » وإذا كانت دراسة الاغتراب مسألة 
مهمة بالنسبة لعامة الناس فتزداد أهميتها للشباب » وذلك لأنهم يعدون في جميع دول العالم 
محور اهتمام الجميع » نظراً للدور الذي يمكن للشباب القيام به في زيادة الإنتاج والإسهام في 
بناء الدول والمجتمعات ٠‏ لأنهم هم مصدر الطاقة المادية والمعنوية الحقيقية لأي أمة. لقد 
ازداد اهتمام الباحثين خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدراسة الاغتراب كظاهرة 
انتشرت بين الأفراد في المجتمعات المختلفة » وربما يرجع ذلك إلى ما لهذه الظاهرة من 
دلالات قد تعبر عن أزمة الإنسان المعاصر ومعاناته وصراعاته الناتجة عن تلك الفجوة 
الكبيرة بين تقدم مادي يسير بمعدل هائل السرعة وتقدم قيمي ومعنوي يسير بمعدل بطيء 
الأمر الذي أدى بالإنسان إلى النظر إلى هذه الحياة وكأنها غريبة عنه » أو بمعنى آخر هو 
الشعور بعدم الانتماء إليها.() » ويبدو أن إنسان اليوم قد أصبح يحيا حياة صعبة ابتعدت به 
تدريجيا عن العلاقات الإنسانية الحميمة التي تربطه بالآخرين وبنفسه » ليس هذا فحسب بل 
إن الظروف الصعبة الضاغطة التي يتسم بها مجتمعنا ساهمت في بروز ظاهرة الاغتراب. 
لقد أصبحت المادة غاية الإنسان بدلا من أن تكون وسيلته » فهو يضحي بكل شيء من أجل 
الحصول عليها » بل وربما يدفعه ذلك إلى السلوك بطريقة تناقض تماما ما يدعيه وما يقوله 
ويفِعل ذلك غدى الإنسان غريبا عن نفسه مثلما أصبح غريبا عن الآخرين الذين قد يضحي 
بهم من أجل المادة » ومن ثم أصبح الاغتراب كما لو كان نوعا من الوباء الاجتماعي الذي 
يهدد المجتمعات الحديثة.2) 


(!) - ريتشارد شاخت ٠‏ الاغتراب. ترجمة: كامل يوسف » المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت » 1980 »ع ص 56. 
(2) - أحمد أبو زيد ء الاغتراب ٠»‏ عالم الفكرء مجلد 10 » عدد 1» 12-3 » 1979 » ص 74. 


4 


مقدمة 





كان( هيجل) أول من رفع اصطلاح الاغتراب إلى مرتبة الأهمية الفلسفية » ولكن 
يعتبر(كارل ماركس) أول من تناول مفهوم الاغتراب باعتباره ظاهرة اجتماعية تاريخية 
سواء من حيث نشأتها أو تطورها » وباعتبارها مفهوما علمانيا ماديا » حيث رأى جذوره 
تكمن في العمل المغترب الذي يعد من وجهة نظره أساسا لكل أشكال الاغتراب الاجتماعية 
أو السياسية أو الإيديولوجية في المجتمع الطبقي » وقد ميز(ماركس)) بين عدة مظاهر 
للاغتراب ٠»‏ منها اغتراب الإنسان عن عمله والأشياء المنتجة » واغترابه عن ذاته وعن 
وجوده ككائن نوعي وعن غيره من الناس.() 

لقد استطاعت مشكلة الاغتراب باعتبارها حالة مميزة للإنسان في المجتمع الحديث أن 
تفرض نفسها على كثير من مجالات النشاط الثقافي في الوقت الحاضرء والواقع إن مصطلح 
الاغتراب يعتبر من أكثر المصطلحات إثارة للجدل » لا بسبب غموض معانيها بل بسبب 
التعريفات الكثيرة التي وضعت لها وبسبب اتساعها وكثرة تداولها في معالجة مشكلات 
المجتمع الحديث ولكن على الرغم من تباين واختلاف الآراء حول هذا المفهوم » فإن كل 
المحاولات التي بذلت تدور حول أمور معينة تشير إلى دخول عناصر معينة في مفهوم 
الاغتراب مثل الانسلاخ عن المجتمع » والعجز عن التلاؤم والفشل في التكيف مع الواقع 
الاجتماعي واللامبالاة » وعدم الشعور بالانتماء.() 

لقد ظهرت منذ الثمانينات عدة دراسات تناولت ظاهرة الاغتراب في مجال التربية وعلم 
النفس » منها دراسة أحمد خيري حافظ 1980 ٠‏ محمد إبراهيم عيد 1983» عبد السميع سيد 
أحمد 1981 » عادل الأشول وآخرون 1985 » أمال بشير 1989 ٠‏ سيد محمد عبد العال 
1 » بركات حمزة حسن 1993 » عطيات فتحي أبو العينين 1995 » موسى والأهواني 
٠» 0‏ وقد تناولت هذه الدراسات مدى انتشار الظاهرة في المجتمع المصري وعلاقتها 
بكثير من المتغيرات › ولا سيما ما يتعلق منها بحياة الطالب الجامعي » وقد ظهرت دراسات 
أخرى في بيئات مختلفة منها دراسة طلعت منصور 1983 في الكويت ٠»‏ وظهرت أيضا 


(!) - محمود رجب » الاغتراب : سيرة المصطلح » دار المعارف » القاهرة » 1988 »> ص105. 


() - www.alminchaoui.com 


4 


مقدمة 





دراسة أحمد أبو طواحينه 1987 » ماهر حسان 1999 وفي فلسطين والأردن ظهرت أيضا 
دراسة الزغل وعضيبات 1986 » وفي السعودية ظهرت دراسة القريطي 1991 › وبالرغم 
من تعدد الدراسات وتنوعها إلا أنه لم توجد أي دراسة على حد علمنا أجريت على البيئة 
الجزائرية » ودرست الاغتراب وعلاقته بالصحة النفسية. 

وبما أن الاغتراب ظاهرة اجتماعية المنشأ والجذورء فأعراضها نفسية سلوكية تظهر في 
مساوئ توافق الإنسان مع واقعه المعاش بشكل يصبح الإنسان غريبا عن ذاته وعن واقعه 
وهذا ما جعلنا نربط بين الاغتراب والصحة النفسية » لأن الاغتراب ظاهرة اجتماعية لا 
سبيل لدراستها بمعزل عن البعد النفسي وهي أيضا ظاهرة نفسية لا سبيل لفهمها إلا من 
خلال حاضنتها الاجتماعية » حيث أن مفهوم الصحة النفسية يعني تلك الحالة التي يعيش فيها 
الإنسان في سلام نسبي مع نفسه ومع العالم مستغلا قواه وإمكانياته المختلفة إلى أقصى مداها 
بما يعود عليه وعلى العالم بالنفع والرضا والسعادة . حيث إن مفهوم الصحة النفسية يعني أن 
هناك علاقة مثمرة خلاقة بين الفرد والعالم علاقة تتضمن نجاح الإنسان في محاولاته تحقيق 
ذاته وإمكانياته المختلفة » وتحقيق وجوده وتأكيد ذاته واستقلاله في حضور الآخرين لتغيير 
نفسه وتغيير الواقع ولكن الاغتراب النفسي كان أحيانا في فشل الإنسان في خلق علاقات 
مثمرة مع الآخرين وهذا ما يدعى بالاغتراب السلبي » وأحيانا أخرى يتجاوز الإنسان أزمته 
ويبني علاقات مثمرة مع الآخرين وهذا ما يدعى بالاغتراب الإيجابي » كما أن مصادر 
الشعور بالاغتراب عديدة ومتداخلة وتتضمن عوامل نفسية وتاريخية وثقافية واجتماعية وإلى 
جانب هذا توجد مجموعة نماذج لصور وأشكال هذا التفاعل الذي يبدو في مظاهر الشعور 
بالاغتراب وهو الشعور الذي يأتي نتيجة للنبذ والحرمان وافتقاد العلاقة بالعالم الميتافيزيقي 
وهناك الشعور بالاغتراب الذي يأتي نتيجة لفقدان العلاقة بين الأم والابن ومن ثم تتولد 
مشاعر عدم الانتماء لدى الفرد.(!) 


() - www.alminchaoui.com . 


4 


مقدمة 





ولهذا قمنا بإنجاز هذا البحث الذي يدور موضوعه حول الاغتراب النفسي وعلاقته 
بالصحة النفسية لدى طلاب الجامعة. 

وذلك من خلال اطلاعاتنا النظرية التي جمعناها في الجانب النظريء واعتمادا على ما 
لاحظناه ولمسناه في الجانب التطبيقي» وقد قسمنا موضوع بحثنا على النحو التالي : 
الجانب النظري : والذي يضم ستة فصول كانت على النحو التالي : 
الفصل الأول ٠‏ 
تناولنا فيه مشكلة البحث . فرضيات البحث » وأهمية البحث » أهداف البحث » تحديد مفاهيم 
البحث » وحدود البحث وإجراءاته. 
الفصل الثاني : 
تطرقنا فيه إلى مفهوم الاغتراب › أسباب ومصادر الاغتراب › أبعاد الاغتراب ومظاهره 
الشباب والاغتراب » أنماط الاغتراب وأنواعه » وأهم النظريات المفسرة للاغتراب. 
الفصل الثالث : 
فقد تم التطرق فيه إلى التنشئة الاجتماعية واغتراب الشخصية ٠‏ اغتراب اللغة العربية 
الاغتراب والثقافة والمجتمع › الانتماء وعلاقته بالاغتراب » معتقدات الاغتراب اللاعقلانية 
قياس عامل الاغتراب » مواجهة الاغتراب » الخلاص من الاغتراب. 
الفصل الرابع : 
تناولنا فيه مفهوم الصحة النفسية الذي نتطرق فيه إلى الصحة النفسية كحالة من الأحوال 
النفسية » الصحة النفسية والتوافق » مربع الصحة النفسية » الصحة النفسية والسواء والشذوذ 
مظاهر الصحة النفسية » مظاهر الصحة النفسية والنظريات النفسية » الصحة النفسية 
والمرض النفسي ٠»‏ علم الصحة النفسية . 
الفصل الخامس ٠:‏ 
تناولنا فيه الصحة النفسية للشباب الجامعي والتي نتطرق فيها إلى معنى الصحة النفسية 


4 


مقدمة 





الصحة النفسية في الأسرة والجامعة والمجتمع ٠.‏ مناهج الصحة النفسية 
وأسباب الأمراض النفسية » أعراض الأمراض النفسية » الأمراض النفسية والعقلية 
العلاج النفسي وأهم طرقه » رعاية الصحة النفسية للشباب الجامعي. 
الفصل السادس : 
تناولنا فيه الاغتراب والصحة النفسية والتي نتطرق فيها إلى النظرة المتعمقة لعلاقة 
الاغتراب بالصحة النفسية » الدراسات السابقة العربية والأجنبية » النظرة النظرية الفكرية 
لموضوع الاغتراب والصحة النفسية لطلاب الجامعة. 

أما الجانب التطبيقي : والذي يمثل الجانب الميداني فيضم فصلين : 
الفصل السابع : 
وهو الفصل الإجرائي الذي يتضمن الإجراءات المنهجية للبحث » نتطرق فيه إلى منهج 
الدراسة » مجتمع الدراسة » عينة الدراسة » الأدوات المستخدمة في الدراسة » والأساليب 
الإحصائية المستخدمة في معالجة الفروض. 
الفصل الثامن : 
يحتوي على نتائج البحث وتحليلها » وكذا تفسيرها كما وضعنا ملخصا نتيجة لما وصلنا إليه 
إضافة إلى وضع التوصيات والاقتراحات. 


الجانب النظري 


« 7 
الفصل الأول : 
5 
مدخل للبحث 
1- إشكالية البحث 
2- فرضيات البحث 
3- أهمية البحث 
4- أهداف البحث 
5- تحديد المفاهيم 
6- حدود البحث وإجراءاته 


الفصل الأول مدخل للبحث 





1- إشكالية البحث: 

ظاهرة الاغتراب ذات ملامح ومظاهر متعددة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات 
الإنسانية على وجه الأرض ٠»‏ ولما كانت ظاهرة الاغتراب من الظواهر الاجتماعية النسبية 
التي تختلف باختلاف الزمان والمكان حسب المجتمع وتنتشر انتشاراً ملموسا - زاد إحساسي 
بهذه الأهمية وما لاحظته من خلال اتصالي ومعايشتي للشباب الجامعي. بما فيهم طلاب 
الدراسات العليا » حيث لاحظت ضعف شعور الانتماء إلى الجامعة أو المدرسة أو الأسرة بل 
ضعف الاهتمام بالحياة. مما أدى إلى عدم اللامبالاة » والذي قد ينتج عنه عدم الإحساس 
بالمسؤولية وعدم وضوح الأهداف وانتقاء النظرة الجادة للأمور وللحياة بشكل عام » وقد 
يكون نتيجة لذلك كله ما يلاحظ من الانطواء والعزلة والسلبية والشعور بالعجز وعدم القدرة 
على مواجهة المواقف الصعبة والأزمات بين الشباب. 

يعايش الشباب العربي " المعاصر" عالمين متناقضين › حاملا في شخصيته تقافتين 
الأصلية وأخرى عولمية تغريبية تسلبه الأولى وتدفعه نحو عصرنة فردية كوكبية مصطنعة . 
وبين العالم الأول والعالم الثاني يقف العالم العربي . عاجزاً عن الوصل بين ماضيه التراثي 
وبين عصرنه الآخر المغتربة عنه » فيصبح شأنه شأن غيره في دول الجنوب الفقير منفصما 
عن ذاته مغتربا في ثقافته » لا يعرف كيف يواجه تجليات العولمة وإشكالية الخصوصية 
فيعيش في عالم من الوهم ونسق من الخيال يصنعه لذاته » إما هربا من واقعة أو عجزآ عن 
الفكاك منه » فلا يجد مخرجا إلا أن ينكص إلى ماضيه يتباكى عليه » ومع ذلك قد يسعى 
للعصرنة المظهرية المصطنعة » فيصبح ممسوخ الشخصية » فاقد الهوية غير قادر حتى 
على التكيف مع الواقع أو التصالح مع الأنا أو التعايش الحر مع الآخر من أجل إعادة إنتاج 


الذات.(1) 


()- حجازي » مجدي أحمد » العولمة وتهميش الثقافة الوطنية » رؤية نقدية من العالم الثالث عالم الفكر » المجلس الوطني 
للثقافة والفنون والآداب دولة الكويت » المجلد الثامن والعشرون » العدد الثاني - أكتوبر ديسمبر » 1999 » ص 15. 


الفصل الأول مدخل للبحث 





ولما كان الشباب - بما فيهم طلبة الجامعة - في أي مجتمع معاصر يتأثر بعوامل محلية 
أو قومية أو عالمية وحيث أن للضغوط الثقافية دورآ بارزآ في تحديد مطالب النمو لأفراد 
المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص » كما أن المتغيرات الاقتصادية والسياسية 
والاجتماعية قد تؤثر بشكل أو بآخر في قدرة الفرد على تحقيق مطالب نموه مما قد يؤدي إلى 
معاناته لبعض المشكلات وحيث أن الأفراد موضوع دراستنا ولدوا ونشئوا في فترة تاريخية 
متقلبة الأحداث » كان حري بنا أن نرصد تأثيرات المتغيرات المختلفة في تفسير مشكلات 
الاغتراب لدى الطالب الجامعي ومعاونته في حل تلك المشكلات وهذه المتغيرات كالآتي : 
1 - إن مجتمعنا كأي مجتمع من مجتمعات العالم الثالث يواجه تغيرات محلية وقومية 
وعالمية يجعل الشباب يعيش في صراع تقليدي بين القديم والحديث . 
2 إن إحساس الشباب بالنقص أمام التقدم العلمي الهائل قد يدفعه إلى الاتجاه الإيجابي 
وينمي قدراته بمناهج جديدة تجعله يفكر أكثر مما يتلقى معلومات وينجز ... أو ينسحب 
ويرضى بتخلفه . 
3 - إن البحث عن الذات بعد أن اهتزت لدى الشباب من الجنسين كل المفاهيم التي اكتسبوها 
في مرحلتي الطفولة والمراهقة » وعودة البعض إلى القيم الدينية الخالدة في صحوة دينية ما 
هو إلا محاولة يهدف الشباب من ورائها البحث عن هويته . 
4 - أن المحافظة على الوجود والإحساس بعدم الأمن نتيجة الأخطار الداخلية والأخطار 
الخارجية تجعل الشباب يعيش في خوف دائم فهو بحاجة إلى الأمن السياسي والاجتماعي 
والاقتصادي » مما يجعل الشباب بشكل عام والطلبة بشكل خاص يعانون من بعض 
المشكلات.(1) 


()- شريف» نادية محمود ومحمد عودة محمد » مشكلات الطالب الجامعي وحاجاته الإرشادية » دراسة ميدانية. جامعة 


الكويت » 1986 » ص28. 


الفصل الأول مدخل للبحث 





ويعتبر الاغتراب من أقدم المفاهيم التي تعرض لها الباحثون في العديد من فروع العلوم 
الإنسانية : الفلسفية والنفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية .. الخ ) إذ يكاد 
يمثل ميدان بحث مشترك لكثير من العلوم التي تتخذ الإنسان محوراً لها . 
ويمثل الاغتراب حالة نفسية يعيشها الإنسان نتيجة للظروف التي يمر بها » ويعد من 
المشكلات التي يجب دراستها والحد من انتشارها لما لها من آثار سلبية على الفرد ومشاركته 
في تنمية بلده وتطوره . 

ولقد مر العالم العربي بصفة عامة بظروف وتطورات سريعة أثرت على كثير من مناحي 
الحياة في تلك المجتمعات وانعكست في بعض جوانبها بآثار سلبية على الصحة النفسية للعديد 
من أفرادها فالعالم الإسلامي الذي كان يقود العالم في العصر الإسلامي الزاهر تحول في 
هذا العصر لتابع للآخرين مستهلك لما تفرزه حضارة العالم الغربي من غثها وسمينها كما 
أثرت الطفرة الاقتصادية التي مرت على المجتمعات العربية بصفة خاصة في عدد من القيم 
والمفاهيم الموجودة في تلك المجتمعات وساعدت في ظهور العديد من مظاهر السلوك الدخيل 
والمعاناة من بعض من المشاكل النفسية وسوء التكيف ومظاهر الاغتراب.(1) 

ويرى العديد من العلماء أن الاغتراب يمثل أحد أسباب إدمان المخدرات وعدوانية الشباب 
وتمردهم على النظام وفقدهم للحس الاجتماعي والهوية والانتماء الوطني ٠‏ والتبلد والسلبية 
واللامبالاة ... وغيرها من الأمراض الاجتماعية والنفسية المدمرة التي تحتاج - بكل تأكيد - 
إلى جهود مخلصة ومتكاملة لعلاجها قبل استفحالها. 

ولما كان الشباب يمثل أهم القطاعات الحيوية المساهمة في عملية البناء والتطوير 
الاقتصادي والاجتماعي » فقد جاءت هذه الدراسة بهدف التعرف والوقوف على الأبعاد التي 
قد تكشف لنا معاناة الطلبة في البيئة الجامعية والبيئة الاجتماعية الخارجية. إن مشكلات 
الشباب على اختلاف صورها تعد ظاهرة عالمية تعاني منها شتى المجتمعات البشرية » كما 


((- الصنيع » صالح بن إبراهيم الاغتراب لدى طلاب الجامعة » دراسة مقارنة بين الطلاب السعوديين والعمانيين . رسالة 
الخليج العربي ٠‏ العدد الثاني والثمانون. السنة الثانية والعشرون» 2002 ٠‏ ص 16. 


10 


الفصل الأول مدخل للبحث 





أنها تشكل مصدر قلق لدى المسئولين ومتخذي القرار » ومصدر اهتمام وتقصي لدى 
الباحثين على اختلاف مشاربهم . 

إن فهمنا لطبيعة الشباب ومشكلاته » يتطلب منا فهم طبيعة الخلفية التاريخية والاجتماعية 
اتطوو السدتمحانة: قالسماة: السلوكية والشخصية الفزد تعد <ؤاتما ‏ تقانها لظر وف اة 
فحين يولد المرء » تولد معه الإمكانات والقدرات والاستعدادات التي تكون كامنة بداخله فهي 
قابلة للنمو والإعاقة على السواء وذلك وفقا لطبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية 
والحضارية التي يعيش من خلالها الإنسان » وبذلك يصبح الإنسان نتاجا لواقعة » ومن ثم فإن 
التغلب على بعض السلوكيات يتطلب مراجعة للظروف التي يمر بها المجتمع.١)‏ 
ومن هنا تتضح مشكلة الدراسة وهي حالة الاغتراب التي يعيشها الطلاب في المجتمع 
العربي عامة والمجتمع الجزائري خاصة في إطار متغيرات عصر العولمة والانفجار 
المعرفي. 

إن دراسة الاغتراب وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلاب الجامعة في المجتمع الجزائري 
لم تحظ باهتمام الباحثين حيث لا يوجد إلا عدداً محدوداً من الدراسات التي تهتم بالصحة 
النفسية لدى طلاب الجامعة . وبعض الدراسات التي أجريت على ظاهرة الاغتراب في 
المجتمع الجزائري قليلة ومحدودة » مما شكل باعتا لدى الباحث على المساهمة في توضيح 
ملامح هذه الظاهرة بين طلاب الجامعة في الجزائر العاصمة من مختلف التخصصات 
والكليات. 

وتوصلت سميرة حسن أبكر1989م في دراستها عن" ظاهرة الاغتراب لدى طالبات 
كليات البنات بالسعودية " إلى أنه توجد علاقة ارتباطية بين الاغتراب والصحة النفسية لدى 
طالبات السنوات الأربع في الأقسام الأدبية والعلمية وطالبات السكن الداخلي وأشارت إلى أن 


(!)- القريطي » عبد المطلب والشخصي » عبد العزيز » ظاهرة الاغتراب لدى عينة من طلاب الجامعة السعوديين وعلاقتها 
ببعض المتغيرات الأخرى » رسالة الخليج العربي . العدد ( 39 ) السنة ( 12 ) » 1991 » ص 56. 


11 


الفصل الأول مدخل للبحث 





طلبة السنوات الأولى أكثر اغتراباً من طلبة السنوات النهائية بنسبة بسيطة وربطت 
الاغتراب بالدين .(1) 

وقي دران حن الموسوري 1097 الى هفك للتمرف على مظام الأغتراب الفاة 
فن الكريضين ودرا ال عن الاغرات ر كل من اتسد واكك وة ت الدر اة 
إلى نتائج أهمها عدم تباين الاغتراب النفسي بتبيان نوع الإقامة خلال فترة الغزو العراقي 
على الكويت. بينما تباين الاغتراب النفسي مع تباين الجنس حيث أن الإناث كن أكثر اغترابا 
من الذكور. وكان الطلبة الأقل تعليما أكثر اغترابا من الطلبة الأكثر تعليما. وارتبط الاغتراب 
النفسي لدى الكويتيين بالعديد من المتغيرات النفسية والديموغرافية منها مستوى التعليم 
والعمر والمهنة والجنس » كما ارتبط الاغتراب النفسي بعدة عوامل يمكن إجمالها في العزلة 
اللامعنى » والعجزء التمرد واللامعيارية » إضافة إلى الظروف الأسرية والاقتصادية ‏ 

كما ترى رجاء الخطيب (1991) أن الاغتراب ظاهرة اجتماعية موجودة عند كل الناس 
ولكن بصورة متفاوتة من فردٍ إلى آخرء تختلف باختلاف المهنة ومستوى التعليم ومقدار 
الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعيشها الفرد » ويتوقف على التكوين البيولوجي والنفسي 
والصحة النفسية التي يتمتع بها الفرد.3) 

وکل کوء ها تقد وکن تخد کا الذر انق الو ال اا ركن ال 
هل هتاف عا بيخ الاغقر ات و الصحة التق لدى طلاى الاة ؟ 
وينبثق عن هذا السؤال التساؤلات الجزئية التالية : 
1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الجامعة في درجة الاغتراب تبعا للجنس 
والكلية ونوع السكن والتخصص الأكاديمي والمستوى الجامعي؟ 


()- عادل بن محمد العقيلي » الاغتراب وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود » رسالة 
ماجستيرء كلية الدراسات العليا » الرياض جامعة نايف للعلوم الأمنية » 2004 » ص 37. 

(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 153- 154 . 

()- المرجع السابق > ص104. 


12 


الفصل الأول مدخل للبحث 





2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الجامعة في درجة الصحة النفسية تبعا 
للجنس والكلية ونوع السكن والتخصص الأكاديمي والمستوى الجامعي ؟ 

2- فرضيات البحث : 
1ع ترج فروق دات دلا [حضائية في درحة الاغتراي الى لد طلا الجائعة نينا 
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للكليات الأدبية والعلمية. 
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
لنوع السكن. 
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للتخصص الأكاكيمين. 
5- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للمستوى الجامعي. 
6- هناك علاقة ارتباطيه بين ظاهرة الاغتراب النفسي والصحة النفسية لدى طلاب الجامعة. 
7- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
8- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
للكليات الأدبية والعلمية. 
9- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا لنوع 
السكن. 
0- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى أفراد طلاب الجامعة 
تبعا لاتخصص ا كفن 


13 


الفصل الأول مدخل للبحث 





1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
للمستوى الجامعي. 

3- أهداف البحث : 

خض أهدافه الدزاسة في المحاوى الات 
1- التعرف على مستوى ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة ومعرفة الفروق تبعا للجنس 
والكلية والتخصص الأكاديمي والمستوى الدراسي ونوع السكن. 
2- التعرف على مستوى درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة ومعرفة الفروق تبعا 
للجنس ونوع الكلية والتخصص الأكاديمي والمستوى الدراسي ونوع السكن. 
3- تهدف الدراسة إلى الكشف عن العلاقة الإرتباطية - إن وجدت - بين الاغتراب والصحة 
النفنيية لد كلاب الحافغة وعجر فة مدق دلا هذ الدلاقة 
4- وتهدف إلى بيان تأثير الاغتراب على الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة والوقوف على 
العؤامل الى تنظ متغيرات الدراسة (الصحة النفسية + الأغترات النقيسى). 
5 قرحت هذه الدرانسة إلى قر اح عضن اء و التوصعيات: الت من شانها التخنيف من اقا 
الاو الصيخة الشبوة وى ا ای أخل المحافظلة على امک 

4 - أهمية البحث : 

نرق أن أ سيا هذه :الدر اننة توح إلى "أنها طرق دران طاهرة ااه هاما فى حياة 
الأساق المعاصر وهي الاغتراب. الى وظين: نقيجة اكات الد بالبينة الشاريحية + التي 
تقس بالترقرات:والضغوطات المتلاحقة التى لا سقط الإسناق سارها تفن الرعة 
كنا طرق إلى كواننة اله الف الف تقر هلان أساسى اسان ينما فت 
غوامل الضغط النفسي المتعيدة الرو اف قى الع ومن أهمية هذه الدرابية أيضنا .د أنها 
في فثرة قريبة جدا سرف تحتل مكانة مثميزة فى المجتمع > وقد يستفيد من هذه الدراسة 
تهون فى مطل اصح الل > رق اع .هذه الدوابنة" الدلحلية علي لجرا 
دراسات أخرى مشابهة ذات علاقة بالموضوع » وعلى مستويات تعليمية أدنى أو أعلى من 


14 


الفصل الأول مدخل للبحث 





أفراد عينة الدراسة » وقد يستفيد من هذه الدراسة التربويون العاملون في الجامعات بالوقوف 
على حجم الضغوطات النفسية وآثارها على شعور الفرد بالاغتراب . 

5- تحديد مفاهيم البحث : 

أولا: الاغتراب النفسي : 4116221010 

وهو شعور الفرد بالعزلة وعدم الانتماء وفقدان الثقة ورفض القيم والمعايير الاجتماعية 
والمعاناة من الضغوط النفسية وتعرض وحدة الشخصية للضعف والانهيار بتأثير العمليات 
الثقافية والاجتماعية التي تتم داخل المجتمع.() 

وفي ضوء استقرائنا للدراسات والبحوث السابقة عن الاغتراب أمكننا الوقوف على 
مكونات ستة أساسية للاغتراب نعرض لها على النحو التالي: 
1- العجز: ويقصد به شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير في المواقف التي يواجهها كما أنه 
لا يستطيع أن يتخذ قراراته أو يقرر مصيره › فإرادته ومصيره ليسا بيديه بل تحددهما قوی 
خارجة عن إرادته الذاتية وبالتالي يشعر بالإحباط والعجز عن تحقيق ذاته. 
2- اللاهدف : هو شعور الفرد بالافتقاد إلى هدف واضح ومحدد لحياته » وليست لديه أية 
دخات فة و ا يعيش لمخلقة الن ا ةف , 
3 اللامعنى : شعور المرء بأنه لا يوجد شيء له قيمة أو معنى في هذه الحياة نظرا لخلو 
هذه الحياة من الأهداف والطموحات. 
4 - اللامعيارية : وهي كما وصفها ((دوركايم)) ((حالة الأنومى)) التي تصيب المجتمع 
وتعني انهيار المعايير والقيم التي تنظم السلوك وتوجهه » وبالتالي رفض الفرد للقيم 
والمعايير والقواعد السائدة في المجتمع » نظرا لعدم ثقته في المجتمع ومؤسساته. 
5- التمرد : ويعني الرغبة في البعد عن الواقع » والخروج عن المألوف وعدم الانصياع 
للمألوف من الأمور. 
6 الع ل الماع :و قحف يها قر النودى «الانتصال .وافتقان: العلاقات: الاجباعية 


() - نفس المرجع السابق »> ص12. 


15 


الفصل الأول مدخل للبحث 





وكذلك الشعور بالبعد عن الآخرين حتى وإن وجد بينهم.(') 

ثانياً: الصحة النفسية السليمة بأنها : 

"حالة عقلية انفعالية إيجابية » مستقرة نسبيا » تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه 
المختلفة » وتوازن القوى الداخلية والخارجية الموجهة لسلوكه في مجتمع ما » ووقت ما 
ومرحلة نمو معينة » وتمتعه بالعافية النفسية والفاعلية الاجتماعية." 
في هذا التعريف حالتين أساسيتين تتسم بهما الصحة النفسية وهما : حالة الاستقرار النسبي 
والحالة الإيجابية ٠‏ اللتان تشكلان في النهاية حالة تعبر عن التكامل بين طاقات الفرد 
وإمكاناته ووظائفه المختلفة » الانفعالية والعقلية والدافعية من جهة »› ثم التوازن بين القوى 
الداخلية والخارجية من جهة أخرى. ويشكل في النهاية » كل من التكامل بين الطاقات 
والتوازن بين القوى على تنوعها عملا واحدا منتظما ديناميا.©) 
وهناك عدة أبعاد للصحة النفسية منها التوافق النفسي › الشعور بالكفاءة والثقة في النفس 
والمقدرة على التفاعل الاجتماعي » النضج الانفعالي وضبط النفس ٠‏ توظيف الطاقات 
والإمكانات » التحرر من الأعراض العصابية » البعد الإنساني والقيمي » تقبل الذات وأوجه 
القصور البدني. 
* التعاريف الإجرائية : 
أولآ * معنى الاغتراب إجرائياً: 

هو ما يعانيه الطالب من مظاهر مثل فقدان الشعور بالانتماء » وعدم الالتزام بالمعايير 
وبالعجزء وعدم الإحساس بالقيمة » وفقدان الهدف » وفقدان المعنى » والتمركز حول الذات. 
من خلال ما تدل عليه الدرجة الكلية التي يحصل عليها الطالب في المقياس المستخدم في 
الدراسة , 


ثانيا : الصحة النفسية : 


(!)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب ؛» القاهرة » 2003 » ص302-301. 
(2)- عبد المطلب أمين القريطى» في الصحة النفسيةء دار الفكر العربي» طر › القاهرة » 1998» ص 29-28. 


16 


الفصل الأول مدخل للبحث 





ويحدد إجرائيا بدلالة درجة الصحة النفسية الكلية التي يحصل عليها الطالب في الاختبار 
المستخدم في هذه الدراسة . 
6- حدود البحث وإجراءاته : 
حددت هذه الدراسة بالاغتراب النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلاب الجامعة في 
الجزائرء وبالأدوات التي استخدمت على عينة الدراسة في أقسام وكليات الجامعة وقد 
استخدمت بعض الأساليب الإحصائية المتبعة وتم تحليل البيانات إحصائيا باستخدام الحاسب 
الآلي, 
1- حدود الدراسة الموضوعية : 
أ- عينة عشوائية من الكليات في الجزائر العاصمة. 
ب- استخدام مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية. 
ج- مقياس الصحة النفسية المعدل . 
2- حدود الدراسة الزمانية : يقتصر البحث على طلبة الجامعة في الجزائر العاصمة للعام 
الجامعي2007- 2008 . 
3- حدود الدراسة المكانية : يقتصر البحث على طلبة الجامعة في الجزائر العاصمة من 
مختلف التخصصات والكليات. 
* منهج الدراسة : 
المنهج الوصفي التحليلي» الذي نحاول فيه وصف طبيعة الظاهرة موضع البحث فنشمل 
بذلك تحليل بنيتها وبيان العلاقة بين مكوناتها. ومحاولة فحص العلاقة بين الاغتراب 
والصحة النفسية لدى عينة من طلاب الجامعة للكشف عن ما هي العلاقة بين هذين 


17 


الفصل الثاني: 
الاغتراب 


* تمهيد 
1 - مفهوم الاغتراب 

أ- مصطلح الاغتراب في اللغة 

ب- مصطلح الاغتراب في بعض الموسوعات والمعاجم والقواميس اللغوية والتخصصية. 
2 - أسباب ومصادر الاغتراب 

3- أبعاد الاغتراب ومظاهره 

4 - الشباب والاغتراب 

5 أنماط الاغتراب وأنواعه 

6ت النظرمات المفسر 5 لللاغت ناي 


18 





* تمهيد : 

الاغتراب ظاهرة إنسانية لاقت اهتماما كبيرآً من علماء النفس والتربية والاجتماع 
والفلسفة » وهو ظاهرة تستوجب الكشف عن مظاهرها والعوامل المؤدية لها والمصادر 
المختلفة لبزوغها وهو ظاهرة متعددة الأبعاد وليست أحادية البعد » وخبرة يعيشها الفرد 
وتضرب بجذورها في الوجود الإنساني ٠»‏ ومع التقدم الحضاري يزداد عدد البشر الذين 
يشعرون في كل المجتمعات بالاغتراب بشتى صوره وألوانه » كما يزداد عدد الشخصيات 
السلبية وتتفاقم المشكلات وتتعقد أساليب الحياة.(1) 

ولقد أصبح مصطلح الاغتراب يحتل مكانة هامة في العصر الحاضر حيث أنه أصبح من 
مارت أن سمع عن تقنين الحياة قى عضرا الحاتي من خلال مقهوم' الاغتر انب ويقزر 
كثير من الباحثين الاجتماعيين أن الاغتراب هو واحد من أضخم المشكلات التي نواجهها 
اليوم » وهم يرونها متمثلة في الهوة بين الأجيال.(2) 

ومشكلة الاغتراب ظاهرة اجتماعية تدخل في نسيج الحياة الثقافية الاجتماعية العربية 
وتترامى أبعاد هذه الظاهرة في كل مناحي الحياة الاجتماعية الثقافية » وهي تأتي نتاجا 


والاغتراب ليس نتيجة فحسب بل هو نتيجة وسبب في آن واحد وذلك لأن ممارسة القمع 


ظاهرة اغترابية في حد ذاتها. (3) 


(')- عباس إبراهيم متولي» الاغتراب وعلاقته ببعض متغيرات الشخصية لدى شباب الجامعة » مجلة كلية التربية بدمياط 
عدد ۰10 ۰1988 ص 181. 

()- عطيات فتحي إبراهيم أبو العينين » علاقة الاتجاهات نحو المشكلات الاجتماعية المعاصرة بمظاهر الاغتراب النفسي 
لدى طلاب الجامعة على ضوء المستوى الاجتماعي الاقتصادي مجلة علم النفس » عدد 41-40 » 1997» ص106. 

(0)- علي وطفة » المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية : بحث في إشكالية القمع التربوي» عالم الفكرء الكويت» مجلد 
7 » 1998 › ص241. 


19 


الفصل الثاني الاغتراب 





1- مفهوم الاغتراب : Aliénation‏ 

الاغتراب مصطلح شديد العمق » وعريق الأصل » ضارب الجذور إلى فجر البشرية 
جمعاء إذ يعود إلى تلك اللحظة المتعالية التي غربت فيها الجنة بنعيمها السرمدي عن آدم 
عليه السلام ونزل الأرض رر مغتربا )) عنها وعن المعية الإلهية التي كان يحظى بها قبل 
عصيان أمر ربه فتلك هي بحق وصدق أولى مشاعر الاغتراب ويستحيل على الإنسان أن 
يعيش بغير علاقة مع آخر ولهذا شاءت الإرادة الإلهية أن تخلق لآدم عليه السلام زوجة قبل 
أن يترك الجنة ٠»‏ استباقا لما سيقع ٠»‏ ليقيم كل منهما مع الآخر علاقة تدرأ عنهما 
مشاعر"الاغتراب" بديلا رمزيا عن العلاقة المتسامية رر المتعالية )) مع موضوع 
الموضوعات جميعا الخالق تبارك وتعالى » تلك العلاقة التي انفصمت بالاغتراب الأول.(1) 

وهكذا شاءت القدرة الإلهية أن تجعل حقيقة الوجود الإنساني وجودا مغتربا بالقدرة الإلهية 
قبل الضرورة الفلسفية أو النفسية » وأن هذا الوجود المغترب يفصح عن نفسه كل لحظة من 
لحظات الوجود » ويتضح من ذلك أن الضرورة تلزمنا أن نشتق المفهوم من جذوره الأولى 
وهي دينية في أساسها الأول قبل أن نشتق جذوره الفلسفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية 
أو السياسية أو السيكولوجية » وفي هذا الإطار تحدث (محمود رجب)) عن أن الوجود 
الإنساني اغتراب وخطيئة وإن أول غربة إغتربناها وجوذا حسيا عن وطننا غربتنا عن وطن 
القبضة عند الإشهاد بالربوبية لله علينا » ثم عمرنا بطون الأمهات فكانت الأرحام وطننا 
فاغتربنا عنها بالولادة وطالما أن الوجود اغتراب وسقوط » فعلى الإنسان التخلص منه بأنه 
يرجع إلى حالة العدم التي كان عليها وقد ارتبط بهذه النظرية الدينية الصوفية اعتقاد بأن 
معرفة الأكل من الشجرة هي أصل الاغتراب ومن ثم كان الخوف من المعرفة.©) 


(!)- سيد عبد العال » في سيكولوجية الاغتراب : بعض المؤشرات النظرية الإمبريقية الموجهة في بحوث الاغتراب » مجلة 
علم النفس» 1988 » ص 40. 
()- محمود رجب » نحن وظاهرة الاغتراب. الفكر المعاصر »› عدد50 » 1969 » ص 91. 


20 


الفصل الثاني الاغتراب 





وناقش محمد خضر عبد المختار 1998 علاقة الاغتراب بالوجود الإنساني واستخلص 
النقاط التالية ٠‏ 
1- إن الوجود الإنساني وجود مغترب بالضرورة الإلهية » فاغتراب آدم عليه السلام من 
الجنة وهبوطه للأرض ٠‏ وكذلك ميلاد كل طفل من رحم الأم يعتبر بمثابة البذرة الأولى 
للاغتراب. 

فزق الوحرن تقيض الافرابده رى تلك من خلال الحا متهرمي ال جود وا قراف 
التحاما متكاملا في جشطالت يفقد معناه بل كيانه بغير مفهوم الديالكتيك. 
3- إن الاغتراب مفهوم يضرب بجذوره في أعماق الفلسفة فهيجل (أبو الاغتراب)) وصاحب 
( الأنا آخر )) وديكارت صاحب الكوجيتو المعروف ر أنا أفكر إذن أنا موجود )) وسارتر 
فيلسوف الوجودية » وفشته يرى أن الموجود خارج نفسه (الاغتراب بمعنى التخارج). 
4- الوعي بالذات هو وعي بالآخرء وعي بالبيئة الإنسانية. 
5- الوعي بالله هو وعي الإنسان بذاته والوعي بالذات هو وعي بالاآخرء وعي بالبيئة 
الإنسانية. 

وقد عرتكن محمود رجب 19889 لتارية مطل الاغترإب :والمسار الذي سلكه هذا 
المصطلح حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من شيوع وانتشار في حياتنا الثقافية المعاصرة؛ 
رق سيرة املك إلى تلات مر احل: 
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل هيجل: حيث يحمل مفهوم الاغتراب معاني مختلفة تكمن في 
سياقات ثلاثة هي: السياق القانوني(بمعنى انتقال الملكية عن صاحبها وتحولها إلى أخر) 
رالاق الذيكي امعد الفضبال الانساق هن ا > و الاق النفسى الاخفاغى متىي 
انتقال الإنسان عن ذاته ومخالفته لما هو سائد في المجتمع). 
المرحلة الثانية : المرحلة الهيجلية : على الرغم من استخدام مفهوم الاغتراب قبل هيجل فإنه 
يعد أول من استخدم في فلسفته مصطلح الاغتراب استخداما منهجيا مقصوداً ومتصلاء حتى 
أطلق على هيجل (( أبو الاغتراب )) » حيث تحول الاغتراب على يديه إلى مصطلح فني. 


21 


الفصل الثاني الاغتراب 





المرحلة الثالثة : ما بعد هيجل : بدأت تظهر النظرة الأحادية إلى مصطلح الاغتراب ٠»‏ أي 
التركيز على معنى واحد هو - المعنى السلبي- تركيزاً طغى على المعنى الايجابي » حتى كاد 
يطمسه » حيث اقترن المصطلح في أغلب الأحوال بكل ما يهدد وجود الإنسان وحريته. 
وأصبح الاغتراب وكأنه مرض أصيب به الإنسان الحديث. ومن أبرز المفكرين والفلاسفة 
الذين جاءوا بعد هيجل واهتموا بتناول الاغتراب ماركس ٠‏ والوجوديون الذين انتقدوا هيجل 
و ثاروا عليه » ومنهم سارتر.(1) 

والواقع أن مصطلح ( الاغتراب ) يعتبر الآن من أكثر المصطلحات تداولا في الكتابات 
التي تعالج مشكلات المجتمع الحديث › و بخاصة المجتمع الصناعي المتقدم » وبالذات في 
الدول الرأسمالية » وقد ظهر في السنوات الأخيرة مؤلفات كثيرة في اللغات الأجنبية تتناول 
مفهوم الاغتراب وتطوره وأساليب معالجته في مجالات الفلسفة وفلسفة السياسة والعلوم 
الاجتماعية والإنسانية وإن لم يظهر في اللغة العربية حتى الآن سوى عدد قليل جدا من الكتب 
والمقالات على الرغم من أن (الاغتراب) يعتبر في نظر الكثير من المفكرين والكتاب من 
أهم السمات المميزة في العصرء وإحدى النقاط الجوهرية التي يدور حولها الصراع بين 
الاتجاهين الماركسي و الرأسمالي . 

والغريب هو أنه على الرغم من كثرة ما كتب حول الموضوع ٠‏ أو ربما بسبب كثرة ما 
كتب وبسبب تضارب الاراء والاتجاهات › فإن مفهوم الاغتراب لا يزال يعاني كثيراً من 
الغموض ٠‏ وربما كان ذلك أمرا طبيعيا إذ من الصعب تعريف المفهومات الأساسية تعريفا 
دقيقا » ومن هنا تضاربت الأقوال والآراء . ولكن على الرغم من هذا التباين والاختلاف في 
الرأي وأسلوب المعالجة فإن كل المحاولات التي بذلت حتى لن تدور حول أمور معينة 
بالذات تشير كلها إلى دخول عناصر معينة في مفهوم الاغتراب مثل الانسلاخ عن المجتمع 


(!)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب › القاهرة » 2003 » ص 20- 22 . 


22 


الفصل الثاني الاغتراب 





والعزلة أو الانعزال » والعجز عن التلاؤم والإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة في 
المجتمع واللامبالاة وعدم الشعور بالانتماء بل وأيضا انعدام الشعور بمغزى الحياة.() 

وقد تبين أن لمصطلح الاغتراب استخدامات مختلفة في التراث اللغوي ٠‏ والفكري 
والسيكولوجيء والسوسيولوجي. ولا يوجد اتفاق بين العاملين في الميدان حول معنى محدد 
وإجرائي لهذا المفهوم » وهذا ما نحاول توضيحه على النحو التالي : 

ا- مصطلح الاغتراب في اللغة : 

إن المقابل للكلمة العربية ١‏ اغتراب ) أو (غربة)) »> هو الكلمة الإنجليزية 
«ط0همء ناى» » والكلمة الفرنسية « 11602610 » وفي الألمانية «Entfremdung»‏ 
وقد اشتقت كل من الكلمة الإنجليزية والفرنسية أصلها من الكلمة اللاتينية « 116283410ل» 
وهي اسم مستمد من الفعل اللاتيني « 4116236 » والذي يعني نقل ملكية شيء ما إلى أخر. 
أو يعنى الانتزاع أو الإزالة » وهذا الفعل مستمد بدوره من كلمة أخرى هي « 1162115 » 
أي الانتماء إلى شخص آخرء أو التعلق به » وهذه الكلمة الأخيرة مستمدة في النهاية من اللفظ 
« 115أ[ى » والذي يدل على الآخر سواء كاسم » أو كصفة.©) 

والجدير بالذكر أنه حتى الآن يُستخدم مصطلح الاغتراب في اللغة الانجليزية ليشير 
مباشرة لمضمون المصطلح اللاتيني «1165223110/» وضمنياته وذلك يعنى على نحو ما 
لاحظ ( ناتان روتسرايخ )) انتقال هذه المضامين الفكرية لمصطلح الاغتراب مع التغيرات 
البنائية والوظيفية التي طرأت على استخداماته المختلفة . والثابت أن مصطلح الاغتراب 
ظهر في اللغة اللاتينية كترجمة لبعض المصطلحات الإغريقية » والتي تشير لحالة تحول 
الكائن خارج ذاته » ولهذا يشير الاغتراب لحالة الإنسان الذي تجاوز ذاته. وهذا التماثل 
يكشف في عموميته عن التغيرات التي تجعل من الإنسان كائنا مغتربا عن ذاته » ويصير 


مغمورا في «الله». ومن ثم عرف أفلاطون التأمل الحق بحالة الكائن الذي فقد وعيه بذاته 


(1) - أحمد أبو زيد ء الاغتراب » عالم الفكرء مجلد 10 » عدد 1» 12-3 » 1979 » ص 12-3. 
5 - محمود رجب ٠‏ الاغتراب: سيرة المصطلح › دار المعارف › القاهرة » 1988 » ص 31 . 


23 


الفصل الثاني الاغتراب 





فصار الآخر مغتربا عنها. وبهذا يشير الاغتراب عند أفلاطون لحالة التجاوز. ونفس هذا 
التمحيص يسم استخدام « سانت أوغسطين ٥,ااوuعu S.۸‏ » لمصطلح الاغتراب الذي 
تناوله بالإشارة إلى الأذهان المغتربة 1061115 611652314105 والتي تبين حالة الانغمار في 
الدائرة الإلهية. واستخدام أفلاطون وسانت أوغسطين الاغتراب على هذا النحو يشير للجانب 
الإيجابي الذي يقوم عندهما على التأمل الحق. وهو بذلك لا يشير للجانب السلبي للكائن 
السابح خارج ذاته » أو على الأقل لا يتضمن استخدامهما تمحيصا لهذا الجانب » بل على 
العكس من ذلك يشير لحالة الذات الإيجابية في وحدتها مع الله.(1) 

وقد استخدمت الكلمة اللاتينية القديمة 6116221410 في اللغتين الانجليزية والفرنسية للدلالة 
على عدة معان نعرض لها على النحو الآتي: 

1 - المعنى القانوني: 

حيث يدل الفعل اللاتيني « ۸11٥٣2۲٥‏ » على تحويل ملكية شيء ما إلى شخص آخر. فما 
هو ملك لي وينتمي إلي يصبح ملكا لغيري غريبا عني. ويتضح من المعنى القانوني 
للاغتراب أن الكلمة الإنجليزية 611653610 التي اشتقت من الكلمة اللاتينية 11612110 
والدالة على الاغتراب › إنما تفيد قابلية الأشياء والممتلكات بل والبشر أنفسهم للتنازل أو البيع 
والاغتراب من خلال هذا المعنى يتضمن ما يمكن تسميته (( تشيؤ )) 106112216101 العلاقات 
الإنسانية » أي تحول الموجودات الإنسانية الحية إلى أشياء أو موضوعات جامدة. وهنا 
يصبح الإنسان مجرد سلعة قابلة للبيع أو الشراء ويفتقد سمته المتعالية كإنسان. 

2 - المعنى الديني: 

ويتعلق بانفصال الإنسان عن الله » أي يتعلق بالخطيئة وارتكاب المعصية. والخطيئة 
بحسب التصور الديني في الإنجيل ليست مجرد تعدٍ على شريعة الله وأحكامه » إنما هي في 


جوهرها انفصال عن الله.2) 


(!)- السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب » الرياض » 1984 » ص 20. 
(7) - عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 » ص 24- 25 . 


24 


الفصل الثاني الاغتراب 





والضلال والإلحاد › قال تعالى: «.... إن الإنسان لكفور» (الحج : 66 ) وقال تعالى : 
« إن الإنسان لربه لكنود» (العاديات: 6) وقال تعالى : « خلق الإنسان من نطفة فإذا هو 
خصيم مبين » (النحل:4) وقد ينفصل الإنسان عن الله عز وجل فيحدث تغييراً شاملا وانتقالا 
محوريا : من الحب إلى الكره ومن الوحدة إلى الثنائية فالكثرة » ومن الطمأنينة إلى الحيرة 
والقلق » ومن اليقين إلى الشك والمعاناة » ومن القرب إلى البعد. وقد صور القرآن الكريم 
الإنسان في العالم في ثلاثة أحوال : القرب من الله عز وجل » ومعصية الله عز وجل 
والانفصال عن الله عز وجل » ومن أحوال النفس التي تحدّث عنها القرآن الكريم : النفس 
الأمارة بالسوء » والنفس اللوامة » والنفس المطمئنة.() 

3 - المعنى الاجتماعي: 

إن الاصطلاحات اللاتينية الدالة على الاغتراب يمكن استخدامها بشكل عام في مجال 
العلاقات الإنسانية بين الأشخاص › فقد استخدمت كلمة الاغتراب قديما للتعبير عن الإحساس 
الذاتي بالغربة » أو الانسلاخ 72604طاء126]0 سواء عن الذات أو عن الآخرين. فالفعل 
اللاتيني « ©4116216» يمكن أن يدل على معاني(التسبب في فتور علاقة حميمة مع شخص 
ما 4 أو فى حذرت انفصنال أو خط قخض ها مكروهان ٠‏ كا يكن اتير الكلية 
اللاتينية «411603410)» إما إلى هذه الحالة من الانفصال أو الشقاق» أو إلى الظروف التي 
تنجم عنها + وما ال .هذا المعنى هى الشائع في الاستخدام الحديث للكلمة الإنجليزية 
((اغتراب)) 4116721101 حتى في وقتنا الحالي. 

4- المعنى السيكولوجي: 

هناك استخدام تقليدي آخر للاغتراب 4116236105 يعود إلى إنجليزية العصر الوسيط بل 
ويمتد بجذوره إلى اللاتينية القديمة » حيث يمكن للإنسان أن يلاحظ أن كلمة «1162834610ر» 


في اللغة اللاتينية تدل على((حالة فقدان الوعي » وعجز أو فقدان القوى العقلية أو الحواس..)) 


()- إجلال محمد سرى » الاغتراب والتغريب الثقافي والتغريب اللغوي لدى عينة جامعية مصرية » مجلة كلية التربية 


جامعة عين شمس» القاهرة » عدد 17» جزء 1» 1993 » ص 77. 


25 


الفصل الثاني الاغتراب 





وكما يلاحظ إيريك فروم في كتابه (المجتمع السوي) فإن المعنى القديم للاغتراب قد استخدم 
للدلالة على الشخص ( المجنون)) والذي تدل عليه الكلمة الفرنسية « 411606 » والكلمة 
الأسبانية «41167300» ويذكر فروم أن هذين هما المصطلحان القديمان اللذان يدلان على 
الشخص ( السيكوباتي » أي الشخص المغترب تماما عن عقله. ولا تزال الكلمة الانجليزية 
«1160151ى» تستخدم إلى الآن للدلالة على الطبيب الذي يعالج المرضى الذهانيين . 

والاغتراب كتصدع ذهني يستمد جذوره من الاستخدام اللاقيني > حيث استخدم في اللغة 
اللاتينية ليشير أيضا لعلاقته بحالة اللاوعي . ولذا ورد كثيراً في صورة اغتراب الأذهان. 
كما استخدم مصطلح الاغتراب على أنه اغتراب داخل الذات أو اغتراب الشخصية وهو 
مشتق أيضا من الاستخدام اللاتيني والذي يشير فعله لجعل العلاقة الدافئة مع الآخرين علاقة 
فاترة. ومن ثم يشير الاسم للعملية والحالة الناتجة عن ذلك › وقد ورد الاستخدام الانجليزي 
ليشير للاستخدام الديني ثم اتسع الاستخدام ليشير لاغتراب الذات عن واجباتها.() 

تلك أهم المعاني التي تضمنها المصطلح اللاتيني 411653610 ومشتقاته في اللغة 
الإنجليزية. أما إذا تحدثنا عن المصطلح الألماني «ع510115ء15045» والذي يمكن ترجمته 
إلى الكلمة العربية (رغربة) كما أوضحه شاخت اطعهطء؟ (1980) » نلاحظ أن المعاني 
التي جاء بها هذا المصطلح › أنما تماثل المعاني التي يدل عليها اللفظ اللاتيني » مع وجود 
اختلافات طفيفة » فكما يوضح ((جريم)) 01120 أن المصطلح الألماني قد استخدم منذ 
العصور الوسطى ليدل على معاني السطو والسلب » فاللفظ الألماني « 7:70 » يمائل 
اللفظ اللاتيني «وںمم:۸A1»‏ واللفظ الانجليزي«4116» ومعناه الانتماء » أو التعلق بشخص 
أو بشيء آخرء وقد استخدم هذا اللفظ الألماني بشكل عام للإشارة إلى كل ما هو أجنبي 
وغريب. وقد استخدم المصطلح الألماني في ألمانية العصور الوسطى مثله مثل المصطلح 
اللاتيني فيما يتصل بعملية تغريب الملكية إلا أن التغريب هنا ليس مقصودا به النقل القانوني 
للملكية الذي يدل عليه اللفظ اللاتيني بل المقصود بالتغريب هنا تلك المعاني التي أشار إليها 


(!) - عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003 ٠‏ ص 25- 26. 


26 


الفصل الثاني الاغتراب 





جريم » أعني السطوء والأخذ . والسلب ». وكلها دلالات سلبية تبين أن النقل لا يتم طواعية 
بإرادة الإنسان » وإنما بطريقة قهرية لا إرادة فيها للإنسان» لذلك فلم يكن لهذا الاصطلاح في 
العصر الحديث استخدام معياري يرتبط بالنقل القانوني أو الشرعي للملكية » على نحو ما 
كان عليه المصطلح اللاتيني. وهذا ما دعا (رهيجل) إلى استخدام اصطلاحات أخرى بجانب 
هذا المصطلح مثل 22431155611178 (التخارج)» 776181155611018. وقد استخدم هيجل 
المصطلح الأخير في كتابه(( فلسفة الحق ) ليشير به إلى هذا المعنى القانوني للملكية.(1 ) 

ويرى علاء الشعراوي (1988) أنه يمكن تصنيف التعريف النفسي للاغتراب في ثلاثة 
محاور: 
1- تعريف ينظر إلى الاغتراب باعتباره شعور بتباعد الذات. 
2- تعريف ينظر إلى الاغتراب باعتباره شعور بالتباعد عن المجتمع. 
3- تعريف ينظر إلى الاغتراب باعتباره شعور بالتباعد عن الذات والمجتمع معا.2) 

ب - مصطلح الاغتراب كما جاء في عدد من الموسوعات والمعاجم والقواميس اللغوية 
والتخصصية وذلك على النحو التالي: 

(1)- في معجم المصطلحات الفلسفية فقد عرف الاغتراب على النحو التالي: 
اللفظ الانجليزي أو الفرنسي يقابل ثلاثة ألفاظ في اللغة الألمانية : 

Entfremdung - ج‎  Entausserung, - ب‎ 2 Verausserung - Î 

اللفظ الأول يدل على معنى قانوني » أي بيع الملكية › والثاني يدل على التخارج 
(خارج مع2055) » والثالث يدل على الغربة (غريب 0710ع*11) ويعني خلق عمل موجود 
خارج خالقه » وهو يعني الاغتراب إذ أصبح العمل غريبا عن خالقه. 

وفي اللغة العربية : ( أن يغترب )) يعني( أن يكون الآخر)) . 
5 جين مضه عة ٠‏ الاغترات علد زرك قروم ٠‏ المؤسية الجائعية للدراساك والنشن والتؤرية + رر 1554 
ص 36. 
(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص105. 


27 


الفصل الثاني الاغتراب 





2- فلسفيا : يفيد عملية تحويل منتجات النشاط الإنساني والاجتماعي إلى شيء مستقل عن 
الإنسان ومتحكم فيه. 

3- اغتراب بمعنى غربة (( إن أول غربة إغتربناها وجودا حسيّا عن وطننا » إغتربناها عن 
وطن القبضة عند الإشهاد بالربوبية لله علينا » ثم عمرنا بطون الأمهات فكانت الأرحام وطننا 
فاغتربنا عنها بالولادة )). 

4- عند هيجل العالم هو الروح المطلق في حالة اغتراب. 

5- عند ماركس الاغتراب يعني فقدان الإنسان لذاته. وهذا المعنى انتهى إليه ماركس من 
خلال الفحص النقدي لوضع العامل في النظام الرأسمالي. فالعامل فيه مغترب عما ينتجه 
لأن الإنتاج ليس لإشباع الحاجات الإنسانية » وإنما لزيادة رأس المال. ثم هو مغترب في 
عملية الإنتاج حيث العمل لا يعبر عن تحكم الإنسان في الأشياء » وإنما عن تحكم الآلات 
والتنظيم الرأسمالي. ثم هو مغترب عن ذاته الحقيقية » أي عن وجوده المتطورء أي عن 
الإنسانية الكامنة فيه » وبذلك يتحول إلى سلعة.() 

(2) - وأوضح ( هاري و لامب ) 1984 في قاموس المعارف السيكولوجية أن 
الاغتراب يدل على حالة أو عملية يكون فيها شيء ما مفقودا أو غريبا عن الشخص الذي 
يمتلكه أصلا › فمفهوم ماركس للعمل المغترب يشير إلى اغتراب العامل عن إنتاجه في 
العلاقات الرأسمالية للإنتاج. 

(3) - وفي ذخيرة علوم النفس » أوضح كمال دسوقي أن الاغتراب يشير إلى ما يأتي: 

1- شعور بالوحدة والغربة » انعدام علاقات المحبة أو الصداقة مع الآخرين من الناس 
وافتقاد هذه العلاقات خصوصا] عندما تكون متوقعة. 

2- حالة كون الأشخاص والمواقف المألوفة تبدو غريبة > ضرب من الإدراك الخاطئ فيه 


تظهر المواقف والأشخاص المعروفة من قبل وكأنها مستغربة أو غير مألوفة. 


(!) - مراد وهبة » معجم المصطلحات الفلسفية » دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع » القاهرة » 1998 »> ص99- 100. 


28 


الفصل الثاني الاغتراب 





3 انفصال الفرد عن الذات الحقيقية بسبب الانشغال العقلي بالمجردات وبضرورة مجاراة 
رغبات الآخرين وما تمليه النظم الاجتماعية. فاغتراب الإنسان المعاصر عن الغير وعن 
النفس هو أحد الموضوعات المسيطرة على فكر الوجوديين. 

4 - مرادف الاضطراب العقلي » واستخدم في الطب العقلي على أنه يدل على مرض 
العقل. 

(4) - أوضح إبراهيم مدكور وآخرون 1975 في معجم العلوم الاجتماعية › أن الاغتراب 
يقصد به ما يأتي: 

1- بوجه عام هو البعد عن الأهل والوطن » واستعمل اللفظ حديثا في العلوم الاجتماعية 
لدلالة قصد إليها ماركس وعدّها من أفكاره » وتتلخص في أن المرء يمر أحيانا بأوضاع يفقد 
فيها نفسه » ويصبح غريبا أمام نشاطه وأعماله » ويكاد يفقد إنسانيته كلها » ففي حالة 
الاغتراب يستنكر الإنسان أعماله ويفقد شخصيته ٠‏ وفي ذلك ما قد يدفعه إلى الثورة لكي 
يستعيد كيانه » فالاغتراب دافع من دوافع الثورات. 

2- في فكرة الاغتراب أثر واضح للجدلية الهيجلية » ويظهر أن فرويد قد تأثر بها في 
بعض آرائه » وذهب إلى أن الحضارة في مطالبها المتعددة قد لا يقوى الفرد على تحقيقها 
وتنتهي به إلى ضرب من الاغتراب وكره للحياة التي يحياها. 

3- الاغتراب الذهني: مرض نفسي يحول دون سلوك المريض سلوكا سويا وكأنه غريب 
عن مجتمعه » ولذلك يلجأ إلى عزلة عنه. 

(5) - ويتسق ما سبق مع ما أورده جابر عبد الحميد › وعلاء الدين كفافي (1988) في 
معجم علم النفس والطب النفسي حول معنى الاغتراب بأنه : انهيار أي علاقات اجتماعية 
أو بينية شخصية. وفي الطب النفسي يشير المصطلح إلى الجفوة بين الفرد ونفسه » والتباعد 
بينه وبين الآخرين » وما يتضمنه ذلك من تباعد أو غربة للفرد من مشاعره الخاصة التي 
تستبعد من الوعي خلال المناورات الدفاعية » ويشاهد الاغتراب في أوضح صوره لدى 


29 


الفصل الثاني الاغتراب 





أما الكلمة العربية ((غربة )) فقد وردت في (( لسان العرب)) لابن منظور لتدل على معنى 
النوى والبعد : فغريب أي بعيد عن وطنه › والجمع غرباء ٠‏ ( والأنثى غريبة ). 
والغرباء هم الأباعد (واغترب فلان إذا تزوج إلى غير أقاربه). وعلى النحو فالكلمة العربية 
تدل على معنيين: الأول يدل على الغربة المكانية » والثاني يدل على الغربة الاجتماعية. 

وجاء في مختار الصحاح للشيخ الإمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (1992) 
مايأني: 

غ ر ب - الغربة الاغتراب. تقول : (تعّرب واغترب) بمعنى فهو (غريب) و(غرب) 
والجمع (الغرباء). والغرباء أيضًا الأباعد. و(اغترب) فلان إذا تزوج إلى غير أقاربه. وفي 
الحديث الشريف : (( اغتربوا لا تضووا » و(التغريب) النفي عن البلد و(أغرب) جاء بشيء 
غريب. 

وأغرب أيضا صار غريبا. وتجمع معاجم اللغة العربية على اختلافها على أن كلمة الغربة 
أو الاغتراب تعني النزوح عن الوطن أو البعد أو الانفصال عن الآخر. 
وأوضح محمود رجب (1988) أن كلمة غربة قد استخدمت في سياقين أساسين هما : 

1- السياق الديني: لم ترد كلمة غربة في القرآن الكريم» وإن كانت الفكرة نفسها » أي 
انفصال الإنسان عن الله » قد عبرت عنها بوضوح قصة خلق آدم وهبوطه من الجنّة إلى 
الأرض » كما وردت في سورة البقرة على وجه الخصوص. 

ولكن حين أراد ابن عربي (1165 - 1240 ) في الفتوحات المكية أن يسمي هذه الفكرة 
وأن يطلق كلمة تحدد فعل الخلق والهبوط هذا » لم يحدد سوى كلمة رر الغربة » وفعل 
((الاغتراب)). فقد كتب في(الفتوحات المكية )) يقول ما نصه : « إن أول غربة إغتربناها 
وجودا حسيا عن وطننا غربتنا عن وطن القبضة عند الإشهاد بالربوبية لله علينا » ثم عمرنا 
بطون الأمهات » فكانت الأرحام وطننا فاغتربنا عنها بالولادة )). كما استخدم المفكر الهندي 
((حسن عسكري)) هو الآخر الكلمة الألمانية 166201108 التي تترجم حاليا بالاغتراب 


30 


الفصل الثاني الاغتراب 





لكي يقرب قصة الخلق في القرآن وفكرة انفصال الإنسان عن الله في الإسلام إلى أذهان أهل 
الغرب من المعاصرين. 
2 - السياق النفسي الاجتماعي: تستخدم كلمة الغربة أو الاغتراب بمعنى الانفصال عن 
الآخرين » وهو معنى اجتماعي لا يمكن أن يتم دون مشاعر نفسية كالخوف أو القلق تسببه 
أو تصاحبه أو تنتج عنه. واستشهد ((محمود رجب) في هذا الشأن بما كتبه الأديب وأبو حيان 
التوحيدي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي» في كتابه الإشارات الإلهية. 
ونعرض فيما لبعض ما جاء عند أبي حيان التوحيدي في كتابه (1982) عن الغربة 
والغريب : 
إن الغريب بحيث ما حطت ركاتبه ذليل 
ويد الغريب قصيرة ولسائه أبدَا كليل 
والناس ينصر بعضهم بعضا » وناصيره قليل 
وقال آخر : 
وما جزعا مِن حَثنية البَيْن أخضلت-» دموعي ولكن الغريب غريب 
هذا وصفُ غريب نأى عن وطن بُنِيَ بالماء والطين » وَبَعْدَ عن لأف له عهذهم الخشونة 
واللين » ولعله عاقرهم الكأس بين العْذران والرياض ٠‏ واجتلى بعينه محاسن الحدق المِرراض 
ثم كان عاقبة ذلك كله إلى الذهاب والانقراض» فأين أنت من غريب قد طالت غربتة في 
وطنه » وقلَ حظه ونصيبه من حبيبه وسكنه؟ وأين أنت من غريب لا سبيل له إلى الأوطان 
ولا طاقة به على الاستيطان؟ قد علاه الشحوب وهو في كن » وغلبة الحزن حتى صار كأنه 
شن » إن نطق نطق خزيان منقطعا » وإن سكت سكت حيران مرتدعا ؛ وإن قرب قرب 
خاضعا › وإن بعد بعد خاشعا ؛ وإن ظهر ظهر ذلیلا » وإن توارى توارى عليلا؛ وإن طلب 
طلب واليأس غالب عليه » وإن أمسك أمسك والبلاء قاصد إليه وإن أصبح أصبح حائل اللون 
من وساوس الفِكّرء وإن أمسى أمسى مهب السر من هواتك الستر؛ وإن قال قال هائبا » وإن 
کت سكت كانه ؛ ف أكله الكمر ل وة الأول ون حلفة انحر ل 4 لا شت اله على يعن 


31 


الفصل الثاني الاغتراب 





بني جنسه » حتى يفضى إليه بكامنات نفسه » ويتعلل برؤية طلعته » ويتذكر بمشاهدته قديم 
لوعته » فينثر الدموع على صحن خده › طالب للراحة من كده. ويلاحظ أن ما تحدث عنه 
(( أبو حيان التوحيدي)) في وصف الشخص المغترب قد أيدته البحوث والدراسات الحديثة 
حول علاقة الاغتراب بالعديد من المتغيرات والاضطرابات النفسية والاجتماعية.(1) 


2- أسباب ومصادر الاغتراب : 


يشير أحمد النكلاوي (1989) إلى إن من أسباب ومصادر الاغتراب ما يلي : 
- عدم الاستقرار السياسي . 
- فشل الإنسان في الوفاء بالوعود. 
- زيف وانحسار المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار. 
- تراكم خبرة الفقر وعدم العدالة . 
- تبعية الفكر التنموي وعدم استقلاله. 
- توظيف التكنولوجيا لمزيد من سيطرة المراكز الإنتاجية. 
ويرى بعض العلماء أن الشعور بالاغتراب يأتي نتيجة عوامل نفسية مرتبطة بنمو الفرد 
وعوامل اجتماعية مرتبطة بالمجتمع الذي يعيش فيه مما تجعله غير قادر على التغلب على 
مشكلات الحياة. كما يحدث الاغتراب نتيجة التفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية. 
ومن أهم مصادر الشعور بالاغتراب التنشئة الاجتماعية الخاطئة وعمليات التغيير 
الاجتماعي والتقدم الحضاري والحياة المعاصرة وعدم قدرة الإنسان على القيام بالأدوار 
الاجتماعية بسهولة » والفجوة بين الأجيال أو بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه » واختفاء 
كثير من القيم التي كانت موجودة في الماضي مثل التعاطف والتراحم والمحبة.©) 


(!) - عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب › القاهرة 2003 » ص 29- 35 . 
(©)- وفاء محمد فتحي » الاغتراب وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى عينة من النساء المسافر أزواجهن 
جامعة عين شمس: الإرشاد النفسي في عالم متغيرء القاهرة » 1996 » ص 209 - .210 


32 


الفصل الثاني الاغتراب 





وترجع أسباب ومصادر الاغتراب عند (إيريك فروم) إلى طبيعة المجتمع الحديث 
وسيطرة الآلة وهيمنة التكنولوجيا الحديثة على الإنسان » وسيطرة السلطة وهيمنة القيم 
والاتجاهات والأفكار التسلطية » فحيث تكون السلطة وعشق القوة والحض على العدوان 
يكون اغتراب الإنسان. وترجع ( كارين هورنى )) أسباب ومصادر الاغتراب لدى الإنسان 
إلى ضغوط داخلية » حيث يوجه الفرد معظم نشاطه نحو الوصول إلى أعلى درجات الكمال 
حتى يحقق الذاتية المثالية » ويصل بنفسه إلى الصورة التي يتصورها.«(1) 

وتتعدد أسباب الاغتراب » ومن أهمها ما يلي : 


أ- الصراع : بين الدوافع والرغبات المتعارضة ء وبين الحاجات التي لا يمكن إشباعها في 
وقت واحد مما يؤدي إلى التوتر الانفعالي والقلق واضطراب الشخصية . 

ب- الإحباط : حيث تعاق الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصة بالفرد 
ويرتبط الإحباط بالشعور بخيبة الأمل والفشل والعجز التام والشعور بالقهر وتحقير الذات . 

ج- الحرمان : حيث تقل الفرصة لتحقيق دافع أو إشباع الحاجات كما في حالة الحرمان 
من الرعاية الوالدية والاجتماعية . 

د - الخبرات الصادمة : وهذه الخبرات تحرك العوامل الأخرى المسببة للاغتراب مثل 
الأزمات الاقتصادية والحروب. 
(2) أسباب اجتماعية » ومن أهمها ما يلي: 

أ- ضغوط البيئة الاجتماعية والفشل في مقابلة هذه الضغوط . 

ب- الثقافة المريضة التي تسود فيها عوامل الهدم والتعقيد. 

ج- التطور الحضاري السريع وعدم توافر القدرة النفسية على التوافق معه . 

د - اضطرابات التنشئة الاجتماعية حيث تسود الاضطرابات في الأسرة والمدرسة المجتمع. 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب . القاهرة »> 2004 
ص107. 


33 


الفصل الثاني الاغتراب 





ه - مشكلة الأقليات » ونقص التفاعل الاجتماعي ٠»‏ والاتجاهات الاجتماعية السالبة 
والمعاناة من خطر التعصب والتفرقة في المعاملة » وسوء التوافق المهني حيث يسود اختيار 
العمل على أساس الصدفة » وعدم مناسبة العمل للقدرات . وانخفاض الأجور. 

ز- سوء الأحوال الاقتصادية وصعوبة الحصول على ضروريات الحياة . 

ط - الضلال والبعد عن الدين والضعف الأخلاقي وتفشي الرذيلة.() 


3 - أبعاد الاغتراب ومظاهره : 


على الرغم من أنه لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على معنى محدد لمفهوم الاغتراب فإن 
هناك اتفاقا بينهم على العديد من مظاهره وأبعاده » والتي توصلوا إليها من خلال تحليل هذا 
المفهوم وإخضاعه للقياس. وكان من أبرز هذه المحاولات محاولة ( ملفن سيمان1990- 
9) الذي أشار إلى خمسة أبعادٍ أساسية لمفهوم الاغتراب هي : العجزء اللامعنى 
واللامعيارية » والعزلة الاجتماعية » واغتراب الذات. كما جاء في دائرة المعارف البريطانية 
هذه الأبعاد الخمسة بالإضافة إلى اللاهدف ٠‏ التشيؤ » التمرد » عدم الرضا » الانسحاب 
الرفض » الغربة الثقافية » وعالج باحثون آخرون مظاهر أخرى على أنها حالة من حالات 
الاغتراب كالانتحارء وفقدان الانتماء » وازدياد الهوة بين الأجيال » وتعاطي المخدرات . 
مع أن بعض هذه الجوانب لا يدخل في نطاق الاغتراب وإنما قد يكون نتيجة الشعور 
بالاغتراب. ونعرض فيما يلي لأبرز مظاهر الاغتراب وأبعاده » ومكونات كل منها » كما 
وردت في الدراسات والبحوث السابقة الثي تناولت الموضوع.(م 

وذلك على النحو التالي: 

: Powerlessness العجز‎ -1 

زد إجلال مت ری + الأعترانيا رار ااي اهرب اللتري فى عدا جا مصدرية ب ا كلية اة 


جامعة عين شمسء القاهرة » عدد 17ء جزء 1» 1993 » ص : 77- 120. 
(2)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 » ص 35. 


34 


الفصل الثاني الاغتراب 





يقصد به شعور الفرد باللاحول واللاقوة » وأنه لا يستطيع التأثير في المواقف الاجتماعية 
التي يواجهها » ويعجز عن السيطرة على تصرفاته وأفعاله ورغباته » وبالتالي لا يستطيع أن 
يقرر مصيره » فمصيره وإرادته ليسا بيديه بل تحددهما عوامل وقوى خارجة عن إرادته 
الذاتية » كما لا يمكنه أن يؤثر في مجرى الأحداث أو صنع القرارات المصيرية الحياتية 
وبالتالي يعجز عن تحقيق ذاته أو يشعر بحالة من الاستسلام والخنوع. 

وجوهرالعجزأو فقدان القدرة هو (توقع)) الفرد بأنه لا يملك القدرة على التحكم وممارسة 
الضبط » لأن الأشياء حوله تسيطر عليها ظروف خارجية أقوى منه ومن إرادته. وفي تحليل 
((ميلفن سيمان)) لهذا المفهوم أكد أمرين هما : 

أ يتعين ألا ينظر بالضرورة إلى مفهوم الاغتراب باعتباره حالة شائعة يبدو معها وكأنه 
أمر قائم وليس باعتباره مجرد إحساس تولد عن بعض الظروف الموضوعية بالقدرة 
أو عدمها على التأثير في الأحداث الجارية 

ب - يتعين عدم الربط بين العجز ومسألة توافق الشخصية » أي عدم الربط بين حالة 
الإحساس باللاقوة وحالة سوء التوافق الناشئ عن عدم القدرة . 

وهناك تعريف إجرائي لبعد العجز وخبرة افتقاد القدرة كنمط اغترابيء بأنه الحالة التي 
يصبح فيها الأفراد في ظل سياق مجتمعي محدد » يتوقعون مقدما أنهم لا يستطيعون أو لا 
يملكون تقرير أو تحقيق ما يتطلعون إليه من نتائج أو مخرجات من خلال سلوكهم أو فعاليتهم 
الخاصة. أي بمعنى أنهم يستشعرون افتقاد القدرة على التحكم في مخرجات هذا السياق 
أو توجيهها » الأمر الذي يولد خبرة الشعور بالعجز والإحباط وخيبة الأمل في متغيرات هذا 
السياق والقوى المسيطرة عليه.() 

2 - اللامعنى :Meaninglessness‏ 
ويقصد به مدى إدراك الفرد وفهمه أو استيعابه لما يدور حوله من أحداث وأمور عامة 


E 
أحمد النكلاري » الاغتراب في المجتمع المصري المعاصرء دار الثقافة العربية » القاهرة » 1989 »> ص121.‎ -)!( 


35 


الفصل الثاني الاغتراب 





ويعرفه (سيمان ) بأنه يعني توقع الفرد أنه لن يستطيع التنبؤ بدرجة عالية من الكفاءة 
بالنتائج المستقبلية للسلوك . فالفرد يغترب عندما لا يكون واضحا لديه ما يجب عليه أن يؤمن 
أو يثق فيه » وكذلك عندما لا يستطيع تحديد معنى لما يقوم به وما يتخذه من قرارات. 

ويشير اللا معنى (فقدان المعنى) إلى شعور الفرد بأنه لا يمتلك مرشدا أو موجها للسلوك 
والاعتقاد. وذهب «مرزيخ)) في تحليله لمفهوم الاغتراب إلى القول بأن اللامعنى توجد حينما 
يكون الفرد غير واضح بالنسبة لما يجب أن يعتقد فيه » وحينما تكون المستويات الدنيا 
المطلوبة من الوضوح في اتخاذ القرارات غير متوفرة . 

وبوجه عام يرى الفرد المغترب وفقا لمفهوم اللامعنى › أن الحياة لا معنى لها لكونها تسير 
وفق منطق غير مفهوم وغير معقول » وبالتالي يفقد واقعيته ويحيا باللامبالاة. 

: Normlessness اللامعيارية‎ 3 

أخذ ((سيمان)) اللا معيارية من وصف (ردوركايم )) لحالة الأنومى 80016 التي تصيب 
المجتمع » وهي حالة انهيار المعايير التي تنظم السلوك وتوجهه. وقد ظهر مصطلح الأنومي 
في اللغة الإنجليزية في عام 1591 م تقريبا » والأصل الإغريقي لهذا المصطلح هو 7101005 

ويترجم في الغالب مثل مصطلح 0560© بعادةٍ أو طريقة وطراز وعمل وقانون. 

وبإضافة حرف 4 للمصطلح تعني الكلمة عكسها » وقد صار المصطلح الإغريقي المصطلح 
اللاتيني 17/05 ۰ والذي أعيدت تسميته فصار 2620165 سنن أو معيار Norm‏ 
في أعمال (( وليم جراهام سمنر)). 

وفي ذلك يشير( سيمان ) إلى أن الأنومى يعني في الاستخدام الدارج » الموقف الذي 
شخطء فيه المحانين الاحماهية المنظية لرك الفرد ».حية تضيف هلاه الاين غير مؤثرة 
ولا تؤدي وظيفتها كقواعد للسلوك. فالأنومي لفظ اجتماعي يشير للحالة التي تغرق فيها القيم 
العامة في خضم الرغبات الخاصة الباحثة عن إشباع بأي وسيلة.«(1) 


(1) - السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب » الرياض 1984 » ص 364. 


36 


الفصل الثاني الاغتراب 





واللامعيارية كما عرفها (سيمان)- هي الحالة التي يتوقع فيها الفرد بدرجة كبيرة أن 
أشكال السلوك التي أصبحت مرفوضة اجتماعيا غدت مقبولة تجاه أية أهداف محددة » أي أن 
الأشياء لم يعد لها أية ضوابط معيارية » ما كان خطأ أصبح صوابا » وما كان صوابا أصبح 
يُنظر إليه باعتباره خطأ من منطلق إضفاء صبغة الشرعية على المصلحة الذاتية للفرد 
وحجبها عن المعايير وقواعد وقوانين المجتمع)).() 

ويتسق ذلك مع أوضحه أحمد النكلاوي (1989) من أن مصطلح الأنومي يشير إلى حالة 
تجمع بين اللامعيارية وحالة الفراغ الخلقي المتمثل في عدم الثقة أو الشك في القواعد بمعنى 
الرجوع عن المبادئ والقواعد » ومن ثم فالأنومي حالة تفترض وجود حالة سابقة كان فيها 
سلوك الفرد متسقا معياريا » وأن أزمة معيارية قوضت هذا التوازن وأضعفت القوة 
الضاغطة للتقاليد مما أدى إلى شيوع الأنومى. 

وقد استخدم ((ميرتون)) مفهوم الأنومى بأنه يعني تصدعا في البناء الثقافي » يحدث 
خاصة عندما يوجد انفصال حاد بين المعابير الثقافية والقذرات الاجتماعية والبنائية لأعضاء 
الجماعة للعمل معاً. (2) 

وحدد ( بارسونز) أبعاد مفهوم الأنومي في كل من : رفض التكامل العام مع النسق 
الاجتماعي » وغياب الاتساق أو التوازن في إطار عملية التفاعل الاجتماعي . 

: Social Isolation العزلة الاجتماعية‎ 4 

ويقصد بها شعور الفرد بالوحدة والفراغ النفسي» والافتقاد إلى الأمن والعلاقات 
الاجتماعية الحميمة » والبعد عن الآخرين حتى وإن وجد بينهم. كما قد يصاحب العزلة 
الشعور بالرفض الاجتماعي والانعزال عن الأهداف الثقافية للمجتمع » والانفصال بين 
أهداف الفرد وبين قيم المجتمع » ومعاييره . 


(!)- أحمد النكلاوي » الاغتراب في المجتمع المصري المعاصرء دار الثقافة العربية » القاهرة . 1989 » ص 105. 
(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص38. 


37 


الفصل الثاني الاغتراب 





وغالباً ما يستخدم مصطلح العزلة عند الحديث عن الاغتراب في وصف وتحليل دور 
المفكر أو المثقف الذي يغلب عليه الشعور بالتجرد- 1226120177604. وعدم الاندماج النفسي 
والفكري بالمعايير الشعبية 51217203105 ©1"0111010141561 في المجتمع. ويرى بعض 
الباحثين في ذلك نوعا من الانفصال عن المجتمع وثقافته. ويلاحظ أن هذا المعنى للاغتراب 
لا يشير إلى العزلة الاجتماعية التي تواجه الفرد المثقف كنتيجة لانعدام التكيف الاجتماعي 
أو لضالة الدفء العاطفي ]ه1777 841176 أو لضعف الاتصال الاجتماعي للفرد. 
ولعل أفضل أسلوب يوضح طبيعة هذا المعنى للاغتراب هو أن ينظر إليه من زاوية قيمة 
الجزاء أو الإرضاء 172106 65210. فالأشخاص الذين يحبون حياة عزلة واغتراب لا 
يرون قيمة كبيرة لكثير من الأهداف والمفاهيم التي يثمنها أفراد المجتمع. ويبرز هذا الصنف 
في عدد من المؤشرات منها عدم مشاركة الأفراد المغتربين لبقية الناس في مجتمعهم فيما 
يثير اهتمامهم من برامج تليفزيونية وإذاعية ونشاطات.(1) 

5 الاغتراب عن الذات self- estrangement:‏ 

استمد (( سيمان )) مفهوم الاغتراب عن الذات من كتاب أريك فروم ( المجتمع السليم )») 
حيث يعتبر ما كتبه (( فروم )) من أكثر البحوث دقة وعمقا عن الموضوع › فقد تناول 
موضوع الاغتراب من زاوية نمو الشخصية وتطورها » وأوضح أن الاغتراب هو نمط من 
التجربة يرى الفرد نفسه فيها كما لو كانت غريبة عنه » فالفرد يصبح (إذا جاز التعبير) 

الاغتراب عن الذات بأنه عدم قدرة الفرد على التواصل مع نفسه وشعوره بالانفصال عما 
يرغب في أن يكون عليه » حيث تسير حياة الفرد بلا هدفب ويحيا لكونه مستجيباً لما تقدم له 
الحياة دون تحقيق ما يريد من أهداف » وعدم القدرة على إيجاد الأنشطة المكافأة ذاتيا.(2) 


. 14 -13 قيس النووي » الاغتراب : اصطلاحا ومفهوما وواقعا » عالم الفكرء المجلد 10ء العدد الأول » 1979 » ص‎ -)!( 
(°) -Seeaman. M. Alienation And Anomie. In 1.2.2. Robinson © 5 Reghtsman (Esd) 
Measure Of Personality And Psychological ,1990 .page 291 


38 


الفصل الثاني الاغتراب 





وفي فلسفة ديكارت جاء الاغتراب في عدة مجالات : أولها هو الكوجيتو الديكارتي » حيث 
يتضح اغتراب الأنا عن ذاته » وهو ما يمكن أن نطلق عليه الاغتراب الميتافيزيقي. أما الثاني 
فهو الاغتراب الأنطولوجي حيث ترد الحياة الانفعالية إلى آلية الأرواح الحيوانية . أما الثالث 
والأخير فهو الاغتراب الوجودي › حيث تعيش الذات تجربة الانفعال في نطاق ((الأنا أفك) 
الديكارتي.(1) 

وقد تعامل ( فروم )) مع مفهوم الاغتراب من الوجهة السيكولوجية » مركز على الفرد 
وليس المجتمع كسبب للاغتراب . وفي ضوء ذلك عرف الاغتراب بأنه (( نمط من الخبرة › 
من خلالها یری الفرد نفسه كمغترب › فهو يشعر أنه غریب عن نفسه » حيث لم ير ذاته 
أو يخبرها كمركز لعالمه » أو كناشئ وخالق لأفعاله ولكن أفعاله ومترتباتها تصبح لها 
السيادة » إنه يطيعها ويخضع لها. 

وفي ضوء تصور(( فروم )) للاغتراب » فإن تفاعل الفرد مع مجتمعه يحدد مستوى 
اغترابه » فالخبرة المتضمنة في هذا التفاعل تخلق الإحساس بالاغتراب من عدمه. ويشعر 
الفرد بالاغتراب عندما لا يستطيع التحكم في أفعاله » إنه يصبح سلبيا عندما يستسلم لأفعاله 
ونتائجها. وهذا من شأنه أن يجعل الشخص يشعر أنه لا معنى لحياته كما يشعر باغتراب 
الذات, 

ولا يتحدث ( فروم )) كما فعل ماركس عن اغتراب الذات من خلال التباعد بين الطبيعة 
الجوهرية للإنسان ووضعه الفعلي » ففروم ينفي في كتابه رر المجتمع السوي ) فكرة أن هناك 
جوهرا واحداً يمكن أن يشترك فيه الناس جميعا. وعلى الرغم من أن ( فروم )) يشير إلى أن 
الوجود الإنساني يتميز بالتناقض الكامن في وجوده من حيث ( إنه جزء من الطبيعة يخضع 
لقوانينها الفيزيقية... ومع ذلك يتجاوز باقي الطبيعة)). 


()- حبيب الشاروني » الاغتراب عن الذات » عالم الفكرء المجلد العاشرء العدد الأولء 1979 > ص69- 70 . 


39 


الفصل الثاني الاغتراب 





وعلى الرغم من أن (فروم )) لم يقر بفكرة الطبيعة الجوهرية للإنسان » فإن قوله بالذات 
الأصيلة والذات الزائفة قد جعله ينزلق إلى معالجة اغتراب الذات على أنه حالة أقرب إلى 
الانفصال عن طبيعة مثالية للإنسان.(') 

وسوف نناقش الاغتراب عن الذات كمظهر أو بعد أساسي من أبعاد الاغتراب عند الحديث 
عن الاغتراب النفسي لاحقا . 

: Aimlessness اللاهدف‎ 6 

ويرتبط اللاهدف ارتباطا وثيقا باللامعنى » ويقصد به شعور المرء بأن حياته تمضي دون 
وجود هدف أو غاية واضحة » ومن ثم يفقد الهدف من وجوده ومن عمله ونشاطه وفق معنى 
الاستمرار في الحياة. 

: Rebelliousness التمرد‎ -7 

ويقصد به شعور الفرد بالبعد عن الواقع » ومحاولته الخروج عن المألوف والشائع» وعدم 
الانصياع للعادات والثقاليد السائدة » والرفض والكراهية والعداء لكل ما يحيط بالفرد من قيم 
ومعايير» وقد يكون التمرد على النفس» أو على المجتمع بما يحتويه من أنظمة ومؤسسات 
أو على موضوعات وقضايا أخرى.2) 

:Reification التشيؤٌ‎ -8 

وهو شعور الفرد بأنه فقد هويته » وأنه مجرد شيء » وأنه قد تحول إلى موضوع › وأنه لا 
يملك تقرير مصيره » وأنه مُقتلع حيث لا جذور تربطه بنفسه أو واقعه. 

:Withdrawal الانسحاب‎ -9 

هو وسيلة دفاعية يلجأ لها الأنا للدفاع عن نفسه حيث يعجَنٌ الفرد عن الابتعاد عن المواقف 
المهددة » ومن ثم يزيح عن نفسه القلق بأن ينسحب من المواقف أو ينكر وجود العنصر 
المهدد. 


(')- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003٠‏ » ص 41-40. 
(2) - محمود رجب » الاغتراب : سيرة المصطلح › دار المعارف » القاهرة » 7ص 58. 


40 


الفصل الثاني الاغتراب 





: Rejection الرفض‎ 0 

هو اتجاه سلبي رافض ومعاد نحو الآخرين » أو نبذ بعض السلوك » ويتضمن الرفض 
الاجتماعي والتمرد على المجتمع » عدم التقبل الاجتماعي » وحتى رفض الذات.() 

وفي ضوء ما سبق يلاحظ على الأبعاد الأساسية الخمسة للاغتراب » أنها مترابطة 
ومتداخلة ويكمل بعضها الآخرء ولكل منها أهميته الخاصة في تحديد طبيعة اغتراب الفرد 
ودرجة هذا الاغتراب. وعلى الرغم من أهمية الأبعاد الخمسة التي عرّضنا لها » فإن العامل 
الأساسي الذي يكمن وراء الاغتراب - كما أشار سيمان- هو الشعور بعدم القدرة أو العجز 
والذي يكمن في شعور الفرد بعدم القدرة على التحكم في نواتج السلوك أو الأحداث . 

وتعد المعاني الخمسة التي قدمها ملفن سيمان في دراسته حول معنى الاغتراب » نتيجة 
مباشرة لإيمانه بما أشار (روبرت نزيت ) في كتابه البحث عن مجتمع محلي › من أن مفهوم 
الاغتراب يسيطر على كل من تاريخ الفكر السوسيولوجي والتراث المعاصرء وإيمانه أيضاً 
بأن موضوع الاغتراب جوهري في الأعمال الكلاسيكية لكل من ماركس» وماكس فيبر 
ودوركايم ...الخ. وذلك ما جعله يؤكد على تشعب الموضوع وتنوع معانيه في الأعمال 
المعاصرة » ومن ثم حدد سيمان الهدف من دراسته (( حول معنى الاغتراب )) في فحص هذه 
الاستخدامات المتمايزة منطقياً » وأكد أهمية العلاقة بين الاتجاهات الكيفية والاتجاهات الكمية 
لمفهوم الاغتراب.©) 
4 - الشباب والاغتراب : 
اختلف العلماء في تحديد الفترة العمرية لمرحلة الشباب حسب خلفية الباحث الثقافية 
ولمتغيرات اجتماعية وحضارية بكل مجتمع. 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص109- 110. 
() - السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب » الرياض › 1984 » ص207. 


41 


الفصل الثاني الاغتراب 





أشار فايز الحديدي" إلى أن اغتراب طلبة الجامعة شغل كثير من أذهان علماء الاجتماع 
وعلماء النفس والتربية في فترة الستينيات من هذا القرن » تلك الفترة التي شهدت الانتفاضات 
الطلابية في أرجاء العالم المتقدم والنامي وبقدر ما أثار تدهور القيم من قلق لدى الباحثين 
والمفكرين في أوروبا وأمريكا » أدت في الوقت ذاته إلى الانعزال والضياع والانحرافات 
لدى الشباب المثقف وخاصة في المجتمع الأمريكي"() 

كما أشارت سميرة أبكر" أنه إذا تناولنا مرحلة الشباب الجامعي والاغتراب : فإن اختلف 
العلماء في تحديد الفئة العمرية لمرحلة الشباب » وهذا الاختلاف يخضع لمتغيرات ثقافية 
واجتماعية وحضارية وتربوية يتصف بها المجتمع بشكل يميزه عن مجتمع آخرء بل ويختلف 
التحديد من ثقافة فرعية إلى ثقافة فرعية أخرى داخل المجتمع الواحد. ومع أن هذا الاختلاف 
قائم » إلا أن هناك اتفاقا على أن الشباب مرحلة عمرية تبدأ من البلوغ وتنتهي قبل الرشد 
وتتميز بالحيوية والنشاط » والقدرة على تحمل المسئولية » واكتساب الخبرات والتجارب في 
مجال الحياة. وقد تتخلل مرحلة الشباب أزمات نفسية » والتعبير عن بعض الأزمات ينعكس 
في الشعور بالاغتراب ٠»‏ وهناك اختلاف في الآراء حول هذه الأزمات » فبعضهم يرجعها 
لطبيعة مرحلة المراهقة وما تتميز به من خصائص ٠‏ وبعضهم يرجعها إلى الظروف 
الحضارية والنظام الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الفرد » ورأي ثالث يرى أن هذه 
الأزمات إنما ترجع لخصائص مرحلة المراهقة إذا وجدت في ظروف بيئية معينة . 

وحول هذه الآراء المتباينة والمتفقة في مفاهيم الاغتراب وعلاقتها بمرحلة الشباب وما 
يتخللها من أزمات فإنها تضيف " أنها تؤيد الرأي الأخيرء وتضيف بأن الشباب إذا لم يعد 
لمواجهة التغيرات التي تحدث له أثناء البلوغ » وإذا لم يجد التوجيه التربوي الإسلامي 
الصحيح ٠‏ ولم يجد العقيدة الإسلامية التي تعينه على تحديد هويته » وتقبله لذاته » وثقته بنفسه 


(1)- المالكي » سليمان عطية حمدان » العلاقة بين الاغتراب النفسي وبعض المتغيرات المتعلقة به لدى طلاب وطالبات 


جامعة أم القرى بمكة المكرمة. رسالة ماجستير» جامعة أم القرى» مكة المكرمة » 1994 » ص 29 . 


42 


الفصل الثاني الاغتراب 





فإنه يتعرض لأزمات نفسية شديدة تعيقه عن الارتقاء النفسي » وتجعله ينفصل عن العالم من 
حوله » ويشعر بالاغتراب.(') 

أؤيد ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسات » ويضيف قائلا : إن مجتمعنا العربي في كثير 
من دوله ومنها مجتمع الجزائرء الذي خضع لكثير من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية 
والثقافية وتقدم حضاري ونهضة شاملة سريعة في كافة المجالات › وتغير المجتمع من 
البداوة إلى الحضرء وانتقال الأيدي العاملة من الريف إلى المدينة لكثرة فرص العمل في 
المدينة » وأيضا انتقال الطلاب من القرية والبادية إلى المدن طلبا للتعليم وإكمال دراستهم 
الجامعية أو الثانوية أحيانا في بعض القرى » وما واكب هذه النقلة الحضارية والنهضة 
الكبيرة من ظواهر شملت العديد من الجوانب وكل مناحي الحياة. وهذا التقدم السريع 
واستيراد كل جديد من الخارج والحاجة حتى إلى الأيدي العاملة الوافدة لهذه البلاد للعمل فيها 
في كافة المجالات والقطاعات المختلفة في الدولة » وتأثر الشباب بهؤلاء الوافدين واختلاف 
الديانات والمذاهب المختلفة ووجود الكثير من التيارات الفكرية المختلفة والثقافات العربية 
وغير العربية » فبدأ الصراع بين القيم والمعايير الأصيلة للمجتمع والقيم والمعايير الجديدة 
مما أدى إلى التخلي أو الالتزام الشديد بالمعايير فعاش الإنسان في مجتمعنا صراعاً 
إيديولوجيا عميقا أدى به إلى العزلة والانفصال عن الأشكال الاجتماعية السائدة . حيث أنها 
تؤثر فعلاً في وجود الاضطرابات النفسية أو تكون سببا لوجود الأزمات النفسية ومنها 
ظاهرة الاغتراب. 

إن الطالب في الجامعة الجماعية يبحث عبتا عن دور يؤديه وعن هوية محددة. ومن ثم 
تكون استجاباته لحالة التسبب وانعدام الأطر التنظيمية ذات الكفاءة واضطراب المعايير هي 
العصيان والتمرد » إنهم يتطلعون إلى شكل من التنظيم على مستوى المؤسسة التعليمية حتى 


(1)- أبكرء سميرة حسن » ظاهرة الاغتراب لدى طالبات كلية البنات بالمملكة العربية السعودية رسالة دكتوراه » كلية 
التربية للبنات» جدة » 1989 » ص 15 . 


43 


الفصل الثاني الاغتراب 





مستوى المجتمع» يحقق لهم الفرصة لأداء دور فعال ويحقق لهم الرضا. وهكذا يقوم الطلبة 
بالدور الناقد والأخلاقي الذي يبدو لهم أن جامعاتهم عاجزة عن القيام به "(1) 


5- أنماط الاغتراب وأنواعه : 


وا او ا نوات وی 
النمط الأول الاغتراب الموضوعي : Objective Alienation‏ 
يحدث الاغتراب الموضوعي عندما تتحول الأشياء والأفكار والنظم التي ساهم الإنسان في 
أنتاجها بإرادته لِتَشَبِعْ حاجات اجتماعية إلى قوى مغربة له تتحكم في إرادته وتبدد خططه 
وتزيلها » أي تهدد وجوده وتسيطر عليه . ومن النماذج الأساسية لهذا النمط من الاغتراب 
الموضوعي : 

أت الاغتراب الاقتصادي 

ب - اغتراب الأنساق الاجتماعية والسياسية. 

ج - اغتراب العناصر الأيديولوجية. 


ا الإاغتراب الاقتضادي + وه تنود ار أسمالية وقترلى طيقة خاصة على الإنقاج كلم 

2- الاغتراب الاجتماعي: وهو الاغتراب عن المجتمع » ومغايرة معاييره » والشعور بالعزلة 
والهامشية الاجتماعية » والمعارضة والرفض ٠‏ والعجز عن ممارسة السلوك الاجتماعي 
العادي. 

3- الاغتراب الثقافي: وهو ابتعاد الفرد عن ثقافة مجتمعه ورفضها والنفور منها » والانبهار 
بكل ما هو غريب أو أجنبي من عناصر الثقافة > وخاصة أسلوب حياة الجماعة والنظام 
الاجتماعي» وتفضيله على ما هو محلي. ومن أمثلة وشواهد الاغتراب الثقافي: التعليم 


(!)- إسكندرء نبيل رمزيء الاغتراب وأزمة الإنسان المعاصر » دار المعرفة الجامعية الإسكندرية » 1988ء ص303- 
4 . 


44 


الفصل الثاني الاغتراب 





باللغات الأجنبية (على حساب اللغة العربية)» واستخدام أسماء أجنبية للمدن والقرى السياحية 
والمؤسسات الإنتاجية ومنتجاتها والأسواق والمحال التجاري.(1) 
4- الاغتراب السياسي: وفيه يصبح الفرد تحت تأثير السلطة الدكتاتورية مجرد وسيلة لقوة 
خارجه عنه »› وينتابه الشعور بعدم الارتياح للقيادة السياسية الحكومية والنظام السياسي 
برمته » والشعور بالعجز إزاء المشاركة الإيجابية في الانتخابات السياسية الحرة » وكذلك 
الشعور بالعزلة عن المشاركة الحقيقية الفعالة في صنع القرارات المصيرية المتعلقة 
بمصالحه » واليأس من المستقبل في هذا البلد. وللاغتراب السياسي خمسة أبعاد هي: الشعور 
بالعجزء والاستياء » وعدم الثقة » والنفور» واليأس.2) 
ويرى أحمد فاروق حسن (1992) أن الاغتراب السياسي له خمسة أبعاد هي: 
ه انعدام المعنى السياسي. 
ه انعدام المعيار السياسي. 
« العزلة السياسية. 
« اللامبالاة السياسية وفقدان الاهتمام بالسياسة .(3) 
وهناك أنواع أخرى للاغتراب وهي: 
5 الاغتراب الديني: 
ورد الاغتراب الديني في كافة الأديان على أنه ( الانفصال أو التجنب عن اللهء فقد جاء 
الاغتراب في الإسلام على هذه الصورة التي يوضحها حديث رسول الله (ص) حيث قال: 
(( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريبا كما بدأ » فطوبى للغرباء)). قيل ومن الغرباء يا رسول الله 


(!)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 111-110. 

()- محمد خضر عبد المختار» الاغتراب والتطرف نحو العنف: دراسة نفسية اجتماعية » دار غريب » القاهرة » 1998. 
(0)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 


ص 111. 


45 


الفصل الثاني الاغتراب 





قال: الذين يصلحون إذا أفسد الناس.والغرباء هم فئة قليلة من أهل الصلاح والتقوى استجابت 
للرسول (ص) في مبتدأ الدعوة » ونأت بنفسها عن الشبهات والشهوات.(1) 

إن الاغتراب في الإسلام جاء في ثلاث درجات هي: اغتراب المسلم بين الناس» واغتراب 
المؤمن بين المؤمنين» واغتراب العالم بين المؤمنين. فغربة العلماء هي أشد أنواع الاغتراب 
لقلتهم بين الناس» وقلة مشاركة الناس لهم . 

وقد زالت الغربة عن المسلمين حين ظهر الإسلام وانتشرت دعوته ودخل الناس في دين 
الله أفواجا » ولكن سرعان ما أخذ الإسلام في الاغتراب والترحل حتى عاد كما بدأ » فلم 
يمض قرن من الزمان على الإسلام حتى وصف المسلمون بالغربة.(2) 

6- الاغتراب النفسي : 

على الرغم من شيوع مفهوم الاغتراب النفسي » فإنه من الصعب تخصيص نوع مستقل 
نطلق عليه الاغتراب النفسي » ولذلك نظرآ لتداخل الجانب النفسي للاغتراب وارتباطه 
بجميع أبعاد الاغتراب الأخرى : الثقافي » والاقتصادي والسياسي ...الخ. فالاغتراب النفسي 
مفهوم عام وشامل يشير إلى الحالات التي تتعرض فيها وحدة الشخصية للانشطار 
أو للضعف والانهيارء بتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية التي تتم في داخل المجتمع. مما 
يعني أن الاغتراب يشير إلى النمو المشوه للشخصية الإنسانية » حيث تفقد فيه الشخصية 
مقومات الإحساس المتكامل بالوجوه والديمومة. وتعد حالات الاضطراب النفسي 
أو التناقضات صورة من صور الأزمة الاغترابية التي تعتري الشخصية . 

ويتحدد مفهوم الاغتراب في الشخصية بالجوانب التالية : 

- حالات عدم التكيف التي تعانيها الشخصية › من عدم الثقة بالنفس » والمخاوف المرضية 


()- حسن سعد السيدء الاغتراب في الدراما المصرية المعاصرة بين النظرية والتطبيق من 1960 - 1969ء الهيئة 
المصرية العامة للكتاب» القاهرةء 1986. 
(2) - فتح الله خليق » الاغتراب في الإسلام . عالم الفكر » المجلد العاشر » العدد الأول » 1979 » ص 83. 


46 


الفصل الثاني الاغتراب 





- غياب الإحساس بالتماسك والتكامل الداخلي في الشخصية. 

- ضعف أحاسيس الشعور بالهوية والانتماء والشعور بالقيمة والإحساس بالأمن.() 

النمط الثاني الاغتراب الذاتي: subjective alienation‏ 

ينظر الباحثون إلى اغتراب الذات (الذي سبق وأن تحدثنا عنه ضمن أبعاد الاغتراب 
باعتباره اضطرابا نفسيا يتمثل في اضطراب الشخصية الفصامِية ؛ حيث يتسم الشخص 
الفصامي بالعجز عن إقامة علاقات اجتماعية » والافتقار إلى مشاعر الدفء واللين أو الرقة 
مع الآخرين....الخ » فهناك تشابه بين اغتراب الذات واضطراب الشخصية الفصامية في 
إنهما يشيران إلى صعوبة استمرارية العلاقات الاجتماعية مع الآخرين من أفراد المجتمع.2) 

إن كل صور الاغتراب لا تعدو أن تكون وجوها ثنائية مرضية أو ازدواجية موبوءة 
أو شيزوفرينيا. إنه انفصام الذات عن ذاتها لتغترب عنها كآخر » أو انفصام الذات لتغترب 
عنه. فالشيزوفرينيا إذن هي أم الاغتراب ٠‏ أو هي المرض وأعراضه شتى مظاهر 
الاغتراب. وأوضحت الباحثة أن الحتمية العلمية هي التي جعلت الإنسان يغترب عن العالم 
الذي يحيا فيه ويحاول فهمه » ثم جعلته يغترب عن العلم » فانتهى الأمر باغتراب العقل عن 
العقل.() 

وقد ميز (( فروم » بين الذات الأصيلة والذات الزائفة » على أساس أن الذات الأصيلة 
ترادف مفهوم الذات غير المغتربة التي حققت وجودها الإنساني المتكامل» فصاحبها مفكر 
وقادر على الحب والإبداع. أما الذات الزائفة فهي الذات اغتربت عن نفسها وانفصلت عن 
وجودها الإنساني الأصيل.(4) 


()- علي وطفة » المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية : بحث في إشكالية القمع التربوي» عالم الفكرء الكويت 
مجلد27 › 1998: ص 241- 242 . 

(7)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003 » ص: 81-82. 

()- يمنى طريف الخولى » العلم والاغتراب والحرية: مقال في فلسفة العلم من الحتمية إلى اللاحتمية » الهيئة المصرية 
العامة للكتاب » القاهرة » 1987. 


()- حسن محمد حماد » الاغتراب عند إيريك فروم » المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع » بيروت ٠»‏ 1995. 


47 


الفصل الثاني الاغتراب 





وتمتد جذور فكرة الذات الأصيلة والذات الزائفة التي تحدث عنها فروم إلى الفلسفة 
الوجودية لدى كل من كيركيجورد وهيدجر حيث ميز كيركيجورد بين الوجود داخل الحشد 
والوجود المنعزل فالأول هو الوجود الزائف والذي يهرب من المسئولية ومن عبء الحرية 
إنه يقول ما يقوله الحشد ويعتنق ما يعتقد الحشد أنه الصواب ٠»‏ وفي ذلك إلغاء للوجود 
البشري الذي هو مرادف للتفرد والحرية والمسئولية › أما الوجود المنعزل لدى كيركيجورد 
فهو مرادف للوجود الأصيل كما أنه الوجود القادر على تحمل المسئولية وممارسة 
الحرية.(1) 

أما (هيدجر) فعالج فكرة الوجود الزائف والوجود الأصيل بشكل أكثر وضوحا » حيث 
ربط بين مفهوم (الغربة)) وبين الوجود الزائف ٠‏ وميز بين الوجود الأصيل والوجود الزائف. 
فالأول يعني وجود يضع ذاته ويحدد اتجاهه من خلال القرارات والاختيارات التي تنتمي إليه 
حقا والتي يمارسها بحرية تامة وبوعي كامل. أما الوجود الزائف فهو الوجود الذي يتخلى 
عن مسئوليته تجاه اختيار إمكانياته ويترك لغيره هذه المهمة » أنه وجود يخضع للمجهول 
ويعجز عن أن يقرر ذاته ومستقبله.2) 

وقد تركز اهتمام فرويد على مفهوم اللاوعيء كما تناول غربة الذات والشعور واللاشعور 
وغيرها من المفاهيم التي ترجمت وجهة نظره في الاغتراب بأنه (( اضطراب مرضي)). 
وأوضح فرويد اغتراب اللاشعور(اللاوعي) يتأتى من أن الرغبة قد لا تنتهي بانتهاء وتفريغ 
قوتها من الطاقة بل تظل هذه الرغبة محتفظة بكامل قوتها من الطاقة حتى تتحقق الفرصة 
الملائمة للظهور مرة أخرى في حالة ضعف الأنا مثلا أثناء النوم.(3) 

ويرى(( فرويد) أن الاغتراب سمة متأصلة في وجود الذات في حياة الإنسان » إذ لا سبيل 
مطلقا لتجاوز الاغتراب » ومن وجهة نظر(فرويد)) فإنه لا مجال لإشباع كل الدوافع 


(!)- إمام عبد الفتاح » كيركيجورد رائد الوجودية » دار الثقافة للطباعة والنشرء القاهرة » 1982. 
(2)- حسن محمد حماد » الاغتراب عند إيريك فروم » المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع » بيروت ٠»‏ 1995. 
() - عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003 » ص 83- 84. 


48 


الفصل الثاني الاغتراب 





الغريزية » كما أنه من الصعب التوفيق بين الأهداف والمطالب وبين الغرائز وبعضها 
البعض.(١)‏ 

وقد ميزت كارين هورني بين نوعين من اغتراب الذات هما: الاغتراب عن الذات الفعلية 
والاغتراب عن الذات الحقيقية » فالأول يتمثل في إزالة وإبعاد كافة ما كان الفرد عليه بما في 
ذلك ارتباط حياته الحالية بماضيه » وجوهر هذا الاغتراب هو البعد عن مشاعر الفرد 
ومعتقداته » وفقدان الشعور بذاته ككل. أما الاغتراب عن الذات الحقيقية فيشير إلى التوقف 
عن سريان الحياة في الفرد من خلال الطاقات النابعة من هذا المنبع أو المصدر الذي تشير 
إليه هورني باعتباره جوهر وجودنا. وترجع هورني أسباب الاغتراب لدى الإنسان إلى 
ضغوط داخلية » حيث يوجه معظم نشاطاته نحو الوصول إلى أعلى درجات الكمال » حتى 
يحقق الذاتية المثالية > ويصل بنفسه إلى الصور التي يتصورها › وترى هورني أن المغترب 
يكون غافلاً عما يشعر به وعن واقعه ويفقد الاهتمام به » ولا يعرف حقيقة ما يريد » ويعيش 
في حالة من اللاواقعية » وبالتالي في حالة من الوجود الزائف.(2) 

6 - النظريات المفسرة للاغتراب : 

يتم تفسير الاغتراب من خلال عدد من النظريات منها : 

| - تفسير النظرية السلوكية للاغتراب : 

تفسيو' التظزية السلوكية المتكلات السلركية ينها أماط من الاسكجانات الخاطنة أو .غير 
السوية المتعلمة بارتباطها بمثيرات منفردة » ويحتفظ بها الفرد لفاعليتها في تجنب مواقف 


أو خبرات غير مرغوبة . والفرد وفقا لهذه النظرية يشعر بالاغتراب عن ذاته عندما ينصاع 


(!)- عفاف محمد عبد المنعم » دراسة الاغتراب في علاقته بكل من الذكاء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي لعينة مختارة 
من الشباب الجامعي » مجلة كلية التربية » أسوان » العدد الخامس 1991 » ص 61. 

()- محمد خضر عبد المختار» الاغتراب والتطرف نحو العنف : دراسة نفسية اجتماعية » دار غريب » القاهرة » 1998 
ص 50. 


49 


الفصل الثاني الاغتراب 





ويندمج بين الآخرين بلا رأي أو فكر محدد حتى لا يفقد التواصل معهمء وبدلا من ذلك يفقد 
تواصله مع ذاته.(1) 

ب- تفسير نظرية المجال للاغتراب : 
عد ا ا عن اعات الاسطرات ,ااا اش وه اها إلى اور اة 
مثل : 
- شخصية العميل وخصائصها المرتبطة بالاضطراب والمسببة له . 
- خصائص حيز الحياة الخاص بالعميل من زمن حدوث الاضطراب . 
- أسباب اضطرابه شخصيا وبيئيا مثل الإحباطات والعوائق المادية. والحواجز النفسية التي 
تحول دون تحقيق أهدافه والصراعات وما قد يصحبها من إقدام وهجوم غاضب أو إحجام 
وتقهقر خائف . وعلى هذا فإن الاغتراب هنا ليس ناتجا عن عوامل داخلية فقط » بل عن 
عوامل خارجية تتضمن سرعة التغيرات البيئية والاتجاه نحو هذه التغيرات والعوامل.(2) 

ج - الاغتراب عند سيجموند فرويد : استطاع فرويد أن يصل إلى الحقائق التالية : 

- اغتراب الشعور: فالخبرات يتم كبتها لتقليل الألم الناتج منها » ولذلك فإن تذكرها أمر 
صعب يحتاج إلى مجهود كبير للتغلب على المقاومة » التي تحول دون ظهور هذه الخبرات 
إلى الشعورء وبذلك يغترب الشعور عن الخبرات المكبوتة » والمقاومة هنا مظهر من مظاهر 
اغتراب الشعور. 

- اغتراب اللاشعور: يشير فرويد إلى أن الخبرات المكبوتة تبدأ حياة جديدة شاذة في 
اللاشعورء وتبقى هناك محتفظة بطاقتها » تتحين فرصة للخروج » وطالما أن أسباب الكبت 


لا زالت قائمة » فإن اللاشعور يظل مغتربا على شكل انفصال عن الشعورء وما محاولة الأنا 


(!)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 112. 
(2)- حامد عبد السلام زهران »۰ التوجيه والإرشاد النفسي»(ط3) 2 عالم الكتب » القاهرة » 1998. 


50 


الفصل الثاني الاغتراب 





في التوفيق بين ضغط الواقع ومتطلبات الهو وأوامر الأنا الأعلى » إلا هروبا من اغتراب 
الفرد عن الواقع الاجتماعي.(1) 

ويرى فرويد أن هناك مظهرين للاغتراب يتمثل أولهما في عدم افتتان الفرد بالحضارة 
وما يصاحبها من حالات قلق وعصاب » وذلك نتيجة لسلطة الماضي وما يواكبها من اعتماد 
الفرد على والديه. ويتمثل المظهر الثاني في افتنان الفرد بالحضارة وتوحد الذات بالواقع 
وطمس الفردية وذلك نتيجة لسلب حرية الأنا وغياب معرفة الأنا والأنا الأعلى من ناحية 
أو نتيجة لخبرة الاعتماد الطويلة على الوالدين لأنا الفرد » والتي يترتب عليها حاجة الفرد 
للاعتماد والتوحد مع الواقع كبديل لسلطة الوالدين الطويلة على الفرد من ناحية أخرى.2) 

د - تفسير نظرية السمات والعوامل للاغتراب : 

من أهم سمات هذه النظرية تركيزها على العوامل المحددة التي تفسر السلوك البشري 
والتي تمكن من تحديد سمات الشخصية. وتشير الدراسات التي تتناول سمات شخصية 
مرتفعي الاغتراب أنهم يتميزون بعدد من السمات منها التمركز حول الذات Egocentric‏ 
وعدم الثقة » والتشاؤم ٠»‏ والقلق والتباعد » والوحدة النفسية » وتوترات الحياة اليومية 
والشعور بفقدان القدرة على التحكم » والاضطرابات في هوية الفرد » ونقص العلاقات 
الصادقة مع الآخرين » وعدم القدرة على تبني القيم المرغوبة » وعدم القدرة على التوحد مع 
الأبوين » وعدم القدرة على إيجاد تواصل بين الماضي والمستقبل » وعدم الانسجام بين الفرد 
والأجيال السابقة.«3) 

ه - تفسير نظرية الذات للاغتراب : 


(!)- حسن الموسوي » الاغتراب النفسي لدى شرائح المجتمع الكويتي: دراسة تحليلية » مجلة البحث في التربية وعلم النفس 
كلية التربية » جامعة المنيا » مجلد 10 » عدد 4 » 1997 » ص 77- 78. 

(2)- السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب » الرياض» 1984. 

(0)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 113. 


51 


الفصل الثاني الاغتراب 





يعرف حامد زهران (1998) مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات 
الشعورية والتصورات التقييمية الخاصة بالذات » يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته. 
وکن مقو الات من مقر الات المذرك > وهفيوة الات الامتماعي » ومفهرم الاك 
المثالي. 

ويتكون مفهوم الذات من كل ما ندركه عن أنفسنا » ويتم تنظيم مكوناته من المشاعر 
والمعتقدات التي تشكل في مجموعها إجابة عن تساؤلات من نوع : من نكون ؟ وكيف نبدو 
أمام الآخرين ؟ وكيف ينبغي أن نتصرف ؟ وإلى من ننتمي؟ والعنصر المهم في تشكيل 
مفهوم الذات هو الطريقة التي تتحقق بها عملية تنظيم تلك المشاعر والمعتقدات المتناثرة في 
إطار وحدة متكاملة.(1) 

وترى كارين هورني أن الاغتراب ينشأ حينما يطور الفرد صورة مثالية عن ذاته » بلغ 
من اختلافها عما هو عليه حد أنه توجد هوة عميقة بين صورته المثالية وذاته الحقيقية » 
خا قت المرع الا عك يانه بكو ف ا فته ا ود ففرا على إدو اك ذا 
الحقفرة: . واا غر ات ن هذه النظرية > إنها ينقا عت الأدواك انالف لات أن تفاط 


(!)- شاكر عطية قنديل» التفاعل الإنساني كمدخل لتحسين الأداء التربوي» المؤتمر الدولي السادس لمركز الإرشاد النفسي 
جامعة عين شمس» 1999 »> ص 179- 180. 

(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص14 1. 


52 


الفصل الثالث ٠‏ 
الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق 
ا لقيمية 


1 - التنشئة الاجتماعية واغتراب الشخصية 
2 - اغتراب اللغة العربية 

3 - الاغتراب والثقافة والمجتمع 

4 -الاغتراب ومنظومة القيم 

5 علاقة الانتماء بالاغتراب 

6- معتقدات الاغتراب اللاعقلا نية 

7- قياس عامل الاغتراب 

8- مواجهة الاغتراب 

9- الخلاص من الاغتراب 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


1 التنشئة الاجتماعية واغتراب الشخصية : 

للتنشئة الاجتماعية والتربوية دور مهم في تشكيل نمط الشخصية › فطبيعة الشخصية 
الإنسانية مرهونة إلى حد كبير بطبيعة ومستوى أسلوب التنشئة الاجتماعية » من حيث هو 
القالب الذي يهب الإنسان خصائص إنسانيته » فالاغتراب هو انعكاس لدرجة الشدة والتسلط 
في أساليب التنشئة الاجتماعية السائدة في مجتمع ما. 

ونحاول فيما يلي مناقشة التنشئة الاجتماعية في علاقتها بالاغتراب في ضوء الواقع الذي 
تشهده المجتمعات العربية بوجه عام » حيث يولد الإنسان العربي اليوم في أجواء التسلط 
والإكراه » وينمو في مؤسسات التغريب » وشروط الحياة التي تحيط بالإنسان تشكل مصدر 
تهديد ينال من حقيقة وجوده الإنساني ويشل لديه طاقة الفعل والحضور والإبداع. وتبدأ رحلة 
اغتراب الشخصية العربية من القهر التربوي في العائلة إلى القمع المعرفي في المدرسة › 
وتنتهي إلى الإرهاب الاجتماعي داخل المؤسسات. وفي هذه الدراما المأساوية يعيش الإنسان 
العربي دوامات القهر والهزيمة › ويعد اتجاه التسلط والقمع والإكراه في التربية واحدا من 
أبرز الاتجاهات التربوية السائدة في مجتمعاتنا العربية. ويقوم هذا الاتجاه على مبدأ الإلزام 
والإكراه والإفراط في استخدام السلطة الأبوية في تربية الأطفال وتنشئتهم » وعدم السماح 
للأبناء بإبداء آرائهم وانتقاداتهم » واللجوء إلى العنف بأشكاله المختلفة » ومعاملة الأطفال 
بقسوة والعقاب الجسمي والمعنوي. كما تركز أنماط التنشئة الاجتماعية في المجتمعات 
العربية على الحماية والطاعة والمجاراة » وبالتالي ينشأ عن ذلك نزعة نحو الفردية والأنانية 
والشعور بالاغتراب. (1) 

ودرس جاكسون وزملاؤه (1998) علاقة الاغتراب بعدد من المتغيرات النفسية. وكان 
من نتائج هذه الدراسة أنها أوضحت وجود علاقة بين الاغتراب والتنشئة التسلطية وانخفاض 


المستوى الأكاديمي وسوء التوافق » وانخفاض تقدير الذات » والعنف » وتعاطي المخدرات. 


()- علي وطفة » المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية : بحث في إشكالية القمع التربوي 2 عالم الفكرء الكويت 
مجلد27 ۰ 1998› ص 241- 242. 


54 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


وبوجه عام » فإن أساليب التنشئة الاجتماعية التسلطية التي يلجأ إليها المنشئون الاجتماعيون 
(الأسرة » المدرسة أو الجامعة...الخ) تؤدي بصورة عامة إلى هدم الشخصية الإنسانية 
واغترابها. (1) 

تختلف عملية التنشئة الاجتماعية من حيث بساطتها وتعقيدها من مجتمع لآخرء فلكل 
مجتمع مستوى نموه التاريخي وأنماطه الثقافية » ومشكلاته القيمية » ومطالبه وحاجاته. 
ويرتبط الاغتراب بأساليب التنشئة الاجتماعية » ففي ظل عملية التنشئة الاجتماعية يكتسب 
الفرد العديد من المفاهيم والقيم والاتجاهات والأدوار التي تؤثر في أحكامه الخلقية وفي 
اكتسابه لوجهة الضبط » فالأفراد ذوى وجهة الضبط الداخلية يعتقدون أنهم أسياد على 
أقدارهم › وبالتالي يؤدي ذلك إلى خلق شخصية سليمة متكاملة » بينما الأفراد ذوى وجهة 
الضبط الخارجية يعتقدون أنهم مخلوقات تتحكم فيها قوى خارجية لا يستطيعون التأثير فيها 
وبذلك تؤدي إلى بناء شخصية اغترابية ضعيفة وغير متكاملة.) 
وعلى العموم فإن السياق النفسي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد يعد من العوامل التي 
ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة النفسية للفرد ومدى شعوره أو عدم شعوره بالاغتراب. 
ولذلك نحن في حاجة - في مجتمعاتنا العربية - إلى بناء فلسفة تربوية واضحة المعالم 
والأهداف تواجه متطلبات ومستجدات العصر الحديث بكل إيجابياتها وسلبياتها » نحن في 
أمس الحجة إلى التنشئة التربوية السليمة المبنية على أصول الدين التي نواكب من خلالها 
التطور الحضاري في القرن الحالي. (3) 

2- اغتراب اللغة العربية : 

اللغة العربية هي مناط شخصية العرب الحضارية ووعاء قيمهم الخالدة » ومستقر 
إبداعهم وقوام ثقافتهم » فاللغة في الأساس منهج فكر وطريقة نظر وأسلوب تصورء وليس 
(!)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 »> ص121. 
(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 


ص 114. 
(7)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003. ص 123 - 124. 


55 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


صحيحا ما يسود من قول قوامه أن العلم لا وطن له › فإذا كان للعلماء وطن جغرافي » فإن 
للعلم وطنا فكريا » وهذا الوطن هو اللغة » وتتملك اللغة كل فكر يدخل إليها وتطبيقات هذا في 
الواقع المعاش. فنحن اليوم نجد صعوبة في تدريس بعض العلوم كالطب باللغة العربية. وذلك 
لأن الطب بالنسبة لمنطقتنا أصبح وطنه اللغة الإنجليزية » وفي بلاد أخرى اللغة الفرنسية 
أو الروسية » مع العلم أن كثيراً من العلوم وفي مقدمتها الطب كانت تعتبر علما عربيا 
وظلت كتب الطب العربية ثدرس في الجامعات الأوروبية قبل أن تعجم لغته. فقد بدأت دراسة 
الطب في العشرينيات من القرن التاسع عشر في كلية الطب بالقصر العيني في مصر باللغة 
العربية لفترة تقترب من ستين عاما » حتى احتل الإنجليز مصر في الثمانينيات من ذلك 
القرن » فتحولت دراسة الطب من العربية إلى الإنجليزية.(1) 

واغتراب اللغة العربية في مصر نتيجة الظروف السياسية والعسكرية التي مرت بها هو 
حال معظم الدول العربية التي تعرضت لظروف ممائلة فيما يتعلق بالاحتلال والاستعمار 
الأجنبي. ففي المغرب- على سبيل المثال. أوضح بنسالم حميش (1998) أن الأدب المكتوب 
بالفرنسية يعد دليلاً عل سلبية الهوية المزدوجة » ودعا الكاتب الأدباء المغاربة إلى التقليل من 
عدائهم المترسخ إزاء اللغة العربية والهوية القومية والثقافية لبلدانهم الأصلية.(2) 

وعن نشأة علم الاستغراب في مواجهة التغريب 77656461:12123)101 الذي امتد أثره ليس 
فقط إلى الحياة الثقافية بل امتد إلى أساليب الحياة اليومية ونقاء اللغة ومظاهر الحياة العامة. 
حيت صاحب الانفتاح الاقتصادي في الرأسمالية العالمية الانفتاح اللغوي على الألفاظ 
الأجنبية » فكل كلمة عربية تتجاوز عقدة نقصها بإلحاقها بكلمة غربية » أو تنقل الألفاظ 
الأجنبية إلى الحروف العربية (مثل إسلامكوه منصور شيفروليه » محمد موتورز» شوبنج 
سنتر للمحجبات ....الخ) وضاعت اللغة الفصحى وازدوجت مع العامية » ولم يعد أحد قادراً 
لا من القادة ولا من رجال الإعلام ولا حتى من المثقفين وأساتذة الجامعات التحدث بلغة 
ولد هدي لمق شنار اا وتحديات المستقبل فيس: أحمد صادق الدجاني وآخرون (محرر) المثقف العربي - 


همومه وعطاؤه » مركز دراسات الوحدة العربية » بيروت ٠‏ 1995 » ص1 292-29. 
(©)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003 » ص124. 


56 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


عربية سليمة. وأصبحنا نعرف بلهجاتنا العامية وليس بلغاتنا العربية الفصحى وهروبا من 
الإعراب نسكن آخر الكلمات وهو أضعف الإيمان.(1) 

يلاحظ أيضا أن هناك اهتماما كبيرآ بتعليم اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية. 
لتلاميذ المرحلة الابتدائية في البلاد العربية . على الرغم من أن ذلك لا يتفق مع قواعد التربية 
الصحيحة وينافي مبادئ التربية القومية السليمة. فالطفل العربي يعيش منذ البداية تعليمه 
ازدواجية لغوية فكرية » تؤثر بالسلب في شخصيته وتكوينه الفكري والسلوكي › حيث يتعلم 
الطفل في حياته اليومية لغة غير هذه التي تعلمها في المدرسة » وتشكل هذه الازدواجية 
اللغوية واحدًا من عناصر عديدة تؤدي إلى ازدواجية فكرية وسلوكية. وللأسف فإن النخبة 
العربية المثقفة بصفة عامة غير مهتمة وربما غير مدركة للوهن اللغوي الراهن في البلاد 
العربية.(2) 

لقد أصبح العالم كله قرية إلكترونية » ولم يعد أمامه سوى أمرين ؛ إما الانعزال» وإما 
الاستلاب والتبعية. والوسيلة الوحيدة للتغلب على هذه التحديات هي الإسهام والمشاركة من 
خلال تحريك القدرات القومية وإنشاء علم عربي » وتطوير اللغة العربية لتكون وطنا للعلم 
والتقنية » بما يمكن الأمة العربية من الإسهام الفعال في صناعة الحضارة » في إطار هويتها 
ليس تعصبا ولكن تنويعا للوحدة العربية » بالمشاركة الواسعة للثقافات الإنسانية . 

وقد بدأت كثير من الدول العربية تنتبه لخطورة تعليم اللغات الأجنبية وإهمال اللغة العربية 
ففي مجال الطب أقامت نقابة أطباء مصر بالتعاون مع الجمعية المصرية لتعريب العلوم في 
نوفمبر 1999 » ندوة تعريب التعليم الطبي. وكان من توصيات هذه الندوة تأكيد أهمية تدريس 
الطب والعلوم باللغة العربية كخطوة أساسية في استيعاب العلم وتنمية الأسلوب العلمي في 
التفكير والسلوك العلمي في التفكير والسلوك › وتنمية الابتكار والإبداع » كما أوصت هيئات 
تحرير الدوريات الطبية المتخصصة بأهمية نشر الأبحاث الطبية باللغة العربية » وكذلك 
التأليف باللغة العربية . 


(!)- حسن حنفي » مقدمة في علم الاستغراب ٠»‏ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت .1992٠‏ 
(2)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 » ص 125. 


57 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


وهذا ليس بغريب » فقد قامت الدراسات العليا في سوريا على اللغة العربية منذ سبعين 
عاما » وخرّجت نوابغ عالميين من الأطباء والمهندسين » أثبتوا قدرة اللغة العربية ومرونتها 
البنيوية في التعبير» مثل الترجمة اللسانية المباشرة للمصطلح الأجنبي أو الاشتقاق ...الخ.(1) 
ومثل هذه المحاولات لا بديل عنها لمواجهة ظاهرة تغريب اللغة العربية في وطنها 
الأصلي. 
3- الاغتراب والثقافة والمجتمع: 
يرتبط الاغتراب بالثقافة والمجتمع ارتباطا وثيقا > ويتضح ذلك من خلال ما يلي : 
- الاغتراب عن الثقافة الشعبية : وهو اغتراب الفرد عن الثقافة الجماهيرية ورفضها 
والانفصال عنها. وتختلف الطبيعة المحددة لهذا الشعور بالبعد والانفصال عن عدم 
الاهتمام الثقافة الشعبية. 
- الاغتراب عن القيم السائدة في المجتمع: وهو البعد عن القيم السائدة في المجتمع 
أو رفضها. 
- الاغتراب عن معايير السلوك الاجتماعي: وهو مغايرة المعايير السلوكية السائدة في 
المجتمع وعدم مسايرتها . 
- الاغتراب وفقدان الاتجاه : حيث يظهر الاغتراب في انهيار الهيكل الثقافي الذي يحدث 
بصفة خاصة حينما يطرأ انقطاع حاد في التواصل بين الأهداف والمطامح الثقافية وبين 
قدرات أفراد الجماعة التي حددت بما يتفق والهيكل الاجتماعي . 
- الاغتراب والثقافة المضادة : هو ما يلاحظ وجوده في الثقافة التي تتبناها الجماعات 
المتطرفة بين الشباب خلافا للثقافة السائدة في المجتمع وابتعادا عنها.2) 
4 - الاغتراب ومنظومة القيم: 
6 مي الدين مان الثقافة العربية وتحديات المستقبل فيس: أحمد صادق الدجاني وآخرون (محرر) المثقف العربي 
همومه وعطاؤه » مركز دراسات الوحدة العربية » بيروت » 1995 » ص 291 -311. 
(2)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص114- 115 . 


58 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


القيم هي عبارة أحكام يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل للموضوعات أو الأشياء. 
وذلك في ضوء تقويمه لهذه الموضوعات أو الأشياء. وتتم عملية التقويم هذه من خلال 
التفاعل بين الفرد بمعارفه وخبراته » وبين ممثلي الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب 
من خلاله هذه الخبرات والمعارف.(1) 

ولكي نتفهم الاغتراب لا بد من البحث عن جذوره ومنابعه في تركيب المجتمع ومدى 
سيطرة القيم والمعايير على السلوك عامة ٠‏ وفي المجتمعات العربية خاصة. فحالات 
الاغتراب في المجتمعات العربية كما أوضح حليم بركات تظهر من خلال المصادر التالية : 
أولا : السيطرة المفرطة » وهي متوفرة إلى حدٍ بعيد في معظم البلدان العربية. 
ثانيا : انحلال القيم والمعايير وعدم فعالية النظم شبه الديمقراطية . 

وقد تبين أن مجالات التصرف السلوكي الفعلي أمام المغترب يمكن تحديدها على أنها 
امتداد بين الانسحاب والاشتراك التمردي الثوري › وعلى المغترب القيام بواحد أو بمزيج 
من ثلاثة أنواع من التطرف » بإمكانه الانسحاب من واقعه ٠»‏ أو الرضوخ إليه ظاهرا. 
أو النفور منه ضمنا أو التمرد الثوري عليه وتغييره.(2) 

وقد اهتم (( بارسونز) بنسق القيم في شرحه لقضية الاغتراب وأكد على التوجيه الخاص 
والتوجيه العام أثناء شرحه للجانب الثقافي. فالتوجيه العام يمثل النمط المعياري الذي يعين 
المجال الذي يكون داخله الفاعل في الموقف المعطى ملزمًا بأن يأخذ في اعتباره مباشرة 
الاختيار المعطى للقيم التي يشارك فيها الأعضاء الآخرون للمجموعة » وهي تعرف 
بمسئوليته تجاه المجموعة. أما التوجيه الذاتي فإنه يشير للنمط المعياري الذين يعين معدل 
السماح للفاعل في نمط الموقف المعطى لأن يغتنم الفرصة في سعيه للمصالح الخاصة. وفي 
ضوء ذلك نستطيع أن نعين أهمية الدور الذي تلعبه القيم الموجهة بالنسبة للسلوك والمواقف 
الاغترابية. فالقيم العامة توجه الفعل لأن يكون إيجابيا تجاه مواقف العمل » وقرارات الإرادة 
كاد عن اللطيف محمة كليفة ارقا القيم : دراسة نفسية » المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب » عالم المعرفة 


الكويت » ن عدد 160 » 1992 » ص 59- 60. 
(2)- حليم بركات » اغتراب المثقفين العرب. مجلة المستقبل العربي » عدد1ء 1984 »> ص106. 


59 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


وحماغات العمل اام الا فنا تقال إلى حدما من اجا قدو العمل و رة 
وار انها اع العمل کے فر لات النلبية والمقارمة نا القيم الملترعة فزنها 
تقلل من فرصة الإيجابية وتزيد من فرص السلبية والمقاومة. ) 

راذا تظرتا إلى منظومة القيم في المجتمعات العربية فى :وى ما كفت يغنه انحر 


بين القيم والسلوك. والثانية : وتتمثل في الصراع القيمي بين الآباء والأبناء.2) 
وبخصوص القضية الأولى المتمثلة في الصراع والتناقض بين القيم والسلوك › فقد أرجعه 
الباحثون إلى التغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة وغير المتوازنة » والتي تؤدي غالبا إلى 
ظهور كثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تعكس الدرجة المتفاوتة من التغيير بين 
عناصر المجتمع الواحد وعلى الأخص بين القيم والسلوك.) 
كما أحدثت ظروف التنمية تغيرات في مفاهيم الإنسان العربي وقيمه » حيث انهار سلم القيم 
وبالتالي حدث نوع من التناقض بين قيم وسلوك الإنسان العربي.”*) 
فهناك نوع من التنافر المعرفي بين اتجاهات الفرد وقيمه من جهة » وبين سلوكه من جهة 
أخرى.(5) 
وذلك نتيجة تصدعات الأنظمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية . 
وقد كشفت الدراسات والبحوث- سواء العربية أو الأجنبية- عن تناقض واضح بين القيم 
والسلوك » فالقول شيء والسلوك شيء آخر مختلف تماماً. 


(!)- السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب » الرياض» 1984. 
(2)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 »> ص1 13. 
()- سوزان أحمد أبو رية » التغيرات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الهوية الوطنية. في أحمد زايد ( محرر) الذات 
والمجتمع في مصرء أعمال الندوة السنوية الثالثة لقسم علم الاجتماع كلية الآداب. جامعة القاهرة.12-11» 1996 » ص43. 
()- حامد عمار » في بناء الإنسان: مركز ابن خلدون للدراسات الإنسانية » دار سعاد الصباح » الكويت » 1992. 
(î)- Rokeach M, Some Unresolved Issues In Theories Of beliefs Attitudes And Values Univ‏ 
Of Nebraska Press „, 1980 , p 291.‏ 


60 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


رلا التنافخ المحرفي أو التضندع المعرفي بين فح الفرد وسلوكه آكازه السلبية فمن 
عة أن يحل الور فى حالة تعريطى لكات قارات متعارضة ع وتر جد مل هذه 
التصدعات داخل النظام الثقافي للفرد » كما توجد داخل النظام المعرفي. وتنشأ أزمات الهوية 
عندما يصبح التوتر الذي تثيره هذه التناقضات على أشده » وعندما تؤدي إلى شلل في طاقة 
الفعل أو إلى قلق دائم.(1) 

والصراع المعرفي ليس قاصراً على التنافر والتناقض بين القيم والسلوك » ولكنه قد يوجد 
بين القيم وبعضها البعض الآخرء وفي هذا الإطار يتحدث ((مالوف)) ماه عن أن العالم 
الإسلامي يتملكه إحساس بأن القيم الحديثة قيم غريبة عنه » وذلك منذ عهد الصليبين. كما 
يوجد لديه الإحساس بأنه لا يمكن أن يتبنى هذه القيم إلا بالتخلي عن هويته الذاتية.. لكن هذه 
القيم الجديدة تحظى باحترامه وتشده فهي تمثل في النهاية منطلق الحضارة ومنهج الوصول 
إلى التكنولوجيا المعاصرة. وبالتالي فإن حصار نموذجين متناقضين من القيم يجعل العالم 
الإنلافى يعاتى من الترحد والحيرة فالمسلفونح كفا يرى مالرق ب يفون القرب أحانا 
ويرفضون قيمه ويرتمون في أحضان الماضي أحيانا أخرى. فالعالم الإسلامي- كما يرى 
ذلك المؤرخ - لم يستطع أن يجد الحل لإشكالية الانفصام الحضاري والثقافي. وبذلك يعاني 
من جراء ذلك حالة شقاء مخيفة ومأساوية.(2) 

ومن مظاهر التناقض المعرفي أيضا بين القيم وبعضها البعض › وتكشف بدرجة ما عن 
كل مق أقكال الاعكراب في القع العرين المعاضر» مظافر وأشكال مكتافة تعرض لها 
على النحو التالي: 
1 - الصراع بين القيم القدرية والنزعة المضادة التي تؤكد قيم الإدارة الحرة والمسئولية 
الإنسانية » في الثقافة العربية . 
2 تتصارع في الثقافة تيارات تميل باتجاه القيم السلفية من ناحية » وباتجاه القيم المستقبلية 
من جهة أخرى. 
5 عبد اللطيف محمد خليقة ءدراسات في كراج اغراي دار ريب الاه + 2003 سن 129-198 
()- إليكس ميكشيللي » الهوية » ترجمة : علي وطفة » دار الوسيم للطباعة » دمشق » 1993. 


61 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


3 - الصراع بين قيم الأتباع وقيم الإبداع : حيث يرى بعض السلفيين الأصوليين أن كلمة 
(( إبداع )» ليست من صفات الإنسان بل من صفات الله » فليس بإمكان الإنسان أن يبتكر 
ويبدع شيئا ما. وهذا يستلب الإنسان من قدراته وإمكاناته ويهمش ٠»‏ أي يغترب عن ذاته. 
والثقافة العربية ليست تقليدية بل هي ثقافة صراع بين القديم والجديد . 

4- قيم المضمون وقيم الشكل : اللغة في الثقافة العربية : فهناك صراع بين القيم التعبيرية 
التي تقدر التعبير لذاته » والقيم الذرائعية التي تشدد على الإيجاز والدقة في سبيل أداء رسالة 
محددة تخدم غاية محددة. 

5 القيم الجماعية والقيم الفردية : هناك بدون شك في العالم العربي قيم فردية » إنما القيم 
المسيطرة هي قيم الانتماء للجماعة » ولهذه القيم إيجابياتها وسلبياتها. فمن إيجابياتها التعاون 
والطمأنينة النفسية » ومن سلبياتها الامتثال والطاعة والمجاراة بشكل يفقد الإنسان كثيراً من 
حريته وتفرده واعتماده على ذاته. 

6 - الصراع بين قيم الطاعة والامتثال والصبر من جهة » وبين قيم التمرد والرفض والثورة 
رر الام من جه الفرى» في اف العرنية همع أن الغائفب أو الاه هى کے لطاع 
والمجاراة والصبر. 

7 الصراع بين قيم الرحمة والإحسان من جهة › وبين قيم العدالة والمساواة من جهة 
اخرى: تعد قيم الرحمة والأحساق والتضدق أكثر رسركا في_الثقافة العربية من قم العدالة 
والمساواة. فإذا تلقى الإنسان الإحسان في ظل قيم الرحمة » سوف يؤدي ذلك إلى ترسيخ 
واقعه الهؤيك + رحس كن انتكالة المحم ء وكوق تابنا له رر لذي الكل و الا كماد 
على الآخرين. 

وبوجه عام فإن القيم التقليدية لا تزال هي الغالبة في الثقافة العربية » ولكن هذه الغلبة ليست 
هي المحددة لهوية العربي الثقافية + إن ما يحدد: هوية الترب. الثقافية في هذه المرحلة 


62 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


الانتقالية هو الصراع بين اتجاهات قيمية متناقضة تكشف عن حالة من الاغتراب يعيشها 
الإنسان العربي.«1) 

وتعد ظاهرة التغير في البناء القيمي لمجتمع ما من أكثر الظواهر ارتباطا وأشدها خطورة 
بالنسبة لظاهرة الاغتراب. فهناك العديد من الأفراد - في المجتمعات العربية والإسلامية - 
الذين يخشون من التجديد أو تقبل التغيير القيمي » وبالتالي لا بد من حل التناقض الذي يحدث 
في النسق القيمي بين ما هو قديم متوارث وبين ما هو جديد. والفشل في هذا يؤدي حتما إلى 
(( التخلف القيمي)) » حيث يوجد تناقض بين رواسب قيمية قديمة ومطالب وقيم الواقع الجديد. 
كما ينشأ عن هذا التخلف أحيانا تناقض بين القول والفعل أو السلوك » وهو ما يؤدي حتما إلى 
كثير من الاضطرابات التي يتعرض لها الأفراد في مرحلة الانتقال من نسق لآخر. 

أما فيما يتعلق بمسألة الصراع القيمي بين الآباء والأبناء » فقد كشفت نتائج الدراسات عن 
فروق جوهرية بين القيم التي يتبناها الآباء وتلك التي يتبناها الأبناء. ومصدر هذه المفارقة 
غالبا هو اختلاف الأجيال وتصور كل منها للآخرء فالشباب ينظرون إلى الكبار على أنهم 
أكثر جمودا وتشددا وغلظة وانغلاقا وغير متقبلين للجديد بوجه عام. أما الكبار فينظرون إلى 
الشباب على أنه ضيق الأفق » غير جاد » غير ملتزم بالقيم والمبادئ الأخلاقية. كما أن هناك 
إحساسا من قبل الكبار بأن التخلي عن القيم القديمة أو التقليدية يعني التخلي عن الهوية الذاتية. 
ويرجع هذا الصراع القيمي بين الآباء والأبناء إلى عدة عوامل اجتماعية وثقافية وسياسية 
واقتصادية » أسهم كل منها بدرجة معينة في هذا الصراع. فقد شهدت المجتمعات العربية 
تحولاتٍ سريعة » هزت الإنسان العربي الذي لم يستطع استيعابها أو التعايش معها لأنها 
تفوق قدراته على الاستيعاب والتكيف. وكان لهذه التحولات آثارها على أنساق القيم 
والتوجهات القيمية » حيث تشوهت قيم الذات ومعايير التقويم » والتخلي عن قيم اجتماعية 


(!)- حليم بركات » المجتمع العربي المعاصر: بحث استطلاعي اجتماعي ٠»‏ مركز دراسات الوحدة العربية » بيروت 
1 »ص 106- 112. 


63 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


أصيلة » واستبدالها بقيم اجتماعية سلبية لجأت إليها الذات كآلية لإشباع حاجاتها والمحافظة 
على بقائها.(!) 

ومن مظاهر تشوهات قيم الذات في المجتمعات العربية سيادة القيم المادية » وإعلاء 
المصلحة الخاصة على العامة » والنفاق الاجتماعي › والسلبية واللامبالاة » وتبني الذات لقيم 
الأنومي كتعبير عن حالة الفوضى الأخلاقية » حيث اللامعيارية وضعف الموجهات السلوكية 
والفكرية » وجميعها مظاهر تفصح عن الشعور بالاغتراب واضطراب الهوية. أما فيما يتعلق 
بأسباب هذه التشوهات في منظومة القيم فمنها سيادة النموذج التنموي الذي اهتم بالكم على 
حساب الكيف ٠‏ وعلى الاستهلاك وليس الإنتاج » وعلى الاستيراد وليس التصديرء وعلى 
التبعية للخارج وليس التنمية المستقلة » وعلى الانبهار الحضاري بالغرب.©) 

5 - علاقة الانتماء بالاغتراب : 

وعن علاقة الانتماء بالاغتراب هناك العديد من التعريفات التي ترى أن الانتماء هو الوجه 
الإيجابي » بينما الاغتراب هو الوجه السلبي › فالانتماء هو أحد المحكات التي يمكن التعرف 
من خلالها على مفهوم الاغتراب. 

ومن هذه التعريفات : تعريف ( أحمد أبو زيد ) للاغتراب بأنه انسلاخ عن المجتمع 
والعزلة والانعزال عن التلاؤم والإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة في المجتمع 
واللامبالاة وعدم الشعور بالانتماء » بل وأيضا انعدام الشعور بمغزى الحياة. 
أما الانتماء 4413118610 ۰ فقد عرفه رر إنجلش وانجلش )) ر( بأنه اتجاه يستشعر من خلاله 
الفرد توحده بالجماعة » ويكون جزءاً مقبولا منها » ويستحوذ على مكانة متميزة في الوسط 


الاجتماعي الذي يعيش فيه.”) 


(!)- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة 2003. ص: 131- 132. 

56 كمال التابعي 2 تشوهات قيم الذات في المجتمع: مظاهرها وظروف تشكلها. في أحمد زايد (محرر) الذات والمجتمع 
في مصر » أعمال الندوة الثالثة لقسم الاجتماع › كلية الآداب » جامعة القاهرة » 1996 » ص353. 

()- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب » القاهرة » 2003 » ص21. 


64 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


وتلعب مؤسسات التربية والتعليم ووكالات التنشئة الاجتماعية دوراً رئيسيا في تعزيز 
وتنمية مشاعر الانتماء. ويقوم المرشد النفسي بدور كبير في تنمية مشاعر الانتماء لدى 
الطلاب وحتى لدى معلميهم ليكونوا قدوة حسنة فيم يتعلق بمشاعر الانتماء.(!) 

6- معتقدات الاغتراب اللاعقلانية : 

يميز المعالجون السلوكيون المعرفيون المعاصرون بين نوعين من المعتقدات هما : 
1- معتقدات منطقية وعقلانية » ويصاحبها في الغالب حالات وجدانية ملائمة للمواقف 
وتنتهي بالإنسان إلى مزيد من النضج الانفعالي والخبرة والعمل البناء. 
2- معتقدات لا منطقية ولا عقلانية » وتصاحبها الاضطرابات الانفعالية والسلوكية.) 

والأفكار والمعتقدات الخاطئة تكاد تكون عامة في الحضارات المختلفة » وعندما يتم تقبلها 
وتعزيزها عن طريق التلفظ الذاتي 57615211731101 5614 حيث يستمر الفرد في تكرارها 
لنفسه » فإن ذلك يؤدي به إلى الاضطرابات الانفعالية - ومنها الاغتراب- بسبب عدم قدرته 
على تحقيق تلك الأفكار والمعتقدات. وهكذا فإن الفرد المضطرب غير سعيد لأنه غير قادر 
على التخلص من أفكاره ومعتقداته اللاعقلانية والمستحيلة أحيانا » والتي تبدو في استعماله 
لعبارات مثل " يجب ٠‏ ينبغي ٠»‏ يتحتم " وحين يُقبلٌ الفرد على تلك الأفكار والمعتقدات 
اللاعقلانية. فأنه يصبح مقهورآ وعدوانيا » شاعرا بالذنب وعدم الكفاءة » وعدم القدرة على 
الضبط › كما يشعر بالتعاسة والشقاء مما يؤدي إلى الشعور بالاغتراب.) 

وتتناقض المعتقدات اللاعقلانية مع منطق العقل» والفرد الذي لديه معتقدات لاعقلانية هو 
فرد رفض التفكير المنطقي من حيث هو وسيلة للوصول إلى الحقيقة والموضوعية » وأحل 


(!)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 154. 

(2)- عبد الستار إبراهيم » العلاج النفسي السلوكي الحديث : أساليبه وميادين تطبيقه » دار الفجر القاهرة » 1994. 

()- سليمان الريحاني » الأفكار اللاعقلانية عند الأردنيين والأمريكيين» مجلة دراسات العلوم التربوية بعمان » الجامعة 
الأردنية » 1987 » ص 73- 74 . 


65 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 





محله الأهواء الشخصية والظن والاحتمالية والمبالغة والتهويل » فجاءت توقعاته لاعقلانية 
وتعميماته غير موضوعية.١)‏ 

وتتميز هذه المعتقدات بابتغاء الكمال والاستحسان وتعظيم الأمور المرتبطة بالذات 
والآخرين والشعور بالعجز والاعتمادية.©) 

والمعتقدات اللاعقلانية هي أفكار خاطئة وغير منطقية تتميز بعدم موضوعيتها وأنها 
مبنية على توقعات خاطئة وعلى مزيج من الظن والتنبؤ والمبالغة والتهويل بدرجة لا تتفق 
والإمكانات الفعلية للفرد.ر) 

وعلى هذا فإن المعتقدات اللاعقلانية يمكن تعريفها بأنها تفكير يتميز بأنه غير صحيح 
منطقيا » وغير متناسق مع كل من الواقع وأهداف الفرد.() 

وتتضح أهمية الجانب المعرفي في تقدير عواطف وانفعالات الفرد في كثير من البحوث 
التي أوضحها ألبيرت إليس و8111 لدعم نظريته فيما يتعلق بتطور العصاب › وعلاقة التفكير 
اللاعقلاني واللامنطقي بالسلوك المرضي أو بالاضطرابات النفسية التي يعد الاغتراب واحداً 
منها.(5) 


(!)- محمد أحمد سعفان » فاعلية العلاج العقلاني الانفعالي في خفض مستوى الشعور بالذنب مجلة كلية التربية » جامعة 
عين شمس › 1995 ص7 23. 

(2)- معتز سيد عبد الله » محمود السيد عبد الرحمان » إعداد مقياس الأفكار اللاعقلانية للأطفال والمراهقين » مجلة علم 
النفس 1997 » ص124 . 

(0)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 116 

(5)- سيد عبد العظيم محمد » أثر الإرشاد العقلاني الانفعالي في تعديل الاتجاه نحو الزواج العرفي لدى الشباب الجامعي 
مجلة البحث في التربية وعلم النفس » كلية التربية جامعة المنياء مجلد 13 » عدد3 » 2000 ص120. 

()- محمد عبد العال الشيخ الأفكار اللاعقلانية لدى كل من الأمريكيين والأردنيين والمصريين : دراسة عبر ثقافية 
بحوث المؤتمر السادس لعلم النفس في مصرء جزء1 » 1990 » ص 267-266. 


66 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


7- قياس عامل الاغتراب: 

هناك مقاييس تقيس عامل الاغتراب » نعددها ثم نأخذ مثالا لأحد المقاييس المستخدمة في 
قياس هذا المفهوم وهو مقياس الاغتراب(۸1) لكارل جنس. 
1- مقياس اغتراب الطلاب (5. 8.۸) 
2- مقياس دين للاغتراب (5.۸.8) 
3- مقياس الاغتراب الصريح (1/.8.0) 
4- مقياس 1015 136 للاغتراب 
5- مقياس الاغتراب ([۸) مشتق من اختبار الشخصية للشباب لكارل جنسن ونتناوله 
بالشرح: 

حدد ((جنسن)) مكونات هذا المفهوم بأنه فقدان الثقة والاستغراب في العللاقات مع الآخرين 
خاصة أولئك الذين يمثلون السلطة على أنهم مسيطرون وغير عادلين ولا يمكن الثقة بهم 
ويميل إلى إسقاط قدر كبير من مشاعره على الآخرين » رغم أنه هو نفسه قد يكون غير 
عادل وغير أهل للثقة ولا يعرف بذلك » ويميل إلى إنكار المشكلة التي تواجهه » ومن خلال 
تطبيقه على عينة من الجانحين وغير الجانحين تبين أن الفروق الدالة بينهما في متوسط 
الدرجات في مستويات الأعمار المختلفة تدل على الجانحين أكثر تمرداً على السلطة وأكثر 
فقدانا للثقة بها.(!) 

8- مواجهة الاغتراب : 

ترى إجلال سرى أن مواجهة الاغتراب تتم عن طريق تحقيق الانتماء. ومن أهم 
إجراءات مواجهة الاغتراب ما يلي : 
- التصدي للأسباب النفسية والاجتماعية للاغتراب والتغلب عليها . 


- قهر مشاعر الاغتراب والعودة إلى الذات والتواصل مع الواقع . 


()- مجدي أحمد محمد عبدا لله » الاغتراب عن الذات والمجتمع وعلاقته بسمات الشخصية معهد علم النفس » كلية الآداب 
جامعة الإسكندرية » 2001. 


67 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


- تنمية الإيجابية ومواكبة التغير الاجتماعي والاعتزاز بالشخصية القومية . 
- تصحيح الأوضاع الثقافية بما يحقق احترام العادات والتقاليد. 
- تصحيح الأوضاع الاجتماعية بما يضمن التفاعل والتواصل. 
- تصحيح الأوضاع الاقتصادية على مستوى المهنة وزيادة الإنتاج لإشباع حاجات الأفراد 
وتدعيم الاستقرار السياسي» والوعي السياسي والديمقراطية » وتنمية الوعي الوطني والولاء 
والاعتزاز بالوطن. 
- تنمية السلوك الديني» وممارسة الشعائر الدينية. 
- تنمية انتماء الذات إلى هويتها واتصالها بالواقع والمجتمع. وتدعيم مظاهر الانتماء حيث 
الأهداف الواضحة والمعايير التي يتم مسايرتها والشعور بالهوية والمكانة والرضا والارتياح 
والأمن النفسي والاندماج والتوحد والتآلف مع الجماعة.() 

9- الخلاص من الاغتراب : 

لو تفحص المرء وجوه المارة من حوله » للاحظ خطوط الكابة مرسومة على صفحتها 
الجبين مقطب » والشفاه مذمومة » ولو أرهف سمعه » لتناهت إليه عبارات الضيق والتبرم 
المصبوغة بنبرة القلق» الكل يسير مهموما » يزفر زفرة موجوعة » مرددا : أين هي السعادة! 
الجميع أضحى في حالة تذمرء يائسا » محبطا » ناقما على الدنيا » وقد ينهي البعض حياته 


ببرود ومن دون أن يرف له جفن » في لحظة قنوط » ليضع حدا لآلامه وأحزانه . 


ما الذي حصل؟! لماذا الأصوات تعلو بالشكوى؟! هل يعود هذا إلى الخيبة التي اعترت 
نفوس معظم الناس» نتيجة الأزمات الاقتصادية » التي اجتاحت العديد من بلدان العالم؟ 


لقد بينت الإحصائيات الأخيرة في إندونيسيا » أن نسبة كبيرة من السكان » يعانون من 


اضطرابات عقلية » وصلت ببعضهم إلى حافة الجنون » إلى درجة أنهم لم يعودوا يتذكرون 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص117-116. 


68 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


ف كن تفاضيل خياتهم .رارت ف بض المحتفيدات: + حرادت اتر .الفردي 
والجماعي كطريق للخلاص من العذاب الذي بات الكثيرون يلعقون مرارته » من دون أن 
يأبهوا بمباهج الحياة » التي لم تعد تغريهم بالاستمرارية فيها . 


هل إحساس الإنسان برخص قيمته » في زمن صار فيه معيار الأفضلية يخضع للقوي» هو 
الذي دفع بعامة الناس إلى حافة اليأس؟! يرى بعض المختصين» أن القرن العشرين» كان 
قرن الخوف» لأنه فقد معقوليته في كل شيء » بدءآ من انحسار الروحانيات » وانتهاء بطغيان 
المادة على العلاقات بين البشرء وتحول الإنسان إلى كائن مغترب » مطحون » بعد أن ذابت 
هويته وضاع انتماؤه » وتجمدت أحاسيسه » على الرغم من مظاهر التقدم المبهر في دروب 
المعرفة كافة » التي أغدقت على المجتمعات الكثير من المباهج. لكن يظهر أن المغريات 
الحياتية أدت إلى ردود أفعال عكسية » وبدلا من أن تسعد هذه المغريات الفرد » ساهمت في 
شقائه » لأنها عرضته لخيارات مختلفة » مما أدخله في صراعات قاسية مع نفسه » قد تودي 
به إلى اليأس أو الجنون» وكلاهما بات حصنا قاسيا أمام الاستمرارية في العيش مع تقبل 
الواقع بكل ضغوطاته . 


هل بالفعل تنازل الإنسان عن قيمه الراسخة في أعماقه لصالح غاياته » يعتبر أقوى 
الأسباب المفضية للاغتراب النفسيء الذي يتبعه الانهيار والتخبط في دهاليز اليأس» نتيجة 
الصدام الحادث بين الرغبة والمبدأ! هل القلق رد فعل لما نتعرض إليه من مواقف سلبية؟! 
هل حقا الشعور بالقلق» ناجم عن الإحساس بالذنب » كون ارتكاب المعاصي » هو مصدر 
شقاء الإنسان مهما طالت غفوة ضميره؟! يقول المفكر الفرنسي ((جون جاك روسى) » إن 
الإنسان الصالح غبطته في داخله » من الفرح النابع من نفسه الصافية » وأن في أعماق البشر 


هل بالفعل السعادة تنبثق من أعماق الإنسان؟! جميعنا نتطلع لتذوق طعم السعادة » لكن ما 
هي السعادة؟! هل هي في القدرة على العطاء من دون انتظار المردود؟! هل هي في تحقيق 


69 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


الثراء؟! هل هي النجاح في الحب؟! هل هي في تحقيق الذات؟! هل هي في القناعة والرضى 
بالمقسوم؟! هل هي في التوافق بين مطالب المجتمع » وطموحات المرء؟! هل القلق مرادف 
للشقاء» أم أنه صفة صحية مطلوبة عندما تقف عند حد معين» كون الثورة على الواقع 
الموجود هي التي تشكل دافعا ايجابيا لتطوير المجتمعات نحو الأفضل؟! هل القلق كما يرى 
سارتر تعبير عن بحث الإنسان عن هوية متميزة في العالم؟! إن هذا النوع من القلق ينطبق 
على المفكرين والفنانين النزهاء ٠»‏ الذين كان قلقهم عاملا مهما في قلب الكثير من الموروثات 
الاجتماعية والفكرية القائمة في مجتمعاتهم › لأنهم دوما يتطلعون لعالم مثالي خال من 
الشوائب » كما أن قلق العلماء أدى إلى اكتشاف العديد من الخبايا العلمية » وإلى المزيد من 
الاختراعات التي عادت بالنفع على البشرية جمعاء. لكن هناك فئة من البشر تفقد توازنها 
وتصاب بحالات قلق مشوشة ٠‏ نتيجة للتضحيات المتوالية التي قدمتها في سبيل تحقيق 
أحلامها على أرض الواقع» مما يؤدي بها في النهاية إلى الوقوع في براثن الاغتراب النفسي 
حيث تقذف وهي صاعدة درجات نجاحها » بمبادئها ومثلها على قارعة الطريق» حتى تصل 
إلى القمة وقد أضحت خالية الوفاض من إنسانيتها » متجردة من آدميتها. وعندما تتذوق طعم 
نجاحاتها » وتنظر إلى صفحة وجهها في المرآة » تلاحظ الكثير من التشوهات قد انطبعت 
عليها » وان الصفاء الذي كان يشع من عينيها انطفأ بريقه » وأن روحها باتت لا نبض فيها 
بعد إن خنقتها بيديها » وتحس بقشعريرة أسى وهي تلقي نظرة من علو على جثث قيمها التي 
داست عليها بلا شفقة. لحظتها يهتز ضميرها ويجفل فؤادها » لكنها تدرك أنها غير قادرة 
على التراجع أو تصحيح أخطائها ٠‏ لأن الثمن وقتها يغدو باهظا ء والذي تذروه الرياح » من 
الصعب جمعه في صرة الحاضر من جديد » وهذا ما حدث لبعض المشاهير من الفنانين 
والعظماءء الذين آثروا وضع حد لحياتهم» بعد إن اكتشفوا إن نجاحاتهم التي حققوها لا 
تساوي لحظة صفاء نقية مع أنفسهم» وأن أيامهم كانت عبتا في عبث! هناك أطباء نفسانيون 
يرون إن بداخل كل إنسان طفلا ومراهقا وناضجا » وأن الإنسان على مراحل عمره تطفوا 
أحيانا طفولته على السطح » مستشعرا في دواخله الحنين إلى زمن براءته » وأحيانا ثانية 
تطفو مراهقته على السطح » ويندفع إلى ممارسة بعض التصرفات النزقة » التي لا تتناسب 


70 


الفصل الثالث الاغتراب والتنشئة الاجتماعية والأنساق القيمية 


مع سنه » لإحساسه بالشوق لهذه المرحلة من حياته » وأحيانا ثالثة » يطفو نضجه على 


السطح ويتصرف من منطلق أفكاره التي بناها من تجاربه الحياتية المتنوعة الروافد . 


هذه الأفعال المتباينة يعتبرها الأخصائيون مسلكا طبيعيا » وأن محاولة الإنسان كبح جناح 
أحدها على حساب الأخريات يولد انفجارآ صاعقا داخل الإنسان » يؤدي به على المدى البعيد 
إلى الاختلال ٠‏ وفقدان التوازن النفسي » وإن على الإنسان العاقل أن يدرك أنه ليس بملاك 
عصي عن الزللء وأن النفس البشرية قائمة على مجموعة من التناقضات العجيبة » وأن سر 
جمالها يكمن في تصالحها مع نفسها » هذا التصالح هو الذي يحفظ التوازن » ويجعل المرء 
يحس بطعم السعادة » التي تتطلع إليها البشرية كافة. المهم أن يعي الإنسان متى يندفع » ومتى 


يقف » ومتى يسيرء ومتى يقهقه » ومتى يغني بأعلى صوته » راضيا بقسمته في الحياة.() 


()- حفني» زينب › الخلاص من الاغتراب النفسيء جريدة الشرق الأوسط » العدد 8152. 2001.11.2. 


71 


٠ 
: الفصل الرابع‎ 
م « * م‎ « 
تمهيد‎ * 
: هه مفهوم الصحة النفسية‎ 
أ الصحة النفسية كحالة من الأحوال النفسية.‎ 
ب- الصحة النفسية والتوافق‎ 
ج- مربع الصحة النفسية‎ 
د- الصحة النفسية والسواء والشذوذ‎ 
ه- مظاهر الصحة النفسية‎ 
و- مظاهر الصحة النفسية والنظريات النفسية‎ 
ز- الصحة النفسية والمرض النفسي‎ 
ن- علم الصحة النفسية‎ 


72 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


* تمهيد: 
اطلاعه. فقد فتحت النظريات ونتائج البحوث المختلفة في علوم النفس والتربية والاجتماع 
والانثربولوجيا والبيولوجيا والفسيولوجيا وغيرها من فروع العلوم المرتبطة بها - فتحت 
الطريق لفهم الإنسان ولجوانب توافقه الشخصي في كل مرحلة من مراحل نموه. 


فيما يتعلق بتقديم مدخل متكامل لمشكلة الصحة النفسية. 

وقد يكون من المهم بالنسبة للقارئ أن يتعرف على ما أنتجه الفكر في المجالات التي 
أشرنا إليها » ولكن من الأهم بالنسبة له أن يتعرف على العلاقة التطبيقية لهذه الخلفية 
المعرفية بمجالات الصحة النفسية. 

ويطلق الكثيرون كلمة الصحة العقلية قاصدين بها الصحة النفسية. ولقد سادت كلمة 
ر( العقلية )) 1/160121 ٠‏ نظرا لأن الاهتمام بالمرضى النفسيين بدأ على يد أطباء الأعصاب 
في كل من فرنسا وانجلترا وألمانيا والنمسا وغيرها. 

وكان المخ عندهم هو مركز الاهتمام وفسروا السلوك الشاذ في أطار اختلال الوظائف 
العقلية. وقد كان من أسباب استخدام الكتابات الأولى لمصطلح الأمراض العقلية » أن 
الشيزوفرانيا أو جنون المراهقة وأمراض الذهان الناجمة عن تلف أنسجة المخ كانت أولى 
الأمراض التي تناولها الأطباء وساعدت على تأكيد هذا المصطلح غير أن تبين الجوانب 
النفسية المؤثرة على الشخصية وبنائها » واكتشاف أساليب السلوك الغريبة الناشئة عن ذلك 
كان لا بد أن يلفت السيكولوجيين إلى تغيير المصطلح إلى (( نفسية )). ولكنهم ساروا في تيار 
الكلمة الأولى اهمه" وهم يقصدون تلك الأمراض النفسية. وعلى أي حال فإنه نظرا لأن 
الاضطرابات السلوكية والجسمية الناجمة عن عوامل نفسية هي أكثر بكثير من تلك 
الاضطرابات الناجمة عن عوامل ترتبط بتلف في المخ والأعصاب » ونظرآ لأن الصحة 
النفسية في رأينا مجال متميز في المفهوم والمنهج والأهداف وأساليب علاج المرضى 


73 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 
النفسيين فإننا نفضل أولآ: فصل الأمراض العصبية والذهانية عن مجال الأمراض النفسية 
وتحتفظ بالتسمية " الأمراض العقلية " ثانيا : الاستقرار على تسمية " الأمراض النفسية " 
لتشتمل الاضطرابات الانفعالية الناجمة عن مشكلات عدم التوافق والأمراض النفسجسمية 
والأمراض العصابية. ويتكفل طبيب الأمراض العصبية النفسية 13+67 طاعلاوه بالأمراض 
العقلية » ويتكفل أخصائي الصحة النفسية ام۸1 1ه16ع50108علاوم بالأمراض النفسية. 
وقد أدى الخلط في فهم دور كل من الطبيب النفسي 136156اعلاوم والمعالج النفسي 
+015 إلى خلق مشكلة جوهرية قسمت المهتمين بالصحة النفسية والعقلية 
إلى معسكرين يحاول كل منهما أن يدعي وصايته على الصحة النفسية خاصة في مجالها 
العلاجي. وعموما فإن الاتجاه نحو المرضى النفسيين لم يكن اتجاها طبيا على الدوام. 

لقد وصلت النظرة الإنسانية والاجتماعية للمرض النفسي إلى ما هي عليه الآن من خلال 
الكفاح المرير ضد عصور الظلام الفكري. وقد تم ذلك على مراحل متعاقبة من التطور 
العلمي والإنساني يمكن استعراضها في المراحل الآتية :- 
1 - مرحلة ما قبل العلمية. ( وهي المرحلة السابقة للقرن السابع عشر وتتغلغل عمقا إلى ما 
قبل الميلاد بقرون. وقد كان ينظر إلى الاضطرابات النفسية باعتبارها مصدر في اتجاهين : 
الأول : هو الاتجاه الشيطاني اهع800501081 26 والذي يركز على الاعتقاد بأن هناك 
عوامل غامضة تؤثر في سلوك الأفراد تأثيرا ملحوظا يتمثل في الأرواح والشياطين؛ 
والثاني : هو الاتجاه الطبيعي ءاءااجإ ج الذي يرد السلوك الغريب إلى عمليات جسمية 
2 - مرحلة الإصلاح والتنوير الإنسانية.( في العقد الأخير من القرن الثامن عشر) 
3 - مرحلة الاكتشافات الطبية والعلمية. ( في أواخر القرن التاسع عشر) 
4 - مرحلة حركة الرعاية الصحية والعقلية. ( بدايات القرن العشرين) 
5 موكلة الصيعة النفينية الحالدة 


74 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


وقد اهتمت هذه المراحل المختلفة بالمرضى النفسيين وإن ذلك الاهتمام قد ارتبط بنمو 
الفكر الإنساني والعلمي عبر العصور حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من الاهتمام بهم 
اهتماما مبنيا على أسس علمية وإنسانية واعية وبذل الجهود للوصول بالإنسان بوجه عام إلى 
التمتع بالصحة النفسية. 

على أننا يجب أن نلاحظ أن التقسيم السابق لمراحل هذا الاهتمام لا يعني وجود حدود 
فاصلة بين كل مرحلة ومرحلة أخرىء ذلك أن هذه المراحل تتداخل فيما بينها إلى حدٍ كبير 
كذلك نلاحظ أن أساليبر العلاج ) ذاتها في كل مرحلة كانت تتأثر بالفكر السائد وقتها » أي 
أنها تطورت من الاعتقاد بإحداث ثقب في جمجمة المريض لتخرج منه الأرواح الشريرة 
إلى تأكيد حسن المعاملة الإنسانية » إلى العلاج الأخلاقي الذي يمارسه الكهنة ورجال الدين 
عن طريق التعذيب أيضا في العصور الوسطىء» إلى الاهتمام بتصنيف الأمراض العقلية 
واختلاف مناهج العلاج وفقا للمدارس الفكرية وهكذا. 

وكذلك فإنه تجدر الإشارة إلى أن كل مرحلة من تلك المراحل لا زلنا نرى آثار أفكارها 
منعكسة في اتجاهات بعض المجتمعات الحالية. فلا زالت بعض الأفكار البدائية في علاج 
هؤلاء المرضى موجودة ولا زالت النظرة غير الإنسانية أو الخائفة أو الخجلة منهم موجودة. 
كما أن أساليب العلاج التي يتبناها الأخصائيون في هذا المجال تتأثر بالإطار الفكري الذي 
درسوا فيه هذه الأمراض وطرائق علاجها. 
ه مفهوم الصحة النفسية : 

أ - الصحة النفسية كحالة من الأحوال النفسية : 

الصحة النفسية شأنها شأن الصحة الجسمية يجب النظر إليها على أنها منتهى ما يسعى 


إليه الفرد من خلال سلوكه وتفاعله مع الحياة من حوله. وعلى هذا فهي منتهى طريق طرفه 


الآخر هو المرض النفسي. 
والصحة الجسمية لا تتقرر إلا بالأداء الإيجابي للجسم وأعضائه » وبالقدرة على توظيف 


هذا الجسم لخدمة الفرد وتحقيق أهدافه مع الإحساس بالمتعة من جراء السيطرة على مقدرات 


75 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


وإمكانيات هذا الجسم والاستخدام الإيجابي لها في الحياة اليومية. غير أنه يمكن أن يوصف 
الإنسان بأنه سليم جسميا فحسب » بمعنى أنه يستطيع أن يواجه بعضلاته وانتظام تنفسه 
ودقات قلبه ومعدل الأيض...الخ » يستطيع أن يواجه الظروف الطبيعية التي تتطلب استعداداً 
جسديا سليما ولكنه في الواقع يقنع بموقف التهيؤ والاستعداد بحسب ما تمليه هذه الظروف. 
كذلك قد تصف إنسانا بأنه خال من المرض الجسمي أي لا تبدو عليه تلك الإمارات 
أو الدلائل التي تعبر عن وجود مرض ما. وذلك ناتج بالدرجة الأولى عن ابتعاده عن مصادر 
المرض والتلوث أو الرطوبة أو الحرارة..الخ» وناتج أيضا عن عدم تعرضه أصلا- بسبب أو 
آخر- لاختبار كفاءة وظائف الأعضاء (بالإصابة أو التلوث أو العدوى...). إنها في الواقع 
حالة سلبية من السلامة الجسمية » بمعنى أن الخلو من المرض لا يعني أن الفرد سليم الجسم. 

وأخيرا وعلى الطرف الآخر من الصحة الجسمية يأتي المرض الجسمي الذي يتقرر 
بظهور أعراض مختلفة لضعف كفاءة الجسم وأجهزته بحيث لا تستطيع القيام بوظائفها 
الحيوية » ويعجز الفرد عن استخدام جسمه أو التحكم فيه مما يستدعي نوعا من الإجراءات 
العلاجية. وعلى نفس النسق نستطيع أن نتصور الأحوال النفسية ( بدء!)) بالصحة وتقهقراً 
إلى المرض النفسي. 

فالفرد الصحيح نفسيا هو الشخص الذي يعي دوافع سلوكه » مؤثرآ في البيئة من حوله 
بفاعلية وإنشائية » موجها للمثيرات المختلفة الواقعة على الآخرين ومهيئا لهم الفرصة 
للاستجابة التكيفية » مستشعراً السعادة والرضا من جراء ذلك ٠‏ ويصبح أسلوبه هذا طريقه 
في الحياة. والفرد السليم نفسياً هو الذي يمكنه الاستجابة بطريقة تكيفية حينما تواجهه 
مواقف حياتية تستدعي ذلك. 

والفرد الخالي من المرض النفسي هو الشخص الذي لا تصدر عنه استجابات عصابية 
أو ذهانية ظاهرة » نتيجة لاتخاذ موقف الهامشية أو الحياد أو لعدم تعرضه عن قصد أو غير 
قصد لمواقف التفاعل. 


76 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


أما الفرد المريض نفسياً فهو الشخص الذي لا يستطيع أن يواجه المواقف التفاعلية بأي 
صورة من الصور السابقة لأسباب مختلفة تجعله يستجيب في هذه المواقف استجابات توافق 
عصابية أو ذهانية. 

وهكذا تتفاوت الأحوال النفسية في الإيجابية والمبادأة لتنمية الحياة والإحساس بالسعادة 
إلى مجرد القناعة بالاستعداد والقدرة على مواجهة الظروف الحياتية » إلى الهامشية في 
الحياة وسلبية التفاعل » إلى عدم القدرة وانعدام الإحساس بالسعادة. 


ب- طح الففيةوالوقق: Adj uste nent‏ 
ويرتبط مفهومنا للصحة النفسية بمفهومنا للتكيف أو التوافق. ويمكن أن نعرف التوافق 
أو التكيف بأنه العلاقة المرضية للإنسان مع البيئة المحيطة به. ولهذا التوافق جناحان هما 
الملائمة أو التلاؤم 80301434100 والرضا 534156364100 والتلاؤم يرتبط بالبيئة المادية 
ومطالب الواقع بجميع جوانبها الاجتماعية أو الثقافية أو البيولوجية والطبيعية. ولا يتحقق 
((التوافق) أو لا يكون كاملا إلا إذا صاحب هذا التلاؤم (( رضاء )) الإنسان وإحساسه 
بالسعادة والتقبل النفسي لهذه البيئة المحيطة » فالطالب الذي تنتابه حالة من التوتر نظرا لأنه 
لم يستذكر دروسه أو يخشى الرسوب في الامتحان » يلجأ إلى تخفيض هذا التوتر عن طريق 
تنظيم وقته والتعرف على أنسب الأساليب للاستيعاب وتهيئة الجو من حوله والتهيؤ له.... 
وهو في هذه الحالة يتواءم مع الظروف » وهذا يحقق له بعض الإشباع » ويخفف من التوتر 
على أنه إذا لم يصاحب هذا التلاؤم شعور بالقناعة والرضا عما يفعل فإن توافقه أو تكيفه لن 
يكون كاملا وسيظل اتزانه مفقودا. ومن ناحية أخرى فإن نفس هذا الطالب قد يأخذ وعدا من 
أستاذه بأنه سينجح في الامتحان على أي حال » وقد يسعده هذا ويرضيه ... إلا أنه نظراً 
لافتقاره إلى التلاؤم بمعنى أنه لم يقم بجهودٍ في هذا الصدد » سيظل توافقه أو تكيفه ناقسا 
وسيظل اتزانه مفقودا أيضا. والواقع أن حالة «الرضا)) التي تؤكد عليها في تعريفنا للتوافق 
لم تنته إليها التعريفات السابقة للتوافق أو على الأقل لم تشر إليها بوضوح. بينما تركز على 

جانب التلاؤم فحسب. وكأمثلة على ذلك ما يلي:- 


77 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


(( التوافق أمر فردي كما هو جماعي أيضا. فالفرد يلائم نفسه للجماعة يرفض بعض 
الأشياء ويغير بعضها الآخرء ولكنه من خلال توافقه هذا » وليس منفصلا عنه » فإن الفرد 
يتلاءم أيضا للعالم الأوسع بخبراته الضرورية. 

(( أن تكيف الفرد هو نتاج تفاعل التكوين الذاتي لشخصيته مع البيئة المحيطة )).() 
(( التكيف عملية ديناميكية مستمرة لتفاعل الفرد مع بيئته )).(2) 
(( التوافق هو عملية ديناميكية مستمرة يحاول بها الإنسان عن طريق تغيير سلوكه أن يحقق 
التوافق بينه وبين نفسه وبين البيئة التي تشمل كل ما يحيط بالفرد من مؤثرات وإمكانيات 
للوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي والبدني والتكيف الاجتماعي)).) 

وقد يرجع عدم الإشارة إلى عامل ( الرضا ) في هذه التعاريف وغيرها إلى عدم إدراك 
أهمية هذا العامل في تحقيق التوافق الكامل للإنسان الذي يختلف عن التكيف لدى الكائنات 
الحية الأخرى» أوقد يرجع إلى صعوبة تحديد مصطلح ( الرضا ) ذاته. وقد ذكر 
" سترونج " (1958) قي مقال له عن الرضا والميول )) أنه ((على مدى ال37 عاماً 
الماضية تعلمت شيئا عن الميول ولكنني اعترف أني أخذت (( الرضا )) على علاته مما اعتقد 
أن كثيراً من السيكولوجيين قد فعلوه بالمثل. وقد استخدم هذا التعبير في اللغة اليومية لحياتنا 
وتحدد أيضا في القاموس أنه يلعب دوراً هاما في جميع نظريات الدوافع. وعلى مدى أكثر 
من ثلاثين عاما أجريت العديد من البحوث في مجالات رضا العاملين عن العمل » وتكلفت 
أموالا طائلة » وبالرغم من هذا فإني أشك كثيراً في أن عشرة من الخبراء يتفقون على 
تعريف محدد لهذا المصطلح ). والواقع أن سترونج يصيب في كلامه هذا إلى حد كبير. 
فرغم مرور أكثر من عشرين عاما على رأيه في هذا المصطلح نجد القليل من الاتفاق بين 
الباحثين على هذا المصطلح. فالبعض يرى أنه نوع من رر الشعور) البسيط بالسرور 


(!)- مصطفى خليل شرقاوي » علم الصحة النفسية » دار النهضة العربية » بيروت » 1983 » ص 7- 30. 
(©)- سعد جلال » في الصحة العقلية » دار المطبوعات الجديدة » الإسكندرية » 1970. 
()- عثمان لبيب فراج » أضواء على الشخصية والصحة العقلية » مكتبة النهضة المصرية القاهرة » 1970. 


78 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


والبعض يرى أنه مزيج من الشعور والانفعال والإحساس مع التساؤل بمدى اختلاف نسب 
هذه الجوانب الثلاثة في مواقف الرضا المختلفة. 

فهل الرضا الذي يصاحب تناول الغذاء والراحة بعد ذلك بمعدة مليئة هو ذلك الرضا 
الناشئ عن العثور على مسكن للسكن بعد لأي وجهد عدة شهور. وهل هو الرضا المصاحب 
أو الناتج عن قضاء وقت طيب في عطلة صيفية مثلا. وبالرغم من التعريفات المختلفة للرضا 
فإن أغلبها يركز على ثلاثة مظاهر: 
-أ- الوصول إلى هدف أو تحقيق حاجة أو رغبة » ب- شعور سارء ج- حالة نسبية من الهدوء 
والاسترخاء... ويمكننا أن نستخلص التعريف التالي للرضا النفسي: 

(( الرضا النفسي هو حالة نسبية من الهدوء والاسترخاء الذهني والنفسي مصحوبة 
بشعور سار نتيجة إشباع (أو توقع إشباع) أو تحقيق (أو توقع تحقيق) هدف ما تحقيقاً كلياً 
في موقف تفاعلي )). 
ويجب أن نشير إلى عدم تحقيق «التوافق)) الكامل قد ينتج من أن بعض الأساليب التي 
يستخدمها الفرد ((للتلاؤم)) تقلل فقط من الدوافع والحاجة لديه بصورة مؤقتة أو جزئية » أو قد 
ينتج عن أن شعور الفرد (بالرضا)) هو شعور وقتي أو طارئ. وعدم الاتزان الناتج عن عدم 
الإشباع الكلي يسفر في الغالب عن أساليب السلوك المرضية. 

ومن المفيد ونحن بصدد الحديث عن التكيف أن نلاحظ الفرق بين التكيف النفسي والتكيف 

البيولوجي.فالتكيف البيولوجي يتم بالحصول على الطعام والابتعاد عن مصادر الخطر(حفظ 
الذات) » وبإشباع الدافع الجنسي(بقاء النوع). ويتم إشباع الحاجات البيولوجية عن طريق 
واحدة أو عدة طرق محدودة › أما في حالة التكيف النفسي فإن إشباع الحاجات النفسية يتم 
بوسائل متعددة. وفي بعض الأحيان يكون الإشباع جزئيا أو مؤقتا كما سبق الإشارة إليه. وقد 
يعقب مثل هذا الأحيان يكون الإشباع جزئيا أو مؤقتا كما سبق الإشارة إليه » وقد يعقب مثل 
هذا الإشباع الجزئي عدم تكيف يتطلب إشباعا جديدا. 

ج - مربع الصحة النفسية : 


79 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ونحن نرى أن التوافق النفسي بجانبيه التلاؤم والرضا عامل رئيسي في تحديد وتمييز 
الأحوال النفسية التي ذكرناها ويوضحها. وبناءآ على ذلك يمكن تمثيل هذه الأحوال النفسية 
بالأشكال الآتية والتي أطلقنا عليها اسم (( مربع الصحة النفسية)). 
- حالة الصحة النفسية : 
تلاؤم 
رضا فاعلية 
تفاعل 








حيث تتميز حالة الصحة النفسية بتوافر كل من التلاؤم والرضا والتفاعل والفاعلية. 
السلامة النفسية : 
تلاؤم 
رضا 
تفاعل 








وتتميز السلامة النفسية بإمكانية التوافق والقدرة على التفاعل ولكنها تفتقر إلى المبادأة 
أو الفاعلية. 

- الخلو من المرض النفسي : 
تلاؤم 


رضا 








ويقفيو النعاو من الدرطي النقسي ا القوافق ركن درن تاغل ,ا 
- المرض النفسي: 


80 




















الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ويتميز المرض النفسي بالافتقار التام إلى الفاعلية والتفاعل» :وعدم القدرة على التلاوم 
أحيانا أو عدم تحقيق الرضا أحيانا » أو الافتقار إلى هذه الجوانب جميعا » مما يفسح المجال 
لاتضاح مظاهر الاخطرابات الاتفعالية أو العصاب أو الذهاق. 

د - طحة السيتودواءوقنود : 

السواء 81002117 لغة هو الاعتدال أو العادية » والشذوذ ب(00216طم هو الانفراد 
أو الففوع .وواكحكل أن عاتن الكلشية ك انا حت العامة + وى اللتخصيصدينة اا 
أخلاقيا. فالأولى تعني الالتزام والمسايرة والانضباط بينما تعني الثانية الانحراف بمفهومه 
الاجتماعي والتخريب والضلالة. وفي هذا الإطار قامت محاولات كثيرة للباحثين في مجال 
الضحة النشية لوضيع تحديد للسلوك رالرى م وارك ر غير السو أو انشا 

وقد تباينت وجهات نظرهم في هذا الشأن» والتي يمكن أن نعرض لأهمها فيما يلي: 

أولآ: وجهة النظر الحكمية اهء01دال 

وأصحاب هذه النظرة يرون أن كل من يختلف عن الشخص الذي يضع الأحكام 
أو المعايير هو شخص غير سوي.فقد يضع الفرد لنفسه منهجا أو يعتنق قيمة خاصة يرى كل 
من يخالفونه- في ضوئها- غير أسوياء » وقد يضع رب أسرة لأفراد أسرته مبادئ يسيرون 
عليها ويرى كل أسرة أخرى تناقض مثل هذه المبادئ » أسرة غير سوية. 

ثانياً: وجهة النظر الاجتماعية امك 

وهي ترى أن الشخص الذي يتكيف للظروف المحيطة به إلى الحد الذي يرى معه أن 
الحا مةه من اة هر اخس اموي -ينتما الشخصن غر الندزى. هو نلك الى ا 
يتكيف مع هذه الظروف بل أحيانا يشعر برغبة في الهرب منها كلية أو معاداتها أو محاربتها. 

ثالثا: وجهة النظر الإحصائية اج5+2+15610 

وهي ترى أن الشخص غير السوي هو الذي ينحرف أو يبتعد كثيراً عن المتوسط بينما 
الشخص المتوسط طبقاً لوجهة النظر هذه هو أكثر الأفراد سواء. وتعتبر وجهة النظر هذه 


81 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


كلا من العباقرة وضعاف العقول بالنسبة لخاصية مثل القدرة على الأداء العقلي شواذاً. وربما 
كان تصوير العباقرة بالمجانين هو أثر من آثار هذا التفكير. 

رابعاً: وجهة النظر المثالية مtءiاج6ل!|‏ 

وهذه الوجهة ترى أن الشخص العادي أو السوي هو الشخص الكامل › و السواء هو 
المثالية والكمال أو التكامل- أما الشذوذ أو اللا سواء فهو الانحراف عن المثل العليا والكمال. 

والواقع أن هذه الاتجاهات جميعا قاصرة عن تحديد معنى السواء والشذوذ بشكل قاطع 
ومقنع وذلك لعدد من الأسباب منها:- 

1- أن اختلاف واضعي الأحكام » واختلاف المجتمعات والثقافات السائدة » وعدم القدرة 
على قياس بعض السمات أو السلوكيات والأفكار والاتجاهات في البيئات المتنوعة قياس 
إحصائياً متدرجا واستحالة توفر المثال والكمال البشري - كل هذا يجعل من الصعوبة بمكان 
وضع شروط محددة أو معايير عامة يشترك فيها الناس إذا أخذنا في الاعتبار أي من وجهات 
النظر تلك. 

2- أن الفرد في ظل أي من وجهات النظر المشار إليها قد يصل تجاوزا إلى السواء 
الحكمي أو الإحصائي أو الاجتماعي أو المثالي بالنسبة لبعض الخصائص السلوكية » ولكنه 
لا يستطيع ذلك بالنسبة للبعض الآخرء كما أنه قد يتكيف للظروف في وقت ما ولا يستطيع 
التكيف في وقت آخر. (كما يحدث مثلا في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات العنيفة). 

3- إذا تحصلنا من المضمون الأخلاقي لكلمتي السواء والشذوذ فإننا نجد أن وجهات النظر 
السابقة تفتقر إلى الموضوعية والتكامل. والافتقار إلى الموضوعية يمكن استنتاجه من 
السببين (2(6)1) السابقين. وأما التكامل فإن معنى (العادية) في النظرية الإحصائية لا يعني 
الصحة النفسية بقدر ما يعني السلامة النفسية أو الخلو من المرض النفسي. كما أن الشذوذ في 
النظرية المثالية لا يصح أن يتضمن الغالبية العظمى. 

وهكذا نلاحظ أن وجهات النظر هذه لا تضع الأفراد على مقياس متدرج يتناسب مع طبيعة 
(( حالات النفس )) بحيث يكون أحد طرفيه الصحة النفسية وطرفه الآخر المرض النفسي. 


82 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


وعلى أي حال فإننا نتفق على أنه من الصعوبة تحديد فواصل قاطعة بين درجات 
( الأحوال النفسية )) نظرا لطبيعة التداخل بين هذه الأحوال. 

والذي نؤكده أن الصحة النفسية » شأنها شأن الصحة الجسمية » هي هدف للإنسان يقترب 
منه بدرجة أو أخرى. ونؤكد أيضا أن الصحة النفسية والمرض النفسي هما طرفا الحالات 
النفسية اللذان ينبغي:( لعلم) الصحة النفسية التركيز على دراستهما » فبأحدهما يعمق إدراكنا 
للآخر ويتحدد مدى قربنا أو بعدنا عن كليهما. وهما كوجهين لعملة واحدة بها تتأكد معرفتنا 
للكيفية التي ينمو بها السلوك أو يضطرب أو يتحلل وعن طريقهما أيضا ينفسح المجال 
لإجراء دراسات معمقة في مجال سيكولوجية العاديين حفاظاً على قطاع الغالبية العظمى من 
أفراد كل مجتمع دفعا لهم في اتجاهٍ الصحة النفسية ووقاية لهم من الانحدار إلى مهاوي 
المرض النفسي. 

ه - مظاهر الصحة النفسية : 

رأينا كيف أن وجهات النظر إلى السواء وعدم السواء فضلا عن جوانب قصورها › تقف 
من الصحة النفسية موقفا سلبيا يكتفي من الإنسان بالاتفاق مع الجماعة دون معارضة ومع 
المعايير الموضوعة صالحة كانت أم غير صالحة » ومع المثل متطرفة كانت أم واقعية. لهذا 
حاول البعض التعرض لمظاهر الصحة النفسية مركزا على جوانب إنسائية عامة 
أو خصائص أكثر شمولية.غير أنه نظرا لاختلاف مفهوم الصحة النفسية عند كل منهم فقد 
تعددت هذه المظاهر وتنوعت. 

فمن الباحثين من جعل هذه الخصائص على مستوى إنساني عام ( السعيد حقا هو ذو 
الشخصية القوية الذي يعمل دائما لتحقيق غرض سام والذي لا تتعارض حاجاته ورغباته مع 
مصالحه الإنسانية ». وتفضيل ذلك هو( خلو الفرد من النزاع وما يترتب عليه من توتر 
نفسي وتردد والقدرة على حسم النزاع حال وقوعه ... ويمكن الوصول إليه عن طريق فلسفة 
دينية أو اجتماعية أو خلقية )). 


83 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ومن الباحثين من يؤكد خاصية التفاعل والتأثير الاجتماعي وما يؤدي إليه هذا التفاعل من 
إشباع حاجاته. ومنهم من أخذ في الاعتبار الجوانب الخلقية فأورد صفات مثل صدق الفرد 
مع نفسه- التفاني في أداء العمل...ألا يكذب أو يغش أو يسرق أو يغتاب أو يقتل. 

وهناك من ركز على المسئولية الاجتماعية فوضع مجموعة من الصفات المرتبطة بذلك 
كالقدرة على ضبط النفس والشعور بالمسئولية الشخصية والشعور بالمسئولية الاجتماعية 
ا بالق ا رخات ال ال اة 

غير أن أغليه الكتاب رضعرا قراف من المطاهر المشوحة التي ر ارا أنيا تهند الصبحة 
النفسية. ومن قبيل هذه القوائم ما أورده صمويل مغاربوس(1974) من خصائص مثل تقبل 
الفرد الواقعي لحدود إمكانياته - استمتاع الفرد بعلاقاته الاجتماعية - الإقبال على الحياة 
بوجه عام- كفاءة الفرد في مواجهة إحباطات الحياة اليومية - اتساع أفق الحياة النفسية - 
ثبات اتجاهات الفرد ‏ تصدي الفرد لمسئولية أفعاله وقراراته ‏ الاتزان الانفعالي. 

كما عدد حامد زهران(1978) مجموعة من الخصائص منها : التوافق الاجتماعي - 
الشعور بالسعادة مع الآخرين- تحفيق الذاث واستغلال القدرات- القدرة على مواجهة مظالب 
اة الال اسي المنلوك الاي الى قن ساد ومان 

ويعلق عبد السلام عبد الغفار(1976) على الاختلافات بين المتحدثين فيما يذكرونه من 
صفات بأن ذلك يرجع إلى ( اختلاف آرائهم فيما ينبغي أن يتصف به أهل الصحة النفسية 
السليمة وهم يستمدون معلوماتهم إما من تصور نظري جزئي أو بذكر نقيض الصفات التي 
تشير الأبحاث إلى اتصاف المضطرين انفعاليا بها )) . 

والملاحظ أن تلك المحاولات وما شابهها تعبر عن رغبة في اتخاذ موقف أكثر إيجابية من 
مجرد التأثر بإطار ذاتي أو ثقافي خاص أو إحصائي أو مثالي في الحكم على الصحة النفسية. 

ورغم أننا سنتعرض لخصائص الصحة النفسية في إطار منظورنا الديني للشخصية 
( فصل نظريات الشخصية ) إلا أننا نرى أنه لا بأس حاليا من الاتفاق مع جمهرة الباحثين 
في الصحة النفسية في اتخاذهم لهذا الموقف الإيجابي. 


54 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ففي رأينا أن تقصي الصفات التي يجب أن تميز الفرد ليكون إنسانا صحيحا نفسيا في مجتمع 
إنساني يشترك مع غيره من المجتمعات التي تهدف إلى رفاهية الإنسان في كل نشاطاته 
البشرية - من الممكن أن يكون منطلقا لتحقيق قدر مشترك لخصائص الصحة النفسية. ومن 
هنا يمكن أن تتخذ من تلك الصفات والخصائص أهدافا لعملية التطبيع الاجتماعي والتنشئة 
الاجتماعية وللعملية التربوية وللسلوك العملي في مختلف مجالاته وعلى مستوى مختلف 
مراحل النموء كما تكون نبراسا في عملية الإرشاد والعلاج النفسي وعمليات التأهيل 
المختلفة. وبهذا نساعد الإنسان على اكتساب تلك الصفات مما يعينه على الإحساس بالسعادة 
والكفاية. ونتعرض لأهم مظاهر الصحة النفسية في هذا الإطار على النحو التالي:- 

1- تكامل الدوافع النفسية وانسجامها وانعدام الصراع النفسي. أي تؤدي (الشخصية) 
وظائفها بصورة متكاملة جسمياً وعقليا وانفعاليا وليس معنى ذلك إنكار وجود دوافع 
متعارضة في الشخص الواحد » ولكن المقصود بهذا أن يظهر كل من هذه الدوافع في الوقت 
المناسب حين يكون ظهوره ملائما لتكيف الإنسان » وألا يسيطر أحد الدوافع على الفرد 
فيصبح هو المحرك الوحيد له. 

وانعدام الصراع النفسي يسمح للإنسان بأن يوجه كل قواه إلى تحقيق حاجاته دون أن يشعر 
من جراء ذلك بشيء من الذنب والحرمان. 

2- تقبل الحقيقة بالنسبة للذات وللغير وللعالم المحيط. أي أن يتقبل الشخص نفسه على ما 
هي عليه وأن ينمي قدراته المتاحة أو يستغلها الاستغلال الأمثل. كما يتقبل الآخرين على ما 
هم عليه والتلاؤم معهم في حدود إمكانياتهم وطاقتهم. كذلك الحال بالنسبة للظروف والبيئة 
المحيطة. 

3- تحمل مسئولية الأعمال والمشاعر والأفكار فالفرد الصحيح نفسيا قد يتفق أو يختلف مع 
المعايير القائمة أو الأوضاع المتعارف عليها طالما كان الاتفاق أو الاختلاف مبنيا على 
أساس من الرغبة في تحقيق سعادة أشمل وإشباع أعم وأكثر دواما » وطالما كان الشخص 


85 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


وعدم الهرب من انفعالاته ومشاعره بإسقاطها على الآخرين » وكذلك في تحمله نتائج تفكيره 
وعدم اللجوء إلى الآخرين ليفكروا له بهدف أن يكون له العذر في أن يرجع فشله إليهم إذا ما 
4- تقبل النقد إن الشخص الصحيح نفسيا هو الذي يعمل من أجل الآخرين والعمل الجماعي 
من أجل تحقيق الأهداف التي ترفع من قيمة المجتمع. وهو في ذلك يحتك مع غيره من 
الأفراد لدى تبادله الأفكار والآراء معهم. وطالما أن الرائد هو الصالح العام فإن تقبل النقد من 
الغير دون الشعور في ذلك بالإثم أو النقص هي خاصية أساسية من خصائص الصحة 
النفسية. 

5- تقدير الحياة » والشعور بالرضا للوجود فيها. وبمعنى آخر أن يكون الشخص سعيداً 
بحياته ويرى أن لها قيمة وفيها ما يستحق أن يكافح ويعمل ويعاش من أجله. 

6- إدراك الدوافع والأهداف إن الشخص الصحيح نفسيا يدرك أسباب سلوكه ودوافعه » كما 
أنه يدرك أهدافه ويؤمن بها ويعرف الوسائل التي يستطيع أن يحقق بها هذه الأهداف. 

7- التعاون والمبادأة من منطلق الطبيعة الإنسانية في اعتماد الناس بعضهم على البعض › 
وفضل المبادرة بالإسهام في تحسين البيئة المحيطة والخدمة والعطاء » تبرز أهمية هذه 
الخاصية للدلالة على الصحة النفسية. 

8- الاتزان الانفعالي فالشخص الصحيح نفسيا هو الذي يمكنه السيطرة على انفعالاته 
المختلفة والتعبير عنها بحسب ما تقتضيه الضرورة وبشكل يتناسب مع المواقف التي 
تستدعي هذه الانفعالات ويدخل في ذلك عدم اللجوء إلى كبت هذه الانفعالات أو إخفائها 
أو الخجل منها » من ناحية » أو الخضوع لها تماما بالمبالغة في إظهارها من ناحية أخرى. 
إن ذلك من شأنه أن يساعد الفرد على المواجهة الواعية لظروف الحياة فلا يضطرب 
أو ينهار للضغوط أو الصعوبات التي تواجهه » ولا يفقد صوابه مرحا لما يحظى به من 
تسهيلات أو نجاحات » بل يتكيف لكلا الحالتين بالصورة التي تحقق له أفضل تغلب على 
سلبيات الحياة وأفضل استغلال لايجابياتها. 


86 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


9- ثبات الانفعالات إن ثبات الاستجابة الانفعالية في المواقف المتشابهة هو علامة على 
الصحة النفسية والاستقرار الانفعالي. ذلك أن تباين الانفعالات في هذه الحالة دليل على 
الاضطراب الانفعالي. والمقصود بالثبات هنا هو ثبات الاستجابة الانفعالية الإيجابية. 
فاستجابة الخوف مثلا في موقف يستدعي الخوف هي استجابة إيجابية معقولة › فإذا تكرر 
الموقف ذاته وأبدى الفرد خوفا مرة ولا مبالاة مرة أخرى دل ذلك على عدم ثبات الانفعالات 
لديه. وغني عن القول أن ثبات الاستجابة الانفعالية السلبية (أي المغايرة للاستجابة التي 
يتطلبها الموقف)» شأنها شأن رر تباين ) الاستجابة الانفعالية » هو دليل على المرض النفسي. 
0- ثبات السلوك ويرتبط بالخاصية السابقة ويعني التمسك بالمبادئ المعينة التي يرتضيها 
الفرد والأساليب السلوكية المرتبطة بذلك والتي أصبح يتبعها في حياته. ولا يعني ثبات 
السلوك هنا الجمود في التفكير أو الأعمال إنما يعني الالتزام الواعي بتلك الأفكار والأعمال. 
و- مظهرطحة الفيةواظربت اشبة : 
ويمكن النظر إلى مظاهر الصحة النفسية في ضوء نفسية محددة . 
فمظاهر الصحة النفسية في ضوء نظرية التحليل النفسي هي القدرة على مواجهة الدوافع 
البيولوجية والغريزية والسيطرة عليها في ضوء متطلبات الواقع الاجتماعي » مع قدرة الفرد 
على التوفيق بين مطالب الهو والأنا والأنا الأعلى. 
وقد حدد صلاح مخيمر (1975) مظاهر الصحة النفسية في ضوء نظرية التحليل النفسي 
1- اتسام الشخصية بالوحدة الكلية برغم ما فيها من صراعات وتناقض. 
2- شعور مضطرد بتحقيق الذات. 
3- قدرة على مواجهة المواقف المختلفة. 
4- إمكانية السيطرة على الاستجابات. 
5- القدرة على المشاركة في الحياة الاجتماعية. 


87 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


أا مظاهر الصحة النفسية في ضوء النظرية السلوكية فكتلخصن في القدرة على اساب 
عادات تتناسب مع البيئة التي يعيش فيها الفرد وتتطلبها هذه البيئة. 

ومن أهم النظريات التي وصفت خصائص الصحة النفسية بشكل يضيف إليها بعض 
التمييز هي نظرية أريكسون 11500مع وهي تستمد أصولها من التحليل النفسي ولكنها 
ربطت ذلك باتجاهات أخرى كالانثربولوجيا والاجتماع والتطور. والسمة المميزة لخصائص 
النفسية عند أريكسون هو ربطها بمراحل النمو عند الفرد والتي عرضها في كتابه 
.Childhood and Society‏ 

وتنطلق فكرة أريكسون (1950) من الإنسان في كل مرحلة من مراحل نموه يواجه 
مشكلة أو مشكلات أساسية يجب أن يتم مواجهتها وحلها بنجاح حتى يتيسر له مواجهة وحل 
مشكلات المراحل التالية. 

وتقسيم أريكسون لا يعني وجود حد فاصل بين كل مرحلة وأخرى فيما يتعلق بالصفة التي 
يعرضها » بل إن هذه الصفات تتداخل وتتفاعل مهيئة الفرصة لصفة جديدة » وتحمي الفرد 
ما تله الفرخلة الجديدة من الران الأهياظ 

وقد عرض أريكسون ثمان مظاهر للصحة النفسية على مدى ثمان مراحل للنمو على 
النحو الآتي: 

1- الإحساس بالثقة والمرحلة الملائمة لهذه الخاصية هي السنة الأولى من حياة الطفل. 
ويعني الإحساس بالثقة هنا أن تكون كل خبرات الطفل الأولى مشبعة بصورة مرضية . من 
هذه الخبرات خبرات تناول الطعام » والقبض على الأشياء » ولعبة الظهور والاختفاء » 
والتلبية الفورية للحاجات البيولوجية كالتخلص من البلل » والدفء » وما يحيط بكل هذا من 
مشاعر الحب والابتسام والمناغاة...الخ. 

2- الإحساس بالاستقلال وهذه المرحلة تبدأ من الشهر الثاني عشر والخامس عشر. 
ويعني الإحساس بالاستقلال إدراك الطفل أنه كائن له إرادة خاصة به نتيجة لما تتميز به هذه 
المرحلة العمرية من حب الاستطلاع ومن نضج الجهاز العضلي يدفعه إلى القيام بأنشطة 


88 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


كالمشي » والقبض على الأشياء وإسقاطها » والكلام . وسبيل تنمية هذا الإحساس تحرير 
الطفل وإتاحة الفرصة له للاختيارء ولاكتشاف ما يستطيعه وما لا يستطيعه » وما يمكنه 
الاعتماد فيه على نفسه وما هو صعب عليه. مع ضرورة تعليمه حدود قدراته وإرادته كما هو 
الحال مثلا في عملية ضبط المثانة والإخراج التي تعتبر الخبرات المرتبطة بها وأساليب 
التدريب الواجب إتاحتها للطفل بشأنها عوامل فعالة في تحقيق أو تدمير إحساس الطفل 
بالاستقلال. 

3- الإحساس بالمبادأة وهذه خاصية تميز الصحة النفسية لدى طفل الرابعة والخامسة. 
ويعني الإحساس بالمبادأة القدرة على عمل أشياء يكتشف في ضوئها الأشخاص الذين يلقاهم. 
وذلك نظرآ لما تتميز به هذه المرحلة من تقليد للآخرين والرغبة في المشاركة فيما يقومون 
به من أنشطة » وما تتميز به أيضا من رغبة نشطة في التعلم وحب الاستطلاع ولفت 
الأنظارء والرغبة في تنفيذ خيالاتهم على أرض الواقع. ويجب أن يصحب الإحساس بالمبادأة 
عدم الإحساس بالذنب نتيجة الإحباط من الكبار. ويمكن تحقيق هذه الخاصية إذا أدرك الطفل 
الأهداف والأدوار التي يمكنه القيام بها وإتاحة الفرصة له لتجريب ما يريد القيام به من 
فط أو مساسيات او الما 

4- الإحساس بالانجاز إن أهم ما يميز الصحة النفسية لطفل المرحلة السادسة وحتى 
الحادية عشرة أو الثانية عشرة هو الإحساس بالانجاز. فهذه المرحلة العمرية تتميز 
بالاستقرار والانتظام » ويكتسب الطفل خلالها المعلومات والمهارات اللازمة للعمل والتعاون 
مع الآخرين. والمدرسة بالدرجة الأولى لها دورها عن طريق مناهجها وطرائق التدريس 
وطبيعة المواد في تنمية هذا الشعور بالانجاز. مع مراعاة ما بين الأطفال من فروق فردية 
في القدرة على التحصيل والانجاز. ويساعد البيت ورفاق اللعب وما يتيحه المجتمع من 
أنشطة على استيعاب وتوجيه طاقات الأطفال مما يتيح الفرصة لنمو هذا الإحساس بالانجاز 


لديهم. 


89 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 

5- الإحساس بالهوية وتبدا هذه الخاصية للصحة النفسية مع بداية المراهقة. ونتيجة 
للتغيرات الفسيولوجية التي تميز هذه المرحلة وللتحولات العقلية والانفعالية المصاحبة لها 
يبدأ الفرد في التساؤل والشك ويحاول اتخاذ مواقف خاصة من كل من يحيطون وكل ما يحيط 
به من علاقات وأفكار واتجاهات ويغرق في سؤال أساسي هل هو كبير أم ما زال طفلا؟ 

والنجاح في الإحساس بالهوية هو علامة على الصحة النفسية في هذه المرحلة. وبقدر هذا 
النجاح في ضوء كل ما تبذله المجتمعات ومؤسساتها التربوية في بحث مشكلات هذه الفترة 
رطان إجايات شافية وفرقين وسائل'كافية كشن ها الاحسسان بالهوية. 

6- الإحساس بالود والتآلف تبدأ هذه الصفة المميزة للصحة النفسية في سن السادسة 
عشرة أو السابعة عشرة(بداية المراهقة المتأخرة) وتتحقق هذه الصفة في ضوء مدى تحقيق 
الفرد لهويته حتى يكون قادرا على تكوين علاقات مع الجنس الآخر أو مع نفس الجنس 
ف اها المشاركة والمقالظة والوىن التدافة والح 

وتساعد الظروف الاجتماعية والعوامل الثقافية التي تسود المجتمع على تنمية هذه 
الإحساس أو تعويق نموه. 

7- الإحساس بالوالدية ومحك هذا الإحساس ليس مجرد الاهتمام بالإنجاب وإنما بالإدراك 
الواعي لفكرة الوالدية ذلك الإدراك الذي يظهر في علاقة الفرد بأطفاله أو أطفال الآخرين 
والشعون والمستولية إزاءهم. ريل القزد إلى الرفد (#1فة قبل أن ينمو كيه هذا الشبعور 
الوالدي نموا كاملاً. وبقدر ما يتصف به الفرد من خصائص الصحة النفسية السابقة لهذه 
المرحلة بقدر ما ينمو اديه الإحسامن بالوالدية. 

8- الإحساس بالتكامل وتعني هذه الخاصة ( التي تميز الصحة النفسية اعتبارآً من الرشد 
المتأخر- 45 سنة) » وتعني أن يحب الفرد والديه متحررا من الرغبة في وجوب تخليصهم 
من العيوب. ويلتقي بأناس مختلفي الأجناس والأهداف ولكنه يتحدث معهم بلغة الإنسانية في 
موضوعات الكرامة والحب والكفاح.. 


90 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 

والإحساس بالتكامل يعني أيضاً إدراك الفرد بأن حياته هي مسئوليته وحده » وأنه مستعد 
للدفاع عن كرامته وقيمه وأهدافه في مواجهة ما يتهددها » لأن دفاعه عن مبادئه هو دفاع عن 
الأنانية كلها. ومن الدراسات الجديرة بالتنويه تلك الدراسة التي قدمها عبد السلام عبد الغفار 
والتي تعتبر أولى المحاولات العربية » إلى حد علمنا » في وضع نظرية حول السلوك 
الإنساني توصل من خلالها إلى عدد من محكات الصحة النفسية هذه المحكات هي باختصار. 

أ- الرضا عن النفس : هو إدراك الفرد لما زود به من إمكانيات عقلية أو انفعالية 
أو واقعية » وأن الناس مختلفون في القدر الذي زودوا به من هذه الإمكانات. 
والرضا بهذا القدر والعمل على الانتفاع به واستثماره وتحقيقه دون أن يكون هذا الرضا قائماً 
على الاستسلام والخضوع وإنما على الإدراك الواقعي للحياة . هذا مع حرية الفرد في اختيار 
الأسلوب الذي يحقق به إمكانياته المتعددة وإدراكه حدود هذه الحرية وتحمل مسئولية 
استخدامها. 

ب- السمو والالتزام : أي نجاح الفرد في الوصول إلى معنى يحدد له مساره في الحياة 
أو إلى أهداف تحدد له طريقة في الحياة. تلك الأهداف والمعاني التي تثري من خلالهما 
الإنسانية. وبمعنى آخر خروج الفرد بأهدافه ومطالبه من ذلك الحيز الضيق الذي يرتبط به 
بصورة مباشرة إلى نطاق يشمل الإنسانية » مما قد يساعده على مواجهة عدد من المواقف 
الصراعية حين تتعارض مطالب الفرد مع مطالب المجتمع. 

ج- الوسطية : وتعني عدم الإفراط في إشباع الحاجات » والنجاح في تحقيق الأهداف 
الخاصة دون الخروج عن الالتزام بالقيم الإنسانية أو الدين. وفي مجال الانفعالات الاتزان 
الانفعالي. وفي مجال التكوين العقلي القدرة على الاختيار بين الوسطية والتطرف. 

د- العطاء : ويقصد به ذلك العطاء الذي لا يكمن خلفه سوى رغبة في العطاء دون إخفاء 
مطامع أو أهداف أخرى كالرغبة في السيطرة أو المن على من يعطيه. والعطاء يشمل المال 
والجهد العقلي والجهد العضلي....( الإنتاجية بوجه عام ). 

ز- الصحة النفسية والمرض النفسي : 


91 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ذكزنا أن الضصخة النفسية :والمزكن_النفسي. ينثلان.وجهى الحالات النفسية. ومن النالحية 
العملية كن أعتبار الحاة سنلسلة من الصبر اعات 
ينجح الفرد في التغلب عليها فتكون الصحة النفسية أو يفشل فيكون المرض النفسي. ومعنى 
ذلك أن الصحة النفسية لا يمكن فهمها إلا في ضوء المرض النفسي . ويمكن القول بأن 
المرض النفسي في جوهره هو إخفاق في استيعاب وتوافر وتمثل خصائص السلوك الصحي 
النفسي. كما أن دراسة المرض النفسي وتقصيه وتحليل أسبابه كان له أثر كبير في تحديد 
الخصائص التي يمكن الحكم في ضوئها على الصحة النفسية. 

وقد لقيت دراسة الأمراض النفسية نصيباً كبيراً من الاهتمام لدى علماء النفس سواء كان 
ذلك في ميدان الدراسة النظرية أم في ميدان العلاج أو الخدمات الإرشادية. 

وعلى عكس الشخصية الصحيحة نفسيا فإن الشخصية المريضة نفسيا كثيراً ما تعبر عن 
نفسها نظرآ لعدم قدرة صاحبها على التحكم فيما يصدر عنها من سلوك فضلا عن اضطراب 
وظائفها في بعض الحالات إلى الحد الذي ينفصل صاحبها فيه عن الواقع الذي يعيشه. 

ورغم صعوبة تحديد الفواصل القاطعة على مدرج الحالات النفسية في وجهها المرضيء 
إلا أننا يمكن ولغرض الدرس- أن نميز هذه الحالات في المجموعات الآتية :- 

1- أمراض الذهان 0515علاوم وهي الأمراض التي تصيب العقل أساسا بالتدهور 
ويغلب أن يكون لها أسباب عضوية . 

2- أمراض العصاب النفسي 60515داءل8 وهي أمراض لا توجد لها أسباب عضوية 
وتشترك فيما بينها بأعراض أهمها القلق والتوتر والاكتئاب والانقباض والأفعال القهرية 
وغيرها. 

3- الأمراض النفسجسمية 559/050103115 ويشترك في إنتاجها عوامل نفسية 
وعضوية معا. 

4- الاضطرابات الانفعالية 0154012065 Emotional‏ وهي الناتجة عن مشاكل 


ترتبط بتوافق الأفراد تربويا أو أسريا عن مشاكل ترتبط بالنمو والحياة اليومية وغيرها. 


92 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


ويعرف المركن: النفنس يوج عام باه حالة من الاضطزاي الوظيقن في :الشخصية ذو 
أصل نفسي أو عصبي. يظهر في صورة أعراض انفعالية وعقلية وجسمية مختلفة » ويؤثر 
في سلوك الفرد فيعوق توافقه النفسي ويحول بينه وبين ممارسته حياته السوية في المجتمع 
الذي يعيش فيه رتقيد ذر استتا لامر اض النقبية من حيت مظاهرها في التغرش على مآ غليه 
حالة الأفراد النفسية » ومن حيث نشأتها في التعرف على العوائق التي تحول دون السلامة 
النفسية » ومن حيث تطورها وشفائها في الأساليب التي يجب إنتاجها للمحافظة على صحة 
الأفراد النفسية وفي مجابهة ما يعتريها من ضعف أو توتر أو تدهور. وهكذا تبدو العلاقة 
الترابطية بين وجهي الحياة النفسية الصحة والمرض. 

السلوك المرضي: يجب أن ننتبه إلى أن المرض النفسي يختلف عن السلوك المرضي. 
ذلك أن الشلوك المرضى هو سلوك.طارئ قد يتخذ ضورة أحد أعراض المركن النفسي 
وليس بالضرورة أن يكون الفرد مريضا نفسيا. وللتوضيح يمكن القول بأن كل مرض نفسي 
لايد أن يضح برك مرضي ولكن النارك المرضي لا يني رور أن ماه 

ن- علم الصحة النفسية - تعريفه- ومجالاته : 

فهناك منطقتان أساسيتان هما ( منطقة الصحة النفسية » وتشمل أحوال ( الخلو من 
المرض النفسي )) وهي أدنى حالات هذه المنطقة » تعلوها (( حالة السلامة النفسية »» وتأتي 
في القمة (( حالة الصحة النفسية )). وفي المقابل هناك ( منطقة المرض النفسي )) وتشمل 
(( حالة الاضطرابات الانفعالية ) والتي تعتبر أبسط أحوال المرض النفسي » تليها (( حالة 
الأمراض النفسجسمية )) ثم ( الأمراض العصابية ) ٠‏ وأخيرا( الذهان )) الذي يمثل أشد 
حالات التدهور العقلي. 

ويلاحظ أن الأحوال النفسية طبقا لذلك تكون أكثر إيجابية كلما اتجهنا إلى أعلى وتكون 
الأحوال أكثر سلبية كلما اتجهنا إلى أسفل. ومنطقيا كان من الممكن أن نتحدث عن علم نسميه 
(( علم الأحوال النفسية )) لأن في ذلك تعبيرا أكثر شمولية وبعدا عن الغموض أو الإيحائية 


53 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


بالتركيز على أحد جانبي الحالات النفسية. الصحة أو المرض دون الآخر.إلا أننا في الوقت 
الحالي سنساير التسمية السائدة وهي( علم الصحة النفسية )) » وسنقنع أنفسنا بذلك طالما أن( 
حالة الصحة النفسية)) هي منتهى طموح الإنسان في سلوكه » وطالما أنه يمكن مجاز! إطلاق 
الجزء ليعني الكل باعتبار أن الصحة النفسية هي المقصد والغاية وأن الاستدلال عليها 
يقتضي بالضرورة التعرف على ما دونها ومداه قربا أو بعد عنها. 

وفي نوع هذا القع يمك أن تغرف هذا العلم يانه كلك الل الذئ بهت بالرضر ل لوك 
الإنسان إلى مداه في التلاؤم والرضا والتفاعل والفاعلية مع مجتمعه ومع الآخرين ومع ذاته. 
وذلك عن طريق دراسة : 
- العوامل المؤدية إلى ذلك ( الجانب البنائي). 
- العقبات التي تحول دون ذلك (الجانب الوقائي). 
- خصائص ومظاهر الأحوال النفسية وموقف الفرد منها (الجانب الإكلينيكي). 
- الأساليب العلمية والفنية اللازمة لمساعدة الأفراد على تجاوز ( حالاتهم )) النفسية صوب 

(( الصحة النفسية )) ( الجانب العلاجي). 

وبهذا يوضح هذا التعريف هدف العلم توضيحا إجرائيا أبعاده التواؤم والرضا والتفاعل 
والفاعلية » وهي أمور يمكن قياسها أو توجيه الجهود لقياسها بحيث يمكن تحديد مدى اقتراب 
أو ابتعاد الفرد عن هذا الهدف وهو الصحة النفسية. والواقع أن هذا يتطلب من الباحث أن يلم 
بایان القى ایی :الى الويضول لے ر الس ای رھے عزامل کد في ار 
نظرية يتبناها الباحث لتفسير السلوك الإنساني في ضوئها » وتتحكم فيها ثقافة وتراث 
المجتمع الذي يعيش فيه » فضلا عن عوامل أخرى ترتبط بالفرد موضع الدراسة و تتعلق 
بالوراثة والبيئة الأولى له والعوامل الجسمية الطبيعية الخاصة به والتي تساعد بدرجة 
أو أخرى من الاقتراب أو الابتعاد عن هذا الهدف. والباحث لا يستطيع أن يدرس العوامل 
التي تؤدي إلى الصحة النفسية دون أن يدرس أيضا العقبات التي تحول دون ذلك. وعلم 
الصحة النفسية هنا يتيح المجال لدراسة هذه العوامل وتلك دراسة علمية. وعلى الباحث أن 


يضع فروضه ويعزل ما يراه من عوامل و يتخير نوع العينة التي يراها ويعقد المقارنات 


94 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


أو يتتبع السلوك أو يخلق المواقف التجريبية اللازمة أو يدرس تاريخ الأفراد.. مستفيدا في كل 
ذلك من الأطر النظرية المتاحة فيما يتعلق بالنمو والتعليم والشخصية و القدرات العقلية 
والاجتماع والأنثروبولوجيا وفسيولوجيا الجهاز العصبي وغيرها مما يرتبط بالسلوك البشري 
بعامة. والواقع أن الباحث في علم الصحة النفسية- وهو بصدد التعرف على مدى اقتراب 
الفرد أو ابتعاده عن حالة الصحة النفسية- يلزمه دراسة خصائص ومظاهر الأحوال النفسية 
الأخرى. وهو فضلا عن تحديده لحالة الفرد النفسية - وهو أمر أيضا قابل للقياس- مسئول 
عن تحديد أسباب هذه الحالة والظروف المهيئة للفرد ( للدخول )) في تلك الحالة. وهذا يفيده 
فيما بعد في تحديد محكات لكل من الحالات النفسية يستطيع في ضوئها تصنيف الأفراد 
وتحديد مكانهم سواء في" منطقة المرض النفسي " أو في " منطقة الصحة النفسية " . 
ويصطنع الباحث أدوات القياس اللازمة باستعماله المتوفر منها أو بتطويرها أو إعداد الجديد 
منها وإخضاعه للتقنين والمعايرة. ويكتمل إطار هذا التعريف بضرورة دراسة الباحث 
للأساليب العلمية والفنية اللازمة لمساعدة الأفراد على تجاوز أحوالهم النفسية صوب حالة 
الصحة النفسية. ويتطلب الأمر هنا الاهتمام بأساليب العلاج النفسي المختلفة وطرائق 
استخدامها وتجريبها وتطبيقها. والتدرب على ذلك تدريباً عملي يؤهل الباحث للسيطرة على 
هذه المهمة والخروج في النهاية بأساليب في الملاحظة والعلاج قد تكون أكثر فاعلية وملائمة 
مع القطاعات المختلفة من الأفراد وبالنسبة للأحوال النفسية المختلفة أيضا. وهكذا يمكن 
تحديد مجالات علم الصحة النفسية فيما يلي:- 

أولا: المجال البنائي : 

وهذا المجال نظري بالدرجة الأولى ويتناول دراسة بنية الشخصية وتطورها ومكوناتها 
وعوامل نمائهاء ومحركات السلوك البشري في المراحل العمرية المختلفة » ونشأة الصراع 
النفسي وأساليب الدفاع النفسي .. وذلك بهدف فهم الأسس التي ينبني عليها السلوك الصحي 
والاتجاهات الانفعالية وعادات التفكير السليمة اللازمة لنمو الفرد في طريق الصحة النفسية › 
وكذلك بفهم العوامل التي تؤدي إلى عدم نمو السلوك في اتجاه هذا الطريق. 

ثانيا: المجال الوقائي : 


95 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


وهو مجال تطبيقي يتجه فيه الاهتمام إلى حماية الفرد من الوقوع في المشكلات التي 
تحول بينه وبين الصحة النفسية » وذلك باتخاذ الإجراءات وتهيئة الظروف التي تضمن ذلك. 
وتظهر أهمية الوقاية في مجال دراسة (( الأحوال النفسية )) نتيجة معرفة الأسباب التي تؤدي 
إلى المشكلات » ووقوع الفرد في نطاق أحد هذه الأحوال ما دون الصحة النفسية. تلك 
الأسباب التي يتكفل بالوصول إليها كل من المجال البنائي والمجال الإكلينيكي والعلاجي 
كنتيجة لاكتشاف الأمراض النفسية في مراحلها الأولى واكتشاف دوافع السلوك الكامنة وراء 
وقوع الأفراد في أحوال ما دون الصحة النفسية. 

ويقدم هذا المجال توصياته بشأن حماية الأفراد النفسية في صورة نتائج دراسات تتعلق 
بما يلي:- 

1- أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة وتفهم الأدوار الاجتماعية والقيم وتحمل المسئولية 
وتقبل التغير الاجتماعي. 

2- أساليب التنمية النفسية السليمة وتوضيح أهمية عدم تعريض الأفراد للخبرات المؤلمة 
أو الشديدة التي تحول دون الوصول إلى حالة الصحة النفسية. 

3- أساليب التنمية الصحية السليمة بهدف حماية الفرد من الأمراض الوراثية وإصابات 
الجهاز العصبي أو الإصابات الجسمية التي تسبب الاضطرابات أو الأمراض النفسية. 

4- أساليب التوجيه التربوي والمهني والزواجي التي تكفل الوقاية من مشكلات عدم 
التوافق في تلك الجوانب الحياتية الهامة . 

ثالثاً: المجال الإكلينيكي: 

وهذا المجال تطبيقي أيضا ويتكفل بدراسة خصائص كل من الأحوال النفسية وجزئياتها 
دراسة سريريه تفصيلية بهدف تحديد العادات والصفات السلوكية التي تميز كل( حالة)) وما 
يندرج تحتها من جزئيات. ويصطنع هذا المجال وسائل القياس والتحليل والملاحظة في 
تحديد مكان الفرد من حالة الصحة النفسية في شكل تقرير شامل عن جوانب التكوين 
الشخصي للفرد » وتقديم التوصيات التشخيصية اللازمة. ويتميز هذا المجال بتركيزه ليس 


96 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


فحسب على( أحوال )) منطقة المرض النفسي بل إننا نرى أن اهتمامه يمتد إلى أحوال منطقة 
الصحة النفسية أيضا. 

رابعاً: المجال العلاجي : 

هذا المجال تطبيقي عملي ويتكفل بدراسة أساليب العلاج النفسي بدرجاته المختلفة. 
ويستلزم ذلك دراسة نظريات العلاج المختلفة والتدريب على مهارات العلاج المختلفة والقيام 
بالإجراءات العلاجية والإرشادية أو الاستشارية بحسب ظروف ونوعية ودرجة بعد الفرد 
عن (( حالة الصحة النفسية ». ويصطنع هذا المجال أيضا أساليب القياس والملاحظة ولكن 
الأهداف تشخيصية وعلاجية للتعرف على مدى تطور العملية العلاجية. ويتطلب هذا المجال 
التعمق في الجوانب التشخيصية وفي الأساليب العلاجية فضلا عن الخصائص الشخصية 
والتي يجب إن يتصف بها المتصدي لهذا المجال إلمام شامل بكافة مجالات علم الصحة 
النفسية وإدراك واع بذاته ودوافعها ورغبة في خدمة ومعاونة الآخرين. ويلاحظ أن 
التخصص في علم الصحة النفسية يتطلب إعداداً معمقا في العديد من مجالات علم النفس 
والتربية والاجتماع وذلك من الناحيتين الأكاديمية والتطبيقية . مع الإلمام ببعض المبادئ 
الطبية اللازمة. وإننا ننادي من خلال ذلك بتكوين متخصص الصحة النفسية المتكامل الذي 
أود أن أطلق عليه لفظة ((الحكيم النفساني)) مستعملا كلمة (ر حكيم )) التي رغب عنها الأطباء 
العرب. كذلك تمييزا له عن( الطبيب النفسي)). ويصبح طالب الصحة النفسية (الحكيم 
النفساني) كطالب الصحة الجسمية (الطبيب البشري) قادرا في نهاية الأمر من خلال عملية 
تأهيلية في مجالات علم الصحة النفسية المختلفة قادرا على تشخيص (الأحوال النفسية ) 
وتقديم الإرشادات الوقائية أو العلاجية اللازمة. ويسهم علم الأدوية في إمداد كل منهما بما 
تسفر عنه الدراسات من أدوية تعينه في مجال تخصصه. 

* علوم متداخلة مع علم الصحة النفسية : هناك بعض المفاهيم أو فروع العلوم النفسية 
أو الطبية التي ترتبط بعلم الصحة النفسية في واحد أو أكثر من مجالاته إلا أنها في كثير من 
الأحيان تستخدم بصورة أكثر شمولا تبعث على الاعتقاد بأنها أصبحت مترادفات لمفهوم 


97 


الفصل الرابع مفهوم الصحة النفسية 


واحد مما يسبب الخلط والتداخل لدى الدارسين وحتى لدى بعض المتخصصين,.أهم هذه 
المفاهيم هي:- 

1- علم النفس الإكلينيكي: هو صورة من صور علم النفس التطبيقي يهتم أساسا بالمجال 
الإكلينيكي من علم الصحة النفسية ويركز على (الأحوال) المرضية النفسية. ويهدف إلى 
تحديد إمكانيات سلوك الفرد وخصائص شخصيته بوسائل القياس والتحليل والملاحظة. وعلى 
أساس ذلك يقدم التوصيات اللازمة لإعداد الفرد وإرشاده نفسيا. 

2- علم الطب النفسي: هو فرع من فروع الطب البشري يهتم أساسا بالأمراض العقلية 
أو الاضطرابات العقلية ذات الأصل العضوي أو العصبي وما يتعلق بها من مشكلات 
التوافق الشخصي. وهو من ثم يختص بأحد الأحوال النفسية وهو الذهان بنوعيه الوظيفي 
والعضوي » ومدخله الأساسي في العلاج هو العقاقير أو جراحة الأعصاب والمخ. 

3- علم نفس الشواذ: هو فرع من فروع علم النفس يهتم بالتركيز على دراسة السلوك 
الشاذ والعمليات العقلية الشاذة وردود الأفعال الشاذة. ويطلق بعض العاملين بالطب النفسي 
لفظة سيكوباثولوجيا لتعبر عن هذا المضمون لعلم نفس الشواذ إذ يقصد بها دراسة الشذوذ 
العقلي وتأثيره على الشخصية. 

ه موضوع علم الصحة النفسية : 

يمكن القول الآن بأن موضوع علم الصحة النفسية هو الإنسان في أحواله النفسية 
المختلفة : في حالة تمتعه بالصحة النفسية فتساعده على الحفاظ على هذه الحالة » وفي حالة مواجهته 
لمشكلات تنحدر به إلى حالات المرض النفسي فتمده بالوسائل التي تقيه ذلك أو التي يتمكن بها من 
معالجة هذه المشكلات سواء كانت هذه المشكلات بسيطة أو قوية تتحلل من جرائها شخصيته وتضطرب 
طاقاته العقلية والانفعالية. والواقع أن مواجهة الإنسان لما يقابله من مشكلات وقدرته على مواجهتها 
في المستقبل تتوقف إلى حد كبير على اقترابه من حالة الصحة النفسية طفلاً كان أو يافعاً أو شاباً أو 
شيخاً » وسواء كان ذلك في البيت أو المدرسة أو المهنة أو الزواج. إذن موضوع علم الصحة النفسية 
هو الشخصية في حالات سوائها وانحرافها.(!) 


(!)- مصطفى خليل شرقاوي › علم الصحة النفسية » دار النهضة العربية » بيروت » 1983 » ص 30- 55. 


58 


٠ 
الفصل الخامس:‎ 

الصحة النفسية للشباب الجامعى 

* تمهيد 

1 - معنى الصحة النفسية 

2 - الصحة النفسية في الأسرة والجامعة والمجتمع 

3- مناهج الصحة النفسية 

4 - أسباب الأمراض النفسية 

5 - أعراض الأمراض النفسية 

6 - الأمراض النفسية والعقلية 

7 العلاج النفسي وأهم طرقه 

8- رعاية الصحة النفسية للشباب 


99 


الفصدل الكاسن الصحة النفسية للشباب الجامعي 


* تمهيد : 

البح الف كمل هى ار اة اف الصبحة النشنبية ككالة ء رالو افق اللي عسانة 
وما يؤدي إليها وما يحققها وما يعوقها » وما يحدث من مشكلات واضطرابات وأمراض 
نفسية » ودراسة أسبابها » وتشخيصها » والوقاية منها » وعلاجها . 
وما أحوج المعلم الجامعي إلى دراسة علم الصحة النفسية. والصحة النفسية كحالة إيجابية 
يتمتع بها الفرد أمر يهم كل إنسان. وما أحوج المعلم الجامعي إلى معرفة شيء عنها. 

1[ - معنى الصحة النفسية : 

البح للف هي اة دان سا + يكو :فيا الأرى مف اف تسيا + وش الام 
نفسه ومع الآخرين » ويكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته لأقصى حدٍ 
ممكن » ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة » وتكون شخصيته متكاملة سوية » ويكون 
سلوكه عاديا » بحيث يعيش في سلامة وسلام . 

والصحة النفسية حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة السلوك وسلامته » وليست مجرد 
غياب أو الخلو أو البرء من أعراض المرض النفسي. 

والمرض النفسي اضطراب وظيفي في الشخصية - نفسي المنشأ - يبدو في صورة 
أعراض نفسية وجسمية » ويؤثر في سلوك الشخص فيعوق توافقه النفسي ويعوقه عن 
ممارسة حياته السوية في المجتمع . 

ومن أنواع المرض النفسي العصاب (مثل: القلق وتوهم المرض ؛ والضعف العصبي 
والهستيريا » والخواف » والوسواس والقهرء والاكتئاب . والتفكك ) » والذهان (مثل : الفصام 
والهذاء » وذهان الهوس والاكتئاب). ويضاف إلى ذلك المشكلات النفسية (مثل: الضعف 
الي والتقلفه الدراسي: .و اط رات الغذاء.» واسطرابات الإكراج + واسبطرايلك 
النوم » وأمراض الكلام » ومشكلات ذوي الحاجات الخاصة ٠‏ وجناح الأحداث. 
والانحرافات الجنسية). 


100 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ومن درجات المرض النفسي ما هو خفيف يضفي بعض الغرابة على شخصية المريض 
وسلوكه » وقد يكون شديدا حتى لقد يدفع المريض إلى القتل أو الانتحارء وقد يكون وسطاً 
بين هذا وذاك. 

2- الصحة النفسية في الأسرة والجامعة والمجتمع : 

يعيش الشاب بين الأسرة والجامعة والمجتمع كابن وكطالب وكمواطن. والأسرة هي 
المدرسة الاجتماعية الأولى للفرد منذ طفولته وعبر شبابه وخلال رشده وحتى شيخوخته. 
والأسرة هي المسئولة الأولى عن التنشئة الاجتماعية » وتعتبر النموذج الأمثل للجماعة 
الأولية التي يتفاعل الفرد مع أعضائها ويعتبر سلوكهم نموذجا يحتذيه. ومن العوامل الأسرية 
المؤثرة في الصحة النفسية للفرد : الصحة النفسية للوالدين والأخوة › وأساليب التنشئة 
الوالدية » والمستوى الاجتماعي الاقتصادي › ومنها أيضا العلاقات بين الوالدين والفرد 
والعلاقات بين الأخوة » ومركز الفرد في الأسرة سواء كان وحيدا أو الأكبر أو الأصغر..الخ. 

والصحة النفسية في الأسرة تتطلب مناخا أسرياء يحقق الحاجات النفسية وتنمية القدرات 
وتعليم التفاعل الاجتماعي والتوافق النفسي والأدوار الاجتماعية وتكوين الاتجاهات ومعايير 
السلوك والعادات السلوكية السليمة. 

والجامعة مؤسسة تربوية رسمية يستكمل فيها الفرد نموه وهو يتفاعل مع معلميه وزملائه 
ويتأثر بالمنهج الدراسيء وتنمو شخصيته من كافة جوانبها. ومن العوامل التربوية المؤثرة 
في الصحة النفسية للطالب : العلاقات الاجتماعية بين الطالب والمعلم وبينه وبين زملائه 
والمنهج الدراسي » ودور المعلم في العملية التربوية. وتشترك التربية في كثير من أهدافها 
مع الصحة النفسية » ومنها نمو الشخصية المتكاملة للإنسان الصالح للحياة نفسيا. 

والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد بمؤسساته المختلفة يؤثر في الصحة النفسية للأفراد 
والجماعات وحبذا لو عمل المسئولون في كافة مؤسسات المجتمع على تحقيق الصحة النفسية 
عن طريق تهيئة بيئة اجتماعية آمنة تسودها العلاقات الاجتماعية السليمة والعدالة الاجتماعية 
والديمقراطية » والاهتمام بالفرد والجماعة ورعاية الطفولة والشباب والكبار وإنشاء وتدعيم 


101 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


الهيئات والمؤسسات التي تحقق ذلك › ومراجعة ورعاية المعايير الاجتماعية والقيم الصالحة 
والمثل العليا النابعة من الأديان السماوية ومن التراث الحضاري بم يحقق الصحة النفسية. 

3 - مناهج الصحة النفسية : 

هناك ثلاثة مناهج أساسية في الصحة النفسية : 

1- المنهج الإنمائي : وهو منهج إنشائي يتضمن زيادة السعادة والكفاية والتوافق لدى 
الأسوياء والعاديين خلال رحلة نموهم حتى يتحقق الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من 
الصحة النفسية » ويتحقق ذلك عن طريق دراسة إمكانات وقدرات الأفراد والجماعات 
وتوجيهها التوجيه السليم(نفسيا وتربويا ومهنياً) » ومن خلال رعاية مظاهر النمو(جسميا 
وعقليا واجتماعيا وانفعاليا) بما يضمن إتاحة الفرص أمام المواطنين للنمو السوي تحقيقا 
للنضج والتوافق والصحة النفسية. 

2- المنهج الوقائي : ويتضمن الوقاية من الوقوع في المشكلات والاضطرابات 
والأمراض النفسية » ويهتم بالأسوياء والأصحاء قبل اهتمامه بالمرضى ليقيهم من أسباب 
الأمراض النفسية بتعريفهم بها وإزالتها أولا بأول » ويرعى نموهم النفسي السوي ويهيئ 
الظروف التي تحقق الصحة النفسية. وللمنهج الوقائي مستويات ثلاثة تبدأ بمحاولة منع 
حدوث المرضء ثم تشخيصه في مرحلته الأولى بقدر الإمكان » ثم محاولة تقليل أثر إعاقته 
وأزماته. وتتركز الخطوط العريضة للمنهج الوقائي في الإجراءات الوقائية الحيوية الخاصة 
بالصحة العامة والنواحي التناسلية » والإجراءات الوقائية النفسية الخاصة بالنمو النفسي 
السوي ونمو المهارات الأساسية للحياة » والتوافق المهني والمساندة أثناء الفترات الحرجة 
والتنشئة الاجتماعية السليمة » والإجراءات الخاصة بالدراسات والبحوث العلمية » والتقييم 
والمتابعة والتخطيط العلمي للإجراءات الوقائية. 

3 - المنهج العلاجي : ويتضمن علاج المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية حتى 
العودة إلى حالة التوافق والصحة النفسية. ويهتم هذا المنهج بنظريات المرض النفسي وأسبابه 
وتشخيصه وطرق علاجه وتوفير المعالجين والعيادات والمستشفيات النفسية. 

التوافق النفسي: 


102 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


الصحة النفسية في جوهرها عملية توافق نفسي. والتوافق النفسي عملية دينامكية مستمرة 


يتضمن إشباع حاجات الفرد وتحقيق مطالب البيئة. 
ويتضمن التوافق النفسي الرضا بالواقع المستحيل على التغيير وتغيير الواقع القابل للتغيير. 

ومن أبعاد التوافق النفسي : تحقيق مطالب النمو النفسي السوي في جميع مراحله 
(الطفولة والمراهقة والرشد والشيخوخة) بكافة مظاهره (جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا) 
حتى يشعر الفرد بالرضا والسعادة. ومن أهم الشروط التي تحقق التوافق النفسي: إشباع 
دوافع السلوك مثل دوافع الجوع والتملك والجنس...الخ) » وإشباع الحاجات 
( الفسيولوجية والحاجة إلى الأمن والحب وتأكيد الذات ...الخ). 

ومن الأساليب التي يلجأ إليها الفرد لتحقيق التوافق : حيل الدفاع النفسي» وهي وسائل لا 
شعورية هدفها وقاية الذات والدفاع عنها والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات وتحقيق 
الراحة النفسية والأمن النفسي. ومن أمثلة حيل الدفاع النفسي: الإعلاء والتعويض والإبدال 
والإسقاط والتبرير والتعميم...الخ 

4 - أسباب الأمراض النفسية : 

لكل شيء سبب » ولا شيء يأتي من لا شيء. وتتعدد أسباب الأمراض النفسية » فمنها 
الأسباب الأصلية أو المهيئة ٠‏ والأسباب المساعدة أو المرسبة وهي الأسباب المباشرة 
والأحداث الأخيرة السابقة للمرض النفسي مباشرة والتي تعجل بظهوره وتفجره( مثل 
الأزمات والصدمات النفسية). وهناك أسباب حيوية (بيولوجية) وهي الأسباب جسمية المنشأ 
أو العضوية التي تطرأ في تاريخ نمو الفرد(مثل اضطرابات الغدد والعيوب الوراثية وعوامل 
النقص العضوي والعيوب والتشوهات الجسمية). وهناك أسباب نفسية تتعلق بالنمو النفسي 
المضطرب وخاصة في الطفولة مثل الصراع (ومن مظاهره في مرحلة الشباب الصراع بين 
الاعتماد على الغير والاعتماد على النفس والصراع بين الدوافع والضوابط والصراع بين 
المعايير الاجتماعية والقيم والأخلاقية والصراع بين الحاجات الشخصية والواقع » والصراع 
بين الرغبة الجنسية وموانع الإشباع الجنسي والصراع بين الأجيال...الخ) » والإحباط حيث 


103 


الفصضدل الكامس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


تعاق الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصة بالفرد ويحال بينه وبين تحقيق 
أهدافه والشعور بخيبة الأمل » والحرمان وهو انعدام الفرصة لتحقيق الدوافع وإشباع 
الرغبات الأساسية » والخبرات السيئة والصادمة (مثل حالات الوفاة والحوادث والطلاق 
والخبرات الجنسية الصادمة والأزمات الاقتصادية ...الخ) وهناك أسباب اجتماعية » وهي 
عوامل البيئة الاجتماعية التي تحيط بالفرد ( مثل اضطرابات التنشئة الاجتماعية في الأسرة 
وفي المدرسة وفي المجتمع» وسوء التوافق الأسري وسوء التوافق الدراسي وسوء التوافق 
الاجتماعي وجموح التغير الاجتماعي...الخ). 

ويلاحظ أن السبب أو الأسباب التي تؤدي إلى انهيار شخصية الفرد قد تؤدي هي نفسها 
إلى صقل شخصية فردٍ آخر. وفي تحديد أسباب وتشخيص المرض النفسي يجب الاهتمام 
بكل من الأساليب الحيوية والنفسية والاجتماعية ٠‏ المهييء منها والمرسب حتى يمكن 
معرفتها لتساعد في إزالتها ونجاح العلاج النفسي. 

5 - أعراض الأمراض النفسية : 

الأعراض هي العلامات السلوكية التي تدل على وجود المرض النفسي. وقد تكون شديدة 
واضحة يدركها العامة » وقد تكون مختفية لا يميزها إلا المختصون. وكلما أمكن تعرف 
الأعراض في وقت مبكر كان ذلك أفضل من الناحية العلاجية. وتظهر أعراض الأمراض 
النفسية عادة في شكل زأملة أو تجمع أعراض تحدد المرض وتفرق بين مرض وآخر. ومن 
الأعراض ما يلي : 
ه اضطرابات الإدراك : مثل الهلوسات كأن يرى الفرد أشياء أو يسمع أصواتا أو يشم 
روائح لا وجود لها ء والخداع كأن يرى الفرد أشياء أو يسمع أصواتا أو يشم روائح موجودة 
فعلا » ولكن في صورة خاطئة ومختلفة عن واقعها » واضطرابات الحواس بالزيادة 
أو النقصان. 
ه اضطرابات التفكير : مثل التفكير غير المنطقي أو المشتت أو الوسواسي أو المتناقض 
والأوهام » والمخاوف. 


104 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه اضطرابات الذاكرة : مثل النسيان» وفقد الذاكرة. 

ه اضطرابات الانتباه : مثل قلة الانتباه > والسرحان » والسهيان » والانشغال. 

ه اضطرابات الكلام : مثل اللجلجة » واحتباس الكلام . 

ه اضطرابات الانفعال : مثل القلق» والاكتئاب ٠»‏ والتوترء والفزع › والتبلد » واللامبالاة 
والتقلب الانفعالي » والشعور بالذنب » والحساسية الانفعالية. 

ه اضطرابات الحركة : مثل النشاط الزائد أو الناقص أو المضطرب » واضطراب 
الاستقرار» واللازمات الحركية » والعدوان. 

ه اضطرابات المظهر العام : مثل اضطراب تعبيرات الوجه » وسوء حالة الملابس 
والفوضى. 

ه اضطرابات التفهم : مثل اضطراب الإدراك الواعي» واضطراب إدراك مضمون 
الشعور. 

ه اضطراب البصيرة : مثل قصور إدراك طبيعة المشكلة وأسبابها وأعراضها. 

ه الاضطرابات العقلية : مثل الضعف العقلي » والخبل . 

ه اضطرابات الشخصية : مثل الانطواء والعصابية . 

ه اضطرابات السلوك الظاهر: مثل السلوك الشاذ الغريب. 

ه اضطراب الغذاء: مثل فقد الشهية » والإفراط في الأكل. 

ه اضطراب الإخراج: مثل الإمساك أو الإسهال العصبي. 

ه اضطراب النوم: مثل كثرة النوم » والأرق ٠»‏ والمشي أثناء النوم » والأحلام المزعجة 
والكوابيس. 

ه سوء التوافق : مثل سوء التوافق الصحي أو الشخصي أو الاجتماعي أو الزواجي 
أو الأسري أو التربوي أو المهني. 

ه الانحرافات الجنسية : مثل الجنسية المثلية » والإفراط أو الضعف الجنسيء والدعارة. 

ه اضطرابات الإحساس : مثل ضعف البصرء وتبلد الحس . 


105 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه الاضطرابات العصبية : مثل التشنج » والصرع » والشلل. 
ه الأعراض الاجتماعية : مثل سوء التوافق الاجتماعي» والسلوك المضاد للمجتمع. 

6- الأمراض النفسية والعقلية : 

في حدود ما يسمح به الحيز هنا » نورد مجرد التعريف بأبشع الأمراض النفسية والعقلية 
أما مدى حدوثها وأسبابها وأعراضها وتشخيصها وعلاجها » فيجب الرجوع إلى المراجع 
المتخصصة للتوسع والاستزادة. وفيما يلي أشيع الأمراض النفسية ( العصابية ): 
* القلق: هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث 
يصطحبها خوف غامضء وأعراض نفسية جسمية. وعلى الرغم من أن القلق غالبا ما يكون 
عرضا لبعض الاضطرابات النفسية » إلا أن حالة القلق قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطراباً 
نفسيا أساسياً. وهذا هو ما يعرف باسم (( عصاب القلق )) أو ١‏ القلق العصابي )) وهو أشيع 
حالات العصاب. ويوصف العصر الذي نعيش فيه الآن بأنه ((عصر القلق). 
* توهم المرض: وهو اضطراب نفسي المنشأ عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض» على 
الرغم من عدم توافر دليل طبي على ذلك. وهو تركيز الفرد على أعراض جسمية ليس لها 
أساس عضوي ٠‏ وذلك يؤدي إلى حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه المرضى المستمر 
بصحته وجسمه بحيث يطغى على كل الاهتمامات الأخرى ٠»‏ ويعوق اتصاله السوي 
بالآخرين ويشعره بالنقص والشك في نفسه » كما يعوق اتصاله أيضا بالبيئة المحيطة به. 
* الضعف العصبي( النيوراسثنيا ): هو حالة من الشعور الذاتي المستمر بالضعف النفسي 
العام الذي يصحبه أعراض عصبية وجسمية. ومن أهم خصائصه الضعف النفسي والجسمي 
وشدة التعب والإعياء والفتور والإنهاك. وقد يصل إلى درجة الانهيار» وهو يكاد يكون حالة 
من (( التعب المزمن)) ويطلق عليه أحيانا اسم (( الانهيار العصبي ) أو( الضعف النفسي )) 
أو (( الإعياء النفسي)). 
* الهستيريا: هي مرض نفسي عصابي تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب 
الحس والحركة. وهي عصاب تحولي تتجسد فيه الانفعالات المزمنة في شكل أعراض 


106 


الفصضدل الكاسن الصحة النفسية للشباب الجامعي 


جسمية ليس لها أساس عضوي » لغرض فيه ميزة للفرد أو هروب من الفراغ النفسي أو من 
القلق أو من موقف مؤلم دون أن يدرك الدافع لذلك. وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي 
يتحكم فيها الجهاز العصبي المركزي مثل الحواس وجهاز الحركة. وهذا غير المرض 
النفسي الجسمي حيث تصاب الأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي. ويطلق 
البعض على الهستيريا اسم ( الهستيريا التحويلية ) ويفضل البعض الأن مصطلح 
(( التجسيد )). 
* الخواف( الخواف المرضى): هو خوف مستمر من وضع أو موضوع غير مخيف بطبيعته 
ولا يستند إلى أساس واقعي» ولا يمكن ضبطه أو التخلص منه أو السيطرة عليه » ويعرف 
المريض أنه غير منطقي » وعلى الرغم من هذا فإن الخوف يتملكه ويحكم سلوكه › 
ويصاحبه القلق والعصابية والسلوك القهري. وفي الخواف شاذاً ومستمراً ومتكرراً ومضخماً 
مما لا يخيف في العادة » ولا يعرف المريض له سببا. 
* عصاب الوسواس والقهر: الوسواس فكر متسلط › والقهر سلوك جبريء ويظهر بتكرار 
وقوة لدى المريض ويلازمه ويستحوذ عليه » ويفرض نفسه عليه ولا يستطيع مقاومته » على 
الرغم من وعي المريض وتبصره بغرابته وسخفه ولا معنوية مضمونة وعدم فائدته » 
ويشعر بالقلق والوتر إذا ما توسوس به نفسه » ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به. والوسواس 
والقهر عادة متلازمتان وجهان لعملة واحدة. 
* الاكتئاب : هو حالة من الحزن الشديد المستمر تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة » وتعبر 
عن شيء مفقود » وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه. ومن أنواعه : الاكتئاب 
الخفيف » والبسيط » والحاد » والمزمن » والعصابي » والذهاني. 
* التفكك : هو تفكك نظام الشخصية وانفصال بعض أجزائها واضطراب أدائها الوظيفي 
وقيام أحدٍ أو بعض جوانب الشخصية بالأداء الوظيفي مستقلاء كما في حالات فقدان الذاكرة 
والتجوال والمثنى أثناء النوم وتعدد الشخصية. 

وفيما يلي أشيع الأمراض العقلية ( الذهانية ) : 


107 


القضل انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


* الفصام : هو مرض ذهاني يؤدي إلى خلل انتظام الشخصية وإلى تدهورها التدريجي 
والانفصال عن العالم الواقعي الخارجيء وانفصام الوصلات النفسية العادية في السلوك. 
ويعيش المريض في عالم خاص بعيدآ عن الواقع » وكأنه في حلم مستمر. ويعرف الفصام 
أحيانا باسم (( انفصام الشخصية )) أي تشتت وتناثر مكوناتها وأجزائها. وقد يصبح التفكير 
والانفعال كل في واد. وكان الفصام فيما مضى يعرف باسم ( الخبل المبكر أو خبل الشباب)). 
ومن أنواعه : الفصام البسيط › والمبكرء والحركيء والهذائي. 

* الهذاء ( البارانويا ): حالة مرضية يميزها الأوهام والهذيان الواضح المنظم الثابت » أي 
الهذيانات والمعتقدات الخاطئة عن العظمة أو الاضطهاد » ومع الاحتفاظ بالتفكير المنطقي 
وعدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي .أي أن الشخصية على الرغم من وجود المرض 
تكون متماسكة ومنتظمة نسبيا » ولا يرافقه تغيير في السلوك العام إلا بقدر ما توحي به 
الهذيانات والأوهام. ويطلق عليه البعض اسم (( هذاء العظمة وهذاء الاضطهاد )). 

* الهوس : هو اضطراب سلوكي ذهاني يتسم بالغرابة والنشاط النفسي الحركي الزائد 
والهياج والمرح الذي لا يسيطر عليه الفرد. وقد يكون الهوس خفيفا أو حادا أو هذيانيا. 

* ذهان الهوس والاكتئاب : هو مرض ذهاني يشاهد فيه الاضطراب الانفعالي المتطرف 
وتتوالى فيه دورات متكررة من الهوس والاكتئاب » أو يكون خليطا من أدوار الهوس 
والاكتئاب » وقد يتخللها فترات يكون الفرد عاديا نسبيا. ويعرف أحيانا باسم رر الذهان 
الدوري)). 

يضاف إلى ما سبق الاضطرابات الآتية : 

* الاضطرابات النفسية الجسمية : هي اضطرابات جسمية موضوعية ذات أساس وأصل 
نفسي بسبب الاضطرابات الانفعالية > تصيب المناطق والأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز 
العصبي الذاتي. ومن أشكال الاضطرابات النفسية الجسمية التي تصيب الجهاز الدوري: 
وهي الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه والإغماء. ومن اضطرابات الجهاز 
التنفسي: الربو الشعبي. ومن اضطرابات الجهاز الهضمي: قرحة المعدة والتهاب القولون 
وفقد الشهية العصبي والشراهة والتقيؤ العصبي والإمساك المزمن والإسهال. ومن 


108 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


اسطرابات الجياذ الذي سرض السكر»: واليدانة ومن أضط رابات الجياق الاي اافذة 
والبرود الجنسي واضطراب الحيض والعقم والإجهاض المتكرر. ومن اضطرابات الجهاز 
البولي: احتباس البول وسلس البول. ومن اضطرابات الجهاز العضلي والهيكلي: آلام الظهر 
والتهاب المفاصل الروماتيزمي. ومن اضطرابات الجلد: الأرتيكاريا والتهاب الجلد العصبي 
والحكاك وسقوط الشعر وفرط العرق والحساسية وبثور الشباب. ومن اضطراب الجهاز 
العحبيى الداع التصفى. 
* المشكلات النفسية : وهي المشكلات التي يعاني منها الفرد في حياته اليومية » وتعترض 
النمو النفسي السوي أو تحول دونه وتعوق تحقيق الصحة النفسية. ومن أمثلتها مشكلات : 
العف العقلي»: والقاكر الدراسي» والاخطراباك: الانفعالية: + واضظرابات: العادات 
واضظرايات الغذاع .و اضطر امات الإخر ام واسطرايات آرم وامراض الكل والاتحر اقات 
الجنسية » ومشكلات المعوقين ذوي الاحتياجات الخاصة وجناح الأحداث والمشكلات الزواجية. 

7 - العلاج النفسي وأهم طرقه : 

الاج النفسي اء العاف هو قوع من الج رتفد فيه الظر قم التقدية لماج فكت 
أو اضطرابات أو أمراض ذات صبغة انفعالية يعاني منها المريض وتؤثر في سلوكه » وفيه 
يقوم المعالج النفسي - وهو شخص مؤهل علميا وعمليا وفنياً- بالعمل على إزالة الأعراض 
المرضية الموجودة أو تعديلها أو تعطيل أثرها » مع مساعدة المريض على حل مشكلاته 
الخاصة ٠»‏ والتوافق مع بيئته » واستغلال إمكاناته على خير وجهٍ » ومساعدته على تنمية 
شخصيته ودفعها في طريق النمو النفسي الصحيء بحيث يصبح المريض أكثر نضجا وأكثر 
نضجا وأكثر قدرة على التوافق النفسي في المستقبل. 

وفيما يلي تعريف بأهم طرق العلاج النفسي: 

الفحليل:النفسى :-هو. عة علاحية شاملة يتم فيها اتتكشاف المواة التكيوكة في اللاشعرر 
فق جاك رركيو ات ورك ريات وة ر نراقم متسدارخة والقعالات عة صر عاك رة 
سببت المرض النفسي » واستدراجها من غياهب اللاشعور إلى حيز الشعور» عن طريق 
التعيين اللقطي التلقاتي الحر الطليق > ومستاهدة التريص في التخامل معياافن ضوع الواقم + 


109 


الفا انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


وزيادة استبصاره » وتحسين الفاعلية الشخصية والنمو الشخصي. والهدف النهائي للتحليل 
النفسي هو إحداث تغير أساسي صحي في بناء الشخصية. ويستند التحليل النفسي إلى نظرية 
التحليل النفسي في الشخصية. ويتمايز في التحليل النفسي اتجاهان هما التحليل النفسي 
الكلاسيكي المرتبط باسم سيجموند فرويد › والتحليل النفسي الحديث › وفيه أدخل زملاء 
فرويد وتلاميذه تعديلات وتطورات خاصة بهم مثل أنا فرويد وكارل يونج وألفريد آدلر 
وكارين هورنى ٠‏ وأوتوا رانك › وإيريك فروم . ومن إجراءات التحليل النفسي › العلاقة 
العلتهية الديكامية > والتفريغ. أو التطهيز الاتفعالى + والتذاعي الحر .أن اثر انط الطليق: 
وتحليل التحويل وتحليل المقاومة » وتحليل الأحلام والتفسير التحليلي. 

الغلاج السلوكي: وهر تعديل التلوك اليضطري الملاحظ بارغ ما يمكن + وذلك بتي 
السلوك المرضى المتمثل في الأعراض ٠‏ عن طريق تطبيق مبادئ وقوانين السلوك 
ونظريات التعلم. ومن أساليب العلاج السلوكي: التخلص من الحساسية أو التحصين 
الفدويصي واه اتفال وار المويدي: والتدالين عو القيرة امف > و ا 
وضبط المثيرات » والممارسة السالبة » والغمر. 

العلاج النفسي المتمركز حول الشخص: وهو علاج يقوم على أساس نظرية الذات التي 
بلورها كارل روجرزء ويتمثل في إقامة علاقة علاجية وتهيئة مناخ نفسي يستطيع المريض 
من خلاله أن يحقق أفضل نمو نفسي وأفضل توافق نفسي. ويعتمد التغير في السلوك على 
حدوث التغير في مفهوم الذات لدى المريضء بحيث ينظمه ليصبح متطابقاً مع خبراته في 
المجال الظاهري الذي يعيش فيه ومع واقعه » ويتعامل بواقعية مع محتوى مفهوم الذات 
الخاص » وينطلق نحو تحقيق الذات والتوافق النفسي. 

الإرشاد العلاجي: هو عملية مساعدة المريض في اكتشاف وفهم وتحليل نفسه ومشكلاته 
الشخصية والانفعالية والسلوكية التي تؤدي إلى سوء توافقه النفسي واضطرابه » والعمل 
على حل المشكلات وعلاج الاضطرابات بم يحقق أفضل مستوى للتوافق والصحة النفسية. 
رمن عة الإرشاد العلاحي التوضل إلى اكات الا امل اى آنه جل إلن 
الحياة الشخصية للفرد. ويستخدم لتحقيق ذلك أساليب علاجية منها: التداعي الحر والتفسير 


110 


القضل انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


والتفين الانفسان. واتار .والتطليم وتن الس كه و امو و تفر الشخسية واتهاذ 
القرازآت :وحل. المشكاات ويطلق. على الإرشاد. العلاحى. حديكا اسم :زو إرشاك الصحة 
النفسية) أو (( إرشاد الصحة النفسية العلاجي ». 

الاستشارة النفسية : هي العملية التي تتم بين المعالج( المستشار) وعميل ( المستشير) 
ولكنه يعاني من قلق واضطراب نفسي بسيط ولديه بعض المشكلات الانفعالية أو الشخصية 
أو الاجتماعية التي لا يستطيع مواجهتها والتغلب عليها وحلها بمفرده. وهي عبارة عن موقف 
تعليمي في جملته يؤدي بالمستشير إلى زيادة فهم نفسه وفهم أنماط سلوكه وفهم مشكلته 
وحلها. 

العلاج النفسي الجماعي : هو علاج عدد من المرضى الذين يحسن أن تتشابه مشكلاتهم 
واضطراباتهم معا في جماعات صغيرة » يستغل أثر الجماعة في سلوك الأفراد » أي ما يقوم 
بين أفراد الجماعة من تفاعل وتأثير متبادل بين بعضهم البعض وبينهم وبين المعالج(أو أكثر 
من معالج) يؤدي إلى تغير في سلوكهم المضطرب وتعديل نظرتهم إلى الحياة وتصحيح 
نظرتهم إلى أمراضهم. ويتم العلاج الجماعي عادة في صورة غير موجهة على الرغم من أن 
بعض المعالجين يميلون إلى إتباع الأسلوب الموجه. ومن أساليب العلاج النفسي الجماعي: 
السيكودر امنا أو العلا بالققل التفسي السرحيء والمحاضرات العاتحية و المتافشات 
الجماعية ٠‏ والنوادي العلاجية » وعلاج الأسرة » والتحليل النفسي الجماعي» والخبرة 
الجماعية المكثفة في جماعات المواجهة. 

العلاج بالعمل: هو علاج يتم عن طريق مشاركة المريض في نشاط عملي مناسب لحالته 
المرضية وعمره وجنسه وصحته العامة » وذلك لشغل وقت فراغه والمساعدة في عملية 
التشخيص والعلاج والتأهيل» وهو يزيل الملل والسأم لدى المريض ويوجهه إلى عمل نشط 
ويصرف طاقته في نشاط نافع » ويساعده على التخلص من التركيز على انفعالاته النفسية 
ويساعده في التعبير عن مشاعره وتركيز انتباهه...الخ » كل هذا في مناخ علاجي نفسي مناسب. 

العلاج النفسي الديني: هو علاج نفسي يقوم على أساليب ومفاهيم ومبادئ دينية روحية 
أخلاقية. وهو أسلوب توجيه وإرشاد وتربية وتعليم » ويقوم على معرفة الفرد لنفسه ولدينه 


111 


ولربه والقيم والمبادئ الروحية والأخلاقية. وهدفه تحرير المريض من مشاعر الخطيئة 
والإثم التي تهدد طمأنينته وأمنه النفسي ومساعدته على تقبل ذاته وتحقيق وإشباع الحاجة إلى 
الأمن والسلام النفسي.ويسير في خطوات منها: الاعتراف والتوبة والاستبصار والتعلم 
والدعاء والاسترحام والاستغفار والصبر وذكر الله والتوكل على الله. 

العلاج النفسي المختصر: هو علاج نفسي يستغرق وقتا أقصر من الوقت الذي تستغرقه 
طرق العلاج النفسي المطول أو طويل الأمد مثل التحليل النفسي. ويهدف العلاج النفسي 
المختصر إلى تحقيق الحاجات النفسية وحل الصراعات وحل المشكلات والتغلب على 
الأزمات التي تعترض حياة المريض هنا والآن. ومن أشكال العلاج النفسي المختصر: 
التحليل النفسي المختصرء والعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي. 

طرق مساعدة في العلاج النفسي: إلى جانب طرق العلاج النفسي السابقة » توجد عدة 
طرق مساعدة في العلاج النفسي منها على سبيل المثال لا الحصر: العلاج بالقراءة 
( باستخدام الكتب والمجلات والقصص العلمية والأدبية) » والتأهيل الطبي النفسي( لمساعدة 
المريض على تحقيق أقصى درجة من التوافق أثناء مرضه وعندما يعود إلى حياته العادية 
بعد شفائه)» والعلاج الترويحي(باستخدام المباريات وعروض السينما والحفلات والرحلات 
والمعسكرات مما يجعل المريض يشعر بالتسلية وبأخذه بعيدا عن متاعبه ويعلمه التفاعل 
الاجتماعي السليم )» والعلاج الرياضي(حيث يقوم المريض بتمرينات رياضية منشطة 
أو مهدئة أو اجتماعية) » والعلاج بالموسيقى (المهدئة أو المنشطة › وتساعد في قضاء وقت 
الفراغ). 

عملية العلاج النفسي: 
مهما تعددت طرق العلاج النفسي» ومهما اختلفت نظرياته » ومهما تنوعت المدارس التي 
ينتمي إليها المعالجون النفسيون ٠»‏ قإن الهدف الأسمى للعلاج النفسي هو تحقيق التوافق 
النفسي والصحة النفسية » أي مساعدة الفرد على تحقيق السعادة مع نفسه ومع بيئته 


وا تغلال قدراته حتى : 5 ل مواجهة مطالب الحياة والواقع ¢ والعيش في سلامة وسلام 


112 


اقل انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


وعافية. وعلى الرغم من تعدد وتنوع طرق العلاج النفسي التي تتميز كل منها بإجراءات 
خاصة في عملية العلاج » فإن هناك إجراءات مشتركة بين هذه الطرق في عملية العلاج النفسي 
وفيما يلي الإجراءات المشتركة بين الطرق المتعددة في عملية العلاج النفسي بإيجاز: 

ه إعداد المريض: وتقديم عملية العلاج بإطارها العام له. 

ه تخطيط برنامج العملية : والاستعداد لتنفيذ الخطة. 

ه تهيئة مناخ نفسي علاجي: لإتاحة فهم السلوك وتغييره.ومكونات هذا المناخ النفسي هي: 
الألفة والحرية والأمن والهدوء والاسترخاء والتجاوب والأمل والالتزام والفهم والدفء 
والتلقائية والمساندة. 

ه تحديد الأهداف : والأهداف العامة هي تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية وتعديل 
السلوك وحل المشكلات وصيانة الشخصية. والأهداف الخاصة هي إزالة الأسباب وعلاج 
الأعراض وحل المشكلات وتحويل الخبرات المؤلمة إلى خبرات معلمة وتغيير مفهوم الذات 
السالب إلى موجب وتدعيم الشخصية السوية. 

ه الفحص الشامل والدقيق: نفسيا واجتماعيا وطبيا وعصبيا » وجمع المعلومات عن 
المشكلة والمرض والأسباب والأعراضء والفحص النفسي الخاص: دراسة فلسفة الحياة 
وأسلوبها ومفهوم الذات العام والخاص ومركز التحكم والدوافع والحاجات والدفاعات 
والأفكار والاتجاهات والتفاعل الاجتماعي والسلوك الجنسي. ويجب استخدام الأدوات 
والمقاييس المقننة والصادقة والثابتة. 

ه التشخيص: وتحديد المشكلة أو المرض ٠‏ مع الاهتمام بزملة الأعراض الرئيسية 
والتشخيص الفارق. 

ه تحديد المآل: والتنبؤ بمستقبل المرض وتوقعاته ومدى النجاح المتوقع. والمال يكون 
عادة أفضل إذا كان المرض مفاجتا والأسباب معروفة والأعراض بسيطة والمكاسب قليلة 


0 08 


113 


القضل انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه عقد جلسات العلاج: بين المعالج (فريق العلاج) والمريض(أو جماعة المرضى). وهي 
قلب عملية العلاج. وهي علاقة شخصية اجتماعية مهنية هادفة. ومن عوامل نجاحها 
المشتركة بين المعالج والمريض: تحمل المسئولية والتقبل والاحترام والثقة والفهم والانتباه 
والاعتمام ولارن والفسباعدة والصداقة والتخطيط رس كو امل تاح عن المعالج أن 
يكون مرأة صادقة وبشوشا ومتقبلاً ومشجعا ومشاركا ومتقفا وخبيراً ومتفائلا وصبوراً 
وميسرا. ومن عوامل نجاحها لدى المريض: الإقبال والصدق والأمانة والصراحة والانفتاح 
والشجاعة والإرادة. 

ه التداعي الحر: أو الترابط الطليق بين الأفكار والخواطر والاتجاهات والصراعات 
والرغبات في اللاشعور واستدراجها إلى حيز اللاشعور والتعامل معها في ضوء الواقع. 

ه التطهير الانفعالي: أو التنفيس والتفريغ والتخلص من حمولة النفس وتفريغ الشحنات 
النفسية وتخفيف الضغوط وتجنب الانفجار» وتحنيط مصادر الانفعال. ومن مظاهر الإفضاء 
والاعتراف والتحويل. 

ه المواجهة : وخلع الأقنعة وإخراج محتويات مفهوم الذات الخاص. 

ه تحليل الخبرات : وتركيبها » ولعب الأدوار وعكسها » وتحليل الأدوار. 

ه التفسير: وإيضاح المعلومات والتوريات والمنسيات وما بين السطور وتفسير الأحلام. 
ومن أنواعه الإيضاح اللفظي والصامت والعام والخاص. ومن عوامل نجاح التفسير أن يكون 
كاملا وصحيحا وعقلانيا وعلمياً وعمليا وسهلا ومفهوما. 

ه الاستبصار: وفهم الذات وتقبلها وفهم الواقع وتقبله ومعرفة نقاط الضعف لتحويلها إلى 
نقاط قوةٍ ومعرفة الخبرات المؤلمة لتحويلها إلى خبرات معلمة. 

و القطم وإ غادة لفك ويقضبة يالك القت و اكل الاح قفن ذلك إعادة تذزيب 
إدراكي وإعادة بناء وإعادة تنظيم وإيحاءٍ وإقناع وتعليم عادات سلوكية وخبرات واتجاهات 
وسلوكٍ سوي › وتعليم فنيات صيانة الشخصية وأساليب التوافق وحل المشكلات مستقلا 
مستقبلا» وتعليم مهارات جديدة وأساليب تعامل جديدة » وتعليم ضبط النفس. 


114 


الق انكاس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه نمو وتغير الشخصية : وهذا يؤدي إلى النضج والفطام النفسي والاستقلال الاجتماعي 
وتغير الشخصية وظيفيا وديناميا » وتعديل نظام القيم . 
ه علاج المرض: وإحلال سلوك سوي محل السلوك غير السوي وتغيير ما يلزم تغييره 
وضبط مثيراته وضبط الاستجابات السلوكية بحيث يصل المريض إلى التنظيم والضبط 
الذاتي لسلوكه حتى يتعدل السلوك ويتغير من سيء إلى حسن ومن مرضي إلى صحي ومن 
غريب إلى مألوف ومن شاذٍ إلى عادي ومن لا متوافق إلى متوافق ومن جامد إلى مرن. 
ه تحديد الأهداف : وهي حل المشكلة وعلاج المرض وتغيير السلوك وإزالة الحساسية 
النفسية وتحقيق التوافق وتحقيق الصحة النفسية. 
ه تقييم عملية العلاج : وتقويم السلوك بمقارنة حالة المريض قبل عملية العلاج وبعدها 
مع الاستعانة بتقرير ذاتي من المريض بالاختبارات والمقاييس النفسية وخاصة اختبارات 
ه إنهاء عملية العلاج : وذلك بعد تحقيق الأهداف والاطمئنان عن طريق عملية التقييم 
والمتابعة المنظمة لاستمرار التحسن واستقراره مع الاحتراس ضد الانتكاس. 
- عيادات العلاج النفسي: 
العيادة النفسية هي المكان الذي يتم فيه استقبال المريض النفسي وإجراء فحصه وتشخيص 
حالته وإتمام علاجه. ويتألف فريق العيادة النفسية من المعالجين والمرشدين النفسيين 
المتخصصين وأخصائي القياس النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي» وعدد آخر 
من الأخصائيين في طرق معينة من العلاج أو الوسائل العلاجية المساعدة. 

8 - رعاية الصحة النفسية للشباب : 
من واجب المعلم الجامعي رعاية الصحة النفسية للطلاب » ولتحقيق ذلك يجب مراعاة ما يلي: 
ه معرفة أن مفهوم ((المعلم - المرشد )) بل (( المعلم- المعالج )) من أهم المفاهيم التي يجب 
وضعها في الحسبان في إعداد المعلم في بلدنا ما دام العدد الكافي من المرشدين النفسيين 
والمعالجين النفسيين لم يتوافر بعد في مدارسنا وجامعاتنا. 


115 


الفصدل الكامس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه العمل على أن يكون هو نفسه متمتعا بالصحة النفسية » ففاقد الشيء لا يعطيه. ويتطلب 
ذلك تحقيق الأمن النفسي والاستقرار النفسي والتوافق والتخفيف من المشكلات المتعلقة 
بالنواحي العملية والاجتماعية والاقتصادية » ومشكلاته الشخصية › ومشكلاته مع الطلاب 
ومع المسئولين وفي المجتمع. 

ه القيام بمسئولية رعاية النمو النفسي للطلاب وتطبيق أسس الصحة النفسية في إطار عمله 
التربوي إلى جانب اهتمامه بعملية التربية وبالتحصيل العلمي. فالمعلم واضح التأثير في 
الطلاب » وهو نموذج سلوكي يحتذيه الطالب ويتوحد معه » وهو ملقن علم ومعرفة » وهو 
موجه سلوك الطلاب إلى أفضل عن طريق وضعهم في خبرات سلوكية سوية. وهو معلم 
مهارات التوافق» ومشخص أعراض أي اضطراب سلوكي» ومصحح ومعالج لهذا 
الاضطراب. 

ه العمل على تحقيق مطالب النمو في مرحلة الشباب بالنسبة للطلاب ٠‏ ومنها تحقيق 
الصحة الجسمية » ونمو مفهوم سوي للجسم » والنمو العقلي المعرفي » وتكوين المهارات 
والمفاهيم العقلية المطلوبة › ونمو الابتكار » ونمو الثقة في الذات › وتقبل المسئولية 
الاجتماعية وتحملها » ونمو الذكاء الاجتماعي» والتأهيل المهني » وتعلم المفاهيم واكتساب 
المهارات اللازمة للمشاركة في الحياة المدنية للمجتمع › والانتماء > ومعرفة السلوك 
الاجتماعي المعياري ومسايرته » واكتساب القيم الصالحة والنمو الأخلاقي والديني القويم. 

ه العمل على إشباع الدوافع والحاجات النفسية لدى الطلاب مثل الحاجة إلى الأمن 
والانتماء والحب والمحبة والمكانة والتقدير والتوافق والمعرفة...الخ. 

ه تنمية السوية والسلوك السوي لدى الطلاب وخاصة عن طريق القدوة الحسنة والرعاية 
التربوية والنفسية السليمة. 

ه تنمية خصائص الشخصية الممتعة بالصحة النفسية وأساسها التوافق والشعور بالرضا 
والسعادة الشخصية والاجتماعية والسلوك السوي والتكامل النفسي. 


116 


الفصدل الكامس الصحة النفسية للشباب الجامعي 


ه دراسة طرق وأساليب الإرشاد والعلاج النفسي الشائعة والحديثة ٠‏ وأحدثها إرشاد 
ا 

ه دراسة بعض اختبارات ومقاييس الصحة النفسية والتوافق النفسي المتخصصة ومنها : 
مقياس الصحة النفسية » ومقياس الإرشاد النفسي ٠‏ ومقياس حدد مشكلتك بنفسك 
واستفتاء مشاكل الشباب . واختبار الشخصية السوية ٠‏ واختبار مفهوم الذات الخاص 
واختبار التشخيص النفسي...الخ . 

« الإلمام بأسباب المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية حتى يمكن العمل على 
تجنبها في إطار العملية التربوية » وخاصة الأسباب النفسية مثل الصراع والإحباط 
والحرمان والخبرات السيئة أو الصادمة والعادات غير الصحية ومفهوم الذات السالب 
والأسباب التربوية مثل سوء العلاقة بين المعلم والطالب وزملائه والتأخر الدراسي...الخ. 

ه معرفة أعراض المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية وَرّمُلات الأعراض 
المرضية وأسبابها ومدى حدوثها » حتى يمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية والتعرف المبكر 
على المرض النفسي في حالة حدوثه » وبذل أقصى جهدٍ ممكن لعلاجه » وإحالة من يحتاج 
إلى علاج متخصص إلى الأخصائيين في الوقت المناسب . 

ه معرفة إجراءات عملية العلاج النفسي ٠»‏ لأن المعلم نفسه واحد من فريق يمكن أن 
يشارك فيها مشاركة إيجابية. فعملية العلاج النفسي هي عمل فريق يحتاج إلى تعاون المعالج 
والمعلم والوالد وكل من يَهمة أمر المريض. 

ه الإطلاع على مراجع الصحة النفسية الأساسية وخاصة ما كتب منها أصلا للمعلمين.') 


()- حامد عبد السلام زهران » دراسات في الصحة النفسية والإرشاد النفسي » القاهرة » 2003 » ص 145- 160. 


117 


الفصل السادس: 
الاغتراب والصحة النفسية 


1- النظرة المتعمقة لعلاقة الاغتراب بالصحة النفسية 
2- الدراسات السابقة 
3- النظرة النظرية الفكرية لموضوع الاغتراب والصحة النفسية لطلاب الجامعة 


1- النظرة المتعمقة لعلاقة الاغتراب بالصحة النفسية : 

ومما سبق عرضه : من تعريف الاغتراب ومن المعالجة النظرية لمفهوم الاغتراب في 
ضوء النظريات النفسية ومن النظرة لمفهوم الاغتراب في ضوء التصور الإسلامي» ومن 
تعريف الصحة النفسية » ومن المعالجة النظرية لمفهوم الصحة النفسية في ضوء النظريات 
النفسية. وعلى الرغم من المآخذ العديدة على النظريات النفسية لكل من الاغتراب والصحة 
النفسية لأن كل نظرية تنطلق وفقا للأطر النظرية والخلفية العلمية للباحث » وأيضاً مجال 
دراسة الباحث ٠»‏ وقت ظهور النظرية › والخلفية الثقافية للمجتمع › إلا أنه توجد علاقة 
وطيدة بين الاغتراب والصحة النفسية حيث أنهما مرتبطين بشخصية الفرد » وتؤثران على 
سلوكه في الحياة » مما يؤثر بالتالي على المجتمع ككل. 

حيث نستنتج أن الذات الإنسانية مرتبطة في كل من الاغتراب وأيضا الصحة النفسية 
وهي المحور الجوهري في الاثنين معا » فنرى أن الاغتراب في نظرية كينستون أنه قائم 
على رفض الفرد لذاته وأن الذات هي العامل المسيطر على جميع العوامل الأخرى باعتبارها 
العامل الرئيسي للشعور بالاغتراب » ونرى الأمن النفسي الذي هو مرادف للصحة النفسية 
عند ماسلو في نظريته الإنسانية : أن كل فرد له طبيعة داخلية ذات أساس بيولوجي وذات 
صبغتين وذلك المقصود به الذات » ومن هنا يجب تقدير الذات واحترام ذاته وتطوير ذاته 
لأن عكس ذلك يؤدي إلى الاغتراب وأيضا إلى عدم الشعور بالسلامة والطمأنينة والصحة 
النفسية للفرد. وكل ذلك لا يتحقق إلا بالإيمان بالله والرجوع إلى الدين الإسلامي الصحيح 
الذي هو كفيل بسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. 
قال الله تعالى: 
(وَأمًا الذين في قلوبهم مَرّض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) ( التوبة : 125 ). 
( الذين آمثوا وتطمين فلوبهم بذكّر الله ألا بذكر الله تطمَئن القلوب) (الرعد:28). 
( مَنْ عمل صالحاً مِن ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا 
يعملون) ( النحل :97). 

2- الدراسات السابقة : 


119 


نتناول الدراسات التي لها صلة بالموضوع مباشرة حسب التسلسل التاريخي بدءآ 
بالدراسات العربية » ثم الدراسات الأجنبية وهي : 

أولاً: الدراسات العربية : 
* دراسة عبد السميع سيد أحمد (1981): 

دارت هذه الدراسة حول ظاهرة الاغتراب بين طلاب الجامعة في مصرء ونوع اغترابهم 
وتأثير سنوات الدراسة الجامعية عليهم » وأثر ذلك على قيم واتجاهات الطالب نحو مجتمعه 
ونحو الكلية التي يدرس بها » ونحو نفسه. وكانت أدوات الدراسة هي: مقياس الاغتراب عن 
الجامعة » ومقياس الاغتراب الاجتماعي» ومقياس الاغتراب عن النفس» وكانت عينة 
الدراسة من كليات التربية والآداب والهندسة بجامعة عين شمسء وكان عدد أفرادها 334 
(167 من الأقسام الأدبية +167 من الأقسام العلمية).وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها : أن 
الاغتراب في صوره الثلاث ظاهرة منتشرة بين طلاب الجامعة » وأن هناك ارتباطات بين 
الصور الثلاث للاغتراب » وأن أكثرها تأثيرا : الاغتراب الاجتماعي » يليه الاغتراب عن 
الجامعة » ثم الاغتراب عن النفس. 
* دراسة عادل الأشول وآخرون (1985): 

كان هدف البحث هو دراسة التغير الاجتماعي في مصر واغتراب الشباب. وتكونت العينة 
من 3764 طالباً وطالبة من الجامعات المصرية » يمثلون المستويات الاجتماعية الاقتصادية 
المختلفة. وأعد لهذه الدراسة مقياسان هما : مقياس اتجاهات الشباب الجامعي نحو التغير 
الاجتماعي في مصرء ومقياس شعور الشباب الجامعي بالاغتراب. وأسفرت الدراسة عن 
نتائج أهمها : أن العلاقة بين الاتجاه نحو التغير الاجتماعي والشعور بالاغتراب لدى الشباب 
الجامعي علاقة عكسية » وأن ظاهرة الاغتراب تنتشر بشدة بين شباب الجامعات المصرية. 
* دراسة زينب إبراهيم (1988) : 

استهدف البحث دراسة مدى اغتراب الشباب الجامعي وأشكاله وأنواعه المختلفة 
والعوامل المؤدية إليه » ووضع بعض المقترحات لتخفيف الاغتراب عند الشباب 


الجامعي.وكانت عينة الدراسة 200 طالب وطالبة من جامعتي الأزهر وعين شمس. 


120 


واستخدمت استمارة لجمع البيانات. ومن نتائج الدراسة أن غالبية الشباب الجامعي لا يشارك 
في الأنشطة الجامعية » مما قد يؤدي إلى عزلتهم وأن سوء علاقة الطالب بالأستاذ 
وبالموظفين وبالزملاء تؤدي إلى اغتراب الطالب ٠»‏ وكلما تقدمت الدراسة الدينية » قلت 
العزلة » وازداد التمسك بالمعاييرء وازداد وضوح الهدف والانتماء. 
* دراسة عباس متولي (1988): 

استهدف البحث دراسة العلاقة بين الاغتراب من ناحية وبين بعض المتغيرات الشخصية 
لدى شباب الجامعة وهي: الانقباض والهستيريا والانحراف السيكوباتي والفصام والانطواء 
الاجتماعي من ناحية أخرى.وتناول الباحث ظاهرة الاغتراب بالدراسة » وعرض عدداً من 
البحوث السابقة »> ووضع فرضين أحدهما ارتباطي خاص بالعلاقات بين متغيرات البحث 
والثاني فارق بين مرتفعي الشعور بالاغتراب ومنخفضي الشعور بالاغتراب في متغيرات 
الشخصية المقاسة . وتكونت العينة من 276 طالب وطالبة من الفرقة الرابعة بكلية التربية 
بدمياط, واستخدم الباحث مقياس الاغتراب (إعداد عادل الأشول وآخرون) واختبار 
الشخصية متعدد الأوجه (إعداد عطية هنا وآخرون). وأوضحت النتائج وجود فروق دالة بين 
كل من مرتفعي ومنخفضي الشعور بالاغتراب في متغيرات الانقباض والهستيريا والفصام 
والانطواء الاجتماعي لصالح مرتفعي الشعور بالاغتراب » أي أن درجاتهم أعلى على هذه 
المتغيرات . 
* دراسة آمال بشير(1989): 

كان هدف الدراسة هو الكشف عن الاغتراب وعلاقته بمفهوم الذات الواقعي(المدرك) 
ومفهوم الذات المثالي(المفضل). وتكونت العينة من 312 طالب وطالبة بالدراسات العليا. 
وكانت الأدوات المستخدمة هي : مقياس الاغتراب (إعداد الباحثة) » ومقياس مفهوم الذات 
(إعداد حامد زهران). وأوضحت النتائج وجود علاقة موجبة بين أبعاد الاغتراب ودرجات 
مفهوم الذات الواقعي والمثالي باستثناء البعد الجسمي وعلاقته بكل من اللامعيارية والتمركز 
حول الذات .كما أوضحت النتائج وجود علاقة ارتباطيه سالبة بين درجات أبعاد الاغتراب 


وتقدير الذات لدى أفراد العينة . وأشارت النتائج إلى وجود سبعة عوامل للاغتراب هي 


121 


(الاغتراب عن الذات » اللامعنى » والعجزء والتمركز حول الذات ٠‏ واللامعيارية › 
واللاهدف ٠‏ والعزلة) . 
* دراسة محمد زعتر(1989) : 

كان هدف البحث هو دراسة سمات الشخصية وعلاقتها بالاغتراب النفسي › حيث تكشف 
الدراسة عن علاقة الاغتراب النفسي بكل من (العدوان › والعداء » والاعتماد » والتقدير 
السلبي للذات › وعدم الكفاية الشخصية » وعدم التجاوب الانفعالي » وعدم الثبات الانفعالي 
والنظرة السلبية للحياة » والوحدة النفسية). واشتملت العينة على336 طالب وطالبة.وكانت 
أدوات الدراسة هي مقياس أحمد خيري للاغتراب ٠»‏ واستبيان تقدير الشخصية (إعداد 
ممدوحة سلامة) » ومقياس الشعور بالوحدة النفسية ( إعداد عبد الرقيب البحيري ) » ومقياس 
قوة الأنا (إعداد محمد شحاتة). وأوضحت النتائج وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة بين 
درجات الاغتراب النفسي. وبين درجات كل من المتغيرات النفسية السابقة.() 
* دراسة سميرة حسن أبكر (1989) : 

تناولت الدراسة ظاهرة الاغتراب لدى طالبات كلية البنات بالمملكة العربية السعودية 
دراسة نفسية » كانت نتائجها كالتالي : 
1- توجد فروق ذات دلالة إحصاتية بين الدرجات التي تحصل عليها طالبات السنة الأولى 
والسنة الرابعة وطالبات السكن الداخلي في الأقسام الأدبية والعلمية والسكن الداخلي في 
مقياس الاغتراب لصالح طالبات السنة الأولى والسكن الداخلي. 
2- توجد علاقة إرتباطية بين الاغتراب والسلوك الديني لدى طالبات السنوات الأربع في 
الأقسام الأدبية والعلمية وطالبات السكن الداخلي. 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 145 - 148. 


122 


3- توجد علاقة إرتباطية بين الاغتراب والصحة النفسية لدى طالبات السنوات الأربع في 
الأقسام الأدبية والعلمية وطالبات السكن الداخلي.() 
* دراسة دمنهوري عبد اللطيف 1990 : 

عن الشعور بالاغتراب عن الذات والآخرين » وقد طبقت مقياس الاغتراب عن الذات 
والآخرين الذي أعده الباحثان على عينتين من الطلاب المصريين والسعوديين قوامها 100 
طالب مناصفة بين البلدين 50 طالبا مصريا و 50 طالب سعوديا من جامعة الإسكندرية 
وجامعة الملك عبد العزيز › وقد أسفرت نتائج الدراسة عن تشابه البنية العاملية لمقياس 
الاغتراب في البلدين وذلك بواقع 11 عامل في العينة المصرية ٠‏ 14 عامل في العينة 
السعودية » كما تم المقارنة بين أثر عامل الحضارة بين البلدين الذي انحصر في متغيرات 
الأنا المغترب » والدرجة الكلية للاغتراب عن الذات » والاغتراب الفكري عن الآخرين 
والاغتراب الوجداني عن الآخرين مع وجود بعض الفروق بين الذكور والإناث في البلدين 
* دراسة القريطي › الشخصي (1991) : 
هذه الدراسة تحدد نسبة الاغتراب بين عينة من الشباب السعوديء وعلاقته بكل من العمر 
الزمني والتخصص الأكاديمي والمستوى الدراسي والتحصيل الدراسي لأفراد العينة » وتم 
اختيار عينة قوامها 382 طالب ( 191 أدبي » 191 علمي ) بجامعة الملك سعود تراوحت 
أعمارهم الزمنية بين 17 - 23 سنة » بمتوسط قدره 24.79 سنة › وقد أخذت العينة 
عشوائيا من كليات التربية ( علمي وأدبي ) » والآداب والعلوم الإدارية » والعلوم 
والزراعة والطب والهندسة » ثم طبق عليهم مقياس اغتراب شباب الجامعة عادل الأشول 
وآخرون 1985 ) بعد التحقق من صدقه وثباته على عينة من الطلاب السعوديين » وبالتالي 
صلاحيته للاستخدام في هذا المجتمع » كما تم إعداد استمارة خاصة لجميع البيانات اللازمة 


ماجستيرء كلية الدراسات العليا » الرياض جامعة نايف للعلوم الأمنية » 2004 » ص 37. 


123 


بين أفراد العينة بنسبة 25.39 % بيد أنه لم توجد علاقة بين الاغتراب والعمر الزمني لأفراد 
العينة » التي تأخذ بأسلوب الساعات المعتمدة الذي يوفر فرصا كبيرة للنجاح أمام الطلاب 
وتدعيم الروابط العائلية والاجتماعية بين أفراد المجتمع » مما يجنبهم التعرض لمشاعر 
الاغتراب » كما حث الباحثان على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول القيم المنتشرة 
بين هؤلاء الشباب » والتي تسهم في التغلب على الاغتراب وكذلك عوامل الشخصية التي 
يتميزون بها وتساعدهم في هذا الصدد.(١)‏ 
* دراسة رجاء الخطيب(1991) : 

استهدف البحث دراسة الاغتراب لدى الشباب وحاجاتهم النفسية. واشتملت العينة 
على240 طالبا وطالبة بالجامعة. وكانت أدوات الدراسة هي مقياس الاغترا ب (إعداد محمد 
إبراهيم عيد) ومقياس الحاجات النفسية (إعداد أنور الشرقاوي). وأسفرت الدراسة عن نتائج 
أهمها وجود فروق دالة بين الذكور والإناث لصالح الذكور في الاغتراب. وعدم وجود فروق 
بين الجنسين في الحاجات النفسية عدا الحاجة إلى الثقافة والمعرفة » فقد كانت لصالح الإناث. 
* دراسة إجلال سرى (1993) : 

استهدف هذا البحث دراسة الاغتراب العام والاغتراب الثقافي واللغوي لدى شباب 
الجامعات المصرية. واشتملت عينة الدراسة على200 طالب وطالبة من أقسام اللغات 
الأجنبية (ن=100) وأقسام اللغة العربية (ن-100) بالفرقة الرابعة من جامعتي الأزهر 
وعين شمس. وصممت المؤلفة ثلاث أدوات هي : مقياس الاغتراب العام و مقياس التغريب 
الثقافي» ومقياس التغريب اللغوي.وأسفرت النتائج عن وجود ارتباط موجب ودال بين 
الاغتراب العام والتغريب الثقافي والتغريب اللغوي. كما وجدت فروق دالة بين متوسطات 
الدرجات : في الاغتراب العام والتغريب الثقافي والتغريب اللغوي » حيث كانت أعلى لدى 
مجموعة اللغات الأجنبية » وفي كل من التغريب الثقافي و التغريب اللغوي» حيث كانت 
أعلى لدى طالبات اللغات الأجنبية » وفي التغريب اللغوي › حيث كانت أعلى لدى الإناث. 


(!)- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 
السعوديات في ضوء عصر العولمة » ملخص ماجستير» كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 » ص 17-16 


124 


* دراسة رأفت عبد الباسط (1993) : 

كان هدف البحث هو دراسة الاغتراب في علاقته بالإبداع لدى طلاب الجامعة. واشتملت 
العينة على 328 طالب وطالبة من كليات جامعة أسيوط. وكانت أدوات الدراسة هي: مقياس 
الاغتراب (إعداد أحمد خيري)» ومقياس القدرات الإبداعية ٠»‏ واختبار تفهم الموضوع 
(1۸1) » والمقابلة الشخصية. وأشارت النتائج إلى عدم وجود علاقة ارتباطية دالة بين 
القدرات الإبداعية والاغتراب. كما لم تختلف طبيعة العلاقة بين القدرات الإبداعية وفقا 
لنوعية الاغترا ب(سلبي- إيجابي). كما وجدت فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث 
لصالح الإناث في( فقدان المعنى » واللامبالاة » والانعزال الاجتماعي › والقلق). ولم يكن 
هناك فروق دالة بين الذكور والإناث في(مركزية الذات ٠‏ وعدم الانتماء » والعدوانية 
والسخط » والطلاقة » والحساسية للمشكلات » والأصالة » ومواصلة الاتجاه). 
* دراسة شادية مصطفى (1993) : 

تناولت الدراسة العلاقة بين الاغتراب والبطالة لدى الشباب من خريجي الجامعة. 
واشتملت العينة على352 من الخريجين العاملين وغير العاملين. وكانت أدوات الدراسة هي: 
أداة جمع البيانات ٠»‏ ومقياس الاغتراب (إعداد أحمد خيري). وأشارت النتائج ال 
الخريجين العاملين في فرص عمل مناسبة أقل شعور؟ بالاغتراب. وأن درجة الاغتراب 
الكلية لغير العاملين بعد التخرج أقل أو مساوية لمتوسط درجات الاغتراب قبل التخرج. كما 
وجد أن البطالة تؤثر تأثيرا إيجابيا دالا على درجة الاغتراب » وتؤثر على متوسط درجة 
الانعزال الاجتماعي » والعدوانية » واللامبالاة » وعدم الانتماء لدى الخريجين.() 
* دراسة : سليمان عطية المالكي (1994) : 

تناولت الدراسة " العلاقة بين الاغتراب النفسي وبعض المتغيرات به لدى طلاب 
و طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة " وكانت من نتائجها : 


00( - سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 148- 150. 


125 


1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب والطالبات في ظاهرة الاغتراب وبعض 
مظاهرها مثل : فقدان الشعور بالانتماء » والعجز» وعدم الإحساس بالقيمة » وفقدان الهدف 
وفقدان المعنى » في صالح الطالبات وفي مظهر عدم الالتزام بالمعايير في صالح الطلاب 
ولم توجد فروق بين الطلاب والطالبات في مظهر مركزية الذات. 

2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب وطالبات جامعة أم 
القرى تبعا للتخصصات العلمية والأدبية 

3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب وطالبات جامعة أم 
القرئ قبع للمسقويات الدواسية المحثلفة. 

4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب وطالبات جامعة أم 
القرى تبعا لمستوى التحصيل الدراسي عدا مظهر عدم الالتزام بالمعايير. 

5- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب وطالبات جامعة أم 
القرى تبعا لنوع السكن 

6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب وطالبات جامعة أم 
القرى عا للحالة الاجتماعية 

7- لا توجد علاقة بين الاغتراب والمستوى الاقتصادي الاجتماعي لدى طلاب وطالبات 
جامعة أم القرى.() 

* دراسة الإبراهيم (1995) : 

عن المشكلات السلوكية والاغتراب بين الشباب الكويتي أبرزت الباحثة أن أهم أسباب 
الاغتراب في المجتمع يكمن في العمليات المصاحبة للتغير الاجتماعي » وهو ما يطلق عليها 
الأزمة الثقافية أو الاختلاف الثقافي ٠‏ والذي نعني به حدوث التغير بسرعة تفوق النظام 


التقليدي » أو بمعنى اختلال التوازن بين الجوانب المادية وغير المادية من ثقافة المجتمع 


(!)- عادل بن محمد العقيلي » الاغتراب وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود » رسالة 


ماجستيرء كلية الدراسات العليا الرياض جامعة نايف للعلوم الأمنية » 2004 » ص 36. 


126 


وما الصراع بين القديم والحديث وتضارب أساليب التفكير والقيم والعادات والسلوك وغير 
ذلك من الظواهر النفسية والاجتماعية المصاحبة للتغير السريع إلا صورة من هذا الاختلال. 

ومما يعزز ذلك أيضا أخذ المجتمع بأساليب التكنولوجيا الحديثة وما فعلته وسائل الاتصال 
الجمعي السريع وكذلك وسائل الإعلام » مما أثر بدرجة كبيرة على الجوانب المعنوية بحيث 
أصبحت لا تستطيع مواكبة الجوانب المادية » وذلك بالطبع أمر يضع أمام قطاعات المجتمع 
المسئولة عن التربية مهام ومسئوليات يجب القيام بها وإلا فقد المجتمع عناصر استقراره 
وراحته واطمئنانه النفسي » وظهرت المشكلات والاضطرابات السلوكية بين الشباب.() 
* دراسة حسن الموسوي(1997) : 

كان هدف الدراسة هو معرفة مظاهر الاغتراب الشائعة لدى الكويتيين ودراسة العلاقة 
بين الاغتراب وكل من الجنس. والتعليم » مع تحديد العوامل المرتبطة بظاهرة الاغتراب في 
ضوء متغيرات الدراسة. وتكونت عينة الدراسة من 150 كويتيا نصفهم كانوا خارج الكويت 
أثناء الغزو العراقي على الكويت › والنصف الآخر عاش مرحلة الغزو. واستخدم الباحث 
استبانه الاغتراب النفسي (إعداد حمدي ياسين). وأسفرت الدراسة عن عدم تباين الاغتراب 
النفسي بتبيان نوع الإقامة خلال فترة الغزو العراقي على الكويت. بينما تباين الاغتراب 
النفسي مع تباين الجنس حيث أن الإناث كن أكثر اغترابا من الذكور. وكان الطلبة الأقل 
تعليما أكثر اغترابا من الطلبة الأكثر تعليما. وارتبط الاغتراب النفسي لدى الكويتيين بالعديد 
من المتغيرات النفسية والديموغرافية منها مستوى التعليم » والعمرء والمهنة » والجنس. كما 
ارتبط الاغتراب النفسي بعدة عوامل يمكن إجمالها في العزلة » واللامعنى » والعجزء 
والتمرد › واللامعيارية » إضافة إلى الظروف الأسرية والاقتصادية. 
* دراسة محمد إبراهيم الدسوقي(1997) : 

كان هدف الدراسة هو عقد مقارنة بين طلاب الجامعة المهمشين وغير المهمشين في 
أبعاد الاغتراب وبعض خصائص الشخصية › وتحديد العلاقة بين درجة الهامشية وأبعاد 
زد کا ك الک الجوهرة كفي أل دة » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 


السعوديات في ضوء عصر العولمة ملخص ماجستير»› كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 » ص: 18. 


127 


الاغتراب ٠‏ وتحديد العلاقة بين درجة الهامشية وبعض خصائص الشخصية لدى مجموعة 
اتسين كبا عنقت التراسة إلى تد قدرة أا الاعاراب: ,خائ الشخصضيية على 
التنبؤ بدرجة الشعور بالهامشية لدى عينة الدراسة. وتكونت العينة من 200 من طلاب 
الجامعة » تم تقسيمهم إلى مجموعتين : مجموعة المهمشين وعددها 56 طالب وطالبة (26 
ذكورء 30 إناث) ومجموعة غير المُهمَّثيين وتكونت من 55 طالب وطالبة ( 33 ذكور» 22 
إفاث): .وكات أذوات الدراسة هي: اسثييان الهامشية «ومقياس الجمود + ومفياسن الاستقاذل 
ومقياس تقدير الذات » ومقياس التسلطية » ومقياس الاغتراب » ومقياس السيطرة » ومقياس 
العدوان » ومقياس القلق. وأسفرت الدراسة عن وجود فروق دالة بين مجموعة المُهُمشين 
وغير المهمشين في أبعاد الاغتراب لصالح المُهمشين. ووجد ارتباط إيجابي دال بين 
ااا خسان التنخصية. وان هك فاد مر اه رة هق اللات > والجيره 
ولام المعارء و اة »بو الوولة الاحمافية راط رة : رالراق + اتور 
بالعجز) لها قدرة تنبؤية بدرجة الشعور بالهامشية لدى عينة الدراسة.(') 
* دراسة عباس إبراهيم متولي (2000): 

وقد هدفت الدراسة التي أجراها "عباس إبراهيم متولي" (2000) إلى التعرف على 
الفروق في الضغوط النفسية لدى معلمي المرحة الابتدائية تبعا للجنس. وتكونت عينة 
الدراسة من (240) معلما ومعلمة بالمرحلة الابتدائية من بعض المدارس بمحافظة دمياط. 
وأظهرت نتائج الدراسة : وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين والمعلمات في 
الخنفوط التقبيية اهنال النامات: كبا ترخات تات الفراسة إلى أن :النساميق رالمات 


مرتفعي الضغوط النفسية يميلون إلى العصاب والابتعاد عن الصحة النفسية » ويشعرون 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب › عالم الكتب › القاهرة »> 2004 
ص153- 154 


128 


بالتوتر والانفعال والشك والتردد والإحساس بالنقص وعدم الكفاءة في أداء أعمالهم وتكون 
علاقاتهم برؤسائهم وزملائهم سلبية.(') 
* دراسة محمد ( 2000 م ) : 
حول مشاعر الاغتراب وعلاقتها ببعض سمات الشخصية لدى طلاب الجامعة بالإمارات 
العربية المتحدة . قام الباحث بإعداد مقياس مشاعر الاغتراب المكون من 50 عبارة موزعة 
بالتساوي على خمسة أبعاد ( العجز / اللامعنى / العزلة الاجتماعية / الغربة عن الذات ) 
وحسب الثبات بطريقة التجزئة النصفية فكان المعامل 0.86 وحسب صدق المحكمين وصدق 
الاتساق الداخلي فكانت المعاملات جيدة وتكونت عينة الدراسة من 164 طالب وطالبة من 
جامعة الإمارات العربية المتحدة منهم 58 من الذكور و 106 من الإناث » ومتوسط عمرهم 
0 سنة » وكانت أهم النتائج وجود فروق بين الذكور والإناث في أبعاد الاغتراب حيث 
كان متوسط درجات الإناث أعلى في بعدي العجز والعزلة الاجتماعية » بينما الذكور كانوا أعلى 
في بعد فقدان المعايير . 
* دراسة عبد اللطيف خليفة (2000) : 

هدفت الدراسة إلى فحص العلاقة بين الاغتراب وكل من الإبداع والتفاؤل والتشاؤم لدى 
عينة من طالبات جامعة الكويت. وتكونت العينة من 200 طالبة بجامعة الكويت » من كليات 
التربية » والآداب ٠»‏ والعلوم الاجتماعية. وكانت أدوات الدراسة هي: القائمة العربية للتفاؤل 
والتشاؤم (إعداد أحمد عبد الخالق)» ومقياس الاغتراب. وأسفرت الدراسة عن نتائج منها 
وجود ارتباط موجب بين الاغتراب والتشاؤم » في حين كان الارتباط سالب بين الاغتراب 
والتفاؤل» ولا يوجد ارتباط بين الإبداع من ناحية وبين الاغتراب والتفاؤل والتشاؤم من ناحية 
أخرى. ©) 
0 عباس راهم مقولي » الستحوط القسيةوصلافتيا بال رة ابر وبع سات الفلكسية ادى في ال اة 
الابتدائية » المجلة المصرية للدراسات النفسية الأنجلو المصرية » القاهرة › المجلد 10 › العدد 26 ٠‏ أبريل ٠‏ 2000 
ص125. 


(©)- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 


السعوديات في ضوء عصر العولمة » ملخص ماجستيرء كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 ٠‏ ص 18 -19. 


129 


* دراسة رشاد موسى › وهاني الأهواني(2001) : 

استهدفت الدراسة مقارنة البناء العاملي لأبعاد الاغتراب وسمات الشخصية بين عينة من 
المراهقين المكفوفين والمبصرين. وتكونت العينة من مجموعتين الأولى عبارة عن 100 
كفيف من طلاب الصف الثاني الثانوي من المركز النموذجي للمكفوفين بجسر السويس 
بمدينة القاهرة » والمجموعة الثانية عبارة عن 100 مبصر من طلاب الصف الثاني الثانوي 
من مدرسة صقر قريش بالقاهرة. وكانت أدوات الدراسة هي : مقياس عين شمس للاغتراب 
واختبار عوامل الشخصية وضع ريموند كاتيل (النسخة 0). وأوضحت النتائج أن عينة 
المكفوفين تتسم بتصدع الذات والانهزامية » واللامبالاة » واللامعيارية. بينما تتسم عينة 
المبصرين بالاندفاعية » وفقد الهوية » والبحث عن الذات » وعدم النضج. كما وجد تشابه بين 
بعض العوامل » وعدم تشابه بين بعض العوامل الأخرى في البناء العاملي لأبعاد الاغتراب 
وسمات الشخصية.() 
* دراسة الصنيع (2002) : 
الاغتراب لدى طلاب الجامعة السعوديين والعمانيين وهدفت الدراسة إلى إعداد مقياس 
للاغتراب يكون مناسبا للبيئة العربية الإسلامية وكذلك التعرف على مدى وجود الاغتراب 
لدى مجموعتين من طلاب الجامعة الخليجيين ( سعوديين وعمانيين ) وعلاقته ببعض 
متغيرات الشخصية لديهم » وقد تكونت عينة الدراسة من 201 من الطلاب منهم 122 طالب 
سعوديا من جامعة الأمام محمد بن سعود » و 79 طالبا عمانيا من جامعة السلطان قابوس وتم 
إعداد مقياس للاغتراب يأخذ بأكثر الأبعاد استخداما في الدراسات وهي الأبعاد الأربعة التالية 
عدم الالتزام بالمعايير الاجتماعية / الشعور بالعجز / العزلة الاجتماعية / فقدان المعنى . 
ومن ثم أضيف لها بعد خامس هو ضعف التدين » وخرجت نتائج الدراسة بأن متوسط 
درجات عينة الدراسة بمجموعتيها على مقياس الاغتراب لم تصل إلى المتوسط المعياري 
ووجد أن متوسط درجات مجموعة الطلاب السعوديين أعلى من متوسط درجات مجموعة 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 155. 


130 


الظلاب العماننيق . كنا أ مقوسط ذرحات الطلابه العزاب كان أعلى مق فت ظط ذرحات 
الطلاب المتزوجين . ولم توجد فروق بين مجموعة الطلاب الأصغر سنا ومجموعة الطلاب 
الأكبر سنا على مقياس الاغتراب . وختمت الدراسة بخلاصة ثم مجموعة من التوصيات 
التي قدمت بناءاً على ما خرجت به الدراسة الحالية.() 
* دراسة عبد اللطيف خليفة (2003) : 

كان هدف الدراسة هو الكشف عن العلاقة بين الاغتراب والمفارقة القيمية لدى عينة من 
طلاب الجامعة الكويتيين. وتكونت العينة من 448 طالب وطالبة (241 من الذكور+ 207 
من الإناث). وتم تطبيق مقياسي: الاغتراب والمفارقة القيمية على عينة الدراسة في جلسات 
جماعية صغيرة قام بها الباحث. وأوضحت النتائج ما يلي: لم تصل الفروق بين الذكور 
والإناث إلى مستوى الدلالة الإحصائية في متغيرات الاغتراب إلا في العجزء وكان الإناث 
أكثر عجزاً من الذكورء بينما كانت الفروق دالة بين العينتين في المفارقة القيمية لصالح 
الإناث كذلك. ووجدت ارتباطات دالة بين متغيرات الاغتراب والمفارقة القيمية لدى كل من 
الذكور والإناث. وكشف التحليل العاملي للارتباطات بين متغيرات الاغتراب والمفارقة 
القيمية عن وجود عاملين مرتبطين.©) 

* دراسة فقيه العيد (2005 - 2006) : 
تناولت الدراسة واقع الصحة النفسية لدى الشباب وعلاقتها بالعنف الإجرامي على عينة من 
الشباب المنحرف بمؤسسات الوقاية. وتكونت العينة من 80 شابا » يتوزعون على فئتين 
الفئة الأولى تضم 50 شابا » أم الفئة الثانية تضم 30 شابة » وطبق عليهم مقياس الصحة 
النفسية للشباب (عبد المطلب القريطي ٠»‏ وعبد العزيز السيد الشخص) ٠‏ وقائمة كورنل 


(!)- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 
السعوديات في ضوء عصر العولمة ملخص ماجستير»ء كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 » ص 19 . 

()- سناء حامد زهران ٠»‏ إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب ٠»‏ عالم الكتب » القاهرة 2004 
ص 150- 156. 


131 


الجديدة (طبعة 1996) » ومقياس العنف لمحمد خضر عبد المختار » وأوضحت النتائج 
مايلى: 
1- توجد علاقة ارتباطية سالبة بين الصحة النفسية والتطرف نحو العنف لدى الشباب 
المنحرف في الوسط الحضري. 
2- توجد علاقة ارتباطية موجبة بين الاضطرابات الانفعالية والمزاجية ودرجات التطرف 
نحو العنف لدى الشباب المنحرف في الوسط الحضري. 
3 تعتبر عدم الكفاية والقلق والتوتر والغضب من أكثر الاضطرابات الانفعالية شيوعا بين 
الشباب في الوسط الحضري. 
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للصحة النفسية لدى الشباب 
المنحرف تبعا لمتغير الجنس. 
كد الا قحد روق ذا دة اتحصائية دين المترسظات الحمانية للأخظ اباك الأشعالية 
والمزاجية لدى الشباب المنحرف تبعا لمتغير الجنس. 
6- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين المتوسطات الحسابية للتطرف نحو العنف لدى 
الشباب المنحرف تبعا لمتغير الجنس. () 

ثانياً : الدراسات الأجنبية : 
* دراسة بولك (1984) 2011 : 

قام بولك بدراسة أوضح فيها أن مشكلة اغتراب الشباب مشكلة ثقافية تربوية أكثر من 
كونها اجتماعية أو نفسية » وبعبارة أخرى فإن ما يسمى بالفجوة الثقافية مدع Cultural‏ 
أو الصراع الثقافي 6ح005111© 00160131 ما هو إلا صراع بين القيم والعادات ٠»‏ فالجيل 
الجديد من الشباب يرفض القيم والمعتقدات وشبكة العلاقات التي قد تفرضها الأسرة 
أو المدرسة كمؤسسات تربوية » فهو من جهة يرفض القيم التي تفرضها الأسرة » ومن جهة 
أخوس وتكن أن تسعد ادر ة المذويوة امشطته رمعا اكل ال م فا من هذا 
الاغتراب الاجتماعي داخل المؤسسة التربوية وخارجها . 


() - Fekih_ Laid@yahoo.fr 


132 


* دراسة ريموند كالا بريس : (1987) : 

وفي دراسة عن المراهقة كمرحلة نمو نحو الاغقراب " لكالاييرس " (1987) 
>5 أكد الباحث على أن الاغتراب في مرحلة المراهقة له سمتان إحداهما نفسية 
والأخرى اجتماعية » حيث تتجلى كل منها في : السعي لتدمير الملكية العامة » ورفض 
للسلطة بأنواعها المختلفة » والهروب والتسرب من المدرسة » ورفض القيم السائدة في 
المجتمع والمدرسة والأسرة . وعليه يقترح ضرورة مشاركة المراهقين في الأنشطة 
الاجتماعية المختلفة سواء كانت هذه الأنشطة داخل الأسرة أو داخل المؤسسة التربوية 
( المدرسة ) مما يزيد الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية وتنميتها وضرورة 
مشاركتهم في القرارات ذات الصلة بحياتهم اليومية في البيت والمدرسة مما يساعد على بناء 
شخ يه اللجسحعحه ااا اوا م ار م 
* دراسة دي فرانك وستروب (1989): 

تناولت الدراسة التي قام بها كل من "دي فرانك وستروب" (1989) دراسة الضغط 
النفسي وعلاقته بصحة المعلم. كما قد اهتمت دراستهما بتقييم العلاقة المتبادلة بين كل من 
العوامل الشخصية وضغط العمل والرضا الوظيفي والأعراض المرضية. وقد تكونت عينة 
الدراسة من 245 معلمة من المدارس الابتدائية في جنوب تيكساس. وقد كان الاستطلاع هو 
الأداة المستخدمة في الدراسة. ومن ضمن التساؤلات التي تضمنها الاستطلاع هو أن العوامل 
الديموغرافية والخلفية التدريسية لا تؤثر على الضغط والرضا أو المخاوف الصحية. وقد 
بينت نتائج الدراسة أن ضغط العمل وعلى الرغم من أنه كان المؤشر الأقوى على الرضا 
الوظيفي لكنه لم يكن ذو علاقة مباشرة بالمشكلات الصحية وهذه النتيجة لم تكن متوقعة. كما 





وأظهرت النتائج أن المعلمات قد أشرن في إجاباتهن إلى مصادر إضافية للضغط › وكانت 
الكثير منها بيئية أو سياسية.2) 

(!)- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 
السعوديات في ضوء عصر العولمة ملخص ماجستير» كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 »> ص20 . 


(°) -DefrankRs, Stroup Ca..,: Teacher Stress And Health; Examination Of A Mode «1989. 


133 


* دراسة ريموند كالا بريس « وجين آدمز ısږAda‏ & Calabrese‏ (1990): 

تناولت هذه الدراسة الاغتراب كسبب من أسباب جناح الأحداث. وتم استخدام مقياس (دين 
للاغتراب) 56216 .Dean Alienation‏ وتكونت العينة من 107 مراهقاً جانحاً ومحبوسا 
8 مراهقا عاديا غير محبوسين. وأظهرت النتائج أن مستوى الشعور بالاغتراب أعلى 
لدى المراهقين الجانحين المحبوسين » وأنهم يشعرون بالعزلة والعجز.وأكدت الدراسة أهمية 
برامج إعادة التأهيل التي تركز على خفض مشاعر الاغتراب » وتقبل ومسايرة المعايير 
الاجتماعية والتخلص من السلوك الجانح والمضاد للمجتمع. 
* دراسة ريموند كالا بريس « وجون كوكران :)1990)Calabrese &Cochran‏ 
دارت هذه الدراسة حول علاقة الاغتراب الاجتماعي بالغش في الامتحانات ونقص الأمانة 
الأكاديمية لدى طلاب المدارس العامة والخاصة الأمريكية. وتكونت العينة من 1034 طالباً 
وطالبة في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر. وتم قياس الاغتراب الاجتماعي » وسلوك 
ال ف الامتحاناتة رة أن ملو ك ال فى الامتفانات كان أكذر في المدارس الخاضة 
وأكثر عند الذكورء وأكثر عند الطلاب الأكثر في مشاعر الاغتراب. 
* دراسة رونالد بونر« وأليكساندر ريتش Bonner & Rich‏ (1992): 

تناول هذا البحث بالدراسة نموذج " الحالة العقلية " التفاعلية التي تعبر عن اليأس 
والقنوط بين عينة من المسجونين عددهم 146 مسجونا. وطبق على أفراد العينة مقياس 
الاغتراب الاجتماعي 502316 4116086100 500181 ٠‏ ومقياس المعتقدات 
اللاعقلانية 5216 28616115 115300261 ومقاييس: حل المشكلات ٠»‏ ومعنى الحياة 
واليأس » والاكتئاب. وأظهرت النتائج أن اليأس كواحدٍ من أهم أبعاد الاغتراب يرتبط 
اكات اع + وقلق . السندن ١‏ و اكاب + تقض القدرة على حل المشكاقك 
وانخفاض مستوى الشعور بمعنى الحياة.(') 
* دراسة " ماو "(1992 Mau‏ ) : 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 148- 149 


134 


وتوصل " ماو " إلى أن الطالب يشعر بالعجز داخل المدرسة حينما يتوقع أن سلوكه 
مقيد من قبل الآخرين وخاصة الإدارة المدرسية والمدرسين ومن على شاكلتهم خارج أسوار 
المدرسة » وأن الطلاب يشعرون بالعزلة الاجتماعية حينما تتصدع شبكة العلاقات 
الاجتماعية فيما بين الطلاب أنفسهم أو فيما بينهم وبين أساتذتهم » بالإضافة إلى تجنب 
مشاركتهم في الأنشطة المدرسية المختلفة . أما فقدان القيم فيظهر في كثرة الغش وعدم 
التزامهم بالنظم واللوائح التي تنظم حياتهم داخل المدرسة أو خارجها . 
* دراسة ) 1992 (Erikson &Walker‏ : 

وأجرى " أريكسون وولكر " ( 1992 إا &W‏ 8111502 ) دراستهم حول البناء 
التنظيمي للمؤسسة التربوية " المدرسة " فتوصل الباحثان إلى أن الطلبة الذين كانت تربطهم 
علاقات رسمية وجامدة كانوا أقل انتماء للبيئة المدرسية » في حين أن أولئك الذين يتواصلون 
مع مدرسيهم ويشاركونهم الأنشطة ويناقشونهم في قضايا مختلفة كانوا أكثر شعورا بالسعادة 
وبالانتماء لمدرستهم ومدرسيهم وزملائهم . كما توصلت الدراسة إلى أن العمل مع مجموعة 
من المدرسين بدلا من مدرس واحد يزيد من اندماج الطالب وانتمائه للبيئة التربوية > خاصة 
حينما يشارك في مسؤوليات المدرسة » وأنشطتها مما يؤدي إلى القضاء على مشاعر 
الاغتراب لدى الطلاب.() 
* دراسة إديث فوسيلو 1110ون؟ (1995) : 

دارهذا البحث حول دراسة الاغتراب الاقتصادي(عن العمل) والرضا المهني لدى أعضاء 
هيئة التدريس في جامعة جورجيا الأمريكية. وتكونت العينة من العاملين غير الأكاديميين في 
ثلاثة معاهد في جامعة جورجيا. وتم إنشاء استبيان لقياس عناصر الرضا المهني 
والاغتراب عن العمل وأحداث العمل » والمعلومات الديموغرافية . وأوضحت النتائج أن 
الاغتراب عن العمل وأحداث العمل والعمر هي أفضل منبئات الرضا المهني. كما أن 


(!)- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 


السعوديات في ضوء عصر العولمة » ملخص ماجستير» كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 » ص 22-21. 


135 


الموظفين يحتاجون إلى ما يخفض اغتراب العمل لديهم مثل الترقي الرأسي» وكفاية 
الرواتب. وفرص استمرار تعليمهم » وتحسين العلاقات بينهم وبين رؤسائهم. 
* دراسة سيلفيا ميلتشيور- والش Melchior-Walsh‏ (1995) : 

تناولت الدراسة خبرات الطلاب الهنود في أمريكا الشمالية في إحدى جامعات كندا. لتحديد 
مشاعر الاغتراب وآثار ذلك على سلوك الطلاب. وتم استخدام أسلوب المجادلة » وتم استخدام 
أداة لقياس خبرات الاغتراب وآثارها. وتم إعداد برنامج لخفض مشاعر الاغتراب عند 
الطلاب عينة الدراسة. وتم التوصل إلى ثلاثة عناصر هي: الانعزال» والبعد » والتحقير. 
وأوضحت النتائج فعالية برنامج خفض مشاعر الاغتراب عند الطلاب. 
* دراسة ماريبيث بيبلز وع1[طءعء1995(7) : 

تناولت هذه الدراسة الوصفية أثر الاغتراب الاجتماعي في خمس دراسات حالة 
(3 ذكورء 2 إناث) في إحدى المداس الثانوية في وسط الغرب الأمريكي. وركزت هذه 
الدراسات مباشرة على التفاعل الاجتماعي لكل حالة مع رفاق المدرسة وعلى تفاعلهم مع 
رفاق الجيرة. وقسمت الدراسة إلى مرحلتين المرحلة الأولى تضمنت تطبيق استبيانات على 
الطلاب ومعلميهم وإجراء مناقشات مع الطلاب. وكان هدف هذه المرحلة هو بناء الثقة 
والقبول بين الطلاب ومعلميهم.والمرحلة الثانية ركزت على الحالات الخمس الذين اعتبروا 
في قمة الاغتراب الاجتماعي. وأمضت المؤلفة أسبوعين مع كل فردٍ من الحالات الخمس 
تلاحظ سلوكهم في الفصل وفي خارج الفصل وفي وقت الغذاء وتعقد مقابلة يومية مع كل 
منهم. وقد تم تطبيق برنامج تدريب على المهارات الاجتماعية Social Skill training program‏ 
يراعى الخصائص الفردية والحاجات الخاصة لكل حالة في الإطار التربوي والمدرسي 
والأسري والاجتماعي » مع مراعاة تشجيع إستراتيجية التعامل مع الاغتراب الاجتماعي. 
وأوضحت النتائج أن وراء الاغتراب الاجتماعي: الفشل في إقامة علاقاتٍ مع أفراد الجنس 
الآخرء والفشل في مسايرة ثقافة الشباب › والفشل في مسايرة معايير الراشدين. 


* دراسة جانيس سيدمان روص 4¡ء1995(S):‏ 


136 


كان هدف هذا البحث هو دراسة العلاقة بين الاغتراب » وشعور الطلاب بعضوية 
المدرسة > وإدراك الكفاءة » ومدى الضغوط الحياتية » والتحصيل الدراسي لدى الطلاب. 
وكان عدد الطلاب 592 من مدرسة متوسطة معظمهم (067/!) من البيض والباقي(9/24) 
أقلية من الأمريكان الأفريقيين والأسبانيين والهنود الحمر. وهؤلاء طبق عليهم استبيانات 
ودليلا اغتراب الشباب :1206 4116221105 Adolescent‏ » ومقياس الشعور بعضوية 
المدرسة the Psychological Sens Of School Membership Scale‏ › ومقياس 
أحداث الحياة 50216 ٠ 1he اife Events‏ وبروفيل إدراك الذات للأطفال 
Self-Perception Profile For Children‏ عط1' ٠‏ ومتوسط درجات الصف 
Point Average .‏ 03106 وأوضحت النتائج أن الاغتراب ينبئ بإدراك عضوية المدرسة 
في أتجاه سلبي. وأن إدراك الانتماء للمدرسة يثيئ بمتوسط درجات الصف حيث ترتفع مع 
ارتفاع مستوى الانتماء. ووجد أن أحداث الحياة الضاغطة ترتبط بالاغتراب المتزايد. 
* دراسة جوزيف ميسيلي ذاءع711 (1996): 

استهدف هذا البحث دراسة العلاقة بين البيروقراطية والاغتراب » ودراسة بعض النظم 
التعليمية » ودراسة العلاقة بين البيروقراطية والمهنية 510155101121151 وصراع 
الأدوار. وكانت العينة 40 حيا بكل منها مدرسة عامة بولاية نيوجيرسي الأمريكية. وتم جمع 
البيانات عن طريق المقابلة المقننة مع الإداريين العاملين بهذه الأحياء(لجمع بيانات 
المتعيرات المستقلة). وت جمع بيانات المتغين التايع من عذنا مقدان حشوانيا من كل حي وت 
وصف البيانات في شكل متوسطات وانحرافاتٍ معيارية » وتم اختبار الفروض باستخدام 
معاملات الارتباط, وتم استخدام الانحدار المتعدد لاختبار المتغيرات المستقلة (البيروقراطية) 
على العجز» وصراع الأدوارء والمهنية. ولم تظهر النتائج علاقة دالة بين كل من العجز 
وصراع الأدوار والمهنية. وبين البنية البيروقراطية. ووؤجد أن المعلمين من أكثر العاملين 
حساسية للأحوال المحلية »> ووجدت فروق بين المعلمين والمعلمات في ذلك » وبين المعلمين 
في المستويات المختلفة (الابتدائي » والمتوسط » والثانوي). 
* دراسة ألان شوهو 5120120 (1996) : 


137 


تناولت هذه الدراسة مناخ المدارس العامة وبناؤها التنظيمي التسلطي وعلاقته باغتراب 
الشباب وارتمائهم في أحضان ثلل المراهقة. وتكونت العينة من 147 طالب وطالبة من 
الصف الثامن في إحدى المدارس الريفية المتوسطة في ولاية تيكساس الأمريكية.وكانت 
أدوات الدراسة هي: صورة معدلة من مقياس دين للاغتراب Dean Alienation Scale‏ 
واستبانة بيانات ديموغرافية وبيانات عضوية الثلة. وأوضحت النتائج أن الاغتراب- وخاصة 
على بعدي اللا معيارية والعجز- يدفع بالشباب إلى الارتماء في أحضان الثلة » وأن الذكور 
حصلوا على درجات أعلى من الإناث على بعد اللامعيارية. وتوصي الدراسة أن تكون بيئة 
المدرسة خالية من عوامل الاغتراب.() 
* دراسة Holliday‏ (1997): 

ويتناول " هوليداي " في دراسته طرائق إثراء العلاقات الاجتماعية في المدارس 
كمؤسسات اجتماعية تربوية مؤكدا على مائة وستة طريقة » منها التأكيد على أهمية الأدوار 
المختلفة للطلبة داخل المدرسة وخاصة المشاركة في اتخاذ القرارات » مشاركة المدرسين في 
أنشطتهم المختلفة » الإكثار من الحوار والمقابلات مع الطلاب من قبل المدرسين ومشاركة 
الطلاب للمدرسين في ورش العمل » مشاركة أولياء الأمور في الشئون المدرسية والطلابية 
وغيرها من الأمور والعلاقات التي تزيد من اندماج الطلاب ومشاركتهم في الأنشطة 
المدرسية.©2) 
* دراسة روشيل هاسينوف 112512011 (1998) : 

أجابت الدراسة عن أربعة أسئلة هي: هل الطلاب مغتربون؟ , وما العلاقة بين الاغتراب 
والهوية المهنية ؟ وما أثر الجامعة والخلفية الاجتماعية على الاغتراب؟ وما آثار الجامعة 
والخلفية الاجتماعية » والاغتراب » وجهد الطالب على متوسط درجات الصف والهوية 


(!)- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص 1501- 152 
()- ثناء يوسف الضبع » الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة 


السعوديات في ضوء عصر العولمة » ملخص ماجستير» كلية التربية - جامعة الملك سعود » 2004 ٠‏ ص 16. 


138 


المهنية؟. وأخذت عينة الدراسة عشوائيا من كلية التربية جامعة مانيتوبا و11316406 من كل 
الفرق(ن-269). واستخدمت أداة لقياس مدركات الطلاب المعلمين. وقد وجد أن الطلاب 
المعلمين مغتربون إلى حد ما على الأبعاد الخمسة للاغتراب » وأن الاغتراب له تأثير على 
الهوية المهنية » ولكن الأبعاد الخمسة للاغتراب لا تؤثر بالتساوي على الهوية المهنية 
فالعزلة لها تأثير سلبي قوي على الهوية المهنية بينما اللامعيارية - على غير المتوقع- لها 
تأثير إيجابي قوي. كما وجد أن تأثير الخلفية الجامعية والاجتماعية على الاغتراب ليس كبيراً 
لدى الطلاب المعلمين. ووجد أن بعض أبعاد الاغتراب تؤثر على مجهود الطالب » وخاصة 
عدد ساعات المذاكرة » ولا يؤثر أي من أبعاد الاغتراب تأثيراً دالا على متوسط درجات الصف. 
* دراسة ألان شوهوء ودافيد كاتيمز Katims‏ & 51010 (1998): 

هدف هذا البحث إلى دراسة مدركات الاغتراب لدى معلمي التربية الخاصة والتعليم العام 
وقياس مستوى الاغتراب بين معلمي التربية الخاصة الذين يعملون في فصول مدمجة مقابل 
الذين يعملون في فصول منفصلة. واشتملت العينة على 575 معلما (395 من التعليم العام- 
0 من التربية الخاصة) في الصفوف من الروضة حتى الصف الثاني عشرء في ولاية 
تيكساس الأمريكية وتم استخدام مقياس دين للاغتراب 50216 4116731105 ea”‏ لقياس 
العزلة » واللامعيارية » والعجز. وأوضحت النتائج أن معلمي التربية الخاصة كان مستوى 
الاغتراب لديهم أعلى منه لدى معلمي التعليم العام » وأنه لا توجد فروق دالة في الاغتراب 
بين معلمي التربية الخاصة الذين يعملون في فصول مندمجة مقابل الذين يعملون في فصول 
منفصلة » كما وجد أن المزايا النفسية الاجتماعية المرتبطة بوضع الطلاب الذين يعانون من 
صعوبات تعلم لم تنتقل إلى معلمي التربية الخاصة.(!) 
* دراسة ماري فلوم 2ر11 (1998) : 

دارت هذه الدراسة حول الاتجاهات نحو الصحة النفسية وتفضيلات البحث عن المساعدة 
لدى طلاب الجامعات الصينيين والكوريين واليابانيين. وتكونت العينة من 115 طالب صينيا 


()- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب » عالم الكتب » القاهرة » 2004 
ص154- 155 


139 


وكوريا ويابانيا (62 من الذكور+ 53 من الإناث) تتراوح أعمارهم بين 18- 39 سنة. وطبق 
عليهم استبيان يضم ثلاثة أجزاء تقيس خصائص الطلاب ٠‏ والاتجاهات نحو المساعدة 
النفسية » وقيم الصحة النفسية. وطلب من كل فردٍ من أفراد العينة تحديد شعور والديه لو 
علما أنه يبحث عن المساعدة النفسية » وعن مدى اختلاف إرشاد الصحة النفسية في بلده عن 
الولايات المتحدة الأمريكية . وأوضحت النتائج أن الطلاب الصينيين يربطون أكثر من 
اليابانيين تقبل الذات والتحكم الوجداني بالدرجة العالية من الصحة النفسية. وأشار غالبية 
الطلاب إلى أن إرشاد الصحة النفسية غير متقدم وأقل استخداما في بلادهم عنه في الولايات 
المتحدة » وأن آباءهم لديهم رد فعل سلبي تجاه طلب أبنائهم للمساعدة النفسية » وأن المشاركة 
في العلاج النفسي يعتبره المواطنون في بلادهم شيئا مخجلا.() 

3- النظرة النظرية الفكرية لموضوع الاغتراب والصحة النفسية لدى طلاب 
الجامعة: 

إن ظاهرة الاغتراب ظاهرة إنسانية لا ترتبط بمكان أو زمان » فحيثما يوجد الإنسان قد 
يكون هناك اغتراب بمختلف صوره وأشكاله ومدلولاته » وأسبابه كثيرة لا يمكن حصرها 
والدراسات السابقة التي اطلع عليها الباحث ساعدته في تكوين تصور شامل لموضوع 
الدراسة الحالية من خلال ما تبعه الباحثون من طرق ومناهج بحثية في بحوثهم » ومن خلال 
ما توصلوا إليه من نتائج » مما ساعد الباحث بتحديد المشكلة وتحديد فروض الدراسة. 

ومن خلال استعراض نتائج الدراسات السابقة وجد أن هناك إجماعا على انتشار 
الاغتراب لدى الشباب والطلاب » كما أكدته دراسة عبد المطلب أمين القريطى وعبد العزيز 
السيد الشخص على أن نسبة انتشار الاغتراب بين عينة الدراسة %25.39 . 

وجد الباحث أن هناك دراسات أكدت على وجود علاقة ارتباطية بين الاغتراب والسلوك 
الديني. كما بينته دراسة سميرة حسن أبكرء كما أكدت أيضا على وجود علاقة ارتباطية بين 
الاغتراب والصحة النفسية. كما أشارت سميرة أبكر" أنه إذا تناولنا مرحلة الشباب الجامعي 


(')- المرجع السابق » ص 60. 


140 


الفصل السادين الاغتزاب والصضحة النفسية 


والاغتراب : فإن اختلف العلماء في تحديد الفئة العمرية لمرحلة الشباب › وهذا الاختلاف 
يخضع لمتغيرات ثقافية واجتماعية وحضارية وتربوية يتصف بها المجتمع بشكل يميزه عن 
مجتمع آخرء بل ويختلف التحديد من ثقافة فرعية إلى ثقافة فرعية أخرى داخل المجتمع 
الواحد. ومع أن هذا الاختلاف قائم إلا أن هناك اتفاقا على أن مرحلة الشباب مرحلة عمرية 
تبدأ من البلوغ وتنتهي قبل الرشد » وتتميز بالحيوية والنشاط › والقدرة على تحمل المسؤولية 
واكتساب الخبرات والتجارب في مجال الحياة. وقد تتخلل مرحلة الشباب أزمات نفسية 
والتعبير عن بعض هذه الأزمات ينعكس في الشعور بالاغتراب » وهناك اختلاف في الآراء 
حول هذه الأزمات فبعضهم يرجعها لطبيعة مرحلة المراهقة وما تتميز به من خصائص 
وبعضهم يرجعها إلى الظروف الحضارية والنظام الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الفرد 
ورأي ثالث يرى أن هذه الأزمات إنما ترجع لخصائص مرحلة المراهقة إذا وجدت في 
ظروف بيئية معينة.(') 
في الوقت الذي نجد فيه في نظرية أزمة الهوية عند أريكسون أن عدم تحديد الهوية للمراهق 
وعدم توحده يؤدي بالفرد إلى الشعور بالاغتراب. 

إن مجتمعنا العربي في كثير من دوله ومنها المجتمع الجزائري » الذي خضع لكثير من 
المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتقدم حضاري ونهضة شاملة سريعة في كافة 
المجالات » وتغير المجتمع من البداوة إلى الحضرء وانتقال الأيدي العاملة من الريف إلى 
المدينة بحثا عن العمل » وأيضا انتقال الطلاب من القرية والبادية إلى المدن طلبا للتعليم 
وإكمال دراستهم الجامعية » وما واكب هذه النقلة الحضارية والنهضة الكبيرة من ظواهر 
شملت العديد من الجوانب وكل مناحي الحياة. وهذا التقدم السريع واستيراد كل جديد من 
الخارج والحاجة حتى إلى الأيدي العاملة للعمل في كافة المجالات والقطاعات المختلفة في 
الدولة » وتأثر الشباب بهؤلاء الوافدين واختلاف الديانات والمذاهب المختلفة ووجود الكثير 
من التيارات الفكرية المختلفة والثقافات العربية وغير العربية » فبدأ الصراع بين القيم 


(1)- أبكر » سميرة حسن » ظاهرة الاغتراب لدى طالبات كلية البنات بالمملكة العربية السعودية رسالة دكتوراه » كلية 
التربية للبنات » جدة » 1989. ص15. 


141 


والمعايير الأصيلة للمجتمع والقيم والمعايير الجديدة » مما أدى إلى التخلي أو الالتزام الشديد 
بالمعايير فعاش الإنسان في مجتمعنا صراعا إيديولوجيا عميقًا أدى به إلى العزلة والانفصال 
عن الأشكال الاجتماعية السائدة. حيث أنها تؤثر فعلاً في وجود الاضطرابات النفسية 
أو تكون سببا لوجود الأزمات النفسية ومنها ظاهرة الاغتراب. 

يرى " ماسلو" أن الأمن النفسي مرادف للصحة النفسية 11621612 71612681 وهي الحالة 
النفسية والعقلية التي عليها نفر من أفراد المجتمع » والصحة النفسية كحالة لا تعني غياب 
الأعراض المرضية فقط » بل هي أيضا قدرة المرء على مواجهة الإحباطات التي يتعرض 
لها » أي قدرته على التوافق الذاتي والتكيف الاجتماعي » وقد وضع ماسلو أربعة عشر 
مكونا إيجابيا تحدد مظاهر الصحة النفسية أو مكونات الأمان النفسي. 

ويرى ماسلو أن إشباع حاجات الأمن والصحة النفسية يتم بوسائل كثيرة حسب طبيعة 
الفرد ومراحل نموه » ولكن أهم الوسائل في ذلك تتم عن طريق عن تجنب الفرد مصادر الألم 
والقلق » والبحث عن الطمأنينة. 
وللطمأنينة الانفعالية لدى ماسلو ثلاثة أبعاد أساسية أولية » يتمثل جانبها الإيجابي فيما يلي:- 
1- شعور الفرد بأن الآخرين يتقبلونه ويحبونه وينظرون إليه ويعاملونه بدفء ومودة. 
2- شعور الفرد بالسلامة وندرة الشعور بالخطر والتهديد والقلق. 
ويتضح من الوسائل المذكورة الدور الكبير الملقى على مجتمع الفرد حتى يتوفر الفرد 
الشعور بالأمن النفسي.() 

وعند انطلاقة الثورة الصناعية في مختلف أنحاء العالم » ترك أبناء العائلات الفلاحية 
قراهم ليلتمسوا العمل في المدن ٠»‏ وانفصلوا عن عائلاتهم الممتدة التي كانت المصدر 
الأساسي لعلاقات الجماعة الأولية قبل بداية التصنيع » وبذلك فقدوا جذورهم. وهكذا تكونت 
العائلة النووية وتعرضت بدورها للخطر في معظم المجتمعات. فلقد عزل الإنسان نفسه عن 
مجتمعه وأصبح غريبا حتى بالنسبة لنفسه » وجاء التفكك الاجتماعي والاغتراب نتيجة 
التحضر الذي أعقب الثورة الصناعية » وبذلك أصبح الإنسان غريبا بالنسبة لنفسه » وأصبح 


()- الصنيع» صالح بن إبراهيم» إستراتيجيات الأمن النفسي في الأزمات» مجلة الأمن؛ العدد 6»> 1992» ص36- 38. 


142 


مكان العمل بالنسبة للكثيرين يمثل عالم الجماعة الثانوية ولا يمثل علاقات الجماعة الأولية 
ومع تطور الأدوات التي يستخدمها الفرد زاد من عزلته عن جيرانه وعن أفراد أسرته. ثم 
أخيراً عن نفسه » وهو ما يمثل مكونا مهما من مكونات العصر الصناعي. والاغتراب يعني 
الحرية بالنسبة للكثيرين طالما كان باستطاعتهم أن يفعلوا ما يشاءون دون اعتبار لرد الفعل 
الناتج عن أسرهم. 

وتمثل ظاهرة اغتراب الشباب والمراهقين في الوقت الحاضر ظاهرة تثير القلق في 
المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء » ولا سيما أنه بدأ يأخذ شكلا جماعياً فهم يعبرون 
عن اغترابهم بصور مختلفة منها الانسحاب من الحياة الاجتماعية أو التمرد على كل ما هو 
مألوف والرفض لكل ما هو تقليدي» والمخالفة الصارخة لكل النظم والأوضاع المتعارف 
عليها » حيث يشكل ذلك ما يعرف باسم الثقافة المضادة. إن الشعور بالاغتراب يكون نتيجة 
الانفصال عن الأنا عندما يتوحد الفرد مع أحد الجانبين على حساب الآخر. ويرى البعض أن 
الشعور بالاغتراب حالة مؤقتة تصيب الفرد نتيجة لبعض عوامل التنشئة الاجتماعية 
والمؤثرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع في فترة معينة. وكذلك 
عمليات التغير الاجتماعي المتلاحق تجعل من الإنسان مغتربا في كثير من الأحيان مما 
يشعره بالوحدة والعزلة لأنه قد انفصل عن ذاته » وعن الناس وتؤثر كذلك على اتجاهه نحو 
المجتمع الذي يعيش فيه فيشعر بعدم الأمن والانتماء وافتقاد القدرة على التواصل مع 
الآخرين. ويمكن للإنسان أن يشعر في بعض المواقف بالانتماء » العدوانية » السخط › القلق. 
نتيجة للإحباطات والصعوبات والعقبات التي يتعرض لها وهى المظاهر الإيجابية للاغتراب. 
وأيضا يمكن للفرد أن يكون في نفس الوقت سلبي مع موقف › وإيجابي مع موقف آخرء فقد 
يتضمن الموقف الواحد شقين للتفاعل فيكون الشخص سلبي مع جزء من الموقف وإيجابي مع 
الجزء الآخر من الموقف . حيث يكون الجزء الأول من الموقف لا يمثل للشخص شيئا فلا 
ينفعل به وبالتالي يكون سلبيا تجاهه.(') 


جواد محمد الشيخ خليل من الموقع ع:77975.31112622.01 - 9( 


103 


الجانب التطبيقي 


104 


الفصل السابع: 
منهج البحث وإجراءاته 


أولاآ : : منهج الدراسة وإجراءاتها 

ثانياً : مجتمع الدراسة 

ثالثاً : عينة الدراسة 

رابعاً : الأدوات المستخدمة في الدراسة 
1- مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية 
2- مقياس الصحة النفسية المعدل 
خامساً : الأساليب الإحصائية المستخدمة. 


145 


الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 


أولاً : منهج الدراسة وإجراءاتها : 

إن الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو التعرف على ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة 
وعلاقتها بالصحة النفسية. وفي ضوء هذا الهدف استخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج 
الوصفي التحليلي الذي يساعد على التحقق من الهدف. ويعود سبب اختيار هذا المنهج لأنه 
يتعلق بطبيعة الظاهرة » وتعتبر الطريقة الأكثر استخداما في مثل هذه الدراسات. 

ثانياً : مجتمع الدراسة : 

مجتمع الدراسة هم الطلاب الملتحقين بجامعة الجزائر العاصمة من مختلف التخصصات 
والمستويات الدراسية في الجامعة.والجدول رقم (01) يوضح توزيع أفراد العينة على حسب 
الكليات والتخصصات. 

ثالثاً ٠‏ عينة الدراسة : 

عينة الدراسة مأخوذة بطريقة عشوائية من طلاب الجامعة في الجزائر العاصمة من كليات 
وأقسام الجامعة من مختلف التخصصات والمستويات الدراسية المختلفة » وقد اشتملت عينة 
الدراسة على 260 طالب وطالبة عدد الطلاب الذكور 141 طالبا » أما عدد الطالبات فكان 
9 طالبة. 


146 


الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 


- توزيع أفراد العينة على حسب الكليات والتخصصات : 


جدول رقم (01) توزيع أفراد العينة على حسب الكليات والتخصصات 


اسم الكلية التخصكن العدد النسية المثوية 
العلوم الاجتماعية علم النفس 48 18.46 

علم الاجتماع 28 10.77 
الآداب واللغات الأجنبية أ اللغة الفرنسية 29 11.6 

اللغة الحية 36 13.84 
العلوم الاقتصادية علوم التسيير 42 16.5 

الاقتصاد 38 14.62 
المدرسة العليا للتجارة التجارة 18 06.92 
المعهد الوطني للعلوم العلوم الزراعية 21 08.08 
الفلاحية 














رابعاً : الأدوات المستخدمة في الدراسة : 

استخدم في الدراسة مقياسين : أحدهما للاغتراب › والثاني للصحة النفسية. نعرض لهما 
على النحو التالي: 

1- مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية : 

بعد الاطلاع على بعض مقاييس الاغتراب المستخدمة في الدراسات السابقة » قمنا باختيار 
مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية الذي استخدم في دراسة سابقة للباحث عادل محمد 
العقيلي2004 ٠‏ والذي تم إعداده واستخدامه في دراسة سابقة للباحثة سميرة حسن 
أبكر 1989 » وقمنا باختيار هذا المقياس لتناسب أبعاده واتفاق عباراته مع المجتمع العربي 
وأيضا يصلح المقياس لعينة الدراسة الحالية » وأيضا تم تطبيقه في دراسات أخرى › مما 


147 



































الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 


يؤكد صلاحية استخدامه . وهو من المقاييس الذي استخرجت له معاملات صدق وثبات على 
بيئة عربية ( البيئة السعودية ). 

يتكون هذا المقياس من (105 ) عبارة » موزعة على سبعة مقاييس فرعية لكل من 
الع فقن اليدفد ٠‏ قان الك + عم الالتزاد تعره قان الور «الانقماء 
مركزية الذات » عدم الإحساس بالقيمة. ويشتمل كل مقياس فرعي على 15 عبارة . 
حيث يضع المفحوص علامة ( / ) بجانب العبارة التي تتفق مع ما يشعر به تماما » ويحتوي 
المقياس على عبارات موجبة وعبارات سالبة »> وتصحح كالتالي : 


جدول رقم (02) يبين كيفية تصحيح عبارات مقياس الاغتراب 





ل 


موافق تماما 
01 


05 


موافق 
02 


04 


1 8 


03 


03 


غير موافق 
04 


02 


غير موافق 
7 


05 


01 











السالبة 




















وكلما ارتفعت الدرجة الخام على أحد المقاييس الفرعية دل ذلك على شعور الفرد المتزايد 
بالاغتراب. 

(أ) ثبات مقياس الاغتراب: 
يتمتع المقياس بدرجة عالية من الثبات » فقد تراوحت معاملات الارتباط بين (0.896) 
كأعلى معامل للاغتراب نحو عدم الإحساس بالقيمة وبين (0.613) كأدنى معامل للاغتراب 
نحو مركزية الذات. 

(ب) صدق مقياس الاغتراب : 

ات ا مد کن أك هده طر 3 اة حك وراك سن نة لقنس 
الأغتراب منها» 24 الصدق الظاهري 2 ضدق المحك + 3- الصدق الذاتي » حيت معامل 


الصدق للمقياس هو(0.912) » ومستوى الدلالة (0.01). 


148 





وقد تبين أن مقياس الاغتراب ومقاييسه الفرعية السبعة قد حققت مستوى عاليا من الصدق 
والثبات » مما يجعله صالحا للتطبيق على المرحلة الجامعية. 
(ب)- أسباب اختيار مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية إعداد سميرة حسن أبكر. 
1- تتناسب أبعاده وتتفق عباراته مع طبيعة مجتمع عربي ( المجتمع السعودي) . 
2- المقياس مقنن على بيئة عربية ( البيئة السعودية). 
3- يتمتع المقياس بدرجة عالية من الثبات. 
4- يتمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق واستخدمت عدة طرق لقياس صدقه. 
5- كما قام سليمان عطية المالكي (1994) بتطبيق المقياس في دراسته " العلاقة بين 
الاغتراب النفسي وبعض المتغيرات المتعلقة به لدى طلاب وطالبات جامعة أم القرى بمكة 
المكرمة " وقام بحساب ثبات المقياس حيث وجد معامل الثبات هو (0.94) وتم حساب 
معامل ألفا لجميع مفردات المقيا س(0.92). وقام بحساب صدق المقياس حيث يتضح من قيم 
معاملات الارتباط أنه يتمتع بدرجة جيدة من الصدق مما يطمئن إلى استخدامه . 
6- ثبات وصدق المقياس في الدراسة الحالية : 

كما قمنا في الدراسة الحالية بإجراء دراسة استطلاعية على عينة من طلاب الجامعة 
عدد الطلاب 23 طالبا وطالبة لحساب ثبات وصدق المقياس. وكانت النتيجة كالتالي: 

(أ)الثبات : تم حساب معامل الثبات ب : 
1- التجزئة النصفية : حيث تم حساب معامل الارتباط بين الفقرات الزوجية والفقرات الفردية 
التي يتكون منها المقياس وتصحيح معامل الارتباط باستخدام معادلة سيبرمان براون. وكانت 
قيمة معامل الثبات ككل هي: 0.74 

(ب)الصدق : تم التحقق من صدق هذا المقياس في دراسة سابقة (عادل محمد 
العقيلي2004) كما قمنا بحساب صدق هذا المقياس من خلال حساب معامل الارتباط بين 
الدرجة الكلية على كل مقياس فرعي والدرجة الكلية للمقياس بوجه عام » وذلك لدى عينات 


الدراسة » وأوضحت أن جميع المقاييس الفرعية للاغتراب الفرعية ترتبط جوهريا بالدرجة 


149 


الفصل السابع 


منهج البحث وإجراءاته 





ك اى ا رها ند قر اشاق ادل اقاس ,وذلك كنا هو موک 
بالجدول التالي رقم (03). 
جدول رقم (03) يبين معاملات الارتباط بين المقاييس الفرعية والمقياس العام للاغتراب 


مم 
01 


02 
03 
04 
05 
06 
07 








المقياس 

فقدان الشعور بالانتماء 
عدم الالتزام بالمعايير 
عدم الإحساس بالقيمة 
العجز 

فقدان الهدف 

فقدان المعنى 





معامل الثبات 
0.95 
0.87 
0.82 
0.78 
0.64 
0.58 
0.89 





- الاغتراب لدى عينة من طلاب الجامعة : 
يتكون مقياس الاغتراب من (105) عبارة تضم المقاييس الفرعية السبعة » وفيما يلي 
عرض للمقاييس الفرعية للمقياس الكلي للاغتراب » وعدد بنود كل مقياس على حدى. 


جدول رقم (04) يوضح بنود مقياس الاغتراب وعدد عباراته 


الرقم 
01 
02 
03 
04 
05 
06 
07 





بنود الاغتراب 

فقدان الشعور بالانتماء 
عدم الالتزام بالمعايير 
عدم الإحساس بالقيمة 
العجز 

فقدان المعنى 

مركزية الذات 


فقدان الهدف 





عدد عباراته 
15 

15 

15 

15 

15 

15 

15 

105 








150 



























































الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 


حيث أنه كلما ارتفعت الدرجة الخام على أحد المقاييس الفرعية دل ذلك على شعور الفرد 
المتزايد بالاغتراب. وقد تم وضع خمس مستويات للاغتراب وهي :- 

المستوى الأول : الطلاب الحاصلين على الدرجات من 1 إلى أقل من 15 » تشير إلى أن 
الطالب غير مغترب تماما. 

المستوى الثاني : الطلاب الحاصلين على الدرجات من 15 إلى أقل من 30 » تشير إلى أن 
الطالب قليل الاغتراب ( أقل من المتوسط) 

المستوى الثالث : الطلاب الحاصلين على الدرجات من 30 إلى أقل من 45 » تشير إلى 
أن الطالب متوسط الاغتراب 

المستوى الرابع : الطلاب الحاصلين على الدرجات من 45 إلى أقل من 60 » تشير إلى 
أن الطالب مرتفع الاغتراب ( فوق المتوسط) 

المستوى الخامس : الطلاب الحاصلين على الدرجات من 60 إلى أقل من 75 تشير إلى 
أن الطالب مغترب تماما. 

تجمع الدرجات في كل مقياس على حدى التي تبين شعورهم بالاغتراب العام نحو هذا 
المقياس » وهذه الدرجة يمكن تفسيرها في ضوء توزيع الطلاب الآخرين . 


151 


الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 





جدول رقم ( 05 ) يبين انتشار الاغتراب على المقاييس الفرعية لمقياس الاغتراب المستخدم 
عند اط دت الخاصاين على ارجات سبي الممكريات ا 0 ات 


مظاهر 
الاغتراب 


الشعور 
الانتماء 


عدم الالتزام 
بالمعايير 


العم 


عدم 
الإحساس 
بالقيمة 


فقدان الهدف 


فقدان 
المعنى 
مركزية 
الذات 


متوسط 
النسبة 
المئوية 








من [إلى 
أقلك من 
15 

منعدم 
الاغتراب 


0 


%0 


%0 


%0 


%0 


%0 
%0 


%0 


%0 





من 15 إلى 
أقل من 30 
قليل الاغتراب 


03 
%1.15 


04 
%1.538 


03 
%1.13 
02 
%0.76 


02 
%0.76 


02 
%0.76 


26 
%10 


%2.24 





من 30 

أقل من 45 
متوسط 
الاغتراب 


إلى 


54 
2030 


111 
%42.69 


142 
%54.61 
81 
%3.5 


103 
%39.61 


77 
%29.61 


210 
80.76 


444.39 


يتضح من الجدول رقم ( 05 ) النتائج التالية : 





من 45 
أقل من 60 
مرتفع 
الاغتراب 


إلى 


172 
%66.15 


142 
%54.61 


114 
43.84م 


176 
%67.69 


154 
%59.23 


178 
%68.46 


23 
%8.84 


%52.68 





من 60 إلى 
أقل 75 


مغترب 
تماماً 


01 
%0.38 


03 
%1.153 


01 
%0.38 
01 
%0.38 


01 
%0.38 
03 
%1.15 


01 
%0.38 





المجموع 


260 


260 


260 


260 


260 
260 


260 





5 


نسبة 
الطلاب 
الذين 
يعانون 
من 
الاغتراب 
0.661 


0.546 


0.438 


0.676 


0.592 
0.684 


0.088 


1- عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 1- إلى أقل من 15 على مظاهر الاغتراب 
ك , مما يدل ذلك على أنه لا يوجد طالب غير مغترب على الإطلاق , 


152 



























































2- عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 15 إلى أقل من 30 على مظاهر الاغتراب 
عددهم يتراوح مابين03 إلى 26 من العينة بمتوسط نسبة مئوية على كل مظاهر الاغتراب 
بلغ%2.24 . مما يدل ذلك ويفسر على أن الطلاب قليل الاغتراب عددهم قليل جداً. 
3- عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 30 إلى أقل 45 على مظاهر الاغتراب 
عددهم يتراوح ما بين 84 إلى 210 من العينة بمتوسط نسبة مئوية على كل مظاهر 
الاغتراب بلغ %44.39 . مما يدل ذلك ويفسر على أن الطلاب متوسطي الاغتراب نسبتهم 
أقل من %50 من عدد الطلاب » ما عدا مظهر مركزية الذات فتزيد نسبتهم والتي بلغت 
%80.76 . 
4- عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 45 إلى أقل من 60 على مظاهر الاغتراب 
عددهم يتراوح ما بين 23 إلى 172 من العينة بمتوسط نسبة مئوية على كل مظاهر 
الاغتراب بلغ %52 مما يدل ذلك ويفسر على أن الطلاب الذين يعانون من الاغتراب تزيد 
نسبتهم على %50 من عدد الطلاب وهذا يدل على انتشار الاغتراب لدى طلاب الجامعة 
ويحتاجون إلى علاج للتخفيف من آثار الاغتراب الذي يوثر عليهم . 
5- عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 60 إلى75 على مظاهر الاغتراب عددهم 
يتراوح ما بين 1 إلى 3 من العينة » مما يدل ذلك ويفسر على أن الطلاب المغتربين تماما 
نسبتهم قليلة جد ويجب معالجتهم فوراً ودون تأخير. 

2- مقياس الصحة النفسية المعدل : 

قام بوضع المقياس ليونارد » ر. ديروجيتس » س. ليمان » لينو كوفي .8 , 16011210 
Derogatis, Ronald , S.Lipman and Linocovi‏ تحت عنوان:.] - 90 SCL-‏ 
Symptoms Check List‏ . ثم قام أبو هين1992 بتعريب المقياس » وتقنينه على البيئة 
الفلسطينية » وذلك بحساب صدق المقياس . 

وقد صمم المقياس بحيث يتمكن المفحوص ذاته من تطبيقه فرديا أو جماعيا حيث تستغرق 
الإجابة على المقياس (15) دقيقة في المتوسط لطلاب الجامعة. 


153 


وقد صيغت عبارات المقياس بصورة سالبة » ويتم تصحيح المقياس في اتجاه درجة 
الصحة النفسية » أي أن الدرجات العالية في هذا المقياس تدل على عدم السلامة النفسية وعدم 
الصحة النفسية لدى المفحوص والعكس صحيح. 
يتكون المقياس من 90 عبارة تندرج تحت تسعة أبعاد وهي موزعة كالآتي: 
( الأعراض الجسمانية - الوسواس القهري - الحساسية التفاعلية - الاكتئاب - القلق 
- العداوة - قلق الخواف - بارا نويا - الذهانية ) 
أ- الأعراض الجسمانية : 
يقصد بها الأحوال المختلفة التي يكون عليها الجسم الإنساني» وخاصة تأثير أعضاء الجسد 
بالجهاز العصبي اللاإرادي» حيث تظهر هذه التأثيرات في بعض تعطيل أو المعاناة في الأداء 
الوظيفي للعضو وتشمل البنود التالية ( 71» 58»› 52»› 49› 48› 42: 40› 29 »11٠‏ 4 › 1) 
ب - الوسواس القهري : 
يقصد بها الأفكار التي تسيطر على ذهن الفرد › ولا يقوى على التخلص منها رغم أنه يبذل 
الجهد الكثير للتغلب عليها إلا أنه يجد نفسه مقهورآ لتكرارها » مما يوقعه دوم تحت وطأة 
الألم الشديد » وكذلك تلك الأفعال والطقوس الحركية التي تسيطر عليه ولا يجد منها فكاكاً 
ويجد نفسه مقهوراً على تكرارها رغم سعيه وقناعته بعدم منطقيتها. وتشمل البنود التالية 
(55:65: 51› 46 45 38 › 28< 10< 3<9( 
ت- الحساسية التفاعلية : 
يقصد بها العلاقات البينية القائمة بين الأفراد بعضهم البعض » وأثر هذه العلاقات في الوضع 
النفسي للإنسان » ويتميز الأفراد ذوو الحساسية التفاعلية المرتفعة بدرجة عالية من تبخيس 
الذات وتقدير الذات منخفض. وتشمل البنود التالية (41461+69۰7346+21» 34436+37) 
ث- الاكتئاب : 
يقصد به زملة الأعراض الإكلينيكية المصاحبة للاكتئاب سواء على المستوى العضوي 
أو النفسي وتشمل الهبوط في الأداء الوظيفي للإنسان. وتتفرع منها حالات الهبوط المزاجي 


154 


واليأس والسوداوية والانسحاب من الواقع وعدم الاهتمام بالأنشطة ونقص الهمة والدافعية 
والإحساس بفقدان الطاقة الحيوية إضافة لمشاعر الدونية وتبخيس الذات. وتشمل البنود التالية 
(2› 5:14:15:20:22:26:27:28:30:31:32:54). 

ج- القلق : 

يقصد به التوتر والعصبية والأعراض السلوكية التي تكون تظهر كتعيير عن حالات القلق 
من ارتجاف الأطراف إلى العوارض الجسمية الأخرى. وتشمل البنود التالية 
(1217:23:33:39:57272279:80.:86). 

ح- العداوة : 

يقصد بها سلوك الاعتداء إما على مستوى الأفكار أو المشاعر أو الأفعال. وتشمل البنود 
التالية (13:24.»63:67674.:81). 

خ - قلق الخواف ( الفوبيا ) : 

يقصد به مظاهر الخوف الغير طبيعية التي تنتاب بعض الأفراد والتي يصطلح على تسميتها 
بالفوبيا ومنها الخوف من الأماكن العامة وأي مظهر من المظاهر المختلفة للخوف من 
موضوع معين بطريقة غير طبيعية. وتشمل البنود التالية (25:47:506706756»78.»82) 

د- البار انويا : 

يقصد بها انساب الشخص عيوبه للآخرين وكذلك العداء والشك والارتياب والمركزية حول 
الذات والهذاءات وفقدان الاستقلال الذاتي ومشاعر العظمة. وتشمل البنود التالية 
(8:18:43:68:76:83). 

ذ- الذهانية : 

يقصد بها الهلاوس السمعية وإذاعة الأفكار والتحكم الخارجي في الأفكار واقتحام الأفكار 
داخل الذهن عن طريق قوى خارجة عن إرادة الفرد. وتشمل البنود التالية 
(84:85:87:88:90: 1635:62:77 2). 

ر- العبارات الأخرى : وتشمل البنود التالية (19:44:53:59:60:64:6689) 


155 


الفصل السابع منهج البحث وإجراءاته 
جدول رقم (06) يبين كيفية تصحيح عبارات مقياس الصحة النفسية 


لا أعاني أبداً 
العبارات 01 02 03 04 05 




















- ثبات وصدق مقياس الصحة النفسية في الدراسة الحالية : 
كما قمنا بتقديم وعاء البنود لعينة من المبحوثين من طلاب جامعة الجزائرء بكلية العلوم 
الاجتماعية (ن-23) » بهدف اختبار مدى وضوح الصياغة اللغوية للعبارات » وكانت 


صياغتها. وتعديل على طريقة التصحيح السابقة للمقياس حتى تكون متوافقة مع طريقة 
تصحيح مقياس الاغتراب. وبذلك أصبح المقياس جاهزا لتقويم صلاحيته السيكومترية. 
وتضمنت تقويم صلاحية المقياس من الناحية السيكومترية حيث تقدير ثبات المقياس وصدقه 
وذلك على التحو التالي:- 

1 التحزكة النصفية + حيث ت حساب معامل الارتباظ نين الفقرات الفردية :..والفقرات 
الزوجية التي يتكون منها المقياس ٠‏ وكانت قيمة معامل الارتباط =0.92 

2- معامل ألفا لكرونباخ : حيث تم حساب ألفا لجميع فقرات المقياس » وكانت قيمته = 0.89 
وهذه القيمة تشير إلى أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات. ويتضح أن قيمة معاملات 
الارتباط بين كل عبارة من عبارات المقياس وبين مجموع العبارات» وجميع معاملات 
الارتباط دالة إحصائيا عند مستوى (0.05). وهذا يؤكد ثبات المقياس كما يدل على صدقه 
أيضا. 

3- كما تم عرضه على مجموعة من المحكمين والخبراء ليدلوا بآرائهم حول المقياس. والذين 
أجمعوا على أكثر من %80 من عبارات المقياس» وبعدها قمنا بإجراء التعديلات الأساسية 


156 














الفضضل السائع منهج البحث وإجراءاته 
- الشعور بعدم الصحة النفسية لدى عينة من طلاب الجامعة : 
يتكون المقياس من (90) عبارة يتم تصحيح المقياس في اتجاه درجة الصحة النفسية حيث 
قال الذرحات: العالزة على عدم السلامة النفسية وعدم الشبحة النفسية لذى التشخوصن و الیگ 
صحيح » ولحساب درجة المفحوص تجمع الدرجات التي حصل عليها من جميع العبارات. 
خامساً : الأساليب الإحصائية المستخدمة : 
قام الباحث بتحليل البيانات الإحصائية بالحاسب الآلي من خلال الحزمة الإحصائية 
8 5131 إلا كما يلي : 
1 استخدآم معامل آلفا لكرونياخ لحساب معامل تبات المقاييس السنتخدمة في الدراسة, 
2- الجداول التكرارية والنسب المئوية. 
3- استخدام المتوسطات والانحرافات المعيارية. 
4- اختبار( ت ) للفرق بين مجموعتين. 
5 تظل الاين احادئ الاجا 
6 ضسات معاد ار قاط ترس ن الات العو ال اط بيو مكغير الله القورادنة 


7- معادلة سبيرمان براون. 


157 


عرص النتائج ومناقشتها 
- نتائج الدراسة ومناقشتها 
- مناقشة النتائج 


- ملخص النتائج 
- توصيات ومقترحات 


158 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


نتائج الدراسة ومناقشتها : 
الفرض الأول: 
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعاً 
جذ ل. 
للتحقق من صدق الفرض قمنا باستخدام اختبار (ت) للفرق بين متوسطي الاغتراب لدى الجنسين. 
جدول رقم ( 07 ) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب الجنس 





مظاهر الجنس مجموع المتوسط الانحراف حجم درجات | قيمة (ت) | قيمة مستوى الدلالة 
الاغتراب درجات الحسابي المعياري البيانات | الحرية | المحسوبة (ت)المجدولة الدلالة 
المقياس 

الشعور | ذكور | 6496 46,07 07.54 141 258 017 1.969 0.05 غير دالة 
بعدم إناث 553 46.49 6.69 119 
بالانتماء 
عدم ذكور |6307 44,3 08.32 141 258 0.12 1.969 0.05 غير دالة 
الالتزام إناث 56 58< 44 09.47 119 
بالمعايير 
العجز ذكور | 5324 375 04.58 141 258 5- 1.969 0.05 دال 

إناث 6022 50,6 05.11 119 
عدم ذكور 6591 46,74 08.34 141 258 0.229 1.969 0.05 غير دال 
الإحساس | إناث 556 46,52 7.41 119 
بالقيمة 
فقدان ذكور 6495 4 | 7.397 141 258 2.42 1.969 0.05 دال 


الهدف إناث S207‏ 43,56 7.919 119 


فقدان ذكور 6545 46,41 6.519 141 258 1.629 1.969 0.05 غير دال 
المعنى إناث 533 44.983 7.688 119 








مركزية ذكور 5254 37,6 7.23 141 258 7- 1.969 0.05 غير دال 
الذات إناث 4581 38.46 8.462 119 

الاغتراب | ذكور 43012 305.05 18.85 141 258 7 - 1.969 0.05 دال 
العام إناث 3758 315,44 20.29 119 






































159 
























































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


يوضح الجدول رقم (07) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 
مما يدل على وجود اختلاف في الاغتراب العام لدى الجنسين. وكان الطلاب الإناث أعلى في 
درجة الاغتراب من الذكورء حيث أن متوسط الإناث = 44 ,315. ومتوسط الذكور- 
5, وهذا ما يتسق مع البحوث التي كشفت نتائجها عن أن الإناث أكثر شعوراً 
بالاغتراب من الذكور( أحمد خيري حافظ 1980 ٠‏ محمد إبراهيم عيد 1983 
مدحت عبد اللطيف1991 ٠»‏ حسن الموسوي 1997 » والكندري1998 ٠»‏ محمد 2000 
رأفت عبد الباسط 1993) والذين أرجعوا تزايد الاغتراب لدى الإناث عن الذكور إلى 
خصائص الذكورة والتي ترتبط بالتوافق النفسي والاجتماعي الجيد والتوجه الداخلي» في 
حين ترتبط الأنوثة بالتوجه الخارجي وضعف القدرة على التوافق. 

ويتضح أيضا من الجدول رقم (07) عن تفوق الذكور في بعض مظاهر الاغتراب مثل 
اللامعيارية » عدم الإحساس بالقيمة » فقدان الهدف , فقدان المعنى. لكن هذه الفروق لم تكن 
ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 إلا في بعد فقدان الهدف. 

وتفوق الإناث في مظاهر الاغتراب مثل الشعور بعدم الانتماء » العجزء مركزية الذات 
لكن هذه الفروق لم تكن ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 إلا في بعد العجز. 
بناءا على ما تقدم يمكن قبول الفرض الأول الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا للجنس. 

الفرض الثاني: 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للكليات الأدبية والكليات العلمية. 

للتحقق من صدق الفرض تمنا باستخدام اختبار(ت) للفرق بين متوسطي الاغتراب لدى 

الكليات الأدبية والكليات العلمية : والجدول رقم ( 08 ) يبين النتيجة : 


160 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 





جدول رقم (08 ) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب الكليات الأدبية والكليات العلمية 


مظاهر الكليات | مجموع المتوسط | الانحراف | حجم درجات | قيمة ت | قيمة ت] مستوى | الدلالة 
الاغتراب درجات المعياري البيانات الحرية | المحسوبة | المجدولة | الدلالة 
المقياس 


الشعور |الأدبية | 6715 4 | 6.432 141 |258 | 3.400 09 | 0.05 | دال 
بالانتماء | العلمية | 5314 5 | 7.648 119 


عدم الأدبية | 6531 46.319 8.10 141 258 3.34 1.969 5 | دال 


الالتزا 
لتزام العلمية | 5082 06 | 8.623 119 
بالمعايير 
العجز الأدبية | 6356 45.08 | 7,594 141 |258 | 3.205 9 |0.05 | دال 
العلمية | 4990 3 | 8,215 119 
عدم الأدبية | 6758 9 | 7,512 141 258 | 2,894 09 |0.05 | دال 
الإحساين 
بالقيمة العلمية | 5369 45,8 | 8,138 119 
فقدان الأدبية | 6489 21 | 7,532 141 |258 | 2,326 09 | 0.05 | دال 
العلمية | 5213 43,807 | 7,181 119 
فقدان الأدبية | 6567 46,54 | 6,641 141 |258 | 2,021 9 | 0.05 | دال 
المعنى 
العلمية | 5331 8 | 7,523 119 
مركزية | الأدبية | 5565 6 | 6,803 141 |258 | 3,773 09 | 0.05 أ دال 
الذات 
العلمية | 4270 358 | 8,518 119 


الاغتراب | الأدبية | 44981 319.01 | 15,914 141 258 9,221 1,969 5 | دال 


العلمية | 35569 289 | 19,260 119 



































161 



























































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 

يوضح الجدول رقم (08) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 
مما يدل على وجود اختلاف في الاغتراب لدى طلاب الكليات النظرية والكليات العلمية. 
وكان طلاب الكليات الأدبية أعلى في درجة الاغتراب من طلاب الكليات العلمية » حيث أن 
متوسط الكليات الأدبية = 319.01 » والكليات العلمية = 298.89. 

ويتضح أيضا من الجدول رقم (08) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 
الإحصائية 0.05 . في ظاهرة الاغتراب وجميع مظاهره › مما يعني أن الاغتراب لدى 
طلاب الكليات الأدبية أكثر من طلاب الكليات العلمية. 

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة عبد السميع سيد أحمد (1989م) التي أشارت إلى أن 
طلبة الكليات النظرية أكثر إحساسا بالاغتراب من طلبة الكليات العلمية. 
بناءاً على ما تقدم يمكن قبول الفرض الثاني الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا للكليات الأدبية والكليات 
العلمية. 

الفرض الثالث : 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
لنوع السكن. 

للتحقق من صدق الفرض تمنا باستخدام اختبار(ت) للفرق بين متوسطي الاغتراب لدى 
المجموعتين السكن مع الأهل والسكن في الإقامة الجامعية والجدول رقم (9) يبين النتيجة : 


162 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 





جدول رقم ( 09 ) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب نوع السكن 


مظاهر المقارنة مجموع المتوسط الانحراف حجم درجات | قيمة ت قيمة ات | مستوى الدلالة 
الاغتراب درجات | الحسابي المعياري | البيانات | الحرية | المحسوبة | المجدولة الدلالة 
المقياس 

الشعور لسكن في | 8086 50,224 4,6 161 258 16,046 1,969 0.05 دال 
بعدم لإقامة ج 
بالانتماء لسكن مع | 3943 39,828 6,063 99 

لأهل 
عدم لسكن في | 7179 44,590 8,172 161 258 5- 1,969 0.05 غير دال 
الالتزام لإقامة ج 
بالمعايير لسكن مع | 4434 44,188 9,897 99 

لأهل 
العجز لسكن في | 7018 43,50 8,068 161 258 0,124- 1,969 0.05 غير دال 

لإقامة ج 

لسكن مع | 4328 43,717 7,992 99 

لأهل 
عدم لسكن في | 7604 41,20 7,999 161 258 1,50 1,969 0.05 غير دال 
الإحساس | الإقامة ج 
بالقيمة لسكن مع | 4523 45,687 7,120 99 

لأهل 
فقدان لسكن في | 7312 45,416 7,279 161 258 1,089 1,969 0.05 غير دال 
الهدف لإقامة ج 

لسكن مع | 4390 44,3 8,64 99 

لأهل 
فقدان لسكن في | 7378 45,826 7,067 161 258 0,187 1,969 0.05 غير دال 
المعنى لإقامة ج 

لسكن مع | 4520 45,657 7,189 99 

لأهل 
مركزية لسكن في | 6193 38,6 7,898 161 258 1,684 1,969 0.05 غير دال 
الذات لإقامة ج 

لسكن مع | 3642 36,78 7,639 99 

لأهل 
الاغتراب | السكن في | 50770 | 315,342 17,483 161 258 6,013 1,969 0.05 دال 
العام لإقامة ج 

لسكن مع | 29780 | 300,808 21,065 99 

لأهل 






































163 



























































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 

يوضح الجدول رقم (09) النتيجة » عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 
الدلالة (0.05). في ستة مظاهر للاغتراب تبعا لنوع السكن وهي (عدم الالتزام بالمعايير 
العجزء عدم الإحساس بالقيمة » فقدان الهدف » فقدان المعنى» مركزية الذات) » وهذه النتيجة 
قد تكون بسبب توفر الإمكانيات المتاحة في الإقامة الجامعية » مما لا يؤثر كثيراً على 
شعورهم بالفروق أو شعورهم بالابتعاد عن أسرهم وذويهم. يضاف إلى ذلك توفر الإمكانيات 
المتاحة لهم سواء مع ذويهم أو مع الأصدقاء أو في الإقامة الجامعية » ودور تهيئة الجو 
المناسب والملائم في مساعدتهم على مراجعة دروسهم والقيام بما يطلب منهم من بحوث 
وأعمال. كما يبين الجدول أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) 
بين الطلاب الذين يسكنون مع أسرهم والطلاب الذين يسكنون في الإقامة الجامعية في مظهر 
فقدان الشعور بالانتماء وفي الاغتراب العام لصالح الطلاب الذين يسكنون في الإقامة 
الجامعية وهذا يدل على شعور الطلاب بأنهم لا ينتسبون لجماعتهم الأساسية ولا يرضون 
عنها ولا يشعرون بالفخر بها » ورافضون للقيم السائدة وللثقافة الخاصة بالمجتمع. 
وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة سمير أبكر 1989م حيث أشارت أن بعض طالبات 
السكن الداخلي أكثر اغترابا من طالبات السكن الخارجي في حين اختلفت هذه النتيجة مع 
نتائج دراسة سليمان المالكي1994م حيث أشارت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية 
في ظاهرة الاغتراب تبعا لنوع السكن.( دراسات بالسعودية ) 
بناءآ على ما تقدم يمكن قبول الفرض الثالث الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعاً لنوع السكن. 

الفرض الرابع : 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للتخصص الأكاديمي. 


164 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


جدول رقم (10) يبين ترتيب نتائج مقياس الاغتراب حسب التخصص الأكاديمي 


مرتبة عدد الأفراد التخصص مجموع الاغتراب | متوسط الاغتراب 
الاغتراب 

01 29 اللغة الفرنسية )9500 327.58 

02 48 علم النفس 15304 318.83 

03 36 اللغة الحية ‏ 11364 315.66 

04 28 علم الاجتماع |8813 314.5 

05 38 الاقتصاد 11650 306.57 

06 42 علوم التسيير 12579 299.5 

07 21 علوم زراعية |6172 22*50 

08 18 التجارة 5168 287.11 

















للتحقق من صدق الفرض تمنا باستخدام تحليل التباين الأحادي الاتجاه » والجدول رقم (11) يبين 
النتيجة : 


165 
































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 





جدول رقم (11) يوضح تحليل التباين في ظاهرة الاغتراب حسب التخصص الأكاديمي 


مظاهر الاغتراب العام | مصدر التباين مجموع المربعات | درجات الحرية | متوسط ف ف المجدولة | 2-7216 الدلالة 
الم يعات المحسوية 
الشعور بعدم بالانتماء | بين المجموعات 1445.96 7 206.567 4.40 2.04 0.000 دال 
داخل المجموعات 11816.72 252 46.8917 
التباين الكلي 13262.69 259 
بين المجموعات 2639.512 1 377.03 5.3848 2.046 9.12E‏ دال 
عدم الالتزام بالمعايير 
داخل المجموعات 17646.38 252 70.0253 
التباين الكلي 20285.89 259 
بين المجموعات 1046.765 7 149.537 2.4110 2.046 0.020 دال 
العجز 
داخل المجموعات 15629.25 252 62.0208 
التباين الكلي 16676.02 259 
عدم الإحساس بالقيمة بين المجموعات 1005.773 7 143.681 2.2 2.046 0.022 دال 
داخل المجموعات 15217.96 252 60.3887 
التباين الكلي 16223.73 259 
فقدان الهدف بين المجموعات 895.357 1 127.908 2.226 2.046 0.033 دال 
داخل المجموعات 14508.63 252 51.539 
التباين الكلي 15403.98 259 
فقدان المعنى بين المجموعات 601.7195 7 85.9599 1.739 2.046 0.100 غير 
داخل المجمو عات 12455.5 252 دال 
التباين الكلي 13057.22 259 
49.4265 
مركزية الذات بين المجموعات 1463.929 1 209.132 3.657 2.046 0.000 دال 
داخل المجموعات 14407.28 252 
التباين الكلي 15871.21 259 57.1717 
الاغتراب العام بين المجموعات 34438.08 7 4919.72 17.486 2.046 7.65E-9‏ | دال 
داخل المجموعات 70900.3 252 20 
التباين الكلي 105338.4 259 





























166 



















































































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 

يتضح من الجدول رقم (11) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب الجامعة في 
ظاهرة الاغتراب تبعا للتنخصصات الأكاديمية عند مستوى الدلالة (0.05). 

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة عبد السميع سيد أحمد (1989م) التي أشارت إلى ان 
طلبة الكليات النظرية أكثر إحساسا بالاغتراب من طلبة الكليات العلمية. في حين اختلفت هذه 
النتيجة مع نتائج دراسة عبد المطلب القريطي وعبد العزيز الشخص التي أشارت إلى عدم 
وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الاغتراب تبعا للتنخصص الأكاديمي. 

بناءا على ما تقدم يمكن قبول الفرض الرابع الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا للتخصص الأكاديمي. 

الفرض الخامس: 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للمستوى الجامعي. 

للتحقق من صدق الفرض تمنا باستخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه. والجدول رقم (12) 


167 


الفصل الثامن 


عرض النتائج ومناقشتها 





جدول رقم (12) يوضح تحليل التباين في ظاهرة الاغتراب حسب المستويات الجامعية الأربع 


مظاهر الاغتراب العام 


الشعور بعدم بالانتماء 


عدم الالتزام بالمعايير 


الج 


عدم الإحساس بالقيمة 


فقدان الهدف 


فقدان المعنى 


مركزية الذات 


الاغتراب العام 








مصدر التباين 


بين المجمو عات 
داخل المجموعات 
التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجموعات 


التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجموعات 
التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجموعات 
التباين الكلي 

بين المجموعات 
داخل المجموعات 


التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجمو عات 
التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجموعات 
التباين الكلي 

بين المجمو عات 
داخل المجموعات 


التباين الكلي 





مجموع 


المربعات 


383.6 
12878,82 
13262,69 

55,06 


203 


202859 
167,63 
16508,38 
1667602 
2463 
159775 
16223,7 
3309 
15066,05 


15403,98 
465,926 
12591,29 
1305722 
558,766 
1335 
1587121 
3327,2 
102011,2 


1053384 





درجات 


الحرية 


03 
256 
259 

03 


256 


259 
03 
256 
259 
03 
256 
259 
03 
256 


259 
03 
256 
259 
03 
256 
259 
03 
256 


259 





متوسط 
المربعات 


127,55 
50,30 


18,35 


79,02 


55,87 
64,48 


82,07 
62,41 


112,64 
58,851 


155,0 
49,184 


186,25 
59,814 


1109,0 
398,48 





المحسوبة 


2.54 


0,23 


0,86 


1,31 


1,91 


3,15 


3,11 


2,78 





ف 


المجدولة 


2.69 


2,6398 


2,6398 


2,6398 


2,6398 


2,6398 


2,6398 


2,6398 





P-value 


0.0567 


0,8738 


0,4589 


0,2699 


0,127 


0,0253 


0,0268 


0,0414 





الدلالة 


غير دال 


غير دال 


غير دال 


غير دال 


غير دال 


دال 


دال 


دال 


فى ماهر الاعرات اة الور يعدم الاق ء كم ازل الان الميز هد 
الأحساان تالقيفة ٠‏ قان اليدف) لى طلاب الجائعة > رق يكون. السب :في ذلك النوااد 


168 



















































































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
الموحدة التي درست لهم في المرحلة الثانوية مثل: المواد الإسلامية » واللغة العربية 
والثقافة الإسلامية والتي تساهم بشكل فعال في تكوين قدر كبير من المعرفة المتساوية لدى 
طلاب الجامعة في مختلف الصفوف الجامعية هو أثر فعال في عدم وجود تلك الفروق بين 
الطلاب حسب المستوى الجامعي. أو قد يرجع السبب إلى أن المستوى الجامعي ليس له تأثير 
في الشعور بالاغتراب. وتتفق هذه النتيجة مع دراسة جاسم الكندري 1997م. حيث أشارت 
إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المستويات التعليمية الأربع ومظاهر 
الاغتراب ( اللامعيارية » العجزء العزلة الاجتماعية) 

كما يوضح الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مظاهر الاغتراب ( فقدان المعنى 
مركزية الذات » الاغتراب العام) لصالح طلاب السنوات الأولى وقد يكون ذلك بسبب نقص 
الخبرة » أو بسبب عدم توافقهم مع الحياة الجامعية. 

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة سميرة أبكر التي أشارت إلى أن طلبة السنوات الأولى 
في كلية البنات بالمملكة العربية السعودية أكثر اغترابا من طلبة السنوات النهائية بنسبة 
بناءاً على ما تقدم يمكن قبول الفرض الخامس الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعاً للمستوى الجامعي. 
الفرض السادس: 

ينص الفرض السادس على أنه : هناك علاقة ارتباطيه بين ظاهرة الاغتراب النفسي 
والصحة النفسية لدى طلاب الجامعة. 

للتحقق من صحة الفرض استخدمنا معامل ارتباط بيرسون ٠»‏ ومعامل سيبرمان براون 
لاختبار طبيعة العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الاغتراب والصحة النفسية لدى طلاب الجامعة 


في الجزائر العاصمة. 


169 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


جدول رقم (13) يبين العلاقة بين الاغتراب والصحة النفسية 


المتغيرات المتوسط | الانحراف معامل الارتباط مستوى 

المعياري | بيرسون | سيبرمان براون _الدلالة 
الاغتراب 0 E‏ 0.53- 0057-6 
الصحة النفسية | 206.977 | 21.737 























يتضح من الجدول رقم (13) أن معامل الارتباط بين الاغتراب والصحة النفسية 
)Pearson)‏ = 0.053- ومعامل ( Superman Brown‏ ) = 0.0596- . وهما دالان عند 
مستوى الدلالة 0.05 › وهو ارتباط سلبي عكسي متوسط . مما يدل على أنه كلما زاد 
الاغتراب كلما قلت الصحة النفسية بنسبة متوسطة » بمعنى أخر أنه كلما زاد الشعور 
الح النفسية كلما قل الاغتراب عند الإتسام: 

وهذه النتيجة تؤيدها كثير من الدراسات منها دراسة سميرة حسن أبكر(1989م) » التي 
أكدت على وجود علاقة ارتباطيه بين الاغتراب والسلوك الديني » كما أكدت أيضا على 
وجود علاقة ارتباطيه بين الاغتراب والصحة النفسية. لدى طالبات كلية البنات بالسعودية في 
السنوات الأربع بالأقسام الأدبية والعلمية والسكن الداخلي. حيث نلاحظ أن الطلاب الذين 
كانوا مطمئنين نفسيا يقل لديهم الشعور بالاغتراب لذلك شعور الطلاب بالأمن النفسي من 
المتطلبات الأساسية للصحة النفسية. 

وقد تبين أن شعور الفرد بالاغتراب يؤدي إلى الشعور بالحزن والكابة واليأس.() 
وشعور الفرد بالطمأنينة والأمن النفسي ما هي إلا انعكاس لمدى تمسك الفرد بالدين أيا كان 
فيكف السسيخية أئ البهؤدية كنا قبت ذلك من الذو انباتك 


()- وفاء محمد فتحي» الاغتراب وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى عينة من النساء المسافر أزواجهن 


المؤتمر الدولي الثالث لمركز الإرشاد النفسي» جامعة عين شمس» 1996» ص 23. 


170 

















الفضنل الام عرض النتائج ومناقشتها 
أما المسلمون فإن التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية بدون أدنى شك يؤدي إلى الأمن 
النفسي والطمأنينة النفسية وبالتالي إلى الصحة النفسية للفرد. قال الله تعالى في القرآن الكريم: 
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد : 28 
ويرى الباحث أن التمسك والالتزام بالدين الإسلامي للفرد يكون كفيلا بإشباع حاجات الفرد 
الإشياع الصحيح بايس الطرقء والإيمان بالفضاء والقدر والقناعة بمااقسمه الله له» فيشعر 
بالطمأنينة والأمن النفسي وبالتالي إلى الصحة النفسية للفرد. 

بناءآً على ما تقدم يمكن قبول الفرض الخامس الذي ينص على أنه : توجد علاقة ارتباطيه 
بنك ا انه الحا الفا ل طت الحا 

الفرض السابع: 

ترک قروق 3ت :دلالة إنتصبانية في درجة الصهة النندبية لدى طا نجمغ تة الج 

التق من صد افر كن فا تساب م سات الترهات وو كلك حاب الانخر نات 
المعيارية للجنسين » حيث تم إجراء اختبار (ت) لتحليل الفرق بين متوسطات الدرجة الكلية 
لفقيائن اللبحة النفبية المسكقنم في الدرابنة الحالية رالجدرل رة (و يوه اة : 

جدول رقم (14) يوضح الفرق بين في الشعور بالصحة النفسية تبعاً للجنس 


الجنس مجموع المتوسط الانحراف حجم درجات قيمة(ت) قيمة(ت) p-value‏ مستوى | الدلالة 
درجات المعياري البيانات الحرية المحسوبة الجد ولية الدلالة 
المقياس 


الذكور | 28890 | 204.89 | 20.325 141 258 |1.6868- | 1.969 | 0.093 | 0.05 | غير 


دال 
الإناث | 24924 | 209.44 | 23.144 119 






































اركح الجحول ر رون الشيجة :سةك يقضع :أنه لا ترجه درون الك 5ا0 اة 


1/1 














الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
أن متوسط الطلاب الذكور= 204.89 » ومتوسط الطالبات = 209.44 . وهذه القيمة 
تشير إلى أن التأثير الأساسي لمتغير الجنس غير دال إحصائيا فيما يخص درجات الصحة 
النفسية أي أن كل من الذكور والإناث يعانون من سوء الصحة النفسية بشكل متقارب جداً. 

وقد تكون هذه النتيجة في عدم وجود تلك الفروق ترجع بالدرجة الأولى إلى أن كلا 
المجموعتين تعيشان المشكلات نفسها التي تجعل الشاب والشابة في حيرة من أمرهما » تؤدي 
بهما إلى المزيد من مشاعر القلق العام » والترقب وعدم الاستقرار» والخوف من المجهول. 

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة فقيه العيد (2005م - 2006م) والتي أشارت إلى أنه لا 
ف فزوق ات وا إحضائية سن اف مطات الكبدانية الضيهة التفسية لذن السات 
المنحرف تبعا لمتغير الجنس. 

بناءا على ما تقدم يمكن رفض الفرض السابع الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعًا للجنس. 

الفرض الثامن: 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
للكليات الأدبية والكليات العلمية. 

للتحقق من صد الفركن فما بخماف متو سات الف رخات + وكذلك عبات انحر اقات 
المعيارية للكليات الأدبية والكليات العلمية » حيث تم إجراء اختبار (ت) لتحليل الفرق بين 
متوسطات الدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية المستخدم في الدراسة الحالية. والجدول رقم 
(15) يوضح النتيجة : 


172 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 





جدول رقم (15) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعاً للكليات الأدبية والكليات العلمية 
الكليات | مجموع | المتوسط | الانحراف | حجم | درجات | قيمة(ت) | قيمة(ت) | 7106-م | مستوى | الدلالة 
درجات المعيازى البيانات الخوية المحسوبة | الجد ولية الدلالة 
المقياس 


الأدبية | 33680 238,86 | 22,007 | 141 | 258 9 | 1,969 5 | دال 


< 
0.0001 


العلمية | 26893 | 225,99 | 16,945 | 119 






































يوضح الجدول رقم (15) النتيجة » حيث يتضح أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين 
درجات طلاب الكليات الأدبية » ودرجات طلاب الكليات العلمية باتجاه درجات طلاب 
الكليات الأدبية ويؤكد ذلك قيمة (ت) البالغة 5.209 . والتي كانت دالة إحصائيا » ومن 
خلال حساب قيم المتوسطات للشعور بالسلامة والصحة النفسية أتضح أن متوسط درجات 
طلاب الكليات الأدبية - 238.86. ومتوسط درجة طلاب الكليات العلمية - 225.99. 
وهذه القيمة تشير إلى أن طلاب الكليات الأدبية يشعرون بعدم السلامة والصحة النفسية أكثر 
من طلاب الكليات العلمية. 

وقد تكون هذه النتيجة بسبب أن الخريجين من الكليات العلمية يجدون وظائف أسرع من 
الخريجين من الكليات الأدبية فتجدهم يشعرون بالراحة وعدم الخوف من المستقبل. 

بناءآ على ما تقدم يمكن قبول الفرض الثامن الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعًا للكليات الأدبية والكليات العلمية. 

الفرض التاسع: 

توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا لنوع 
السكن. 


1/3 














الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
العف فن سدق ارك فما بحسا مت سطات الدر حاف و كذلك كباب الاتهر اقات 
المعيارية للمجموعتين : الساكنين مع الأهل والساكنين في الإقامة الجامعية » حيث تم إجراء 
اختبار (ت) لتحليل الفرق بين متوسطات الدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية المستخدم في 
الدراسة الحالية. والجدول رقم (16) يوضح النتيجة : 
جدول رقم (16) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعاً لنوع السكن 


حالة مجموع | المتوسط | الانحراف | حجم درجات | قيمة (ت) | قيمة(ت) | -م مستوى | الدلالة 
السكن | درجات المعياري البيانات | الحرية | المحسوبة | الجد ولية | عuام‏ | الدلالة 
المقياس 
السكن غير 
فى 33531 6 | 20.074 161 258 59 دال 
1,969 0.22 0.05 
الإقامة 
الحاة 
السكن 
202 
مع 7 | 24.159 99 
الأهل 






































تشير نتائج الجدول رقم (16) في الشعور بالصحة النفسية تبعا لنوع السكن إلى عدم وجود 
فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب الذين يسكنون مع الأهل وبين الطلاب الذين يسكنون 
فى الأقامة الجامعية ».ويؤكه. ذلك قيمة ركم = 1.222 التي كانث غير :ذالة إحصاتية ومن 
خلال حساب قيم المتوسطات للشعور بالصحة النفسية اتضح أن متوسط درجة الطلاب الذين 
يسكنون مع الأهل هي = 204.87 » والطلاب المقيمين في الإقامة الجامعية = 208.267 . 
وهذه القيمة تشير إلى أنه لا يوجد فرق دال إحصائيا في عدم الشعور بالصحة النفسية لدى 
طلاب الجامعة 

وهذه النتيجة قد تكون بسبب توفر الإمكانات والظروف الملائمة وتوفر الخدمات في السكن 
الداخلي في الإقامة الجامعية للطلاب » وتهيئة الجو المناسب الذي يساعدهم على استذكار 


1/4 














الفصل الثامن 





عرض النتائج ومناقشتها 


دروسهم » مما لا يؤثر كثيراً في إحساسهم بالفروق أو البعد عن أسرهم » وقد يكون بسبب 
توفر الإمكانيات المادية لدى الطلاب وأسرهم مما يشعرهم بالراحة. 


بناءآ على ما تقدم يمكن رفض الفرض الثامن الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 


إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا لنوع السكن للطلاب الجامعي. 


الفرض العاشر: 


توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 


جدول رقم (17) يبين ترتيب نتائج مقياس الصحة النفسية حسب التخصص الأكاديمي 


مرتبة عدم السلامة والصحة النفسية 


01 
02 
04 
03 
05 
07 
06 
08 








عدد الأفراد 


29 
48 
36 
28 
38 
42 
21 
18 


3 


اللغة الفرنسية 
علم النفس 
اللغة الحية 
علم الاجتماع 
الاقتصاد 
علوم التسيير 
علوم زراعية 
التجارة 








مجموع الدرجات 


6252 
10347 
7531 
55017 
7847 
8241 
4176 
3513 





215.5862 
215.5625 
209.1944 
210.9643 

206.5 
196.2143 
198.8571 
195.1667 


للتحقق من صدق الفرض قمنا باستخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه » والجدول رقم (18) 


يوضح النتيجة : 


1/5 



































الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


جدول رقم (18) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعاً للتخصص الأكاديمي 


مصادر مجموع درجات | متوسط المربعات | (ف)المحسوبة | (ف) المجدولة | 72-7216 الدلالة 
التباين المربعات الحرية 

بين 15078.77 | 07 254.11 9 |27 |(2.17/2-05 | دال 
المجموعات 

داخل 11 | 252 425.7901 

المجموعات 

المجموع 9 | 259 

الكلي 





























تشير نتائج الجدول رقم (18) لتحليل التباين في الشعور بالصحة النفسية تبعا للتخصص 
الأكاديمي إلى أن قيمة (ف) للشعور بالصحة النفسية = 5.059 دالة إحصائيا » مما يؤكد 
وجود فروق دالة إحصائيا تبعا للتتنخصص الأكاديمي في الشعور بالصحة النفسية. 

وقد تكون هذه النتيجة بسبب وجود نوع من عدم التوافق في رغبات وميول الطلاب إلى 
التخصصات التي التحقوا بها. أو بسبب عدم وجود مناهج موحدة تدرس في كل 
التخصصات. 
وقد ترجع .هذه النثيجة بشكل أساسي إلى تقص في النضج الانفعالي للطلاب مما يؤدي بهم 
إلى التفكير غير السليم وعدم الدقة في الأمور الشخصية والعلمية والعملية. 
وبناءا على ما تقدم يمكن قبول الفرض العاشر الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا للتخصص الأكاديمي. 

الفرض الحادي عشر: 

د فروق ات دا احا فى رج اله ا لى ن ل هة 
للمستوى الجامعي . 


176 

















الفصل الثامن 





عرض النتائج ومناقشتها 


جدول رقم (19) يبين ترتيب نتائج مقياس الصحة النفسية حسب المستوى الجامعي 


01 
03 
02 
04 





رتبة عدم السلامة والصحة 
النفسية 





عدد 

الأفراد 
114 
54 
44 
48 





المستوى الجامعي 


السنة الأولى 
السنة الرابعة 
السنة الثانية 
السنة الثالثة 





مجموع الدرجات 


225063 
10983 
9161 
9687 





210.3772 
204.9 
208.2045 
201.85 























للتحقق من صدق الفرض قمنا باستخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه » والجدول رقم (20) 


يوضح النتيجة : 
جدول رقم (20) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية حسب المستويات الجامعية الأربع 
مصادر مجموع درجات | متوسط (ف) المحسوبة | (ف) المجدولة | عبآج- 2 | الدلالة 
التباين المربعات | الحرية | المربعات 
بين 3359.776 | 03 5 | 2.408885 | 2.639863 | 0.067555 | دال 
المجموعات 
داخل 11901 | 256 464.9144 
المجموعات 
المجموع |122377.9 | 259 
الكلي 





























يتضح من الجدول رقم (20) لتحليل التباين في الشعور بالصحة النفسية تبعا للمستوى 
الجامعي وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.05 وبالنظر في جدول 
اختبار (ت) تبين عدم وجود فروق بين الصفوف (الأول والثاني) وبين (الصف الثالث 
والصف الرابع) في حين توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الصفوف (الصف الأول 


177 

















الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
والصف الرابع ) (الصف الأول والصف الثالث ) وذلك يوضح أن وجود الفروق ذات الدلالة 
الإحصائية بين الصفوف العليا والصفوف الأولية. 

وقد تكون هذه النتيجة بسبب أن المستوى التعليمي المرتفع يحقق للطالب مكانة معينة بين 
ئات الا وسن الذاى .ونين الأخريرة» كنا یکی کا اجقباعية على امعان اند 
قرب من التخرج وتساعده هذه المكانة الاجتماعية على تحقيق ذاته وبالتالي تحقيق مستوى 
عالي من الصحة النفسية مقارنة بالمستويات الأخرى. 

وقد تكون هذه النتيجة بسبب شعور الطلاب بقرب التخرج والتالي الحصول على عمل 
ومن ثم الاستقرار والاعتماد على النفس والاستقلالية وبالتالي الزواج وتكوين أسرة ومن ثم 
تحقيق مستوى عال من الشعور بالصحة النفسية مقارنة بالمستويات الأخرى. 

وقد تكون هذه النتيجة بسبب النضج الانفعالي الذي حصل لدى الطالب حيث زاد عمره 
مما أدى به إلى التفكير السليم والحرص والطمأنينة والدقة في كل الأمور الشخصية والعلمية 
والعملية.١)‏ 
بناء على ما تقدم يمكن قبول الفرض الحادي عشر الذي ينص على أنه : توجد فروق ذات 
دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا للمستويات الجامعية. 


(!)- عادل بن محمد العقيلي » الاغتراب وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود » رسالة 
ماجستيرء كلية الدراسات العليا » الرياض جامعة نايف للعلوم الأمنية » 2004 »> ص97. 


18 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 

- مناقشة النتائج : 

أكدت الدراسة الحالية أن هناك علاقة عكسية سلبية متوسطة بين الاغتراب والصحة 
النفسية لدى طلاب الجامعة في الجزائر العاصمة حيت يتضح ذلك من أن معامل الارتباط 
بين الاغتراب والصحة النفسية = 0.53- وهو دال عند مستوى 0.05 وهو ارتباط سلبي 
عكسي متوسط. مما يدل على أنه كلما زاد الاغتراب كلما قلت الصحة النفسية بنسبة متوسطة 
بمعنى آخر أنه كلما زاد الشعور بالصحة النفسية كلما قل الاغتراب عند الإنسان وهذه النتيجة 
تؤيدها دراسة سميرة أبكر 1989 التي أكدت على وجود علاقة ارتباطيه بين الاغتراب 
والسلوك الديني ٠‏ كما أكدت أيضا على وجود علاقة ارتباطيه بين الاغتراب والصحة 
النفسية. حيث نلاحظ أن الطلاب الذين كانوا مطمئنين نفسيا يقل لديهم الشعور بالاغتراب 
لذلك شعور الطلاب بالأمن النفسي من المتطلبات الأساسية للصحة النفسية. وشعور الفرد 
بالطمأنينة والأمن النفسي ما هي إلا انعكاس لمدى تمسك الفرد بالدين أيا كان دينه. المسيحية 
أو اليهودية كما ثبت ذلك من الدراسات. أما المسلمون فإن التمسك بالقرآن الكريم والسنة 
النبوية بدون أدنى شك يؤدي إلى الأمن النفسي والطمأنينة النفسية وبالتالي إلى الصحة 
النفسية للفرد. قال الله تعالى في القرآن الكريم : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا 
بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد : 28 

كما أكدت الدراسة الحالية على وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب 
لدى طلاب الجامعة تبعا للجنس» إلى تزايد الاغتراب للإناث عن الذكورء والتي أرجعتها 
الدراسات إلى خصائص الذكورة والتي ترتبط بالتوافق النفسي والاجتماعي الجيد والتوجه 
الداخلي » في حين ترتبط الأنوثة بالتوجه الخارجي وضعف القدرة على التوافق. ووجود 
فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة تبعا للكليات العلمية 
والكليات الأدبية » وتبعا للتخصص وقد يفسر ذلك باختلاف المواد التي تدرس في الكليات 
العلمية والكليات الأدبية في حين توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التخصصات (الفرنسية 


179 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


والعلوم زراعية) (الفرنسية » علوم التسيير) ( الفرنسية » علم النفس) وبالتالي يمكن القول أن 
التخصص الأكاديمي هو سبب وجود تلك الفروق الدالة إحصائيا. وهذا يرجع إلى اختلاف 
الكلية حيث وجدنا في نتائج الفرض الثاني أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية تبعا للكليات 
العلمية والكليات الأدبية. 

وأكدت الدراسة الحالية على أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب 
لدى طلاب الجامعة تبعا للمستوى الجامعي في خمسة مظاهر للاغتراب هي( الشعور بعدم 
الانتماء عدم الالتزام بالمعاييرء العجزء عدم الإحساس بالقيمة » فقدان الهدف ) وقد يفسر ذلك 
إلى أن المستوى الجامعي ليس له تأثير في الشعور بالاغتراب. 

كما أكدت الدراسة الحالية على وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب 
لدى طلاب الجامعة تبعا للمستوى الجامعي في مظهرين للاغتراب فقط هما ( فقدان المعنى 
مركزية الذات) وفي الاغتراب العام لصالح طلاب السنوات الأولى وقد يكون ذلك بسبب 
نقص القدرة على حل المشكلات » أو بسبب عدم توافقهم مع الحياة الجامعية. 

وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة سميرة أبكر1989م التي أشارت إلى أن طلبة السنوات 
الأولى في كلية البنات بالمملكة العربية السعودية أكثر اغترابا من طلبة السنوات النهائية 

كما أكدت الدراسة الحالية على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ستة مظاهر 
للاغتراب تبعا لنوع السكن وهي (اللامعيارية » العجز» عدم الإحساس بالقيمة » فقدان الهدف 
فقدان المعنى» مركزية الذات) وهذه النتيجة قد تكون بسبب توفر الإمكانيات المتاحة في 
الإقامة الجامعية » مما لا يؤثر كثيرا على شعورهم بالفروق أو شعورهم بالابتعاد عن أسرهم 
وذويهم. يضاف إلى ذلك توفر الإمكانيات المتاحة لهم سواء مع ذويهم أو مع الأصدقاء أو في 
الإقامة الجامعية » ودور تهيئة الجو المناسب والملائم في مساعدتهم على مراجعة دروسهم 
والقيام بما يطلب منهم من بحوث وأعمال. 


180 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
كما تؤكد الدراسة الحالية على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 
(0.05) بين الطلاب الذين يسكنون مع أسرهم والطلاب الذين يسكنون في الإقامة الجامعية 
في مظهر فقدان الشعور بالانتماء وفي الاغتراب العام لصالح الطلاب الذين يسكنون في 
الإقامة الجامعية وهذا يدل على شعور الطلاب بأنهم لا ينتسبون لجماعتهم الأساسية ولا 
يرضون عنها ولا يشعرون بالفخر بها ورافضون للقيم السائدة وللثقافة الخاصة بالمجتمع 
وقد يكون ذلك بسبب العزوف عن موضوع الانتماء مما يخنق الانتماء. 
وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة سمير أبكر(1989م) حيث أشارت أن بعض طالبات 
السكن الداخلي أكثر اغترابا من طالبات السكن الخارجي بكلية البنات بالسعودية » في حين 
اختلفت هذه النتيجة مع نتائج دراسة سليمان المالكي(1994م) حيث أشارت إلى عدم وجود 
فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب تبعا لنوع السكن بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. 
كما أكدت الدراسة الحالية على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الشعور بالصحة 
النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا للجنس. ويفسر عدم وجود الفرق إلى أن التأثير الأساسي 
لمتغير الجنس غير دال إحصائيا فيما يخص درجات الصحة النفسية » أي أن كل من الذكور 
والإناث يعانون من سوء الصحة النفسية بشكل متقارب جداً. 
وقد تكون هذه النتيجة في عدم وجود تلك الفروق ترجع بالدرجة الأولى إلى أن كلا 
المجموعتين تعيشان المشكلات نفسها التي تجعل الشاب في حيرة من أمره » تؤدي به إلى 
المزيد من مشاعر القلق العام » والترقب وعدم الاستقرارء والخوف من المجهول. 
وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة فقيه العيد والتي أشارت إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة 
إحصائية بين المتوسطات الحسابية للصحة النفسية لدى الشباب المنحرف تبعا لمتغير الجنس. 
كما أكدت الدراسة الحالية على وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الشعور بالصحة 
النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا للكليات الأدبية والكليات العلمية » وتبعا للتخصص › وتبعاً 
للصفوف الجامعية ويفسر وجود الفرق تبعا للكليات الأدبية والكليات العلمية بسبب أن 


181 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


الخريجين من الكليات العلمية يجدون وظائف أسرع من الخريجين من الكليات الأدبية. وقد 
يفسر وجود فروق تبعا للتخصص الأكاديمي بسبب وجود نوع من عدم التوافق في رغبات 
وميول الطلاب إلى التخصصات التي التحقوا بها . أو بسبب عدم وجود مناهج موحدة تدرس 
في كل التخصصات. وقد ترجع هذه النتيجة بشكل أساسي إلى نقص في النضج الانفعالي 
للطلاب مما يؤدي بهم إلى التفكير غير السليم وعدم الدقة في الأمور الشخصية والعلمية 
والعملية. كما قد يفسر وجود فرق تبعا للمستوى الجامعي بسبب أن المستوى التعليمي المرتفع 
قد يحقق للطالب مكانة معينة بين طلاب الجامعة وبين الناس وبين الآخرين كما يحقق له 
مكانة اجتماعية بين الطلاب الآخرين على أساس أنه قرب من التخرج . وهذه المكانة 
الاجتماعية تساعد الطلاب على تحقيق الذات ومن ثم تحقيق مستوى عال من الشعور 
بالصحة النفسية لدى طلاب المستويات العليا مقارنة بالمستويات الأخرى. وقد تكون هذه 
النتيجة بسبب شعور الطلاب بقرب التخرج والتالي الحصول على عمل ومن ثم الاستقرار 
والاعتماد على النفس والاستقلالية وبالتالي الزواج وتكوين أسرة ومن ثم تحقيق مستوى عال 
من الشعور بالصحة النفسية مقارنة بالمستويات الأخرى. وقد تكون هذه النتيجة بسبب النضج 
الانفعالي الذي حصل لدى الطالب حيث زاد عمره مما أدى به إلى التفكير السليم والحرص 
والطمأنينة والدقة في كل الأمور الشخصية والعلمية والعملية. 

كما أكدت الدراسة الحالية على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب الذين 
يسكنون مع الأهل وبين الطلاب الذين يسكنون في الإقامة الجامعية. وهذه النتيجة قد تكون 
بسبب توفر الإمكانات والظروف الملائمة وتوفر الخدمات في السكن الداخلي في الإقامة 
الجامعية للطلاب وتهيئة الجو المناسب الذي يساعدهم على استذكار دروسهم » مما لا يؤثر 
كثيرا في إحساسهم بالفروق أو البعد عن أسرهم ‏ وقد يكون بسبب توفر الإمكانيات المادية 


لدى الطلاب وأسرهم مما يشعرهم بالراحة. 


182 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 


- ملخص النتائج : 
1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة تبعا للجنس 
لصالح الإناث عند مستوى الدلالة (0.05). 
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة تبعا للكليات 
الأدبية والكليات العلمية لصالح طلاب الكليات الأدبية عند مستوى الدلالة (0.05). 
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ظاهرة الاغتراب لدى طلاب الجامعة تبعاً لنوع 
السكن لصالح الطلاب الذين يسكنون في الإقامة الجامعية عند مستوى الدلالة (0.05). 
4- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للتخصص الأكاديمي لصالح التخصصات النظرية عند مستوى الدلالة (0.05). 
5- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة تبعا 
للمستوى الجامعي لصالح طلاب السنوات الأولى عند مستوى الدلالة (0.05). 
6- توجد علاقة ارتباطيه عكسية متوسطة بين ظاهرة الاغتراب والشعور بالصحة النفسية لدى طلاب 
الجامعة عند مستوى الدلالة (0.05). مما يدل على أنه كلما زاد الاغتراب كلما قلت الصحة النفسية لدى 
طلاب الجامعة بنسبة متوسطة. 
7-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
للجنس عند مستوى الدلالة (0.05). 
8- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
للكليات الأدبية والعلمية لصالح طلاب الكليات الأدبية عند مستوى الدلالة (0.05). 
9-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا 
لنوع السكن للطلاب الجامعي عند مستوى الدلالة (0.05). 
0- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الصحة النفسية لدى طلاب الجامعة تبعا للتخصص 
والمستوى الجامعي لصالح التخصصات الأدبية والسنوات الأولى عند مستوى الدلالة (0.05). 

- التوصيات والاقتراحات: 


183 


الفصل الثامن عرض النتائج ومناقشتها 
بناءًا على نتائج الدراسة الحالية أقدم مجموعة من الاقتراحات : 

1- نظراً لوجود بعض الطلاب لديهم اغتراب » ووجود بعض الطلاب لديهم عدم الشعور 

بالصحة النفسية. يرى الباحث توفير الأخصائي النفسي المؤهل لمساعدة الطلاب على حل 

مشاكلهم النفسية » وتوفير الخدمات النفسية بهدف تحقيق الصحة النفسية لهم وأيضا توفير 

الأخصائي الاجتماعي المؤهل » وأيضا يجب الاهتمام بالمحاضرات والندوات وعقد اللقاءات 

الدينية » على أن تشتمل على المواضيع التي تبصرهم وتنور لهم طريق المستقبل » بهدف 

تحقيق الصحة النفسية للطلاب مما يقلل الشعور بالاغتراب عندهم . 

الحالات التي تحتاج إلى علاج فور ودون تأخر في توجيههم وعلاجهم. 

3- ضرورة متابعة الطلاب بإجراء برامج واختبارات علمية حديثة سنويا لمعرفة مستوى 

شعور طلاب الجامعات بالاغتراب وتوجيههم بالحلول المناسبة للتخفيف من أثاره. 


184 


قائمة المراجع 
المراجع العربية 
المراجع الأجنبية 
المواقع الإلكترونية 


155 


المراجع باللغة العربية : 

1- القرآن الكريم 

2- إجلال محمد سرى ٠‏ الاغتراب والتغريب الثقافي والتغريب اللغوي لدى عينة جامعية 

مصرية » مجلة كلية التربية » جامعة عين شمسء القاهرة » عدد 17» جزء 1» 1993. 

3- أحمد أبو زيد » الاغتراب › عالم الفكرء مجلد 10 » عدد 1» 12-3 » 1979. 

4- أحمد النكلاوي » الاغتراب في المجتمع المصري المعاصرء دار الثقافة العربية » القاهرة 
1989. 

5- أحمد عبد العزيز سلامة (مترجم) › علم نفس الشواذ » دار القلم » الكويت 1977. 

6- إسكندرء نبيل رمزيء الاغتراب وأزمة الإنسان المعاصرء دار المعرفة الجامعية 

الإسكندرية » 1988. 

7- السيد علي شتا » نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع » عالم الكتب › الرياض 

..4 

8- الصنيع » صالح بن إبراهيم » الاغتراب لدى طلاب الجامعة » دراسة مقارنة بين الطلاب 
السعوديين والعمانيين. رسالة الخليج العربيء العدد الثاني والثمانون السنة الثانية 
والعشرون» 2002. 

9- الصنيع » صالح بن إبراهيم » إستراتيجيات الأمن النفسي في الأزمات ٠»‏ مجلة الأمن 
02 . 

0- القريطى » عبد المطلب والشخصي ٠‏ عبد العزيز » ظاهرة الاغتراب لدى عينة من 

طلاب الجامعة السعوديين وعلاقتها ببعض المتغيرات الأخرى » رسالة الخليج العربي. 
العدد ( 39 ) السنة ( 12 ) 1991. 

1- إليكس ميكشيللي » الهوية » ترجمة : علي وطفة › دار الوسيم للطباعة » دمشق 1993. 
2- إمام عبد الفتاح » كيركيجورد رائد الوجودية » دار الثقافة للطباعة والنشرء القاهرة 
2 . 


106 


3- حامد عبد السلام زهران » التوجيه والإرشاد النفسي»(ط3) » عالم الكتب › القاهرة 
1998. 

4- حامد عبد السلام زهران » دراسات في الصحة النفسية والإرشاد النفسي › القاهرة 
3. 

5- حامد عمارء في بناء الإنسان: مركز ابن خلدون للدراسات الإنسانية » دار سعاد الصباح 
الكويت » 1992. 

6-حبيب الشاروني ٠‏ الاغتراب عن الذات ٠»‏ عالم الفكرء المجلد العاشرء العدد الأول 
09 . 

7- حجازي » مجدي أحمد › العولمة وتهميش الثقافة الوطنية » رؤية نقدية من العالم الثالث 
عالم الفكر » المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دولة الكويت › المجلد الثامن والعشرون 
العدد الثاني - أكتوبر- ديسمبر »1999 . 

8- حسن الموسوي ٠‏ الاغتراب النفسي لدى شرائح المجتمع الكويتي: دراسة تحليلية » مجلة 
البحث في التربية وعلم النفس › كلية التربية » جامعة المنيا ء مجلد 10 » عدد4 1997. 

9- حسن حنفي » مقدمة في علم الاستغراب › المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر 
والتوزيع بيروت 19922٠‏ . 

0- حسن سعد السيد » الاغتراب في الدراما المصرية المعاصرة بين النظرية والتطبيق من 
0- 1969 » الهيئة المصرية العامة للكتاب › القاهرة » 1986. 

1- حسن محمد حماد » الاغتراب عند إيريك فروم » المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر 
والتوزيع بيروت»:1995. 

2- حليم بركات » اغتراب المثقفين العرب. مجلة المستقبل العربي » عدد1984».[1. 

3 حليم بركات » المجتمع العربي المعاصر: بحث استطلاعي اجتماعي » مركز دراسات 
الوحدة العربية » بيروت 19916. 

4 ور ات + القت ا ف كمل يوست :د الو نة الع ار ات 
والنشر بيروت » 1980. 


187 


5 سعد جلال » في الصحة العقلية » دار المطبوعات الجديدة » الإسكندرية » 1970. 

6- سليمان الريحاني ٠‏ الأفكار اللاعقلانية عند الأردنيين والأمريكيين » مجلة دراسات 
العلوم التربوية بعمان الجامعة الأردنية » 1987. 

7- سناء حامد زهران » إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب › عالم 
الكتب » القاهرة 2004. 

8- سوزان أحمد قنديلء ه › التغيرات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الهوية الوطنية. في 
أحمد زايد ( محرر) الذات والمجتمع في مصرء أعمال الندوة السنوية الثالثة لقسم علم 
الاجتماع كلية الآداب. جامعة القاهرة.1 12-1 مايو 1996. 

9 سيد عبد العال » في سيكولوجية الاغتراب : بعض المؤشرات النظرية الإمبريقية 
الموجهة في بحوث الاغتراب » مجلة علم النفس » 1988. 

0- سيد عبد العظيم محمد » أثر الإرشاد العقلاني الانفعالي في تعديل الاتجاه نحو الزواج 
العرفي لدى الشباب الجامعي » مجلة البحث في التربية وعلم النفس › كلية التربية جامعة 
المنيا مجلد 13 » عدد3 » 2000. 

1- شاكر عطية قنديل » التفاعل الإنساني كمدخل لتحسين الأداء التربوي» المؤتمر الدولي 
السادس لمركز الإرشاد النفسي » جامعة عين شمس» 1999. 

2- شريف ٠‏ نادية محمود ومحمد عودة محمد » مشكلات الطالب الجامعي وحاجاته 
الإرشادية دراسة ميدانية. جامعة الكويت 

3- عباس إبراهيم متولي » الضغوط النفسية وعلاقتها بالجنس ومدة الخبرة وبعض سمات 
الشخصية لدى معلمي المرحلة الابتدائية » المجلة المصرية للدراسات النفسية الأنجلو 
المصرية » القاهرة » المجلد 10 ٠‏ العدد 26 ٠»‏ أبريل » 2000. 

4- عباس إبراهيم متولي» الاغتراب وعلاقته ببعض متغيرات الشخصية لدى شباب 
الجامعة مجلة كلية التربية بدمياط » عدد 10» 1988. 

5- عبد الستار إبراهيم » العلاج النفسي السلوكي الحديث : أساليبه وميادين تطبيقه » دار 
الفجرء القاهرة » 1994. 


188 


6- عبد اللطيف محمد خليفة » ارتقاء القيم : دراسة نفسية » المجلس الوطني للثقافة والفنون 
والآداب عالم المعرفة » الكويت » ن عدد 160 1992. 

7- عبد اللطيف محمد خليفة » دراسات في سيكولوجية الاغتراب » دار غريب › القاهرة 
3. 

8- عبد المطلب أمين القريطىء في الصحة النفسيةء دار الفكر العربي» ط, القاهرة 1998 
9- عثمان لبيب فراج › أضواء على الشخصية والصحة العقلية » مكتبة النهضة المصرية 
القاهرة 1970. 

0- عطيات فتحي إبراهيم أبو العينين ٠»‏ علاقة الاتجاهات نحو المشكلات الاجتماعية 
المعاصرة بمظاهر الاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة على ضوء المستوى الاجتماعي 
الاقتصادي مجلة علم النفس » عدد 41-40 » 1997. 

1- عفاف محمد عبد المنعم ٠»‏ دراسة الاغتراب في علاقته بكل من الذكاء والمستوى 
الاجتماعي والاقتصادي لعينة مختارة من الشباب الجامعي ٠»‏ مجلة كلية التربية » أسوان 
العدد الخامس .1991٠‏ 

2- علي وطفة ٠‏ المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية : بحث في إشكالية القمع 
التربويء عالم الفكرء الكويت» مجلد 27 ٠‏ 1998. 

3 فتح الله خليق ٠‏ الاغتراب في الإسلام . عالم الفكرء المجلد العاشرء العدد الأول» 1979. 
4- قيس النووي » الاغتراب : اصطلاحا ومفهوما وواقعا » عالم الفكرء المجلد 10ء العدد 
الأول » 1979. 

5+ كمال التابعي » تشوهات قيم الذات في المجتمع: مظاهرها وظروف تشكلها. في أحمد 
زايد (محرر) الذات والمجتمع في مصر ء أعمال الندوة الثالثة لقسم الاجتماع › كلية الآداب › 
جامعة القاهرة » 1996. 

6- مجدي أحمد محمد عبدا لله » الاغتراب عن الذات والمجتمع وعلاقته بسمات الشخصية 
معهد علم النفس » كلية الآداب » جامعة الإسكندرية » 2001. 


189 


7- محمد أحمد سعفان » فاعلية العلاج العقلاني الانفعالي في خفض مستوى الشعور بالذنب 
مجلة كلية التربية » جامعة عين شمس » 1995. 

8- محمد خضر عبد المختارء الاغتراب والتطرف نحو العنف : دراسة نفسية اجتماعية 
دار غريب » القاهرة » 1998 

9- محمد عبد العال الشيخ ٠‏ الأفكار اللاعقلانية لدى كل من الأمريكيين والأردنيين 
والمصريين : دراسة عبر تقافية. بحوث المؤتمر السادس لعلم النفس في مصرء جزء1 
0 . 

0- محمود رجب » الاغتراب: سيرة المصطلح » دار المعارف » القاهرة » 1988. 

1- محمود رجب ٠‏ نحن وظاهرة الاغتراب. الفكر المعاصر » عدد50 » 1969. 

2 محيى الدين صابرء الثقافة العربية وتحديات المستقبل فيس: أحمد صادق الدجاني 
وآخرون (محرر) المثقف العربي - همومه وعطاؤه » مركز دراسات الوحدة العربية 
بيروت 1995. 

3 مراد وهبة » معجم المصطلحات الفلسفية » دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة 
868 .. 

4- مصطفى خليل شرقاوي »› علم الصحة النفسية » دار النهضة العربية » بيروت ٠»‏ 1983. 
5 معتز سيد عبد الله » محمود السيد عبد الرحمان » إعداد مقياس الأفكار اللاعقلانية 
للأطفال والمراهقين » مجلة علم النفس » 1997. 

6 وفاء محمد فتحي » الاغتراب وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى عينة 
من النساء المسافر أزواجهن» جامعة عين شمس: الإرشاد النفسي في عالم متغيرء القاهرة 
1996. 

7- يمنى طريف الخولى ٠‏ العلم والاغتراب والحرية: مقال في فلسفة العلم من الحتمية إلى 
اللاحتمية » الهيئة المصرية العامة للكتاب › القاهرة » 1987. 


190 


المذكرات والرسائل باللغة العربية : 

1- أبكرء سميرة حسن» ظاهرة الاغتراب لدى طالبات كلية البنات بالمملكة العربية 
السعودية رسالة دكتوراه » كلية التربية للبنات» جدة » 1989. 

2 المالكي ٠‏ سليمان عطية حمدان › العلاقة بين الاغتراب النفسي وبعض المتغيرات 
المتعلقة به لدى طلاب وطالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة. رسالة ماجستير» جامعة أم 
القرىء مكة المكرمة » 1415ه. 

3- ثناء يوسف الضبع › الجوهرة بنت فهد آل سعود » دراسة عامليه عن مشكلة الاغتراب 
لدى عينة من طالبات الجامعة السعوديات في ضوء عصر العولمة » ملخص ماجستيرء كلية 
التربية - جامعة الملك سعود » 2004. 

4- سناء حامد زهران » فاعلية برنامج إرشاد صحة نفسية عقلاني انفعالي لتصحيح مشاعر 
ومعتقدات الاغتراب لطلاب الجامعة. رسالة دكتوراه ٠»‏ كلية التربية بدمياط » جامعة 
المنصورة 2002 . 

5- عادل بن محمد العقيلي » الاغتراب وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب جامعة 
الإمام محمد بن سعود » رسالة ماجستيرء كلية الدراسات العليا » الرياض جامعة نايف للعلوم 
الأمنية » 2004. 


191 


: المراجع باللغة الأجنبية‎ 
01-DefrankRs, Stroup Ca..: Teacher Stress And Health; Examination 
Of A Model , (1989). 

02-Rokeach M, Some Unresolved Issues In Theories Of beliefs 
Attitudes And Values Univ Of Nebraska . Press , 1980. 
03- Seeaman. M. Alienation And Anomie. In J.P.R. Robinson & L.S 
Reghtsman (Esd) Measure Of Personality And Psychological ,1990. 
: المواقع الإلكترونية‎ 

1-Fekih Laid@yahoo.fr 

2- www.annabaa.org 


3- www.asharqalawsat.com 


192 


بى 


حن 


1- مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية 


194 


بيانات عامة : 


الجنس: ذكر( ) أنثى ( ) الكفل:................. 


حالة السكن: ( ) السكن مع الأهل. ١‏ )أقامة جامعية 
التعليمات: 


مو 


أمامك مجموعة من العبارات تدور حول بعض القضايا والأمور التي تهمك» ويهمُنا معرفة 
رأيك الشخصبى يصرااحة. 
ضع علامة( × ) بجانب العبارة في خانة ( موافق جداً ) إذا كانت العبارة تنطبق عليك تمامًا. 
ضع علامة( × ) بجانب العبارة في خانة ( موافق ) إذا كانت العبارة تنطبق إلى حدٍ ما عليك. 
ضع علامة( ‏ ) بجانب العبارة في خانة ( بين بين ) إذا كنت غير متأكد أنه تنطبق عليك. 
ضع علامة( × ) بجانب العبارة في خانة ( غير موافق ) إذا كانت العبارة لا تنطبق عليك. 
ضع علامة( ‏ ) بجانب العبارة في خانة ( غير موافق مطلقا ) إذا كانت العبارة لا تنطبق 
عليك تماماً. 
اعلم أنه ليس هناك إجابة صحيحة وأخرى خاطئة » وإنما الإجابة الصحيحة هي التي تعبر 
عما تشعر به حقا » وعليك أن تجيب على جميع العبارات › ولا داعي للتفكير طويلاً في 
اختيار الإجابة المناسبة وإنما المطلوب أن تجيب بسرعة كلما أمكنك » وتأكد أن إجابتك 
ستكون في سرية تامة » ولن تستخدم إلا للبحث العلمي. 

نشكر لك حسن تعاونك وحسن ثقتك. 


الباحث 


195 





رقم 


01 
02 
03 
04 
05 
06 
07 
08 
09 
10 
11 
12 
13 
14 
15 
16 
17 
16 
19 
20 


21 
22 
23 
24 


أشعر بالوحدة غالبا حتى عندما أكون بين أسرتي. 

أشعر أنني منعزل(ة) عن الناس من حولي. 

أشعر بالغربة عندما أكون بين زملائي. 

أجد أنه ليس من السهل التخلي عن المجتمع الذي نشأت فيه. 

أشعر شعورا قويا بالانتماء والولاء للكلية التي أدرس بها. 

أفضل أن أعيش في أي بلد آخر غير الذي أعيش فيه. 

أهتم بالتفكير في مشاكل الآخرين. 

أشعر أن سعادتي تحقق بالانتماء لأسرة أخرى غير أسرتي. 

أشعر أنني مفروض(ة) على زملائي وزميلاتي في الكلية. 

أشعر أنني غير مرغوب(ة) في بين أسرتي. 

إذا وجدت بين مجموعة من الناس أشعر أنني لست غريب(ة) عنهم. 
أشعر أنني غريب(ة) حتى عن نفسي 

أشعر بالفخر لأنني أنتسب لوطني. 

أشعر غالبا أني وحيد(ة). 

أشعر بالامتنان لأنني انتمي لأسرتي. 

تمسكي بالقيم يعتمد على طبيعة المواقف والأشخاص. 

أفضل الحرية التي تخضع للمعايير الاجتماعية. 

أنفذ قراراتي دون الاهتمام بالمعايير الاجتماعية. 

لا يهم مخالفة المعايير إذا كنت سأفوز برضا الآخرين. 

أسعى لتحقيق أهدافي بغض النظر عن الوسيلة كانت مشروعة أو غير 
امشروعة. 

أنتقد الأشخاص الذين يخالفون القيم. 

أعتقد أن المجتمعات التي لا تخضع للقيم تنعم بالحرية. 

أفضل غالبا مراعاة القيم في أي سلوك يصدر عني. 

لكي يواكب الإنسان الحضارة فإنه يجبر على القيام بأعمال غير صحيحة. 





196 





موافق 
تماما اموافق 








E ¥ 





موافق 





اھ 


موافق 



















































































25 
26 
27 
28 
29 
30 
31 
32 
33 
34 
35 
36 
37 
38 
39 
40 
41 
42 
43 
44 
45 
46 
47 
48 
49 
50 
51 
52 





قد أستخدم الكذب للتخلص من أي مأزق. 

من معاشرتي للناس تبين أنه لا داعي للتمسك بالقيم. 

غالبا لا أخالف القيم لكي أتفوق على غيري. 

أوافق القول أن الغاية تبرر الوسيلة حتى ولو كانت غير مشروعة. 
ينبغي للإنسان أن يحاول الحصول على ما يجده أمامه. 
أعتقد أن القيم ضرورة لتنظيم الحياة. 

تفوتني الفرص غالباء لأنني لا أستطيع حسم الأمور. 

أفشل في إقناع الآخرين بوجهة نظري مهما كانت صحيحة. 
أشعر أنني مسلوب(ة) الإرادة. 

غالبا أجد في نفسي قدرة للدفاع عن حقوقي. 

أستطيع تحقيق أهدافي. 

غالبا لا أستطيع الاعتراض عندما لا أوافق على شيء. 
يمكنني مواجهة أي موقف مهما كان صعبا. 

لا أستطيع إنجاز ما يطلب مني إنجازه. 

لدي القدرة للتخطيط لمستقبلي. 

أشعر أن حياتي تسير كما أريد. 

هناك تناقض بين أفكاري وبين سلوكي الفعلي. 

أشعر أنني مقيد(ة) في الحياة. 

أترك العمل غالبا بمجرد ظهور أي مشكلة أو صعوبة فيه. 
أشعر أنني غير قادر(ة) على التحكم في انفعالاتي. 

أشعر بقيمة ما أعمله مهما كان بسيطاً. 

أشعر أن ما أتعلمه في الكلية ليس به فائدة في مستقبلي. 
أحس بقيمة الأشياء التي تحيط بي. 

أشعر بقيمتي كإنسان. 

أشعر أنني لا أستحق أن أكون كغيري في الحظوظ الدنيوية. 
أشعر أنني لا أعامل معاملة إنسانية. 


أشعر أن لي فائدة في مجتمعي. 


197 














































































































53 
54 
55 
56 
57 
58 
59 
60 
61 
62 
63 
64 
65 
66 
67 
68 
69 
70 
71 
72 
73 
74 
75 
76 
77 
78 
79 
80 





غالبا لا أهتم بممتلكاتي الخاصة مهما كانت ثمينة. 
فقدت الاهتمام بكل شيءٍ حتى نفسي. 

أشعر أن الحياة لها قيمة. 

ينتابني إحساس عميق بأن أهدافي ليس لها قيمة. 

لا تغمرني الفرحة لما أحققه من نجاح مهما كان عظيما. 
المحيطون بي دائماً يسخرون مني. 

آرائي لها قيمة في الوسط الذي أعيش فيه. 

أعتقد أنه لا أهمية لوجودي على قيد الحياة. 

ليس هناك أي جديد أسعى لتحقيقه. 

أشعر أن الحياة مليئة بما يثير اهتمامي. 

أن حون سدوفة الت من هذه الحياة. 

أعرف ما أريده بالضبط . 

أضع لنفسي أهدافا كثيرة أسعى لتحقيقها. 

ليس لي هدف بعد التخرج من الكلية. 

أفضل الفراغ عن العمل لأنني لا أجد للعمل أي هدف. 
لا شيء يثير اهتمامي بالرغم أن الأمور تسير لصالحي. 
تنتابني الحيرة يوميا لأنني لا أعرف ماذا أفعل. 
أهدافي واضحة ومحددة. 

أعيش دون التخطيط لمستقبلي. 

الحياة تبدو دائما رتيبة. 

من الضروري أن يكون لنا أهداف في هذه الحياة. 
معرفتي للهدف يساعدني على مواجهة الصعاب. 
أشعر أن مستقبلي غامض. 

من السهل أن أفهم معنى الحياة. 

أعتقد أنه لا معنى لسعي الناس وكدهم في الحياة. 
يمكنني توقع ما سيحدث في المستقبل. 

أجد معنى لكل عمل أقوم به. 


أعجز عن إيجاد وسيلة تذهب الضيق عني. 


198 














































































































81 
82 
83 
84 
85 
86 
87 
88 
89 
90 
91 
92 
93 
94 
95 
96 
97 
98 
99 
100 
101 
102 
103 
104 
105 





أشعر أن الموت أفضل من الحياة. 

أرى معنى لاستمراري في الوجود. 

اعتقد أن الأنظمة والقوانين لها معنى في حياتنا. 

سواء نجحت أم فشلت فالأمر عندي سواء. 

الأمور تعقدت بشكل كبير في العالم بحيث لم أعد أفهم ما يدور فيه فعلا. 
أشعر دائماً بالملل. 

العبارات المستخدمة في حياتنا لم يعد لها معنى. 

بالرغم من أن حياتي مليئة بالفشل إلا أني أحاول إيجاد معنى لها. 
أشعر دائما بأنني بائس(ة). 

أشعر أن الحياة لا داعي لها. 

أفكر غالبا في المواقف التي تعرضت فيها للإهانة. 

أتعاطف عادة مع الآخرين في قضاء حوائجهم. 

اهتمامي بنفسي لم يجعلني أتعدى على حقوق الآخرين. 
أستغرق غالبا في التفكير بنفسي وبمشاكلي. 

عادة أستشير الآخرين في حل مشاكلي. 

أهتم بالتفكير في مشاكل الآخرين. 

أشعر أن الآخرين يستحقون نصيبا من اهتمامي.. 

أعتقد أن الآخرين يشعرون أنني لا أحب لهم ما أحبه لنفسي. 
أحب أن أشارك الآخرين في الخير الذي أحصل عليه. 
أعتقد أن لا شيء يستحق التفكير فيه أكثر من ذاتي. 

أعتقد أنني أفضل من غيري في كل شيء. 

أفضل عدم مشاركة الآخرين في همومي. 

مصلحتي فوق كل اعتبار. 

أحب أن أحصل لنفسي على النصيب الأكبر في كل شيء. 
ألجأ غالبا للوم نفسي على كل تصرف أقوم به. 


199 


































































































2- مقياس الصحة النفسية المعدل 


SCL — 90 -R 


200 


يانات عامة ٠‏ 


4٠ 


الجنس: ذكر( ) أنثى( ) العمل ................... 
اسم الكلية الم E E O‏ 
المستوى الجامعي EEE‏ 


حالة السكن: ١‏ ) السكن مع الأهل. ( ) أقامة جامعية 
التعليمات ٠‏ 


مو 


فيما يلي مجموعة من العبارات تعكس عدد من المشكلات التي يمكن أن تعاني منها. نرجو منك 
أن تقرأ كلا منها جيدآ وان تفكر في مدى انطباقها عليك. حاول من فضلك أن تكون دقيقا في 
إجابتك وأن تحدد مدى انطباق كل عبارة عليك وذلك بوضع دائرة أمام العبارة في الخانة التي 
ترى أنها هي الأكثر انطباقا عليك.فإذا كنت لا تعاني أبدآ " عليك اختيار رمز واحد وهكذا... 


كما نرجو ألا تضع أكثر من علامة واحدة أمام كل عبارة. 


نشكر لك حسن تعاونك وحسن ثقتك 


الباحث 


201 





الرقم 
01 
02 
03 
04 
05 
06 
07 
08 
09 
10 
11 
12 
13 
14 
15 
16 
11 
18 
19 
20 
21 
52 
23 





العبارة 

الصداع المستمر 

النرفزة والارتعاش . 

حدوث أفكار سيئة . 

الدوخان مع الاصفرار. 

فقدان الرغبة أو الاهتمام الجنسي. 


الرغبة في انتقاد الآخرين . 


الاعتقاد بأن الآخرين يسيطرون علي أفكاري . 


أعتقد بأن الآخرين مسئولين عن مشاكلي. 
الصعوبة في تذكر الأشياء. 

الانزعاج بسبب الإهمال وعدم النظافة. 
يسهل استثارتي بسهولة. 

الألم في الصدر والقلب. 

الخوف من الأماكن العامة و الشوارع . 
الشعور بالبطيء وفقدان الطاقة . 
تراودني أفكار للتخلص من الحياة . 
أسمع أصوات لا يسمعها الآخرون. 
أشعر بالارتجاف. 

عدم الثقة في الآخرين. 

فقدان الشهية. 

الا هو 

الخجل وصعوبة التعامل مع الآخرين. 
أشعر بأني مقبوض أو ممسوك أو مكبل. 


الخوف فجأة وبدون سبب محدد. 


202 





لا أعاني أبدا 





DN DD DD DPD DN DN DN DN DD DMD DD DNDN DN DNDN DBD DMD DN DN DNDN DN DN DNDN نحا‎ 





درا إيرا) إدر) ډن) إدر) إدر) اډر) إدرا) إدرا) اډر) إدر) إزرا) إدر) إدرا) إدرا) إدر) إيرا) إدر) إدر) إزرا) إدرا) اډ ین 





جب طب طط حلب خب طب ال إل ايل يح طب إل إل طب طب طب طب خب إلى طب خب خب اخ 





OA O OA O OMA) Oj OA Oj OO UO O UO UO OUI ارا‎ UO OA انا‎ OMA اجا‎ O Aj ما‎ 
















































































24 
25 
26 
21 
28 
29 
30 
31 
32 
33 
34 
35 
36 
7 
38 
39 
40 
41 
42 
43 
44 
45 
46 
47 
48 





عدم المقدرة على التحكم في الغضب. 
أخاف أن أخرج من البيت. 

نقد الذات لعمل بعض الأشياء. 

الألم في أسفل الظهر. 

أشعر بأن الأمور لا تسير على ما يرام. 
أشعر بالوحدة . 

أشعر بالحزن " الاكتئاب ". 

الانزعاج على الأشياء بشكل كبير. 
فقدان الأهمية بالأشياء. 

الشعور بالخوف. 

أشعر بأنه يسهل إيذائي. 

اطلاع الآخرين على أفكاري الخاصة بسهولة . 
الشعور بأن الآخرين لا يفهمونني. 
الشعور بأن الآخرين غير ودودين. 
أعمل الأشياء ببطء شديد . 

زيادة ضربات القلب. 

يلجي و 
مقارنة بالآخرين أشعر بأني أقل قيمة منهم. 
أشعر بأني مراقب من قبل الآخرين. 
صعوبة النوم. 

أفحص ما أقوم به عدة مرات. 

أجد صعوبة في اتخاذ القرارات. 
الخوف من السفر. 

صعوبة التنفس. 


203 








DN DD DN DD DN DN DD DD DD DMD DN DD DN DMD DMD DMD DN DNDN DN DN إدخ‎ DMD BD DD ذا‎ 





درا ارا ډر) إدر) إزرا) إدرا) إدرا) ډنا) إدرا) إزرا) ډر) إزرا) إدر) إدرا) إدر) إدرا) إدر) ډر) إدر) إزرا) إدر) إزرا) ډیا إدرا) ین 





جب خلب خب طب طب إل اح طب إل إل خب طب طب إل إل خلب ال حلب طب طب طب إل حلب خب خخ 





OA Aj O ارا‎ UO OO Oj OA OO OOO OA UO إكرا‎ UO O اها‎ UO O UO إها‎ O OA اها‎ AOA OA 






















































































49 
50 
51 
52 
53 
54 
55 
56 
57 
58 
59 
60 
61 
62 
63 
64 
65 
66 
67 
68 
69 
70 
71 
72 
73 





السخونة والبرودة في جسمي. 
أتجنب آشياء معينة . 

الشعور بعدم القدرة على التة لتفكير 5 
الخدر والنمنمة في الجسم. 

| لشعو ر بانغلاق الحلق وعدم المقدرة على البلع. 
فقدان الأمل في المستقبل. 
صعوبة التركيز . 

أشعر بالتوتر. 

الشعور بالثقل باليدين والرجلين . 
الخوف من الموت. 

الإفراط في النوم. 


أشعر بالضيق عند وجود الآخرين ومراقبتهم لي. 


توجد عندي أفكار غريبة . 

أشعر بالرغبة في إيذاء الآخرين. 

أستيقظ من النوم مبكراً. 

إعادة نفس الأشياء عدة مرات . 

أعاني من النوم المتقطع والمزعج . 
الرغبة في تكسير الأشياء وتحطيم الأشياء. 
توجد لدي أفكار غير موجودة عند الآخرين. 
حساسية زائدة في التعامل مع الآخرين . 
الخوف من التواجد في التجمعات البشرية . 
كل شيء يحتاج إلى مجهود كبير. 

أشعر بحالات من الخوف والتعب. 


أشعر من الخوف من التواجد في الأماكن العامة. 


204 








DN DD DN DD DN DN DD DMD DN DMD DN DD DN DMD DBD DBD DN DNDN DN DNDN DD DMD DBD DD ذا‎ 





درا ارا ډر) إدر) إزرا) إدر) إدرا) إدرا) ډن) إزرا) إدر) إزرا) إدر) إدرا) ډرا) إدرا) إدر) ډر) إدر) إزرا) إدر) إزرا) درا ین ین 





جد خلب جب طب ال خب اح طب إل إل إل طب طب إل إل خلب طب حلب خب طب طب طب حلب خب خخ 





O O Oj O OA OMA OO زإها‎ O OO OO UO UO UO إها‎ UO ارا‎ O OA انا‎ OA) اننا‎ OA OA) ما‎ 






















































































74 
75 
76 
7 
78 
79 
80 
81 
82 
83 
84 
85 
86 
87 
88 


89 
90 





كثرة الدخول کی الجدل والنقاش الحاد. 
TTT‏ 
الآخرون لا يقدرون أعمالي. 

أشعر بالوحدة حتى عندما أكون مع الناس. 
الشعور بالضيق وكثرة الحركة. 

أشعر بأني غير مهم . 

أشعر بأن أشياء سيئة سوف تحدث لي. 
الصراخ ورمي الأشياء. 

أخاف من أفقد الوعي أمام الآخرين. 
أشعر بأن الآخرين سوف سيستغلوني. 
يزعجني التفكير في الأمور الجنسية. 
تراودني أفكار بأنه يجب معاقبتي. 

توجد عندي تخيلات وأفكار غريبة. 

أعتقد بأنه يوجد خلل في جسمي. 

أشعر بأني غير قريب وبعيد من الآخرين. 
الشعور بالذنب. 

عدي يتك حي ی ی 


205 








DN DD DN DD DN DN DBD DD DN DN DN DNDN DN DN دح‎ 


N 





درا ډر) إدر) إدر) إزرا) إدر) إدرا) ډرا) ډن) إزرا) ډر) إيرا) إدرا) این این 


دن 





حل حلب جب طب طب خب الب طب طب طب حب حلب طب طب طب خط خخ 





OA Oj O ارا‎ OO O UO O UO UO O UO OA ما اها‎ 



























































1- مفتاح التصحيح لمقياس الاغتراب 


206 





01 
02 
03 
04 
05 
06 
07 
08 
09 
10 
11 
12 
13 
14 
15 
16 
17 
18 
19 
20 


2 
5 
23 
24 


25 
26 


أشعر بالوحدة غالب حتى عندما أكون بين أسرتي. 

أشعر أنني منعزل(ة) عن الناس من حولي. 

أشعر بالغربة عندما أكون بين زملائي. 

أجد أنه ليس من السهل التخلي عن المجتمع الذي نشأت فيه. 
أشعر شعورا قويا بالانتماء والولاء للكلية التي أدرس بها. 

أفضل أن أعيش في أي بلد آخر غير الذي أعيش فيه. 

أهتم بالتفكير في مشاكل الآخرين. 

أشعر أن سعادتي تحقق بالانتماء لأسرة أخرى غير أسرتي. 
أشعر أنني مفروض(ة) على زملائي وزميلاتي في الكلية. 
أشعر أنني غير مرغوب(ة) في بين أسرتي. 

إذا وجدت بين مجموعة من الناس أشعر أنني لست غريب(ة) عنهم. 
أشعر أنني غريب(ة) حتى عن نفسي 

أشعر بالفخر لأنني أنتسب لوطني. 

أشعر غالبا أني وحيد(ة). 

أشعر بالامتنان لأنني انتمي لأسرتي. 

تمسكي بالقيم يعتمد على طبيعة المواقف والأشخاص. 

أفضل الحرية التي تخضع للمعايير الاجتماعية. 

أنفذ قراراتي دون الاهتمام بالمعايير الاجتماعية. 

لا يهم مخالفة المعايير إذا كنت سأفوز برضا الآخرين. 

أسعى لتحقيق أهدافي بغض النظر عن الوسيلة كانت مشروعة أو 
غير مشروعة. 

أنتقد الأشخاص الذين يخالفون القيم. 

أعتقد أن المجتمعات التي لا تخضع للقيم تنعم بالحرية. 

أفضل غالبا مراعاة القيم في أي سلوك يصدر عني. 

لكي يواكب الإنسان الحضارة فإنه يجبر على القيام بأعمال غير 
قد أستخدم الكذب للتخلص من أي مأزق. 

من معاشرتي للناس تبين أنه لا داعي للتمسك بالقيم. 


207 








تماما 


05 
05 
05 
01 
01 
05 
01 
05 
05 
05 
01 
05 
01 
05 
01 
05 
01 
05 
05 
05 


01 
05 
01 
05 


05 
05 





04 
04 
04 
02 
02 
04 
02 
04 
04 
04 
02 
04 
02 
04 
02 
04 
02 
04 
04 
04 


02 
04 
02 
04 


04 
04 





ع ع 


03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 


03 
03 
03 
03 


03 
03 





موافق 


02 
02 
02 
04 
04 
02 
04 
02 
02 
02 
04 
02 
04 
02 
04 
02 
04 
02 
02 
02 


04 
02 
04 
02 


02 
02 





موافق 


01 
01 
01 
05 
05 
01 
05 
01 
01 
01 
05 
01 
05 
01 
05 
01 
05 
01 
01 
01 


05 
01 
05 
01 


01 
01 




























































































21 
28 
29 
30 
31 
32 
3 
34 
35 
36 
37 
38 
39 
40 
41 
42 
43 
44 
45 
46 
47 
48 
49 
50 
51 
52 
53 
54 
55 
56 
57 





غالبا لا أخالف القيم لكي أتفوق على غيري. 


أوافق القول أن الغاية تبرر الوسيلة حتى ولو كانت غير مشروعة. 


ينبغي للإنسان أن يحاول الحصول على ما يجده أمامه. 
أعتقد أن القيم ضرورة لتنظيم الحياة. 

تفوتني الفرص غالباء لأنني لا أستطيع حسم الأمور. 
يمكنني تحمل مسئولية أي عمل. 

أفشل في إقناع الآخرين بوجهة نظري مهما كانت صحيحة. 
أشعر أنني مسلوب(ة) الإرادة. 

غالبا أجد في نفسي قدرة للدفاع عن حقوقي. 

أستطيع تحقيق أهدافي. 

غالبا لا أستطيع الاعتراض عندما لا أوافق على شيء. 
يمكنني مواجهة أي موقف مهما كان صعبا. 

لا أستطيع إنجاز ما يطلب مني إنجازه. 

لدي القدرة للتخطيط لمستقبلي. 

أشعر أن حياتي تسير كما أريد. 

هناك تناقض بين أفكاري وبين سلوكي الفعلي. 

أشعر أنني مقيد(ة) في الحياة. 

أترك العمل غالبا بمجرد ظهور أي مشكلة أو صعوبة فيه. 
أشعر أنني غير قادر(ة) على التحكم في انفعالاتي. 

أشعر بقيمة ما أعمله مهما كان بسيطا. 

أشعر أن ما أتعلمه في الكلية ليس به فائدة في مستقبلي. 
أحس بقيمة الأشياء التي تحيط بي. 

أشعر بقيمتي كإنسان. 

أشعر أنني لا أستحق أن أكون كغيري في الحظوظ الدنيوية. 
أشعر أنني لا أعامل معاملة إنسانية. 

أشعر أن لي فائدة في مجتمعي. 

غالبا لا أهتم بممتلكاتي الخاصة مهما كانت ثمينة. 

فقدت الاهتمام بكل شيءٍ حتى نفسي. 

أشعر أن الحياة لها قيمة. 

ينتابني إحساس عميق بأن أهدافي ليس لها قيمة. 

لا تغمرني الفرحة لما أحققه من نجاح مهما كان عظيما. 


208 





01 
05 
01 
01 
05 
01 
05 
05 
01 
01 
05 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
05 
05 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
01 
05 
05 
01 
05 
05 





02 
04 
02 
02 
04 
02 
04 
04 
02 
02 
04 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
04 
04 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
02 
04 
04 
02 
04 
04 





03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 





04 
02 
04 
04 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
02 
04 
02 
04 
04 
02 
02 
02 
02 
04 
02 
04 
04 
02 
02 
04 
02 
02 
04 
02 
02 





05 
01 
05 
05 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
01 
05 
01 
05 
05 
01 
01 
01 
01 
05 
01 
05 
05 
01 
01 
05 
01 
01 
05 
01 
01 








































































































58 
59 
60 
61 
62 
63 
64 
65 
66 
67 
68 
69 
70 
71 
72 
73 
74 
75 
76 
7 
78 
79 
80 
81 
82 
83 
84 
85 


86 
87 





المحيطون بي دائماً يسخرون مني. 

آرائي لها قيمة في الوسط الذي أعيش فيه. 

أعتقد أنه لا أهمية لوجودي على قيد الحياة. 

ليس هناك أي جديد أسعى لتحقيقه. 

أشعر أن الحياة مليئة بما يثير اهتمامي. 

أعيش دون معرفة الهدف من هذه الحياة. 

أعرف ما أريده بالضبط . 

أضع لنفسي أهدافا كثيرة أسعى لتحقيقها. 

ليس لي هدف بعد التخرج من الكلية. 

أفضل الفراغ عن العمل لأنني لا أجد للعمل أي هدف. 

لا شيء يثير اهتمامي بالرغم أن الأمور تسير لصالحي. 

تنتابني الحيرة يوميا لأنني لا أعرف ماذا أفعل. 

أهدافي واضحة ومحددة. 

أعيش دون التخطيط لمستقبلي. 

الحياة تبدو دائماً رتيبة. 

من الضروري أن يكون لنا أهداف في هذه الحياة. 

معرفتي للهدف يساعدني على مواجهة الصعاب. 

أشعر أن مستقبلي غامض. 

من السهل أن أفهم معنى الحياة. 

أعتقد أنه لا معنى لسعي الناس وكدهم في الحياة. 

يمكنني توقع ما سيحدث في المستقبل. 

أجد معنى لكل عمل أقوم به. 

أعجز عن إيجاد وسيلة تذهب الضيق عني. 

أشعر أن الموت أفضل من الحياة. 

أرى معنى لاستمراري في الوجود. 

اعتقد أن الأنظمة والقوانين لها معنى في حياتنا. 

سواء نجحت أم فشلت فالأمر عندي سواء. 

الأمور تعقدت بشكل كبير في العالم بحيث لم أعد أفهم ما يدور فيه 
فعلا. 

أشعر دائما بالملل. 

العبارات المستخدمة في حياتنا لم يعد لها معنى. 


209 





05 
01 
05 
05 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
05 
05 
01 
05 
05 
01 
01 
05 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
01 
01 
05 
05 


05 
05 





04 
02 
04 
04 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
04 
04 
02 
04 
04 
02 
02 
04 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
02 
02 
04 
04 


04 
04 





03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 


03 
03 





02 
04 
02 
02 
04 
02 
04 
04 
02 
02 
02 
02 
04 
02 
02 
04 
04 
05 
04 
02 
04 
04 
04 
02 
04 
04 
02 
02 


02 
02 





01 
05 
01 
01 
05 
01 
05 
05 
01 
01 
01 
01 
05 
01 
01 
05 
05 
01 
05 
01 
05 
05 
05 
01 
05 
05 
01 
01 


01 
01 





































































































88 
89 
90 
91 
92 
93 
94 
95 
96 
97 
98 
99 
100 
101 
102 
103 
104 
105 





بالرغم من أن حياتي مليئة بالفشل إلا أني أحاول إيجاد معنى لها. 


أشعر دائما بأنني بائس(ة). 

أشعر أن الحياة لا داعي لها. 

أفكر غالبا في المواقف التي تعرضت فيها للإهانة. 
أتعاطف عادة مع الآخرين في قضاء حوائجهم. 

اهتمامي بنفسي لم يجعلني أتعدى على حقوق الآخرين. 
أستغرق غالبا في التفكير بنفسي وبمشاكلي. 

عادة أستشير الآخرين في حل مشاكلي. 

أهتم بالتفكير في مشاكل الآخرين. 

أشعر أن الآخرين يستحقون نصيبا من اهتمامي.. 

أعتقد أن الآخرين يشعرون أنني لا أحب لهم ما أحبه لنفسي. 
أحب أن أشارك الآخرين في الخير الذي أحصل عليه. 
أعتقد أن لا شيء يستحق التفكير فيه أكثر من ذاتي. 
أفضل عدم مشاركة الآخرين في همومي. 

مصلحتي فوق كل اعتبار. 

أحب أن أحصل لنفسي على النصيب الأكبر في كل شيء. 
ألجأ غالبا للوم نفسي على كل تصرف أقوم به. 


210 





01 
05 
05 
05 
01 
01 
05 
01 
01 
01 
05 
01 
05 
05 
05 
05 
05 
05 





02 
04 
04 
04 
02 
02 
04 
02 
02 
02 
04 
02 
04 
04 
04 
04 
04 
04 





03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 
03 





04 
02 
02 
02 
04 
04 
02 
04 
04 
04 
02 
04 
02 
02 
02 
02 
02 
02 





05 
01 
01 
05 
05 
05 
01 
05 
05 
05 
01 
05 
01 
01 
01 
01 
01 
01 

































































العينة 


01 


02 
03 


04 
05 
06 


07 
08 
09 


10 


11 
12 
13 


14 


15 
16 


17 
18 


19 
20 
21 
22 


23 


24 
25 


26 
27 
28 


29 


30 





اعم 
د 








6 
N 





o 
دنا‎ 





| 
5 





o 
AO 





© 
2 





عم 
ل 





285 


294 


312 








الكلية 


الوطني 


ع اقتصادية 


ع اقتصادية 


ع اقتصادية 


ع اقتصادية 





ع. النفس 


اللغة الحية 
ع.الاجتماع 


ع.الاجتماع 


التجارة 


زراعية 
تجارة 


التجارة 


ع تسيير 


الاجتماع 
ع التسيير 
ع التسيير 


اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الفرنسية 


الأجتماع 
ع8 النفس 


الحية 
اللغة 
الحية 
علوم 
التسيير 
علوم 
التسيير 
اللغة 
الحية 
علوم 


مالية 
اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الفرنسية 
ع8 النفس 
ع8 النفس 
علوم 


اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الحية 















ع EF‏ أ E‏ م 


ذكر 





له 
السكن 
مع الأهل 


مع الأهل 


ج 


مع الأهل 


م 
TE‏ 


çG 
ا‎ 
$ 





الصحة 
النة و 
190 


196 
194 


234 
186 
193 


199 
200 
189 


183 


192 
198 


218 


169 
20 


207 
191 


232 


200 


171 


231 


189 


254 


198 


256 
261 
192 


187 


229 
























































































































































































































































31 


32 


33 


34 


355 


36 


37 


38 


39 
40 


41 


42 
43 


44 


45 


46 


47 


49 


50 


51 


53 
54 
55 


56 
57 


58 


59 
60 


61 


62 


63 
64 


























306 


30 


284 


305 


281 


271 


303 


34 
300 


300 


280 


307 


30 


35 
282 


290 


284 
284 
314 


326 


280 


30 


304 


288 





المدرسة 
العليا 
المدرسة 
العليا 





التجارة 
التجارة 


اللغة 
الحية 
التجار 3 


اللغة 
الحية 
التجار 5 


ع النفس 
ع النفس 


ع8 النفس 
ع8 النفس 
التجارة 
التجارة 











مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 


مع الأهل 
مع الأهل 


مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 


مع الأهل 
مع الأهل 


مع الأهل 
مع الأهل 





187 


222 


201 


175 


200 


199 


184 


194 


188 
231 


189 


178 
172 


184 
188 
191 
183 
192 
170 
23 
203 


195 
175 


197 
186 


197 
194 


189 


25 
195 


231 


196 


201 
198 
















































































































































































































































































ع اتس آل إن | مع الال 


مع الأهل 
في الإقامة | 180 
في الإقامة | 200 
في الإقامة | 233 
في الإقامة 
في الإقامة 


196 
201 











ذكر 





231 








ذكر 





251 








ذكر 











ذكر 

















Om O O IT MO e 
AND SM O ® ® | 
OFT © 6 65 © #8 
MEF 25 68 F © 
ع وله‎ 15 FG 15 FF 
EHTS EHA 5 @ 
ماما‎ 83 5 © 15 88 
ANS 5 FES B8 8 @ 
ESN 2 5 2 FF 8 
om © 2 
MIM IM ى‎ 
له لها له لها نفدو رد‎ 
MINS 


ذكر 
ذكر 














88 
89 


313 
267 





المعهد 
الوطني 


ع اجتماعية 
علوم 


ع8 النفس 
زراعيه 


ذكر 
ذكر 








201 


في الإقامة_| 189 
مع الأهل 








المعهد 
الوطني 
المعهد 
الوطني 





OIG IF 
0000 jo 
BR 
ص قاض‎ 
FR 2 
$3 FF 
AR ١ 
A8 8&8 
8 
25 5 
© o 
mM je 











ع زراعية | الثانية 


ذكر 





في الإقامة | 199 

















ع النفس 
ع النفس 





ل 


كر 
ذكر 








في الإقامة | 189 
في الإقامة | 197 


231 
196 











84 





314 





ع النفس | الثانية 


ذكر 








زراعيه 


علوم ۾ 


ع التقس | إلققية | ]اق | SE‏ 
ع النفس | الثانية 


2| 50| 4 8398| MG 4 48| ده‎ 


288 








ذكر 








82 


303 





ذكر مع الأهل 


194 





81 








264 





80 





ذكر 
ع النفس | الثانية | أنثى ‏ في الإقامة | 197 
ع النفس | الثانية | ذكر 


مع الأهل 


262 





E I02 3 O 50 5 
30| 48| 56| 36| 4 45| 4 8 
79 


302 








ع النفس | الثانية 








في الإقامة | 200 
في الإقامة | 198 
في الإقامة | 189 








77 





ع النفس | الثانية 


ذكر 








76 





ع النفس | الثانية | أنثى | مع الأهل 
ع النفس | الثانية 


ذكر 








75 





264 





لخلا | EET‏ 
المعهد 
الوطني 


73 
74 








للتجارة 


د اکا 


الثانية | انش | في ابا | وو1 


ذكر 
كر 








197 
189 




















a چا ا هح‎ 
_- 5 ا ا‎ 
8 5 
3g a 
2 3 
a 5 
6 39 
a 8 
5 6 
E n 
3 

o 

A 

له 


التجارة 














ع النفس | الثانية | أنثى | في الإقامة | 187 
ذكر 


في الإقامة | 233 











68 








67 















65 
66 











ع النفس أ الثانية إن | في ابا | 192 











97 


98 


99 


107 
108 
109 
110 
111 
112 
113 
114 
115 
116 
117 
118 
119 
120 
121 


122 
123 


124 


125 


126 


127 


128 


























292 


307 


300 


296 


291 


306 


306 












دي 
هه 
س 


f 


دي 
ب 
س 


314 


314 





المعهد 
الوطني 
المعهد 
الوطني 


علوم 








ع النفس 
ع النفس 
ع النفس 
ع النفس 
ع النفس 


ع الاجتماع 
ع الاجتماع 


اللغة الحية 
اللغة 
الحية 
اللغة 
الحية 
اللغة 
الحية 
اللغة 
الحية 
اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الفرنسية 




















çG 
ا‎ 
$ 


الأهل 


$ 


مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 
مع الأهل 


مع الأهل 


1 ELL 
8 
9 $ 


çG 
ا‎ 
¢$ 


مع الأهل 








198 


201 


231 


195 


200 


199 


201 


197 


199 


197 


195 


232 


229 


200 


20 


229 


23 


240 


261 


206 


26 


201 
206 


199 


231 


206 


193 


200 





























































































































































































































139 


140 


141 


142 


143 


144 


145 


146 


147 


148 


149 


150 


151 


152 


153 
154 


158 


159 


























312 


309 


310 


دهي 
LELE‏ 
ص 


305 


312 


299 
30 


314 





علوم 
أقتصادية 


علوم 
أقتصادية 


علوم 
أقتصادية 


أقتصادية 
و 
للتجارة 
المعهد 
الوطني 


المعهد 
الوطني 
الوطني 
المعهد 
الوطني 
الوطني 


المعهد 
الوطني 


الوطني 
م الوطني 


المعهد 
الوطني 





اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الفرنسية 
اقتصادية 


اللغة 
الفرنسية 
ااق 

اللغة 
الفرنسية 
اللغة 
الفرنسية 
اقت 


التجارة 











3 
$ 


çG 
ب‎ 
$ 


الأهل 


5 5 


çG 
2 
2 


الأهل 


$ 





207 


199 


201 
196 
200 


198 
199 


206 


199 


201 


196 


196 


198 


198 


201 


201 


231 


198 


200 


198 


199 


202 


175 


197 


216 


218 


200 


195 


199 
































































































































































































































































































0 |45 5 0 : 
HE E WNW 8| 8‏ 6 | ت الاقتصاد | 081 | ذكر | في الإقامة | 199 
83011 |36 |50 |45 |45 |56 |39 | 294 عم , االاتصاد ¥ كر معلاهل ‏ 203 
اد 
162 | 56 علوم ٠‏ 2 : 
O 49| 45| 5‏ |45 |35 | 274 الاقتصاد 38¥ | أنثى | معالاهل | 196 
HB 47| 49| 44| BEB 32| 89 | 3‏ 297 ع |الاقتصاد | ¥= كر معالأهل | 209 
تصادية 
WE 8526 | 44| 53 4 55 40 49| 50 | 04‏ | اللغة ¥ | ذكر |معلأهل 264٠‏ 
الفرنسية 
5 2 |40 |33 |52 86 0 83 | 266 إعادم ‏ |الاقتصاد | الل | ذكر | معالأهل 202 
تصادية 
E 310 | 33| 55 45| 50 49| 9 56 16‏ ع الاجتماع | اقلم | أنثى | مع الأهل | 188 
7 4 5 38 |56 44 |53 |40 2 0 الإقتصاد | !3ك | ذكر أ معالأهل |200 
تصادية 
E HED | 39| 51| 47( 55| 50| 53| 54| 8‏ اللغة ¥ | أنثى |معالأهل 261 
الفرنسية 
0 |81 |45 |86 5 !5 |46 |96 | 290 عم , الإفتصد | اقلم | ذكر |معالاهل | 199 
لب 
E E | 33 47| 56| 49| 2 44| 3 10‏ اللغة ¥ | أنثى |معلأهل | 265 
الفرنسية 
11 |42 5 |52 |59 |54 |45 |80 | 313 : ع الاجتماع | ¥ | ذكر |معالأهل | 203 
172 30 علو 2 : 
BHO 56| 55| 5‏ | 294 عدم لتقصد w=‏ إت معالأهل | 199 
١: 25 | 38| 45 53| 54| HH 52| WM 13‏ ع الاجتماع | اقلم | ذكر |معالاهل | 265 
E 5 50| 50| 51| 54| 51| 56 14‏ اللغة ل أنثى | في الإقامة | 196 
175 لار 
5 2 
WB WO Te‏ 51 شك عم 2 0 
علو 0" 
E | 30| 52 45‏ 9 الإقتصاد | الأللع | أنثى | في الإقامة | 232 
E | 885 | 40| 46| 56| 55 51 50| 54| 77‏ اللغة ¥ | أنثى | في الإقامة | 207 
الفرنسية 
8 |47 1 2 : 
E 2| 4 2 56| 55| 4‏ الإقتصاد ١‏ الأقلل | ذكر | في الإقامة | 210 
E 7 0 58| 56| 53| 52| 58 10‏ اللغة ¥ | أنثى | في الإقامة | 249 
الفرنسية 
E 4 4 4 50| 56| 3 57|‏ ع الاجتماع | 8¥ | آنثى | في الإقامة | 201 
E 74 4 50| 4 56| 45| 59| 11‏ ع الاجتماع ١‏ 8¥ ذكر | في الإقامة | 230 
E | 50| 4 4 52 50| 59| 53| 2‏ ع الاجتماع | ¥ | أنثى | معالأهل | 259 
183 5 1 17 2 8 6 322 ع لاجتماع آنقى 233 
184 311 الإ قتصاد ذكر 203 
HM] %9 55 50| 53 55| 56| 52 85‏ اللغة ¥ | أنثى | في الإقامة | 200 
الفرنسية 
186 أقتصادية 2 5 
31 50 |56 53 55 |84 45 | 894 إعانتصدية |الإقتصاد | 8¥ ذكر | في الإقامة ‏ 264 
7 | 55 علو 3 
5 كه 8 ROE‏ | 30 |عدم | تمد ت فبالإقامة | 4و1 
E BE | 55| 41| 45| 43| 45| 54| 56| 8‏ اللغة ¥ | أنثى | في الإقامة | 230 
الفرنسية 
189 |54 ع 2 : 
ا - م : 5 HA‏ 235 ا الإقتصاد | الأول | ذكر | في الإقامة | 196 
علو ص 
ا ة 45 |45 |50 | E‏ ا الإقتصاد | ¥ | آنثى | في الإقامة | 229 
- 1 
6 ® |80 | 305 عدم الإقتصاد | Ww‏ نر فيالإقامة | 189 
E E 2 47| 44 53 4 50| 44 12‏ اللغة ¥ | أنثى أ مع الأهل 233 
الفرنسية 
3 |59 |56 |44 |30 |45 |50 |34 | 82838 | علوم الإقتصاد | ¥ | ذكر | في الإقامة | 231 














































































































































































































































































































22 & |25 إل 5S‏ |8 |8 اله 
BEE SD EBE ¥ B223‏ 
FG 224‏ |8 الها |5 |25 #8 اله 
MM 54| 88| 56| 36| 50| 85‏ 
HEBE BD HEH 521‏ 


309 
300 
311 
313 
313 

















: 


Î | ع.الاجتماع‎ 
Î | ع.الاجتماع‎ 
Î | ع.الاجتماع‎ 


ذكر 














152 TE FE E | لجس‎ 
166 ETE TF E سح‎ 
ذكر‎ 


في الإقامة | 196 


206 


أنثى | في الإقامة | 198 
مع الأهل 




















اللغة 
الحية 








لق انث أ في اإقامة | 230 





علوم 
أقتصادية 





297 


التسييرد ت آنثى | مع الأهل 
التسيير الرابعة 


ذكر 





في الإقامة | 229 


185 





علوم 
أقتصادية 








علوم 
أقتصادية 


286 


التسييد .| 83 | آنثى | في الإقامة | 216 
التسيير الرابعة 


ذكر 





201 





علوم 
أقتصادية 





E 9 56| ¥ 2 HM HM 47| 7 








علوم 
أقتصادية 


28| 55| 4 50| 83| 50| 53| 


296 
294 


التسييد | للع | أنثى في الإقامة | 180 
اتير 111 


ذكر 





في الإقامة | 200 





علوم 
أقتصادية 


47| 4 53| 3 50| 30| 46 5 








علوم 
أقتصادية 


E | 50 35| 58| 4 56| 56| 59| 13 
HUM GE OD BPE 52| 4 


313 


التسيبر لغ | آنثى | معالأهل 
التسيير الرابعة 


ذكر 





في الإقامة | 184 


230 





علوم 
أقتصادية 








علوم 
أقتصادية 





301 


التسيير .| للك | أنثى | في الإقامة | 215 
التسبير .| ت | آنثى | في الإقامة | 177 
التسيير الرابعة 


ذكر 





في الإقامة | 189 





علوم 
أقتصادية 


313 








ED %6 56| 56| 46| 55 3 55| 8 
E 040 2 84| 4 52| 9 
UN 453 HMH 50| 52| 220 





علوم 
أقتصادية 














علوم 
اقتصاديه 
علوم 
اقتصاديه 


اتير لاك 








التسيبر 8 | آنثى | في الإقامة | 210 
ذكر 


231 








علوم 
أقتصادية 


TE WS 
302 | 7 46| 55| 4 3 59| 53| 7 


التسيير الأولى 


ذكر 





في الإقامة | 202 





اللغة 
الحية 


52| 2 59 | 6 








8# اى | في اإقامة | 218 





علوم 
أقتصادية 


299 


التسيير 3¥ أ آننى ‏ في الإقامة | 198 
التسيير الأولى 


ذكر 





في الإقامة | 195 





علوم 
أقتصادية 


301 








علوم 
أقتصادية 


305 
34 


التسبير .| 3¥ | آنثى | في الإقامة | 200 
التسيير ]¥ 


ذكر 





في الإقامة | 196 





علوم 
أقتصادية 








3| 36| 201 


48| 4 3 45| 56| 46| 4 20 


8*0 9I 4 50 52| 50| 59| 55| 9 
30 


التسبير ١‏ الأَقلل | أنثى | في الإقامة | 199 
التسيير الأولى ذكر 


مع الأهل 


201 


علوم 
أقتصادية 





313 








علوم 
أقتصادية 





الإ قتصاد 


ذكر 





في الإقامة | 206 





علوم 
أقتصادية 


HHA 51| 50| MO 58| 8 


305 


الإ قتصاد 





في الإقامة | 204 
أنثى | في الإقامة 


201 





علوم 
أقتصادية 


TEHM 50 359 50 44| 45| 55| 6 16 
300 MH 50| MW 50| 59| 58| 49 7 


الإ قتصاد الأولى 


8# أنثى | فيالإقامة | 200 


ذكر 








للغة 
لحية 














EEN 3590 457 HE 4 6 A 49| 15 


للغه 
لحية 
للغة 





8# أنثى | في الإقامة | و19 











للأقلق | أنثى | في الإقامة | 196 





EEN 33 44 48 SF 59| 39| 14 


أقتصادية 








227 


228 


229 


231 


232 


233 


234 
25 


236 


237 


238 


239 


240 


241 


242 


243 


244 


245 


246 


























ډیا 
5-5 
3 


300 


304 


286 








أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 
علوم 
أقتصادية 


علوم 
أقتصادية 


مع للتجارة 








ع.الاجتماع 
ع.الاجتماع 
ع.الاجتماع 


ع.الاجتماع 


£ 
اقتصاديه 
اقتصادية 


اقتصادية 
ع ااقتصاد 


£ 
افتصاديه 
اقتصادية 
ا 
اقتصاديه 
اقتصادية 
ا 
افتصاديه 
اقتصادية 


اه 
اقتصاديه 
اللغة 
الفرنسية 
التجارة 
التجارة 


الحية 
اللغة 


اللغة الحية 
اللغة الحية 
اللغة الحية 
اللغة الحية 
اللغة الحية 
اللغة الحية 
التجارة 
التجارة 
اللغة الحية 
اللغة الحية 
التجارة 
التجارة 
اللغة الحية 
اللغة 
الحية 














çG 
2 
$ 





20 


229 


225 


26 


228 


226 
184 


232 


228 


208 


183 


220 


162 


180 
198 
232 


228 

























































































































































































































































































فهرس المحتويات : 
الموضوع الصفحة 
الإهداء E DRS‏ 
شكر وتقدير مز [ ز ز زذذذ- 
فهر س المحتويات ER O a‏ 1 اك 
فهرس الجداول ااا ا ا ا ا RASS AEE SERENE‏ 
فهر س الملاحق CE SS SS DS ESS SSS‏ 
مقدمة OLED ee‏ 
الجانب النظري 
الفصل الأول: مدخل للبحث 
1 - إشكالية البحث DES Ea‏ 0000001 ا 
2 - فرضيات البحث LIENS EER‏ 
3 - أهداف البحث NTE‏ 1 
4 - أهمية البحث O O a‏ 1 
5- تحديد مفاهيم البحث RS RRS‏ د3ذ1ذ1ذ0001010101213 LSA‏ 
6- حدود البحث وإجراءاته 100 
الفصل الثانيء الاغتراب 

* تمهيد 01 
1 - مفهوم الاغتراب E O‏ 
أ- مصطلح الاغتراب في اللغة E‏ 
ب- مصطلح الاغتراب في بعض الموسوعات والمعاجم والقواميس اللغوية والتخصصية. 27 
2 - أسباب ومصادر الاغتراب ل 
3 - أبعاد الاغتراب ومظاهره 7 ش(10:ك 


4 - الشباب والاغتراب و وا مالا O‏ 


5- أنماط الاغتراب وأنواعه E N‏ 
6 النظريات المفسرة للاغتراب AO E ASE‏ 
الفصل الثالث: الاغتراب والتنشنة الاجتماعية والأنساق القيمية 
1 - التنشئة الاجتماعية واغتراب الشخصية Se A‏ 
2 - اغتراب اللغة العربية SO O‏ 
3 الاغتراب والثقافة والمجتمع EO OO EE‏ 
4- الاغتراب ومنظومة القيم 111 1 
5- علاقة الانتماء بالاغتراب a‏ ببذٍ000012021 00 ES‏ 
6- معتقدات الاغتراب اللاعقلانية 1011 GSS‏ 
7 قياس عامل الاغتراب O DO‏ 
8- مواجهة الاغتراب OS ATE SECRETS‏ 
9 - الخلاص من الاغتراب 619 
الفصل الرابع: مفهوم الصحة النفسية 
* تمهيد “111111111011111 
مفهوم الصحة النفسية AS‏ اال م و ل SN‏ 
أ - الصحة النفسية كحالة من الأحوال النفسية Sl RT‏ 
ب- الصحة النفسية والتوافق اماج لاقام سج TENSES RSA‏ 
ج- مربع الصحة النفسية 1 1 1 1[|1|[1[|1[ 1[ 101 1 1 1 1 1 1 O‏ 
د- الصحة النفسية والسواء والشذوذ a E‏ 
ه- مظاهر الصحة النفسية CS O‏ 
و- مظاهر الصحة النفسية والنظريات النفسية 111 o‏ 
ز- الصحة النفسية والمرض النفسي ODS GN SE‏ 
ن- علم الصحة النفسية تعريفه ومجالاته 1[1[142 1[ OF a‏ 


الفصل الخامس: الصحة النفسية للشباب الجامعي 


* تمهيد O DT LS‏ 
1- معنى الصحة النفسية ARS Rs‏ ذ1ذ1[ذ[ذ[1[1[ذ1[1[1[1[1[ز[ز1ز1 1 1[ 1[ 00 
2- الصحة النفسية في الأسرة والجامعة والمجتمع OLN‏ 
3 - مناهج الصحة النفسية RRs‏ 000 
4 - أسباب الأمراض النفسية E O‏ 1 
5 - أعراض الأمراض النفسية ES‏ 1 
6 - الأمراض النفسية والعقلية ل TE‏ 
7 العلاج النفسي وأهم طرقه LOO‏ 
8- رعاية الصحة النفسية للشباب الجامعي LISER‏ 
الفصل السادسء الاغتراب والصحة النفسية 
1- النظرة المتعمقة لعلاقة الاغتراب بالصحة النفسية و ال ا 119 
2- الدراسات السابقة LOC O O‏ 
3 النظرة النظرية الفكرية لموضوع الاغتراب والصحة النفسية لطلاب الجامعة...........140 


الجانب التطبيقي 


الفصل السابع ٠‏ منهج البحث وإجراءاته 


أولا: منهج الدراسة LAO SERE SE‏ 
ثانيا : مجتمع الدراسة MAO eT RARER‏ 
ثالثا : عينة الدراسة 00 |[ز[ز[|[ز[|[|[ |[ اا O‏ 
رابعاء: الأدوات المستخدمة في الدراسة a‏ 1 
1- مقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية SRSRSASS‏ 17 

2- مقياس الصحة النفسية المعدل ااا LSa‏ 

خامسا : الأساليب الإحصائية STE ESR‏ 


الفصل الثامن: عرض النتانج ومناقشتها 


نتائج الدراسة ومناقشتها از 11 |[ [ 1[ 0 ا ا a‏ 
مناقشة النتائج LISSA E‏ 
ملخص النتائج 1 141ذ1[1 RS O [1 O O‏ 
التوصيات والاقتراحات LOSS SN‏ 
قائمة المراجع OS SE OR O O‏ 
المراجع العربية ل 196 
المراجع الأجنبية 10101 0 1 OD‏ 
المواقع الالكترونية OO OEE EY‏ 12 
الملاحق 0 o o‏ 





فهرس الجداول : 


رقم الجدول وموضوعه 

جدول رقم (01) توزيع أفراد العينة على حسب الكليات والتخصصات ا 
جدول رقم (02) يبين كيفية تصحيح عبارات مقياس الاغتراب E A‏ 
جدول رقم (03) يبين معاملات الارتباط بين المقاييس الفرعية والمقياس العام للاغتراب a‏ 
جدول رقم (04) يبين بنود مقياس الاغتراب وعدد عباراته SAL‏ 11 
جدول رقم (05) يبين انتشار الاغتراب على المقاييس الفرعية لمقياس الاغتراب المستخدم 0 
جدول رقم (06) يبين كيفية تصحيح عبارات مقياس الصحة النفسية 11 1 11111 
جدول رقم (07) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب الجنس 1111 1 1 0 1 1 1 1*1( 
جدول رقم (08) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب الكليات النظرية والكليات العلمية 0 
جدول رقم (09) يوضح الفرق في ظاهرة الاغتراب حسب نوع السكن 1011111117 
جدول رقم (10) يبين ترتيب نتائج مقياس الاغتراب حسب التخصص الأكاديمي 12111 
جدول رقم (11) يوضح تحليل التباين في ظاهرة الاغتراب حسب التخصص الأكاديمي 000 
جدول رقم (12) يوضح تحليل التباين في ظاهرة الاغتراب حسب المستويات الجامعية الأربع.... 
جدول رقم (13) يبين العلاقة بين الاغتراب والصحة النفسية E‏ 
جدول رقم (14) يوضح الفرق بين في الشعور بالصحة النفسية تبعا للجنس ا 
جدول رقم (15) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعا للكليات الأدبية والكليات العلمية. 
جدول رقم (16) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعا لنوع السكن ل 
جدول رقم (17) يبين ترتيب نتائج مقياس الصحة النفسية حسب التخصص الأكاديمي OR‏ 
جدول رقم (18) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية تبعا للتخصص الأكاديمي 11111 
جدول رقم (19) يبين ترتيب نتائج مقياس الصحة النفسية حسب المستوى الجامعي 20111 


جدول رقم (20) يوضح الفرق في الشعور بالصحة النفسية حسب المستويات الجامعية الأربع.... 





147 
148 
150 
150 
152 
156 
159 
161 
163 
165 
166 
168 
170 
171 
173 
174 
175 
176 
177 
17 










































































فهرس الملاحق : 
قاس E‏ اج لسر كله العامة 


3- مفتاح التصحيح لمقياس الاغتراب للمرحلة الجامعية 7 شط 





194 
200 
206